كيف يُدعم بناء الاطار العام للقوى اليسارية
Thursday, 04/05/2017, 17:00
لقد طرح الزميل رزگار عقراوی فكرة جمع القوى اليسارية بكافة مشاربهم المختلفة نسبيا ضمن اطار سياسي عام من اجل العمل المشترك و تحقيق الاهداف السياسية اليومية الضرورية على الاقل, كي لا تذهب الجهود الكبيرة المتفرقة المبذولة بشكل متجزء و منفصل سدىً بين ما تقوم به و تفرضه القوى و الجهات الاخرى المقابلة على ارض العراق .
انتظرت كثيرا كي المس ما توقعته من بروز ردود الافعال الكبيرة ازاء هذا الاقتراح المخلص النابع من الفكر و التوجه الى حد كبير الصادر من قبل من يدل نتاجاته و عقليته على عدم انحيازه او سعة نظرته الى اليسار دون التزام بتنظيم معين وفق ما اراه انا منه, وعلى الرغم من انه حر في انتماءاته و اعتقاداته و فكره و فلسفته في الحياة، الى انني قدرته على الاقتراح الذي صدر منه بالذات دون اي احد اخر او من المنتمين حزبيا و ايديولوجيا لجهات معينة، و كان هذا عاملا هاما للتقدم نحو الخطوة الاولى في العمل المشترك، كي لا يتخذ اي احد من صفات المقترح و انتماءاته حجة عليه، وفق الخلافات الكبيرة الموجودة اصلا بين القوى اليسارية التي ادت الى تشرذمهم لحد اليوم .
و عليه، انني و استنادا على ما طرحه لااخ رزگار، طرحت انا ايضا من خلال مقال باللغة الكوردية بناء اطار خاص لليساريين الكوردستانيين من اجل وضع اللبنة الاولى للتجمع من اجل العمل الكوردستاني المشترك للقوى التي لم تتفق على اي عمل سياسي مشترك على الاقل، و بعيدا علن التفاصيل الفكرية الفلسفية التي دائما تجلب الشيطان عند الغوص في ثناياهاالمتشعبة الواسعة .
رغم ان الجميع و بالاخص اليسار في العراق و الكوردستاني على دراية بان العراق و اقليم كوردستان على ما هو عليه من الازمات المتفاقمة على مفترق طرق و امام مرحلة مغايرة تماما لما نحن فيه الان، و يمكن ان يواجها تحديات لا مثيل لها في تاريخهما الحديث . و الارضية او الواقع الموجود يدل على اننا امام النقلة الكبيرة فيهما, بعد الانتهاء من حرب داعش و ما يهم المصالح العديدة المختلفة المتداخلة مع بعضها للقوى الكبرى و الاقليمية التي لها التاثير البالغ على ما يقعا عليه في المرحلة القادمة، و ربما لا نبالغ ان قلنا لن يكون ليد الشعب العراقي بكافة مكوناته و كذلك سلطتهما الذاتية اي ثقل للعمل على فرض ما يهمهما، ان بقت الاوضاع السياسية على ما هي عليه اليوم .
منذ مدة طويلة و نحن لم نلمس افكارا كبرى لتوجيه اية جهة باتجاه ما، من اجل المشاركة في تصليح الحال العراقية و منها ما يهم القوى المتقاربة مع بعضها اصلا و المشتركة في اسسها العامة كما هو عليه اليسار المتعدد الاقطاب و النظيمات و التوجهات في العراق اليوم .
بعد موت الكثير من الافكارعبر التاريخ و جاء البديل و مات هو الاخر خلال العصور الماضية، الا ان اليسار في العراق و على الرغم من انه لم يجر اي تجديد حسب متطلبات المراحل المتتالية المختلفة وما احتاجت من الاشكال و الجواهر العديدة لما حدث في المنطقة فيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،الا انه قاوم لحد ما و امتنع عن الانصهار الكامل، و اخص بالذكر هنا القوى اليسارية العراقية و المبالغة في تشتتهم من خلال تعدد القوى المختلفة التي تفرعت منه، و في اكثرها نتيجة لخلافات فكرية او فلسفية بعيدة المدى، و التي يمكن ان يكون هناك اطار لاحتواء ما حصل من اجل عدم قطع حبل التواصل و بقاء القوة من وحدة المواقف التي يمكن ان تبرز ازاء احداث سياسية عامة لا صلة لها بالفكر و الفلسفة على الاقل .
يمكن ان يبني اي احد او حزب او تيار فكره و فلسفته و نهجه وفق ما يراه حقا و متوافقا مع الثوابت اليسارية التي يؤمن بها حقا، ولا يمكن ان تكون هناك ثوابت جامدة صحيحة متوافقة مع الواقع المتغير الدائم،حسب رايي، و حتى في عمق الفكر و الفلسفة الماركسية اليسارية التي يؤمن بها الجميع يمكن ان تكون هناك متغيرات في جميع جوانبها .
ان ما طرحه الاخ رزگار، يمكن ان يكون الخطوة الاولى المطلوبة في هذه المرحلة، ليبين النجاح الممكن للخطوة الاولى لما يمكن ان لمحه في افق الطموحات الكبيرة لمن يؤمن باليسار بشكل عام و اهميته و لمن يعتبر الحزب وسيلة لتحقيق ما يفيد الانسانية في نهاية المطاف . و على الاقل يمكن جمع القوى اليسارية امام الاخرين من الجهات الدينية المذهبية و الليبرالية المستوردة مع الشوفينية المنافية للواقع العراقي و خصوصياته و ما يتميز به، و الذي من الممكن مصارعتهم . و النقطة الهامة التي يمكن لاي منا ان يلاحظها في العراق اليوم هو، عدم وجود الفكر الاصيل، او بعبارة اخرى، ما هو المعروض لا يرتقي الى الاكفار التي يمكن ان تؤدي في نهاية الامر الى دفع العراق نحو الانتقالة الكبيرة التي تحتاج الى افكار كبرى، و كل ماهو موجود هو فكر تكتيكي سياسي في جله و متشعب الفروع هنا و هناك، و لا يتعامل الا مع الاحداث اليومية الصغيرة . و رحلة الميل من الانقاذ يمكن ان تبدا من هذا الاقتراح و المهمة, فيجب ان بندا العمل و لا ننتظر .
اما هنا، نحن لا ندعوا الى بناء افكار كبرى في هذه اللحظة الحاسمة التي لا يمكن ان ينجح فيه اي طرف و في واقع كما هو الموجود و بعقلية و الخلافات الراسخة بين المكونات و الاديان و المذاهب التي علت شانها فيما هنا بعد سقوط العراق .
اما الدعوة في العراق و كوردستان ايضا، هو وضع اللبنة الاولى لبناء اطارعام بهدف التعامل مع ما يحدث اليوم من الناحية السياسية فقط و بتكتيكات فكرية صغيرة ايضا و لمدة معينة او لحين الخروج من ما نحن فيه، و بعده يمكن الاقدام على الاستراتيجيات الكبرى و النقاش و الجدال المتواصا من اجل ولادة افكار استراتيجة مناسبة و بعيدة المدى و عميقة التاثير و متلائمة جوهرا مع الموجود، وايضا يمكن تحديد الفلسفات المتلائمة و المتناسبة مع الواقع، او تكون طليعة لسحب الواقع المزري فكريا فلسفيا ورائها من اجل انقاذ العراق و كوردستان ايضا بايدي اليساريين في المدى الطويل جدا . و عليه، فان المطلب الضروري الاني هو جمع القوى بما هي عليه، او بما تحمل في اطار عام من اجل التعامل مع ما يجري في هذه المرحلة المتنقلة و من ثم الانتقال الى التفاهمات العميقة من كافة النواحي . و اقول للاسف انني لم اعتقد ان تكون القوى بهذه الرخاوة و الاهمال لما طرح من قبل الاخ رزكَار في هذه المرحلة، و كنت قد اعتقدت ان كافة القوى تنتظر مثل هذا الامر ليلتقفه من اجل مصلحة الفقراء و المستضعفين على الاقل, و ليس للتوافق الفكري و الفلسفي في مثل هذه الظروف . و ارجوا ان لا تفوتنا الفرصة، و على الاقل نبني ما يمكن ان لا نبقى في ذيل الاحداث او لا يسمح للاخرين مسحنا بشكل كامل في المرحلة المقبلة . و ما يمكنه ان يفتح الطريق امامنا الان هو ان نستغل الواقع العراقي و الكوردستاني المزري من كافة الجوانب من اجل بيان صحة الفكر و التوجه السياسي الفكري و الفلسفي اليساري و لنثبت جميعا و للجميع الاساس المتين لخدمة المسحوقين اولا و من ثم انه لخير الشعوب و الانسانية ايضا .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست