مزار "عبابيلى" لا يخص اي ممن يسمون ب"ابا عبيدة"
Monday, 14/02/2022, 21:40
ترجمة عن الكردية احمد زه ردشت
قرية عبابيلى ام قرية "سازطار" (تاريخ مشوه ) عبابيلى قرية تقع شرقي مدينة حلبجه على سفح جبال "شنروى" من طبيعة تكوينها هذه القرية، تبدو كأنها كانت قبل الاسلام قرية عامرة مترامية الاطراف، بدليل وجود العديد من الاثار وبقايا القبور التي تحتوى على الاواني والجرار والقوارير......تعود تاريخها الى عهود غابرة تسبق الاسلام، كما ان شكل واسلوب المدافن تختلف عما هو معتاد عليه في قواعد الدفن الاسلامي .
يقال بان قرية "عبابيلي" كانت تسمى " سازطار" اسفي بأنى لم احصل على اية مصادر او ادلة تثبت صحة او تفند هذا الرأي، الا ان الطبيعة الاخاذة لقرية عبابيلي لما تتمتع به من كثرة المنابع المائية العذبة ،قد تتيح لنا باتخاذها حجة ودليل لترجيح ذاك المسمى الرائع "سازطار" اي الماء العذب الصافي لتسمية القرية في السابق، لعمرى فقد حاولت جاهدا وبحثت في المصادر عن تاريخ قرية " عبابيلي" لفترة ما قبل الاسلام و الفترة اللاحقة الا انني لم افلح في مسعاي لأقدم تعريفا مناسبا يليق بحجم وروعة تلك القرية الوديعة، الا ان من واجبي ان اثني بإجلال على صاحبي السيد" شيخ جمال المذيع" وهو من رفاقي المقربين الى نفسي، وبحكم الرابط الروحي بيننا، لطالما تحدثنا حول الجمال الاخاذ لطبيعة واجواء عبابيلي وعظمة وكفاح ومدى ثقافة ساكنيها وتاريخهم المطرز بالفخر، مما شكل مصدرا اساسيا لهذه المقدمة، وان كل ما اشرت اليه فيها هو من نبع بنات افكار وروايات ذاك الرفيق، قرية عبابيلى تبدو كمدينة مختزلة في قرية كانت تزدحم بالسكان المنشغلين بتربية المواشي والزراعة في مجال التبغ والبساتين و خصوصا بساتين الرمان، حيث برعوا في عملهم وكسب قوة حياتهم اليومية، من النادر جدا ان تجد اي من سكان هذه القرية من لا يمتلك بستان رمان، واثناء حلول فصل الصيف وموسم نضوج الرمان كان الكثير من الاسر يهجرون بيوتهم ويعيشون تحت افياء السقائف الى ان يحل فصل الخريف فيعودون بأدراجهم، ان رمان عبابيلى من الاصناف الجيدة ذات مذاق خاص اكتسب من الشهرة ابعادا، حتى ورد على لسان الشعراء في قصائدهم وتغنى به المطربون، قرية عبابيلى عامرة بالأسواق والمقاهي، وكان في مركز القرية مكان جميل يأخذ الالباب يدعى ب " سه رحه وز" فيها العديد من الاشجار المعمرة الموغلة في القدم تحيط بها مياه وفيرة تملأ المكان بخريرها، كان الشباب والرجال يرتادون المكان للتبضع ولقاء بعضهم البعض و المسامُرة وقضاء اوقات رائعة، كما ان "نبع النساء" في عبابيلي كان يزخر بقهقهة وزعيق وصخب النسوة ، كان من المناطق العامرة الجميلة في القرية، حيث ترتاد نساء عبابيلي النبع للاستحمام وغسيل الملابس والاواني والحاجات ونقل المياه النقية بالقراب والجرار الى بيوتهن، كان الطريق يعج بزحمة المارة، ولوعورة الطريق المعبد بالصخور فقد استخدمت الحمير والبغال في اداء اعمالهم، كما يحكى البعض انه وبسبب خبرتهم ازاء وعورة منطقتهم كان الناس يلجأون الى شق نًخرة بغالهم وحميرهم لتوسيعها ومقاومتها لضيق التنفس في المناطق الوعرة المرتفعة، كان شكل وطراز بيوتهم هو البناء بالحجر واللبن بطابقين او ثلاث، وكانت البيوت ملتصقة ببعضها البعض وكانت ازقتهم عبارة عن مدرجات مرصوصة بالحجر والكثير من الممرات كانت تمر من تحت البيوت حيث كانت تسمى " جوخم ــ طاق" اي الممر الضيق في الحارة والذي يمر من تحت الشناشيل، كانت قرية عبابيلى جميلة خلابة تجذب الناس من المناطق البعيدة ومن حلبجه واطرافها للسياحة والاستجمام.
قرية عبابيلى اسم على علم مألوف عبر افق ذكرياتنا جميعا، حسبت من واجبي ازاء تاريخها الحافل وسكانها الموقرون المناضلين، ولإحقاق تاريخها الذي لحق به التشويه والضلال وبعد البحث وسهر الليالي ان اضع امام الانظار كل الوثائق والادلة والمصادر الموثوقة حولها .
في قرية عبابيلى مرقد يسمى "مرقد عبابيلي " ويشار اليه بانه مزار لاحد الصحابة، شيد المرقد عام 1160هجرية الموافق ل 1747 ميلادية على يد "سليم باشا البابان"(1) (ملاحظة : يقول مؤلف هذا الكتاب: كما يقال سميت القرية باسم القائد الاسلامي ابي عبيدة الانصاري، اي انه لا يجزم بالقول وانما : كما يقال . ك .ك )من الاعراف السائدة بين العامة في زيارة هذا المرقد، بان النساء العاقرات تلجئن الية ليرزقن بالذرية في حين ان البنات يزرن المزار وينذرن النذور لفك عقدة زواجهن واسعادهن بالنصيب الحسن، كثيرا ما يقوم الناس بتعليق الحجارة الصغيرة على شواهد القبر فاذا ما إلتلصقت بها فذاك نذير خير ودالة على تحقيق امنياتهم ونيل مرادهم، هنالك بعض الحجارة داخل باحة المزار تختلف عن الاخريات، فبعض من الزوار ممن يطمحون الى تحقيق امنياتهم الخاصة يقومون برص مجموعة من تلك الحجار فوق بعضها فان صمدت ولم تسقط فان ذلك بشارة خير كون قبول رجائهم ونيل مرادهم والعكس صحيح كلعبة الميسر ايام الجاهلية، كما كان سائدا فيما مضى من الزمان بين النسوة ان يقمن بفرش قطعة جنفاص او قماش او بطانية تحت ظلال الشجرة المطلة على المرقد، يترقبن ويطلن الانتظار الى الحين الذي تتسلل اليها نملة او تسقط عليها رزرق طائر، كان ذلك مبعث سرورهن فيبادرن الى التهامها ليتحقق مرامهن، ومن الشائع والمألوف ان الناس يزورون هذا المرقد ايام الاربعاء والجمعة ، كان من المرجح حين الدخول الى باحة المزار ووجوههم بشكل متقابل للضريح وعند انتهاء الزيارة يخرج الزوار متراجعين بأقدامهم الى الخلف دون ان يولوا بوجوههم عن المزار كتعبير عن الاحترام،
في تلك المراحل قلما كنت تجد طفلا في حلبجة و ما حولها من لا يعلق شريحة قماش خضراء من قماش ذلك المرقد على صدره اوفي معصميه او يشدها حول عنقه كحرز او لم يرغم على تناول تراب المرقد تبركا، الا انني ارى اليوم ان هذه الظواهر آيلة الى الزوال بهدوء .
حول هذا المرقد يقول بعض الناس السذج وبعض من رجال الدين وبدون الاستناد الى اي مصدر او دليل: ان معركة دامية دارت رحاها بالقرب من هضاب جبال "شنروي" بين جيش الاسلام وجيش الكفار، وقد انتهت المعركة بهزيمة جيش المسلمين ومقتل قائدهم "ابا عبيده " وقطع راسه، وقد روى الثرى في تلك القرية واصبح فيما بعد هذا المرقد سمي باسم ذلك الصحابي، وانه وبسب صعوبة لفظ ذلك الاسم للناطقين باللغة الكردية، فقد تحولت الكلمة "ابا عبيده "بمرور الوقت الى "عبابيلي" الا انني ارى ان تلك الآراء لا تتعدى كونها ثرثرة وتلفيق لمجمع النساء على تكية التنور، لأنه لم يرد ذكرها في اي من المصادر التاريخية و الاسلامية الموثوقة، فيما عدا بعض المصادر التافهة وعلى لسان بعض رجال الدين المحليين الذين يقولون مالا يفقهون دون الاستناد الى اي دليل : (انه ضريح ابا عبيدة الجراح ،والبعض منهم يقول : لابل انه ضريح ابا عبيدة الانصاري ) في حين ان ذاك الضريح لا يمت بصلة الى ابا عبيدة الجراح ولا وجود البتة لأي من الصحابة باسم ابا عبيدة الانصاري .
ايها القاريء العزيز قبل اثبات ما اشرنا اليه، ولزيادة المعرفة نرى من الصائب ان نخوض معا غمار بعض من المصادر التي لفقت حكايات لا تستند الى مصادر واسس صائبة بهدف تظليل العامة من بسطاء القوم، وان البعض من رجال الدين والمعممين اكدوا هذه المعلومة بدلا من ان يقفوا لها بالمرصاد ويجنبوا الناس عاقبة التظليل .
احد هؤلاء (محمد مردوخى كوردستانى ) يذكر في كتابه ( ميَذوى كوردو كوردستان ــ تاريخ الكرد وكردستان ) وبدون الاشارة الى اية وثيقة او مصدر :"انه في العام الثامن عشر الهجري وبأمر من الخليفة الثاني، يتجه جيش الاسلام وبقيادة الامام حسن وعبدالله ابن عمر من العراق الى ايران، اتجه عبدالله ابن عمر و ابا عبيد الله الانصاري على راس خمسة الاف فارس الى منطقة شارزور، وبهدف التصدي لهم يعسكر جيش الكرد ليلة كاملة على الضفة المقابلة لنهر سيروان، وفي اول معركة يسقط فيها ابا عبيدة الأنصارى قتيلا، الا انه وفي الجولتين الثانية والثالثة ينتصر خلالها جيش الاسلام، ويتم دفن رفات ابا عبيدة الانصاري على سفح جبل "شنروى" حيث يكنى اليوم ب" عبابيلى"(2) محمد مردوخي قام بتغيير اسم ابا عبيده الى ابا عبيد الله اي انه الحق لفظ الجلالة الله به دون الاشارة الى اي مصدر او دليل، وهذا خطا فادح وتظليل لا اساس له ومع ذلك فقد قام بإضافة اسمين اخرين وبدون اي مسوغ او دليل اولهما الامام الحسن و الثاني عبدالله ابن عمر، مع العلم بان اية من المصادر لم تشر الى ان الامام الحسن قد شارك في اية من حملات الاحتلال في هذه المنطقة وفي العراق بأي شكل من الاشكال وليس من شان هذه المعلومة ان تشغل مساحة اكبر من مما تستحق وللإفاضة في المعلومات عن حياة الامام الحسن وعدم مشاركته في اي من الفتوحات يمكن الرجوع الى المصادر (3)(4)(5) وكذا حول عبدالله ابن عمر الخطاب، وفي نفس الكتاب يقول محمد مردوخى : (بعد ان وري جثمان ابا عبيدة الانصاري الثرى، مكث عبد الله ابن عمر لعدة اشهر في تلك المنطقة، وشيد في مواقع مواقد عبادة النار مساجد عدة ثم اتجه شمالا الى منطقة هورامان وشيد في مدينة (ثاوة) مسجدا )(6) لعمرى فان ذلك تظليل وكذبة ملفقة اخرى لان عبدالله ابن عمر لم تطأ قدماه منطقة كردستان البتة، وكما تشير المصادر عنه بان شخصية عبد الله ابن عمر تتميز بكونها متعبدة متنزه عن متاع الدنيا ولم يشارك في اي من حملات السلب والنهب (7) وسنشير الى ذلك بالدليل فيما بعد .
ومن الاخرين من اصحاب الاكاذيب الملفقة المفضوحة من اعداء الكرد وتلفيقات اعداء الكرد التي سطرها باسمه في كتاب من اجل الشهرة، وسرد روايات قتل الاكراد ومباركة ذاك الدين الذي يعتاش عليه وهو (الملا رؤوف سليم حويزى ) المذكور يذكر في كتابه الموسوم (كردستان والدين الاسلامي )حيث يقول :"عند عودة عبد الله ابن عمر الى عربستان، اي بعد احتلال كردستان مع خالد ابن الوليد وعند وصولهم منطقة بين اربيل والموصل يقفون على نهر ويلتقون بعجوز تقول لهم انا مسلمة اود العبور الى الضفة الاخرى، فيحملها عبدالله ابن عمر على ظهره في حين يقول له خالد : يا عبد الله دعها و لا تطمأن لمكر العجائز، فيرد عبدالله : لا عليك ، عندما يصل بها الى موقع في عمق النهر، تخرج العجوز الكلبة الشمطاء سكينة من تحت ابطها وتغرسها في موضع قلبه فيخر شهيدا، وقد دفن عبدالله بن عمر في تلك الانحاء ويصبح ضريحه مرقدا يعرف اليوم بمرقد السلطان عبدالله عرب "(8) وهذه الرواية كذبة مفضوحة لا اساس لها من الصحة وسنوضح ذلك لاحقا مقرونا بالدليل القاطع ((ملاحظة: أستميحكم عذرا في ذكرنا عجوزة كلبه فقد استخدم الكاتب تلك الجملة لذا عمدنا الى كتابتها كما هي . ك .ك .)) وثمة شخص اخر من الذين ترجموا مجموعة من الاكاذيب والتلفيقات الى اللغة الفارسية، دون الاستناد الى اي مصدر او دليل حيث ترجم ما ورد كما هو دون ان يدلي بأية ملاحظة او ايضاح حول الاخطاء والاكاذيب الواردة في النص العربي، او ان يضيف هامش لإثبات الذي قيل وهو " الملا عزيز الواعظ السردشتي "وهو في الاصل من مدينة "كويه" لقد ترجم هذا الملا مخطوطة عربية الى اللغة الفارسية تحت عنوان "فتوحات سواد العراق " هذه المخطوطة مجهولة المؤلف والتاريخ وكيف وصلت الى مكتبة اسرة الملا صمد مركيي، يقال فقط انها من كتابة " الواقدي "وهذا موضع شك لان المخطوطة مليئة بالأخطاء و واقد من مكة ولا يجوز باي حال من الاحوال ان تمر عليه تلك الاخطاء، اننا لسنا بصدد بيان كل تلك الاخطاء والاكاذيب ولا نرمى ان نشغل بها اوقاتكم كي لا نخرج عن مسار صلب موضوعنا، مثلا فان ( الملا عبد العزيز الواعظ السردشتى )يذكر في كتابه بشكل مختلف وبشيء من التغيير حول مقتل (عبدالله بن عمر)ويقول :" عجوز شمطاء تطلب من عبد الله بن عمر ان يحملها ويعبر بها النهر، وتقوم برش السم على انف عبدالله بن عمر وعند وصولهم الضفة الاخرى يفارق عبدالله الحياة، فيقوم خالد ابن الوليد بتمزيق تلك العجوز اربا إربا بسيفه"(9).
ايها السادة اذا ما اردنا ان نتحدث حول الفرق بين سرد هذه الروايات الثلاث، او تلك الاخطاء والتلفيقات الواردة فيها، فانه سيشكل ثلاثة امثال تلك الكتب الثلاث، ناهيك عن ان تلك الكتب قد عمدت الى تشويه الجانب الاعظم من تاريخ الكرد و يتطلب الاسهاب في الحديث عنها، الا اننا سنختزل الحديث بقدر ما يتعلق الامر بمسار حديثنا، ونموذج ذلك فان المصادر الثلاث تذكر ان : (عبد الله ابن عمر قد استشهد في كردستان وان مزاره في "قرجوغه ") علما بان عبد الله بن عمر لم يقتل في كردستان لكي يكون له مرقدا فيه، كما انه لم يستشهد، فقد توفي عن عمر يناهز 83 عاما، سنة 73 هجرية بمكة ودفن ليلا بمقبرة المهاجرين (10)(11) كما انه لم يتوفى قبل والده عمر بن الخطاب كما يشير هؤلاء السادة، بل فارق الحياة في عهد خامس خلفاء الامويين "عبد الملك بن مروان "(ملاحظة: ادناه ثبتت احدث صورة لضريحه بمكة وعنوان الضريح، كما احتفظ ببعض الفديوهات لمن يرمي المزيد من الايضاح . ك .ك ) اجد من مسوليتي وللتاريخ ان اصحح هذا الخطأ الذى وقع فيه السيد "حسن محمود حمه كريم" في كتابه الموسوم "كوردستان له بةردةم فتوحاتى ئيسلاميدا ــ كردستان امام الفتوحات الاسلامية " حيث يقول الكاتب :"ان عبدالله بن عمر قد توفي سنة 64 للهجرة " والصحيح هو سنة 73 للهجرة لا 64 هجريه "(12) اما حول غزو الجيش الاسلامي لكردستان فان كل من هؤلاء الكتاب يرويها بشكل مختلف عن الاخر وبتواريخ مختلفة عن بعضها، فها هو ( الملا عبد العزيز الواعظ السردشتى )يقول في كتابه :" تحرك جيش المسلمين من نينوى لاحتلال كردستان بتأريخ العشرين من جماد الاول سنة 25 هجرية "(13) الا ان (الملا رؤوف سليم الحويزي )يقول : " كان في يوم الخميس المصادف ل 20 جماد الاول من سنة 20 هجرية "(14) في حين ان محمد مردوخ الكردستانى يدلى بدلوه من خلال كتابه فيقول "كان ذلك سنة 18 هجريه "(15) ناهيك عن ان " الملا سليم الحويزي " و "محمد مردوخ كردستاني" يقولان في كتابيهما :"كلا ان خالد بن الوليد قد توفي بمدينة حمص سنة 21 للهجرة، وفي نفس سنة توفي عمر بن الخطاب " في حين ان كل المصادر تجمع على ان "عمر بن الخطاب "قد لقى حتفه على يد "فيروز النهاوندى " المكنى ب"ابا لؤلؤة المجوسي "سنة 23هجريه "(16) والاكثر دهشة و غرابة ان " الملا عبد العزيز الواعظ السردشتى "يشير في كتابه الى ان :(خالد بن الوليد يبعث برسالة الى عمر بن الخطاب يزف له بشارة النصر وذلك يوم الاحد 13 ذي العقدة عام 26 للهجرة )(17) . وكما اشرنا سابقا مدعوما بالدليل والمصادر بان "عمر بن الخطاب قد قتل سنة23 للهجرة، هنا نتسأل هل يجوز زف بشائر النصر عبر رسالة لمن قتل قبل سنوات ثلاث !؟ . ((ملاحظة :في ملاحظة للملا جميل الروزبياني يقول فيها : يبدو ان الواقدي قد قصد عام الوحي !؟" فارد قوله بالقول لو كان يقصد ذلك العام ، فالمصيبة اعظم لان نبي الاسلام قد هاجر الى المدينة بعد 14 عاما من نزول الوحي، وان عام الوحي يسبق العام الهجري ولان العرب لم يكن يستخدمون سابقا عام يشار اليه، وان اعوامهم كانت مرتبطة بالأحداث كعام الفيل و ...الخ وعندما يسأل سائل حتى يومنا هذا في اي عام دخل عمر بن الخطاب الاسلام ، يكون الجواب العام الخامس للوحي، لأنه لم يستخدمون غالبا العرب حينها الاعوام. "ولزيادة المعلومات فان عمر بن الخطاب هو من ثبت التقويم الهجري .ك .ك)).
اما فيما يتعلق بالمراقد والاضرحة التي تنسب الى (عبدالله بن عمر) فان السادة الذين يفكرون و يقرءون بعقولهم فهم واثقون بان تلك المراقد مزيفة بعيدة عن الحقيقة، لذا لا اجد بدا ًكي اطيل الحديث حولها .
ايها الرفاق، نحن الكرد امة موغلة في الاقدام، شجاعة حرة كريمة، ننفق ما لدينا على الضيوف ونبات جائعين، الاننا امة بسيطة طيبة سريعة التصديق، وان نتيجة سذاجتنا وطيبة قلوبنا وسرعة تصديقنا جعلت وبدون شك من جبالنا وسهولنا وقرانا ومدننا مرتعا للعديد من الاضرحة والقبور والمزارات والمراقد التي تعود للمحتلين، وتحت مسميات عدة كالصحابة والصالحين، وكنا نحن الكرد نعلو من مكانتهم ونرفع من شأنهم، ونصوغ حولهم عشرات القصص والاساطير لتزيين وتجميل صورتهم، وفقا لرأينا فان تكريم واعلاء شأن تلك المزارات والمراقد انما هي شهادة و قبول بجعل بناتنا جواري، وفي عين الوقت يعد ذلك اكبر اهانة بحق مواقف البسالة والشهامة والمروءة لأجدادنا، عندما دافعوا عن الوطن والشرف ضد المحتلين، عذرا، لا تنزعجوا حين اردد القول نحن امة ساذجة سريعة التصديق، فلسنا نحن السبب او من نتحمل وزر تلك الخطيئة، فالسبب يقع على عاتق بعض من المعممين ورجال الدين و ألملالي الذين ظللوا باسم الدين الحنيف هذه الامة، وصوروا تلك القبور للناس البسطاء السذج الطيبين من ابناء هذا الوطن قبور مقدسة ليقوم البسطاء الطيبين والمؤمنين بزيارتها وتقبيلها والتوسل اليها والتماس الرجاء منها وطلب العفو والمغفرة من قتلة اجدادهم، وبالعكس ، فاني اراهن على ذلك امام كل رجال الدين في هذا الوطن، من الذين يؤمنون بصحة هؤلاء الشيوخ و الشخوص وتلك المزارات، ان يأتوا بحجة او دليل يثبت شخصية " ئةسحابة سثى" الكائن في السليمانية ؟ او كينونة "ئةسحابة دريَذ" في "ديَليذة" والذي يبلغ طول ضريحه 14مترا !، هذا بالإضافة الى تواجد العديد من الاضرحة الطويلة للصحابة في قرية "دةرةشيش" في حلبضة و سنطاو في قرية "سيطؤمةتان "والذي يبلغ طوله 5 امتار، او مزار " قازى بةنىَ " الكائن في قرية "نةوتى" التابع لناحية قرداغ الذي يكون باعثا لانجاب النساء العاقرات، ناهيك عن الشيخ "زةرد "والشيخ"رةش"في سنطاو ومرقد عةبا رةشة في قرية طورطةدةر في السليمانية...الخ. ورغم انه لم يرد في اي من المصادر التاريخية المعتمدة وخاصة المصادر العربية الاسلامية بان الكرد اعتنقوا الاسلام بشكل سلمي، الا ان نفس الاشخاص من رجال الدين والمعممين والخطباء الذين يعلنون من على المنابر قدسية اولئك الصحابة والصالحين، في حين يعلنون جهارا بان الكرد قد اعتنقوا الاسلام بمحض ارادتهم ورضوا به دينا، فان كان كذلك فمن حقنا ان نتسأل، من الذي قتل اولئك الرجال الصالحين من محبيكم ؟ او ان الاخوة العرب من سكنة الصحراء قد قطعوا الوف الاميال للوصول الى هذا الوطن ليقولوا لنا :" لكم دينكم ولي دين "(18).
هنا وقبل الولوج الى بحثنا حول من يحملون اسم (ابا عبيده) ارى من المناسب ان اتحدث باختصار حول ضريح "ابو دجانه الانصاري " والمعروف من لدن الغالبية منا والذى يعمل باسمه حجاب طوله اربعة او خمسة امتار و بمبالغ باهظة للنسوة الحاملات، كما يقال بان ضريحه في "كيَلةبؤر "القريب من منطقة "ضوار قورنة" هذا بالإضافة الى العديد من الاضرحة في الاماكن المختلفة، حيث يقوم البسطاء والمساكين من الناس بزيارة تلك الاضرحة وفيما يخص الضريح الكائن في "ضوار قورنة" فانه لم يرد ذكره في اي من المصادر التاريخية الموثوقة، ولم يتعدى الامر عن كونه اقاويل و بعض الكتابات المحلية التي لا تستند على اي اساس ككتابات "الملا رؤوف سليم الحويزى "حيث يتطرق اليه بإسهاب كالأفلام الهندية، وباختصار يقول :"بعد ان يعبر خالد بن الوليد عبر نهر ألزاب الصغير من الناحية الشرقية ل"ميرزا رستم" ينادى على "ابا دوجانه" ويقول له :اذهب الى " فروخ خان " ملك "مه رجين ــ مه ركه "وادعوه الى دين الاسلام، يتمطى ابا دجانة فرسه، الا انه وقبل ان يتوارى عن الانظار، "ينخر ساقطا من على فرسه فيلمحه" زرار ازور" ويخبر الامير خالد بانه يعتقد ان ابا دجانة قد خر ساقطا من شدة البرد، فيقول خالد اذهب وتحرى الامر، حين يصل زراز ازر الى الموقع يراه ينزف، فيسأله عما حدث له، فيقول ابا دجانة، لم انتبه حين رماني احد الكرد بسهم ولم يكمل حديثه حتى فارق الحياة، ويدفن صحابي الرسول ابا دجانة بكامل رداءه في نفس المكان "(19) وقد روى "الملا عبد العزيز الواعظ السردشتى هذه الرواية الملفقة كما هي "(20) ان الذي اشار الية السادة المذكورين في كتبهم حول ضريح ابا دوجانة عار عن الصحة قلبا وقالبا وتلفيق ما من بعده تلفيق، وسنثبت ذلك و بالدليل الحاسم لاحقا، ان ابا دوجانه مراقد في اماكن عديدة، الا انني ارى من المهم ان اصب اهتمامي على كردستان، فعلى سبيل المثال لا الحصر فان في منطقة " سه ربيل زهاو " قرية " ريجاب ــ ريَذاو" مزار اخر يزوره العامة، وبهدف التقصي والوصول الى المعلومات زرت المزار في ريَذاو شخصيا بصحبة رفيقي العزيز "شيخ جمال المذيع "كان " ضاوان ابن سيد مجيد مينوي" باستقبالنا هناك وقد اعد الاستعدادات الخاصة بالزيارة، وبعد الاستفسار من ذوي الخبرة والدراية والتقصي هناك في المنطقة تبين بان هناك اربعة اضرحة وان احداها ضريح ابا دوجانه، في الواقع لم اسمع قبلا بمثل تلك الحقيقة، تحسرت قليلا واشعلت سِكاره، اتذكر صاحبي الشيخ جمال المذيع انطلق بالضحك حينها وقال : "لماذا الحسرة لقد جئت للتعرف على ضريح ابا دوجانه فاكتشفت اربعة اضرحة له" حينها في حالة من التأمل والتفكير، فالتقط لي صورة فوتوغرافية ارفقها بهذا المقال، بعد تلك الزيارة وبعد البحث والتقصي بان المصادر المحلية في ايران تقر بان تلك الاقبية والمنائر تعود لضريح ابا دوجانة، الا ان تلك المصادر لم تحسم الامر حول اي من تلك الاضرحة تعود لابا دوجانه، سيدى ألقاريء ان ضريح ابا دوجانة في كردستان لا يتعدى كونه كذبة مكشوفة، ان الاسم الحقيقي لابا دوجانه هو ( سماك بن اوس بن خرخشة بن لوزان بن عبدو بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الاكبر الانصاري الخزرجي الساعدي ) المذكور من احد احباب الرسول، وقد شارك في معركتي (بدر و احد ) وقاتل جنبا الى جنب النبي (21) يستل النبي سيفا ويقول: من الذي يرفع هذا السيف، يقول ابا دوجانه انا الذي سأحمله، ثم يسأل الرسول ماهي حقوق هذا السيف ؟ يقول الرسول: اضرب به العدو الى ان ينحني، فيرد ابا دوجانه بقوله: سأوافيه حقه، في اخر مرة وفي سنة 11 للهجرة يشارك في معركة (اليمامة ــ العقرباء) في عهد الخليفة ابا بكر الصديق ضد المرتدين عن الاسلام بقيادة ابا مسيلمة الكذاب، يقاتل ابا دوجانه ببسالة في تلك المعركة فينكسر قوات مسيلمة ويفر هاربا باتجاه بستان يحيط به سور مرتفع وعر، فصرخ ابا دوجان مناديا يا ايها الانصار إرفعوني، فيحملونه على دروعهم ويرفعونه برماحهم من تحت ليقفز هو عبر السياج ويهاجمهم هناك الى ان قتل ولقى حتفه، وقد ورد في بعض المصادر بان ابا دوجانة قد طعن مسيلمة بسيفه وجرحه فبادر مسيلمة بالهجوم وقتله، الا ان (وحش بن حرب) ذاك الذى استشهد على يده الحمزة عم الرسول في معركة احد، يضرب بسيفه راس مسيلمة ويرديه قتيلا، لذا فقد قيل لوحش بن حرب : "قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الاسلام "(22) ((ملاحظة : ارى من واجبي ان اصحح الخطأ الذي وقع فيه الاستاذ الكبير الملا جميل الروزبياني، في هامش توضيحي لكتاب "الملا عبد العزيز الواعظ السردشتى "حين يقول : بعث الرسول ابا دوجانه للقضاء على مسيلمة الكذاب، والصواب ان الحدث لم يكن في عهد الرسول، ولم يبعثه الرسول، بل كان ذلك في عهد ابا بكر الصديق حيث ارسله للمشاركة في تلك المعركة .ك .ك )) ان ما يكون مبعث اندهاشي وحيرتي فان ــ كل المصادر التاريخية على هذه الارض وان كل القصص والحكايات والاساطير والروايات حول ابا دوجانه تؤكد ان: ابا دوجانه قد قتل في الجزيرة العربية، الا الملالي الكرد حيث يقولون : كلا فانه استشهد في كردستان، ولا اعلم ما الفائده المجنية او العظمة في مقتل ابا دوجانه في كردستان ؟.
وحول ضريح (ابا عبيدة الجراح )في (عبابيلي ) ارى من الاجدر ان نطلع معا على تاريخ حياة " ابا عبيدة الجراح "وبعض من الذين يحملون اسم "ابو عبيده" قبل ان نرد على ما يقال حول ذلك المرقدو ابا عبيدة الجراح هو(عامر بن عبدالله الجراح بن هلال بن اهيب بن ضبه بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضير بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الفهري)وكني بالقريشي، ولد بمكة عام 583 للميلاد وتوفي بارض الاردن متأثرا بالطاعون عام 18 للهجرة (23) قتل ابا عبيد الجراح والده في معركة بدر كون ابيه من الكفار وحارب النبي، كان ابا عبيدة الجراح تاسع شخص بعد طلحة بن عبدالله قد دخل الاسلام وكان من العشرة المبشرين بالجنة، اسلم في العام الاول لنزول الوحي وعمره 27 عاما، عندما ينتشر الطاعون في بلاد الشام وخاصة في (فحل عمواس) تصله رسالة من عمر بن الخطاب تقول :" بلغني احدى افعالك، اريد ان اسمع منك مباشرة ، ما ان تقرأ ها لا تدعها وعد الي مسرعا" الا ان ابا عبيدة يفهم مرامه بفطنته فيرد عليه برسالة يقول فيها " عرفت مرامك، فانا لن ابرح جنودي وسأظل معهم " وفعلا لم يبرح مكانه ويموت اخيرا سنة 18 هجرية بألاردن متأثرا بالطاعون ويدفن في مقبرة "بيسان" بمحافظة اربد (24) ولكي ان لا اطيل عليكم ايها السادة تحدثنا باختصار عن سيرة "ابا عبيدة الجراح"، الا انه لكي تطمئن قلوبكم حول كيفية وفاته يمكنكم مراجعة بعض المصادر التاريخية و جميعها تؤكد ان قدمي المذكور لم تطأ البتة ارض كردستان، وان عنقه لم تقطع وانه توفي الاردن بسبب مرض الطاعون ودفن هناك (25)(26)(27) بذا نكون قد تأكدنا بان تلك الاضرحة في كردستان لا تمت بصلة ب"ابا عبيده الجراح، وحول ما يقال ويسمع عن كون هذا المرقد يحتضن ضريح " ابا عبيدة الانصاري "كما مثبت الان على جدار المرقد ... لمعلومات الجميع ان المصادر لا تتطرق الى اي شخص من الصالحين او القادة الاسلاميين لافي الماضي بل ولا حتى الان بهذا الاسم المجرد "ابا عبيدة الانصاري " الا ان بعض الكتاب والقراء المحليين لدينا لإثبات ذلك الاسم يلجئون الى "ابا عبيدة بن مسعود بن عمير " مثلا يقول السيد" حسن محمود حمه كريم " في كتابه "المذكور هو" ابا عبيدة بن مسعود بن عمير بن عوف الثقفي الانصاري، ورغم ان الكاتب لم يتطرق الى اية معلومة خاطئة عن المذكور ولم ينسب ذلك الضريح لرفاته، الا انه اتاح لنفسه ان يضيف كنية "الانصاري" كلاحقة للاسم (28) ولمعلومات السادة القراء ان المصدر الذي اشار له واستند اليه " الاصابة ــ الجزء الرابع "لم يشر بان المذكور يكنى بالأنصاري والحقيقة ان انه ( ابا عبيدة بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقده بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي " وفي معركة الجسر على نهر الفرات عند الكوفة، يقطع خرطوم احدى الفيلة فيقع تحت قدمي ذاك الفيل فيخر قتيلا(29) لزيادة المعلومات وطبيعة تلك المعركة وكيفية مقتله ،يمكنكم مراجعة هذا المصدر (30) وبين ذاك العدد من اسماء ابا عبيدة هنالك الكثير من الاسماء الاخرى وبعض منها من الانصاريين مثل (ابا عبيدة بن عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري ) وقد قتل هذا الصحابي بالحجاز في حياة الرسول (31) سادتي لو اردنا تتبع حياة كل الذين يحملون اسم ابا عبيدة والانصاريين فإننا نحتاج الى متسع من الزمن وفي عين الوقت فانه بدلا من هدر الوقت لن ينوبنا شيء، وانا شخصيا بحثت في كل مصادر التأريخ الاسلامي حول الصحابة وحياتهم وكيفية مماتهم، فتوصلت بثقة تامة الى تلك النتيجة بان مرقد "عبابيلي " لا يحتوى على اي ضريح لأي من الصحابة، حتى المصادر الاسلامية لا تشير الى اي من الصحابة او اي من القادة المسلمين بنفس الاسم او بأسماء قريبة قد قتل في مدينة حلبجة واطرافها، ولا افطن سر سعادة بعض من المعممين بمقتل ذاك الصحابي في عبابيلي ! .
اما فيما يخص ذاك الضريح الكائن شمال مرقد عبابيلي، والمعروف بالأمام "قاسم الثقفي" كتب الاخ كاروان انور في العدد 452 في 21/12/ 2001 من جريدة الاتحاد الاسبوعية مقالا تحت عنوان (ابو عبيدة قرية كردية واسم عربي )يقول فيها : "هوكان قائد من قادة الفتوحات الاسلامية " يقصد الكاتب " الامام قاسم الثقفي " واني على يقين وكما يتضح ذلك من المقالة ذاتها بان الكاتب قد سرد تلك المعلومة دون ان يستند على اي مصدر.
في عصر العولمة عندما يتحدث السيد حسن محمود حمه كريم عن عبابيلى في كتابه (كردستان امام الفتوحات الاسلامية) يقول : هنالك الى الشمال من المرقد ضريح اخر يدعى "الأمام قاسم " وهذا الضريح يشفي قاصديه من السعال الديكي ويعافي من اصيب بالهوس والجنون، حيث يربط المريض في صحن ذلك المرقد ليلا ليًصبح مشافا معافى "(22) لا اعلم من اي مصدر ودليل استقى هذا السيد قوله بان الامام قاسم دواء حاسم للسعال الديكي ووافي لمن اصيب بالجنون، ان قوله هذا انما بهدف تشويه عقول البسطاء والسذج في هذا الوطن، وحول المسمى "قاسم الثقفي "فلم يرد ذكره في اية مصادر تاريخيه معتمدة كونه قائد اسلامي، ماعدا اسم "محمد بن القاسم الثقفي " ويذكرون بانه هو "قاسم الثقفي "وكان والده من ولات البصرة الا ان قدمي المذكور لم تطأ كردستان البته (33).
بعد هذا البحث المقتضب ارى من الضروري القول : ((ليس هنالك ما يُغيبُ تأريخ الشعوب سوى الدين، ها نحن نرى بان تاريخ الذين دافعوا وذادوا عن حياض هذا الوطن قد تم تغيبهم، والذين نعرفهم ونتحدث بشأنهم هم المحتلين)) ايها السادة اما فيما يخص تلك المساجد التي شيدها "عبدالله بن عمر" فهي يحد ذاتها كذبة ملفقة اخرى من قبل اهلينا للذود عن مصالح خاصة وحفظ قدسية تلك المساجد، عدد المساجد كثيرة ، ويستنزف منا الكثير من الوقت والزمن فيما لو تحدثنا حول كل منها، لذا نكتفي بذكرها ومن بعدها سنقدم ايضاح مقتضب حول تلك المساجد، 1ــ الجامع الكبير في خورمال 2 ــ جامع عبدالله لنطلى قرب مريوان 3 ــ الجامع الكبير في طويله 4 ــ جامع بياره 5 ــ جامع قرية بالانيا 6 ــ الجامع الكبير في ثاوة 7 ــ جامع قرية روان في سرياس 8 ــ جامع عبدالله عمران في هةلاَويَذة 9 ــ جامع عبدالله في قرية بيجوره 10 ــ جامع قرية طةرمؤكة في كويه 11 ــ جامع كؤنة جومعة في حي هةوارى كؤية...الخ. باعتقادي ان تجار الدين وبهدف مباركة وتقديس مساجدهم تلك وضمان المساعدة والتضامن الكريم مع تلك المساجد، قاموا بتجيير بناء تلك الجوامع باسم "عبدالله بن عمر "في حين انهم في خلوتهم واثقين كل الثقة من ان "عبد الله بن عمر " لا علاقة له بتشييد تلك المساجد، مثلا فان جامع "كؤنة جومة" الكائن في حي هةوارى كوية، وقد عرف هذا المسجد بجامع "ابن عمر" كأقدم جامع في كويه، وقد ورد في المصادر بانه كان في الماضي "ديرا" واصبح فيما بعد مسجدا للمسلمين، وكان للدير سرداب يمتد مداه الى قلعة كويه، هنا هل من المعقول ان يجهل" الملا رؤوف سليم حويزي" بكل خبرته ومعرفته حيث درس في الهند واصبح فيما بعد رجل دين في البصرة وبغداد، ثم نسب من قبل الاوقاف فيما بعد عام 1960 كامام لهذا المسجد، بان ذلك المسجد لم يشيد من قبل "عبدالله بن عمر " في حين ان كل المصادر التاريخية حول مدينة كويه تقر بان ذاك المسجد كان "ديرا"....!؟(34) الا ان المذكور اصدر عام 1970 كتابا تحت عنوان "كردستان والدين الاسلامي " حيث اتضح بعد 25 عاما بان كتابه ذاك ليس من تأليفه وانه قد سرق نص الكتاب، وفي الختام اقول: رجاء ايها المؤمنين لا تحطوا من شأن الله العظيم، فشأن الله اعظم من ان تعظموه بالمراقد واضرحة الصالحين المختلقين من قبلكم .
مصادر
١/ اسماء المدن و المواقع العراقیة، المحامی جمال بابان، جزء ١ط٢ ص٩ مطبعة الأجیال، بغداد سنة ١٩٨٩.
٢/ مێژووی کوردو کوردستان، محەممەد مەردۆخی کوردستانی، وەرگێرانی عبدالکریم محەممەد سەعید، چاپی دووەم، سلێمانی، بڵاوکراوەی خانەی چاپ و بڵاوکردنەوەی چوارچرا، لاپەرە ١٥١.
٣/ حیاة اڵامام الحسن بن علي، باقر شریف القرشي، الجزء اڵاول، دار البلاغة للطاعة و النشر و التوزیع، بیروت_ لبنان.
٤/ البدري، السید سامي، صلح الحسن، الطبعة الأول، سنة ٢٠١٢ ، مطبعة الفقە للطباعة و النشر صفحة ٢٠٣.
٥/ عایدة عبد المنعم طالب، الامام الحسن في محنة التأریخ، دار المحبة البیضاء، طبعة الأولی، سنة ٢٠٠٢، صحیفة ١٥٨ الی ١٦٠.
٦/ مێژووی کوردو کوردستان، محەممەد مەردۆخی کوردستانی، وەرگێرانی عبدالکریم محەممەد سەعید، چاپی دووەم، سلێمانی، بڵاوکراوەی خانەی چاپ و بڵاوکردنەوەی چوارچرا، لاپەرە ١٥٢.
٧/ الدکتور محمد رواس قلعە جي، موسوعة فقە عبدالە بن عمر عصرە و حیاتە، الطبعة الأولی، دار النفاس، بیروت، صحیفة ٢٥٢ -٢٥٧.
٨/ ملا رٶوف سلیم حویزي، کودستان و ئاییني ئیسلام – هتنی سوپای عمري کوري خەتاب وە گرتنی کوردستان، چاپخانەی جامعة، سنـة ١٩٧٠ صحیفة ١٣١.
٩/ فتوحات سواد العراق، ترجمة جەمیل مەلا ئەحمەد ڕۆژبەیانیی الطبعةـ الأولی سنە ١٩٩٧، دەزگای چاپ و بڵاوکردنەوەی ئاراس صحیفة ٦٢.
١٠/ محی الدین مستو، عبداللە بن عمر الصحابي المٶتسیي برسوڵ اللە، دار القلم، دمشق، حلبوني، الطبعة الخامسة، صفحة ١١٣.
١١/ أبي العباس شمس الدین أحمد بن محمد بن أبي بکر، وفیات الاعیان وأنباء الزمان، المجلد الثالث، دار صادر بیروت، صحیفة ٣١.
١٢/ محی الدین مستو، عبداللە بن عمر الصحابي المٶتسیي برسوڵ اللە، دار القلم، دمشق، حلبوني، الطبعة الخامسة، صفحة ١١٣.
١٣/ فتوحات سواد العراق، ترجمة جەمیل مەلا ئەحمەد ڕۆژبەیانیی، الطبعـة الأولی سنە ١٩٩٧، دەزگای چاپ و بڵاوکردنەوەی ئاراس صحیفة ٢٨.
١٤/ فتوحات سواد العراق، ترجمة جەمیل مەلا ئەحمەد ڕۆژبەیانیی، الطبعـة الأولی سنە ١٩٩٧، دەزگای چاپ و بڵاوکردنەوەی ئاراس صحیفة ٢٨.
١٥/ مێژووی کوردو کوردستان، محەممەد مەردۆخی کوردستانی، وەرگێرانی عبدالکریم محەممەد سەعید، چاپی دووەم، سلێمانی، بڵاوکراوەی خانەی چاپ و بڵاوکردنەوەی چوارچرا، لاپەرە ١٥٢.
١٦/ د. علي محمد محمد الصلابي، سیرة أمیر المٶمنین عمر بن الخطاب، شخصیتە و عصرە دراسة شامیلة، مۆسسة أقرأ للکشر والتوزیع، القاهرة، صحیفة ٥٢٦.
١٧/ ملا رٶوف سلیم حویزي، کودستان و ئاییني ئیسلام – هتنی سوپای عمري کوري خەتاب وە گرتنی کوردستان، چاپخانەی جامعة، سنـة ١٩٧٠ صحیفة 49.
١٨/ القرآن الکریم، سورة ، {الکافرون } الآیة ٦ .
١٩/ ملا رٶوف سلیم حویزي، کودستان و ئاییني ئیسلام – هتنی سوپای عمري کوري خەتاب وە گرتنی کوردستان، چاپخانەی جامعة، سنـة ١٩٧٠ صحیفة ٨٩ .
٢٠/ فتوحات سواد العراق، ترجمة جەمیل مەلا ئەحمەد ڕۆژبەیانیی، الطبعـة الأولی سنە ١٩٩٧، دەزگای چاپ و بڵاوکردنەوەی ئاراس صحیفة 30.
٢١/ عزالدین ابن الأثیر أبي الحسن علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، الجزء السادس، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، صحیفة ٩٢.
٢٢/ عزالدین ابن الأثیر أبي الحسن علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، الجزء الخامس، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، صحیفة ٤٠٩.
٢٣/ محمد محمد حسن سراب، أبو عبیدة عامر بن الجراح، أمین الأمة وفاتح دیار الشامیة، الطبعة الأولی، ١٩٩٧، دار القلم دمشق و دار البشیر جدة، صحیفة ٤٦.
٢٤/ محمود شلبي، حیاة مین الأمة أبو عبیدة بن الجراح، دار الجیل ، بیروت، لبنان، صحیفة ٢١ و٤١ و ١١٢ و ٤٣٧ و ٤٥٠
٢٥/ الأمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الأصابة في تمیز الصحابة، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، الطبعة الأولی.
٢٦/ الأمام أبي عبداللە شمس الدین محمد بن أحمد بن عثمان بن قایماز الذهبي، الجزء الأول، بیت الأفکار الدولیة، الریاض، السعودیة
٢٧/ عزالدین ابن الأثیر أبي الحسن علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، الجزء الخامس، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان.
٢٨/ حەسەن مەحمود حەمە کەریم، کوردستان لەبەر دەم فتوحاتی ئیسلامی دا، کۆمپانیای چاپ و پەخشی نووسەر، لاپەڕە ٣80.
٢٩/ الأمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الأصابة في تمیز الصحابة، الجزء السابع، دار الکتب العلمیة، بیروت- لبنان، الطبعة الأولی، ١٩٩٥،باب الکني، حرف العین، صحیفة ٢٢٣.
٣٠/ العلامة أبي محمد أحمد بن أعثم الکوفي، کتاب الفتوح، تحقیق، علي شیري، الجزء الأول، ذکر وقعة الجسر، صحیفة، 132.
٣١/ الأمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الأصابة في تمیز الصحابة، الجزء السابع، دار الکتب العلمیة، بیروت- لبنان، الطبعة الأولی، ١٩٩٥،باب الکني، حرف العین، صحیفة ٢٢5.
٣٢/ حەسەن مەحمود حەمە کەریم، کوردستان لەبەر دەم فتوحاتی ئیسلامی دا، کۆمپانیای چاپ و پەخشی نووسەر، لاپەڕە ٣٧٢.
٣٣/ نسیم الحجازي، محمد بن قاسم، قومی کتب خانة، فیروز بوررود، لاهور، باکستان، الطبعة الأولی.
٣٤/ طاهر احمد حوێزی، مێژووی کۆیە، بەرگی دووهەم بەشی یەکەم، لاپەڕە ٢٨٣.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست