کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


تركيا بين الخوف و الطمع

Tuesday, 15/08/2017, 21:15


نشهد يوميا تصريحات متناقضة من قبل مسؤلي تركيا حول سوريا و مايدور في كوردستان الغربية و تسلّم الاتحاد الديموقراطي اسلحة امريكية جنت بها جنون تركيا قاطبة و بالاخص القوميين المتطرفيين الذين لا يحسون بحسن خاتمتهم بشكل و اخر وكما تلمسوا ما يحدث في دول اخرى نتيجة التغييرات الكبرى التي حدثت في المنطقة، بحيث اشعرتهم بالضربة الموجعة التي يتلقوها نتيجة ما يحصل في المنطقة و ليس في تركيا فقط التي تخبطت عليهم اوراقهم التي يلعبونها و يستغلون بها جشع اردوغان داخليا بها من اجل مصالح مؤقتة . 
تتخبط تركيا في مواقفها و تحركاتها الدبلوماسية و تغير وجهتها شرقا و غربا بسرعة فائقة، و لعبتها الجديدة الخاسرة مكشوفة للقاصي و الداني، و المعلوم للجميع بان ما تصر عليه داخليا و خارجيا لهدف اهم عندها و هي انها تريد ان تسبق الفوضى المنتر لها داخليا في حينه بان تنال من الكورد في سوريا قبل اي شيء, و هي التي تعتبر نجاحهم في تحقيق اهدافهم في كوردستان الغربية نجاحا للحزب العمال الكوردستاني و انه يحين الفرصة ان ينفذ ما ينفذه الان  في كوردستان الشمالية يوما منتظرا و هو بائن للعيان، و كما تعتقد بانهم جزء لا يتجزا  منه . و تعتبر السلطة الكوردستانية التي تثبت نفسها هناك بانها نموذج لما يمكن ان يحدث في كوردستان الشمالية . و مع انها لم تجلس ساكنة و هي تحاول بكل الطرق و منها محاولة تركيز ضغوطاتها على امريكا بقدر امكانياتها و موقعها و اهميتها التي لم تبق كما كانت من قبل، تحاول ان تراجع امريكا عن خطواتها السياسية العسكرية في كوردستان الغربية و سوريا بشكل و تفرض عليها ما يمكن ان يقومون عليه بتنسيق مسبق بحيث تكون لصالح الاستراتيجية التركية التي تحوي على الحلم بامبراطورية و التوسع على حساب امم المنطقة باجمعها مع محاولة منعها من ان تتخذ خطوات و مواقف تكون لصالح الكورد في اي جزء من كوردستان الكبرى . 
انها تركيا اليوم التي لا تُحسد على ما هي عليه حقا، و هي الان في مرحلة لا يمكن ان نعتقد بانها مرت بمثيلتها سابقا، انها تدفع ما فرزته نتائج مواقفها الخاطئة التي اتخذتها في السنوات الاخيرة، و منها كبيرة بشكل لا يمكن ان تنساها من تضرر منها و بالاخص امريكا و مخططاتها التي تاثرت بخطوات تركيا في مواقع عديدة، و هي لم تعد تنظر اليها كحليف و طفل مدلل كما كانت، و انها تتعامل معها اليوم كصديق وفق مصالح متبادلة فقط . 
ان الخوف الذي استقر في اذهان السلطة التركية و هو ناتج عن تعامل امريكا مع كوردستان سوريا من خلال الاتحاد الديموقراطي و ما وصلت اليه علاقاتها معه و التعاون كاهم العوامل الذي اوصل حال تركيا الى حد منحدر سياسيا فيخيف كل من كان  تركيا و يتابع ما يحصل و ليس السلطة فقط . انهم يشكون من ان العلاقة الامريكية الكوردية في كوردستان الغربية  ستراتيجية و تقع على حسابها و انهم بديل لها مستقبليا، و ان موقع كوردستان اكثر اهمية منها في المدى المنظور، نتيجة وجود قوي لروسيا بقرب منهم و المساحة التي تعتبر ذات اهمية فائقة سياسيا اقتصاديا للجميع ويتعلق بها و ما يدور من وراء الستار من المشاريع الستراتجية الشرقية و الغربية لما يمكن ان يحصل خلال القرن القادم بكل ما فيه . و لها الحق في التخوف  الذي لم تشعر بها من قبل،  لكونها سلكت طرقا لم تكن تعارض ما ينفذه الغرب و امريكا بالاخص في المنطقة فقط بل كانت انقلبت الى العامل المساعد لمنافسي امريكا منذ وقت قريب جدا ايضا، اما اليوم لقد شاهدت امريكا بالذات تعنتا تركيا في امور لا يمكن ان تتقبلها و ارادت ان تضع خطا احمرا امامها الا ان تركيا لم تفهم الدرس جيدا و تجاوزته بحركاتها البهلوانية المتنقلة من اجل الحصول على مرادها بسرعة على الرغم من انها تعلم لقد سارت على الطريق الخطا كثيرا و تتسرع في امور لن تقع لصالحها على المدى البعيد، الا ان الجشع و الطمع له اثره المباشر على عقلية الادارة التركية و من يتسمون بحمل النرجسية القاتلة . 
حيرة تركيا الحقيقية هي بين ما تفكر هي به ذاتيا، و هي تنحصر بين الخوف من تعامل امريكا مع المنطقة و من تعتبرهم اعدائها و الاهداف او الطمع المعمي الذي تحمله و تريد ان تكون اكثر ثقلا و قوة في المنطقة من اجل ضمان مستقبلها، و هي تريد ان تتحدى غريمها بافعال و توجهات من بين التحركات العربية و الاقليمية التي تريد ان تجد منها ما يمكن ان تحولها الى راس السهم او شيخ الديرة ان صح التعبير . انها تعيش في وضع قلق جدا و لذلك نرى يوميا تصريحا رسميا من مسؤل هنا و اخر هناك في هذا الشان، على الرغم من التناقضات التي تشهدها تلك التصريحات، و هذا ما يدل على التخبط التي تعيشها في هذا الشان، اي فيما يخص كوردستان الغربية و ما يجري فيها بالذات . و من جانب اخر ما اقدمت عليه داخليا من تركيز السلطة بيد رئيسها لهدف واحد وهو ان يشبع رغبته في الوصول الى  السلطنة و يعيد مجد العثمانية بشكل اخر، و هو الطمع المكنون في عقلية اردوغان و هو ما يحركه في اكثر خطواته .  
اي من بين المعادلات التي لم تفهمها تركيا و تريد باي طريقة او شكل كان ان تكون جزءا رئيسيا فيها و ليس عاملا مساعدا كما كان من قبل و ما يهمها قبل اي شيء اخل هو رسم خارطة المنطقة كي تكون لها اليد في الشكل النهائي لها على الرغم من انها هي التي ابعدت نفسها بسياساتها المتعجرفة عن هذا الامر طوال السنين الماضية .  
اذن لتركيا الحق ان تخاف لا بل ان تموت غيضا من مجريات المعادلات التي لم تعتقد يوما ان تسير بهذه النوطات و اللحن المدروس من قبل العازفين المتحالفين معها من قبل دون ان تعلم هي الا بعد الاعلان عنها جهارا للجميع . لها الحق ان تخاف من تاثيرات نتائج ما يجري عليها بكل الطرق، لها الحق ان تخاف على مصالحها و ما استمرت عليه من غدر للاخر و هي ترى انها تخسرها بهدوء و سلاسة و ترى ما يحدث لها في السمتقبل ليس ببعيد، و لها الحق ان تقلق من انها وصلت الى مستوى لم تكن تتوقع ان تصلها من حافة الهاوية تقريبا و هي تاكل نفسها على ما لم تقدره من فرض ما تريده او تتوقعه لصالحها على حلفاءها و بالذات امريكا، و هي كانت راعيها و عرابها طوال العقود الطويلة، و انها اصابتها الانهيار و الصدمة من ما يحدث و هي لم تتوقعها من قبل، انه من حقها ان تنهار نفسيا على ما تراه عينيها ما يحدث و لم تتوقع ان يكون بهذا الشكل الذي يقع لغير صالحها او بالاحرى يضرب مصالحها و طموحاتها و طمع رئيسها في المنطقة . انها تركيا التي تعيش في وحل التفكير الغامض من انها لابد ان تنهار يوما بشكل لم تتوقعها، لانها تعيش على ما ليس هل الحق به، و لا يمكن ان يصح الا الصحيح في النهاية في اي امر مهما طال الزمن به . اي هذه مرحلة القلق الدائم و الخوف و الطمع الذي يقتل النفس و اختلط عليها الامر و هي تعيد اخطاءا غير متوقعة كلها ليست لصالحها و الخطا المتكرر اما يمرض النفس او ينهيها تماما او يتقطعها اربا في النهاية كما يعتقد الكثيرون . انها تركيا المحصورة بين خوفها الدائم و القلق الذي يسيطر عليها و اضجعتها وهي تعتقد ستقطع اوصالها و هي ادخلت مرحلة الاجهاض و  لا يمكن ان نعتقد بانها تشفي منها قريبا . 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە