الكورد بين الامس واليوم (1)
Wednesday, 28/12/2016, 21:14
بعد الحرب العالمية الاولى اجتمعت القيادات والشخصيات الكوردية لمناقشة كيفية اعلان الاستقلال وتشكيل الدولة الكوردية ، لكن البريطانيين والفرنسيين المنتصرين في الحرب لم يستسيغوا هذه الفكرة لانها ضد مصالحهم في المنطقة ، لذا عملو بكل السبل الملتوية إقناع القيادات الكوردية التخلي عن هذه الفكرة وترك الامر لهم لتشكيل دولة كوردية فيما بعد ، اقتنعت القيادات الكوردية بالوعود البريطانية .كان للتبشيرين والشخصيات الانكليزية العاملة في السفارات والسفراء الاجانب دور كبير في إقناع القيادات الكوردية في عدم اعلان دولتهم القومية ، الى جانب هذا ظهر مصطفى كمال اتاتورك على الساحة السياسية ليكون ندا للسلطان العثماني ويتهمه بالخيانه العظمى ، ومن ثم يستميل الكورد الى جانبه لإرجاء فكرة استقلال كوردستان الى ما بعد التخلص من أعداءه ، وانه سيساعدهم في استقلالهم ، لكن بعد تشكيل الدولة التركية اقنع اتاتورك الكورد من خلال .. عصمت أينونو .. الكردي العلماني والنواب الكرد .. الـ 72 في البرلمان ... بقاء الكورد في دولة تركيا الحديثة .... دولة الأتراك والكورد ... المتساوون في الحقوق والمكتسبات والواجبات . خدع النواب الكورد بمقولات دينية والاخوة في الدين ، اُبعد القضية الكوردية من على طاولة عصبة الامم ليعلن اتاتورك دولته الحديثة . فِي جنوب كوردستان برزت القضية الكوردية منذ تشكيل الدولة العراقية بعد ان تنكرت بريطانيا وعصبة الامم لحقوق الكورد في تشكيل دولة وكردية أو حتى التمتع بالحكم الذاتي، تراجع القوى المنتصرة في الحرب العالمية الاولى عن معاهدة سيڤر باقرار معاهدة لوزان في تموز عام 1923 م ، ومن خلال المساومات تراجعت القضية الكوردية وبقيت دول حل، ازدادت التعقيدات في القضية الكوردية في العراق بمرور الزمن وتركت تاثيرات إنسانية خطيرة على الواقع الكوردي . رغم ان صك الانتداب في المادة 16 تنص يؤكد على ان لا شيء يمنع الدولة المنتدبة ( بريطانيا) من تأسيس حكومة مستقلة للكورد في المناطق الكوردية . لكنهم منعوا الكورد من التعبير عن موقفها وحقوقها ، ومنعوا حتى من تأسيس الأحزاب السياسية ، فما كان عليهم الا تشكيل جمعيات ومنتديات اجتماعية لتوعية الفرد الكوردي بما يجري حوله . بعد مرور جيلين على تشكيل الدولة العراقية اصبح الامر اكثر تعقيدأ ، منع الكوردي الحديث عن الدولة الكوردية ، و تحول اسم كوردستان الى شمال العراق عام 1930 م بعد المعاهدة البريطانية العراقية . واستمر الحكام بتعريب المدن الكوردية التي اكتشفت فيها الذهب الاسود . فالملك فيصل الاول كان يشتري الاراضي في خانقين وكركوك وينقل العرب الى هذه المدن لاسكانهم في هذا الارض ، تحت ذريعة املاك الملك الخاصة .
(يتبع )
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست