هل الإسلام مشروع قومي عربي؟
Friday, 27/09/2019, 7:11
أوضحنا سابقاً أن الإسلام دين عربي، مؤسَّس على الثقافة العربية الصحراوية؛ ثقافةِ الغزو والإرهاب وسَلْبِ الممتلكات واحتلال الأوطان. وهدف مشروع (أَسْلَمة العالم) هو (عَوْرَبَة العالم)، بلى، السيطرة على العالَم، وسيادة العرب على الشعوب، هذا ليس ادّعاءً، بل هو حقيقة سنقدّم الأدلّةَ عليها مستقبلاً.
وفي القرن العشرين، أكّد القوميون العرب أن الإسلام دين عربي، وجدير بالذكر أن الفكر القومي العربي هو في أغلبه من إنتاج المُستعرِبين (الشعوب التي تعرّبت بالإسلام). يقول المُستعرِب التونسي محمّد طارق قائد بَيه: "الإسلام هو بمثابة الدين القومي للعرب" (أركان القومية العربية، ص 52). ونقل قولَ المُستعرِب السوري ميشيل عَفْلَق، فيلسوف (حزب البعث) العربي القومي: "فالإسلام في حقيقته الصافية نشأ في قلب العروبة، وأفصح عن عَبْقريّتها أحسنَ إفصاح" (أركان القومية العربية، ص 53).
والمُستعرِب زكي الأَرْسُوزي سوري عَلَويّ من أوائل مؤسِّسي حزب البعث، وقد نقل محمّد طارق بَيه قوله: " نستطيع القول إنه إذا كانت الجاهلية (فترة قبل الإسلام) تمثّل طَوْرَ الشباب من حياة أمّتنا، فإنّ الإسلام يمثل الاستواءَ والنُّضج" (أركان القومية العربية، ص 54). واستنتج محمّد طارق قائد بَيه أن الإسلام أحد تجلّيات العروبة، وليس ثقافةً دخيلة عليها وغريبة عنها، ويقول: " وهنا نصل إلى أن الإسلام هو دينٌ نابع من داخل المجتمع العربي، وليس ديناً خارجياً غريباً حمل صفات وعادات وأخلاق قوم آخرين" (أركان القومية العربية، ص 55).
ويرى المستعرِب اللبناني مُحْيي الدين صُبْحي أنّ الإسلام والعروبة وجهان لعملة واحدة، وأكّد أن العروبة والإسلام ثنائيٌ متكاملٌ غيرُ متضادّ، وقال: " الإسلام هو الجانب الإلهي من العروبة... جعل الله من عروبة الإسلام وسيلةً إلى عالميته، فأنزل القرآن بالعربية، وأوجب أن تكون الصلاةُ بالعربية، وجعل القِبْلةَ في مَكّة، في أفضل مكانٍ عربي، وجعل الحجَّ في مكان وزمان عربيَّين" (الأمّة المشلولة، ص 19).
وأكّد المُستعرِب المصري محمّد عِمارة العلاقةَ الوثيقة بين العروبة والإسلام، فسمّى الباب الثاني من كتابه " فجر اليقظة القومية" بإسم "الإسلام ثورة عربية"، وذكر أن الإسلام مشروع قومي هدفُه توحيدُ العرب، وقال: " نعتقد أن هذا التوحيد الذي حقّقه الإسلام للجماعة العربية الأولى كان ذا طابع قومي، ومتّسماً بملامح عربية واضحة" (فجر اليَقَظة القومية، ص 50).
وذكر المستعرِب السوري إسماعيل العَرْفي أنّ الإسلام رسالةٌ قومية عربية، وقال:" لمّا كان الدين الإسلامي، في مفهومه الخاصّ، هو دينَ العرب القومي، الذي هو نتاجُ عبقريتهم الإلهية الخلاّقة، ومنظارُ رؤيتهم الكونية الشاملة، وحاملُ رسالتهم الحضارية العامّة، وكذلك لمّا كان هو رابطتَهم الروحية العظمى،... كان تخريبُه إذنْ هو تخريباً لأوّل وأضخم دعائم كيانهم القومي الأكبر" (في الشعوبية، ص 22). ويعتقد إسماعيل العَرْفي أيضاً أن كلَّ قومي عربي هو مُسْلِم، وأنّ تَمَسُّكَ القومي العربي بالإسلام هو تمسّكٌ بالقومية العربية، ويقول: " إنّ الإسلام دينٌ عربيٌ مَحْضٌ، فاض عن ذاته القومية الخاصّة، ليصير ديناً عالمياً إنسانياً عامّاً؛ وكونُه كذلك يعني أن الإنسان العربي المُسْلِم هو مُسْلِم بطبيعته؛ أيْ بقوميته، وخروجُه على قوميّته هو، في حدّ ذاته، خروجُه على إسلامه نفسه" (في الشعوبية، ص 58).
هذه بعض شهادات القوميين العرب، إنها تؤكّد أن الإسلام دين قومي عربي، وأنه أحد تجلّيات الثقافة العربية، وهذا يعني ضمناً أن الإسلام مشروع استعماري عربي، وأن أسلمة العالَم تعني عَوْرَبة العالَم، وتعميمَ الثقافة العربية على العالم، ثقافة التخلّف والتوحّش والغزو والإرهاب، ولإنقاذ العالَم لا بدّ من مكافحة هذه الثقافة.
أجل، هذا هو الخيار الوحيد.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست