Tuesday, 01/08/2017, 13:05
بعد الاعلان عن اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان و نلمس تغييرات كبيرة في مواقف العديد من الجهات الداخلية كانت ام الخارجية و بالاخص الدول الكبرى و في مقمدمتهم امريكا و ما تفرضها عليها براغماتيتها و ما تضعها من المصالح الذاتية قبل اي شيء اخر امام مواقف معينة مهما كانت افرازاتها سلبية على المقابل .
اليوم و نسمع انها فتحت الابواب امام احد الاثرياء الفجائي الجدد من اجل الخوض في السياسة بنفسها، و ربما لا نعلم انه هو واجهة لمن يلعب وراء الستار و لم يظهر للعيان خوفا من الفشل، او النمو غير الطبيعي و كسبه للمال السريع نتيجة الوضع الاقتصادي الكوردستاني المشوش قد ادى الى الغرور الاقتل للنفس من غير قراءة الواقع بشكل صحيح . موقف امريكا واضح و صريح ازاء عملية الاستقتاء في كوردستان، و الدوافع الذاتية لهذه السياسة و الموقف نابع من تعقيدات المنطقة و المعادلات التي تفرض دراسة دقيقة لكل خطوة صادرة من اي طرف في المنطقة في المنطقة اولا، و من ثم انها منهمكة في الابقاء على موقعها او ثقلها كي لا تنزاح من المعادلات الكثيرة المسيطرة سواء بمشاركتها او بعيدا عنها ثانيا، و انها ربما تريد ان لا تخرج من العملية خالية الوفاض و تذهب كل جهودها سدى او تذهب هدية لغيرها دون ان تقصد ذلك، كما شاهدنا ما فعلته و مالت لصالح ايران في العراق و اثر هذا بشكل كبير على ما تريده و هي خرجت بسلاسة و انسحبت دون ان تحقق ما تهدفه ولو بنسبة قليلة لحد اليوم رغم ما بذلته من الجهد و المال .
عندما يجتمع كيث كيلوغ مع شاسوار بن عبد الواحد و يبحثون المستجدات لاول مرة بهذا الشكل غير المسبوق, فانها اي امريكا لها الهدف في ارسال اشارة الى السلطة الكوردستانية بانه ربما يكون لها البديل الحقيقي من وراء الستار و الذي تطرحه على هيئة شاسوار ظاهرا و يمكن ان يكون وراء الستار اخر او اخرون يمكن ان يلعب بهم كدمية متى ما ارادت ان نجحت في طرح ما تريد، لكونهم يعتقدون بان امريكا هي القوة الوحيدة في تثبيت مكانتهم في اقليم كوردستان و لنظرتهم الراسمالية للحياة و النظام في كوردستان ايضا .
ما يمكن ان نقراه من التحركات المختلفة في هذه الفترة القصيرة هو شدة بعض المواقف ازاء الاستفتاء و خفة اخرى لاسباب و عوامل سياسية كثيرة صادرة من جوهر مقاصد تلك الطراف المتعاملة مع المنطقة او كوردستان بشكل خاص، اما ما يخص امريكا فانها لا تعتقد بان العملية سوف تقع لصالحها خلال تجزءة القضية و تريد ان تتعامل مع الكل و تحسب على ما تعود اليها من العملية برمتها في المنطقة، و ما تريده ان تكون المنافسة بلواعيب قديمة تعرف قدرتها و مكانتها و امكنياتها و نقاط ضعفها من جهة، و لا تريد ان تعقد الامور في العراق اكثر بعدما فشلت من قبل في اداء دورها و ما جاءت من اجل تحقيقها و ما هدفته من اسقاط النظام العراقي الشمولي من جهة اخرى .
على الرغم من تحركات السلطة الكوردستانية في امريكا لكسب ود او ترضية السلطة الامريكية من اجل على الاقل ان تاخذ موقفا متحفظا في عملية الاستفتاء بعيدا عن الوقوف ضدها الا انها تعلم بان امريكا لا تحركها او تفرض عليها شيء سوى ما تعتقده بان موقفا معينا قد يجعلها تتصرف بشكل يفيدها و يكون اولا و اخيرا نابعا من منظور مصلحتها ان كان هو الاصح لديها، و كما نعلم عنها بانها ليس لديها صديق و عدو دائم و ما تفرضه من التعامل مع القضايا هو ترتيب الاوراق لديها و ما تقراه من المعادلات الضرورية لديها . غير ان الواقع الكوردستاني و ما تفرضه المعادلات السياسية الداخلية يمكن ان تفرض امورا على العكس من الكثير من الاحتمالات التي يمكن ان نقراها او نستدل بها خارجيا في المنطقة .
ان ما يحس به الجميع بان امريكا في تفاعل دائم مع ما يجري في اقليم كوردستان منذ سقوط النظام في العراق وربما بعد ان ياست من السلطة في تنفيذ اوامرها مباشرة فانها تنوي دفع جهات و شخصيات لتاسيس تنظيم ثالث قوي برعايتها و ربما تكون هناك شخصيات امام انظارها كي تلعب بهم كبيادق الشطرنج كيفما ارادت، الا انها لم تحسب ما في الواقع الكوردستاني جيدا و انها ربما تخطا ثانية بعدما فشلت في العراق جراء عدم قارءتها الدقيقة للواقع الاجتماعي الثقافي السياسي العراقي في حينه، و ربما تعيد الامر و تقع في الوحل ان كانت تعتمد على النظريات الحسابية البعيدة عن جوهر الواقع المعاش لشعب كوردستان .
ان محاولة امريكا لترتيب اوراقها بالشكل المكشوف و من خلال خطوات او ترقيعات محاولة الضغط على السلطة الكوردستانة من اجل تراجعها في تنفيذ عملية الاستفتاء، فانها ستلقى ما لا يمكن ان تتوقعها من النتائج ان سارت الامور الداخلية الكوردستانية بما يناسب عملية الاستفتاء من توفير الارضية السياسية الداخلية و حل المشاكل و الازمات السياسية الاقتصادية المستعصية و بسط السلام و التعاون و التنسيق نفسها على الساحة و الجهات الكوردستانية .
ان الخطوات السياسية الضرورية التي تفرض نفسها على السلطة الكوردستانية هي العامل الحاسم لاكبر نسبة من النجاح في تحقيق الهدف الستراتيجي المصيري للشعب الكوردستاني و ليس العوامل الخارجية، او مواقف الاخرين النابعة من مصالحهم القحة فقط دون النظر الى مستحقات الشعب الكوردستاني الذي عانى الامرين في تاريخه الطويل . اي يتوقف ترتيب اوراق امريكا في كوردستان ايضا على الوضع الكوردستاني الداخلي و ما يفرضه الواقع من الموقف القوي الثقيل في مواجهة اي رفض نابع من متطلبات مصالح الاخرين، و لم نلق اية فرصة اخرى افضل من ما هي الموجودة امامنا و ان كانت غير موآتية بشكل مطلق، و لكن انها الحال التي يجب استغلالها من اجل نيل الهدف الاسمى . و بتوفر الارضية سوف يكون ترتيب الاوراق الامريكية وفق الواقع الموجود و يكون ملائم مع المطلوب كورديا بنسبة معينة من جهة او لا يمكن لامريكا ان ترد سلبا او تمنع ما يمكن ان يدعمه الاكثرية الكوردستانية شعبا و احزابا و سلطة من
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست