Thursday, 01/08/2019, 18:03
صحيح ان كركوك ليست فقط مدينة ثرية بما تمتلك من الذهب الاسود و يرتبط بهذه الثروة مصير اصحابه الحقيقيين و مستقبلهم و انما هي تتحمل اثقال و ما ورثته من تاريخها من الاحمال الكبيرة التي تأن من تحتها دون ان تنجو نهائيا او تستريح لفترة على الاقل. انها تتعرض لابشع المؤآمرات المختلفة الشكل و من قبل جهات متعددة داخلية كانت ام اقليمية او دولية، و ما نشاهدها من حالتها في هذه المرحلة و ما هي عليه اليوم هو نتيجة ما عُمل و دُبر ضدها سرا و علنا. و اخطر التحركات التي جعلتها اليوم في اصعب اوضاعها و هي في حال حرج يمكن تلخيص تلك الحالة التي فرضت عليها من قبل المتربصين و افعالهم بشكل كبير و هوما تتضمن توجهات عدة و افعال جهات عديدة لها اهداف و مصالح و ابرز تلك الاسباب المؤدية الى ما هي عليه هي:
اولا:
الصراعات الداخلية بين قومياتها و اعراقها اي في المدينة نفسها و من قبل سكانها و
كل منهم تحمل ما يمكن ان تؤتمر به خارجيا او داخليا او نتيجة خلفية كل منهم
الايديولوجية و السياسية.
ثانيا:
الصراعات العرقية المذهبية التي تقف ورائها اجندات داخلية عراقية و كل من هؤلاء
يحملون ما يؤتمرون به اقليميا و عراقيا ايضا.
ثالثا:
الخلافات الحزبية السياسية الكوردية في اقليم كوردستان وانعكاساتها على المناطق
المستقطعة بشكل عام و كركوك بشكل خاص، و التي ادت الى ضعف المكون الكوردي من جهة و
عدم انسجام المكوانت جميعا من جهة اخرى.
رابعا:
الصراعات الاقليمية وتدخّل تلك الدول في هذه الممدينة بشكل مباشر و تنفيذ ما يريدونه
من تحقيق اهدافهم الاستراتيجية للسيطرة عليها لتقوية موقفهم في المنطقة بشكل عام.
خامسا: و هو
الاخطر و هي الصراعات الكبيرة للدول و ما تؤتمر به هذه الدول من قبل الشركات
المتدخلة التي لها افعال مخابراتية و تريد السيطرة على منبع الثرروة و هي تسيّر
السياسات الدولية و كل ما تهدف اليه في النهاية هو حصولها على الربح الكبيرعلى
حساب اصحابها، و من اخطرهم شركة برتش
بتروليوم التي لها الدور الكبير فيما آلت اليه المدينة و هي ما سحبت يدها من
البصرة و توجهت بعد اجارء عملية الاستفتاء و ما سحبت معها الى هذه المدينة و سيطرت
على نفط كركوك مستثمرة فيها بشكل كما تريده هي و هي ناوية ان
تعيد امجاد بلادها ابان الاستعمار البريطاني
الدولة التي تعتبر نفط كركوك ملكها الصرف و هي التي اكتشفته و يجب ان يُعاد
الى اصحابه بعيدا عن التاميم و مجرياته.
و عليه فان
العوامل الاربعة الاولى يمكن الاقتراب الى ايجاد الحلول المناسبة لها و الخلاص من
افرزاتها السلبية على المدينة بالحوار و التعاون المشترك و بالقانون و السلم، الا
ان اخطرها هي افعال تلك الشركة الانكليزية الخبيثة التي تعمل كل ما بوسعها بسرية و
هي تحض الحكومات و الجهات التي يمكن ان يفرز من تحت ايديها ما يزيد الخلافات بين
المكونات و الجهات و تركيبات المدينة و احزابها و منفذة شعارها القديم الجديد (فرق
تسد) و هي تستعمر المدينة و العراق بشكل و خطط و صور جديدة لا يمكن الحس به نتيجة
ما تفعله في السر و لم يقترب احد لحد الان اليها و لم يشر الى خباثتها و ما تفعله
من اجل بقاء احتكارها على نفط المدينة على حساب اهلها و مستقبلهم. و الغريب في
الامر لم نسمع يوما احدا ما يتكلم عن هذا او يشير اليه على الاقل ابدا و منذ ان
توجهت الشركة الى كركوك و هي حثت العبادي اكثر من غيرها من استخدام القوة والجيش
من اجل احتلالها للمناطق المتنازعة عليها لكي تكون متفرغة لاستغلالها من قبل هذه
الشركة و بلدها دون ان يرف جفن السلطة العراقية و قواها المتعددة لحد اليوم و دون
ان يصرح الى ما جرى احد لحد هذه الساعة. اي هي شركة برتش بتروليوم و بريطانيا التي
انهت عمليا تاميم النفط و هي المسببة السرية لما جرى و هي الضاغطة على ما ادى الى التفرقة
بين المكونات و الاحزاب و القوميات و المذاهب عن طريق الاحتكاكات المتعددة يوميا و
ما ينفذه محافظ كركوك من القرارات الشوفينية ليس ببعيد عن ما تامله هذه الشركة و
دولتها و توحهاتها و ما تامل من هذا هو العمل غير المباشر من اجل ان يزيد من الخلافات
و تعصى الحلول على المكونات، كي تستمر هي
في احتكار الاستثمار و سلب النفط لمدة
اطول و كما خططت قبل قرن و نفذت و هي تريد ان تنفذ ما يضمن لها قرن اخر ما موجود
من الثروة تحت الارض و على حساب الشعب و مستقبل ابناءهم.
اليوم يتصارع
الجميع غافلين دون ادنى شك و لا يقتربون من العامل الرئيسي في تعقيد مشكلة كركوك،
و هم عميان نتيجة سيطرة دوافعهم الشوفينية و ما تضع العقبة امام رؤية الحقيقة. و
يلتهون بالاسباب الثانوية التي تزيد من الخلافات الكبيرة بعيدا عن اعلان او جهور العوامل المؤدية الى هذه القضية و
تعقيدها و عدم امكان حلها قريبا. و صدق كل من غاندي و نهرو ايضا من ارائهم الصحيحة
عن الاستعمار البريطاني و نواياها الخبيئة ازاء الدول التي احتلتلها
وعليه، فان
عدم ادراك الساسة للحقيقة او بالاحرى نتيجة مصالحهم المضمونة في بقاء الحال و لم
يتوجهوا الى طرق يسلكون بها الاصح للتقرب من الحلول او انهم متعاونون مع المخابرات العالمية التي
تُدار من قبل هذه الشركات او انهم لهم اتصالات مباشرة او غير مباشرة و اقحموا انفسهم
في امور لصالح تلك الشركات و من المتوقع انهم ولجوا في الامر و لا يمكنهم الخروج
منه، و لابد القول ان من قضى ايام معارضته للنظام السابق في تلك الدول و عاد
بتوجهيتهم و تربيتهم يمكن ان يكونوا قد خُدعوا و نُصحوا مابعد فيما بعد سقوط
الدكتاتورية على اتخاذ تلك الطرق التي تؤدي الى ضمان مصالحهم هم و ليس البلد نفسه.
افعال العبادي مابعد عملية الاستفتاء تسير
الى صحة ما نعتقد لانه سلك طريقا و تصرف يشكل يقع لصالح و خير تلك الشركات و
حكوماتها، و يمكن ان تدوم هذه الفترة
العويصة على العراق و المناطق المستقطعة بشكل عام و كركوك بشكل خاص و ليس هناك من
يستفاد من الحال و المرحلة الا تلك
الشركات و الدول الاستعمارية الجديدة و اصحاب تلك الشركات العظمى التي هي من تخطط و تسلك طرق و تفرض سياسات على حكومات
تلك البلدان كما هي المقررة الرئيسية لاختيار وانتخاب رؤسائها و سلطاتها حتى
اليوم.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست