نعم هذه الفوبيا وهذا العداء الشوفيني وهذا الاستعلاء الارعن الذي جعل اردوغان في ان يدخل في مغامرة قاتلة له ولمستقبل تركيا حتى على المدى البعيد ايضا ودخوله بمباركة كل اللاعبين على مسرح الحرب السوري ضد روژ ئاڤا  ! اعتبره من وجهة نظري فخا قاتلا له , فلو قراءنا اوليات وتداعيات هذه المغامرة التركية الطائشة والتحالفات المتشابكة من الاضدادلاستنتجنا ما يلي—

1-بما ان هناك سايكس بيكو جديد في الافق,اذن لا بد من ان يكون هناك اتفاقات مسبقة من قبل الدول الكبرى حول ذلك الاتفاق,اي دول التحالف وروسيا

2-بما ان امريكا هي التي تقود قوات التحالف ,اذن لا يمكن ان تتحرك هناك حتى ولوبيدق واحد من دون علمها وموافقتها ضمن الدائرة من الدول اللواتي يدورون في فلكهاوهذا ما اعلن رسميا عند عبور تركيا للحدود السورية ,ونفس الشيئ ينطبق على روسيا وحلفائها ايضا

3-اردوغان لم يذهب زاحفا الى روسيا وايران حبا بهما وانما استفزازا للغرب لان   عزلته في داخل تركيا وخارجها هي التي اجبرته بعد ان سدت جميع الابواب امام وجهه خاصة من قبل الغرب

4-لم يسد الغرب ابوابه بوجه اردوغان عمدا,وانما بسبب استغلاله للدواعش لاجنداته الخاصة (لمحاربة الكورد) اضافة الى تبنيه للفلسفة الاخوانية في ادارة حكمه ومحاولته نشر وقيادة هذا التيار الفلسفي الاسلامي اقليميا ومحاولاالخروج من تحت عباءة الغرب,وتاسيس كيان اقليمي عثمانلي مستقل ,ولاسباب عديدة اخرى منها توازنا للقوى مع ايران واسبابا اخرى

5-لم تتوقع امريكا ان يعتذر اردوغان لروسيا ويمشي اليها زاحفا لما يشتهر  الرجل التركي بالرعونة والصلف ,وعندما زاراليها احست امريكا وقتها بخطئها لذلك اسرعت باحتواء المشكلة, وكانت دخول تركيا الى الشمال السوري احدى ثمرات تلك الزيارة ,وهذا لا يعني بالتاكيد بان امريكا قد سمح لاردوغان ان يتصرف ما يشاء في روژ ئاڤا (الشمال السوري) بل ان في نيتها ان ترد اليه الصاع صاعين ولهذا ارى بان امريكا استدرجت اردوغان لبلع الطعم(بضم الطاء والعين) والا ما معنى سماحها لاردوغان بالدخول الى روژ ئاڤا وعدم سماحها له باعلان المساحة التي تحتل من قبل الجيش التركي كمنطقة امنة؟ مع ان المنطقة الامنة يجلب النفع لدول الغرب على الاقل من منظور الحد من الهجرة اليها ومنافع اخرى عديدة,ثم لماذا لبت امريكا نداء اردوغان في الوقت الحاضرمع انه كان قد كشرعن انيابه للدخول الى الشمال السوري ومنذ خمس سنوات ,مذ ان بدات الحرب لواءد الوليد الكوردي,ولكن اللاءات الامريكي كانت له بالمرصاد ! افلا يوحي ذلك الرفض بان وراء الاكمة ما وراءها؟ ثم ماذا يعني عندما زار ممثل اوباما الى روژ ئاڤا قبل ايام وتصريحه علنا بان امريكا لا زالت تعتبر ثوار روژ ئاڤا حليفا عسكريا استراتيجيا بالرغم من جنون وحساسية اردوغان  المفرطة من تصريح كهذا!

وهل اعطت امريكا اي اعتبار للتهديد التركي الاجوف حينما خيرت امريكا بينهم وبين ثوار روژ ئاڤا ,وهل لبت امريكا طلب السلطان العثماني المغرور بانسحاب قوات روژ ئاڤا الى شرق الفرات ؟وهل لبت امريكا دعوة السلطان العثماني بتسليم الداعية فتح الله جولن مع انه متهم عند السلطان بتدبير انقلاب ضده ومحاولة قتله

افلا يدعو كل هذه المؤشرات ومؤشرات اخرى بان زمن السلطان قد ولى----؟

فكما اشرنا سابقا بان سماح امريكا لاردوغان الدخول الى الشمال السوري في هذا الوقت كان لناءي اردوغان المضي قدما نحو روسيا ,لان بقاءه مع التحالف الروسي سيكون في مناءى عن سيطرة امريكا وان امريكا وحسب قناعتي قد اصدرت حكمها بازاحة اردوغان وان كان غيابيا ,لذا رات امريكا ان يكون اردوغان على تواصل مستمر مع الدواعش في الوقت الحاضر, ليمدهم بالعون اللازم بواسطة ذلك الحبل السري الذي اوجد بينهم لانها اي امريكا لا تريد نهاية الدواعش في الوقت الحاضر خاصة بعد الضربات الماحقة لثوار روژ ئاڤا لهم وتضيق الخناق عليهم, وكادوا ان يلحقوا الهزيمة النهائية بهم ولكن ولان امريكا نما اسلفنا لا تريد ان يختفوا الدواعش بصورة نهائية من الساحة,لذا رات ان يستدرج اردوغان الى (الصف الوطني) وذلك لكي تقتل عصفورين بحجر واحد اولهما ان تبقى بابها مفتوحة امام اردوغان وثانيهما لكي يبقى اردوغان على تواصل مستمر مع الدواعش باتفاقات انية,حيث راينا كيف ان دواعشه يخلون له القصبات والقرى (بقتلى وجرحى صفر)وسيستمر اردوغان في تقدمه في العمق السوري بمسافات غير قليلة وينتشر جيشه في جبهة كبيرة وبعدها سيختلق اسبابا وحججا للمجابهة بين اصدقاء الامس- تركيا والدواعش وحلفائهم من الجيش الحر-,ومن خلال الحبل السري الحالي المشترك بينهما (الحدود السورية التركية )سوف يخفون انفسهم في الداخل التركي لكي يتسنى لهم تنظيم انفسهم ثانية للقادم من الايام بعد ان يفقدوا الرقة والموصل اخر معاقلهم وبعدها لا يسعهم ارضا غير تركيا ان تحويهم ومن هناك سينطلق الجيل الثالث من ظلاميو العصرفي- البداية القاعدة ثم الدواعش والثالث ----؟ 

هذا هو ديدن الدولة الراسمالية حينما تعيش وتتعشعش على-في- دماء الشعوب ولم يقل بوش الابن في اليوم الثاني بعد احداث 11 ايلول المؤلمة عبثا–بان القرن الواحد والعشرون سيكون قرن الحرب على الارهاب )اؤكد على كلمة القرن ولم يقل العشر سنوات القادمة او الثلاثين او الخمسين او---اوالتسعة والتسعين ---!

ولكن رغم هذا لا اقول بان سياسة امريكا في المنطقة ككل تبقى ثابتة ولا يطرا عليها اي تغيير,لانه وكما هو معلوم للجميع بان الصداقات بين الدول تتغيربين  ليلة وضحاها,الا المصالح تبقى ثابتة وعلى الانسان السياسي الفطن ان يكون حذرا جدا مع امريكا وهذا ما الاحظ هذه الفطنة عند حزب الاتحاد الديموقراطي.

 5-بالرغم من تحالف الاضداد تركيا-ايران,تركيا-روسيا,ولكن  سيبقى هذا التحالف هشا وان اجتمع الاتراك والايرانيون لعدو مشترك لهما واعني الكورد

لانهما ليسا الوحيدان في الساحة كسالف الازمان ,بل انهما يعتبران انهما كجنود او بيادق امام وزراء وملوك في الساحة الشطرنجية السورية,وسيبقى تحالفهما كالتاجرين الذين انعدما الثقة بينهما,فاية حركة او لمسة او حتى غمزة من احدهما يثير الريبة والشك عند الاخر,وهذا يعني انه من الصعوبة ان لم نقل المستحيل من ان تحالفهما سيمضي قدما ويجنوا ثمارها,خاصة في ساحة متشابكة جمعت كل النقائض والاضداد ومختلف التوجهات والمصالح

اما بخصوص علاقة تركيا مع الروس,والى اي مدى سوف تتطور هذه العلاقة البراغماتية بين الاثنين فاقول مهما غير اردوغان شكله –لونه او حتي جلده ,فمن المستحيل ان ينطلي الاعيبه مع بوتين لانه يعلم ان تركيا ومنذ تاسيسها وهي ترضع من حليب الغرب ويعلم جيدا ما الذي جاء باردوغان الى روسيا ,لذا سيحاول كل منهما استغلال الثاني ولكن في النهاية سيبقى الغلبة لبوتين لان اردوغان هو الذي انطلق اليه مضطرا وليس بوتين 

اذن يظهر ومن خلال هذه التحالفات وموازين القوى على الساحة السورية بان تركيا هي الحلقة الاضعف بين لعبة الامم في هذه الساحة الساخنة وستفقد كل شيئ مستقبلا كما فقدت كل شيئ الى الان ,وكاءنها كانت حصان طروادة لامريكا ومنذ ان استعرت اوار الحرب في سوريا ولا زالت ان كانت تدري او لا تدري! لانني لا زلت اكرر بانني على قناعة تامة بان القوى الخفية التي تحرك داعش هي امريكا او بالاحرى ماسونيتها (دولتها العميقة) فهي التي كانت تعطي الضوء الاخضر لتركيا الى تقديم كل التسهيلات الى الدواعش عسكريا –لوجستيا – وحتى اقتصاديا كذلك والا كيف تسمح لدولة وهي عضو في الناتو تقوم في نفس الوقت بتقديم كل ذلك العون الى اعداءها ان لم يكن هناك من يغض الطرف عن كل ذلك التعاون الوثيق بين تركيا والدواعش,ولسوف تثبت الايام لاحقا بان تركيا ودول الخليج لم يكونوا الا مدراء عاموون لدى امريكا في تسهيل امور وخطط الدواعش لدى الدولة الماسونية العميقة التي تتصدرها امريكا-اسرائيل,وهذا لا يعني بان المدراء العامون لا يعملون خلسة كما التجارمن دون علم رئيسهم بصفقات وخطط  خاصة لحسابهم الخاص وفي اوقات خاصة

ان اردوغان  وبدخوله الى الشمال السوري بنية نصب فخ لثوار روژ ئاڤا والقضاء عليهم ,انما يعيد تاريخه الشخصي نفسه بنفسه ثانية,فكما قضى على صقور باكور( شمال كوردستان )- بالسرعة الضوئية- فهكذا وبنفس السرعة سيقضي على روژ ئاڤا ايضاحسب مخيلته المريضة لانه (لا يزال يحلم بصيد الطيور الجارحة بين فتحات اصابع يديه)-عن مقالة كتبتها في شباط سنة 2013

لا شك فيه ان السلطان العثماني قد فقد توازنه السياسي نتيجة قراءاته الخاطئة للخريطة السياسية في المنطقة وتبعات ما سيؤول اليه في القادم من الايام وانه لا زال ذلك المقامر الذي خسر كل ماله ثم راهن على املاكه العينية بل وحتى على  شرف تركيا كذلك على امل استعادة ما خسره,ولكن هيهات ان يجني غير ما زرع,ويبقى ذلك المغرور المتهور يدفع ببلده الى غياهب الظلمات,فكما راينا تهور وعنجهية صدام حينما قال من دون ان يفكر بمسؤولية كلامه حينما صرح يوما وهو في عز تهوره وصلفه (بانني سوف احرق نصف اسرائيل) لكننا راينا لاحقا من احرق من !!! وهكذا وقبل عدة ايام قلده السلطان العثماني بنفس الغرور حينما قال- فلياءتي ال پکک وال یپگ وجماعة فتح الله جولن والدواعش والفواحش والرواعش و---و---و!! كذلك,اقول هنا مازحا –كيف ان القزم العثماني نسي ان يشارك احزاب المعارضة ايضا في هذا التحدي الفارغ--!

لقد دخل هذا القزم الى روژ ئاڤا على امل ان يصيد ثوارها دون ان يدري بانه هو القادم اليهم ,وهم من ينصبون له فخا قاتلا ليقع في مصيدتهم ويغرق في مستنقعهم 

 المميت كما صرح بذلك الرئيس المشترك للاتحاد الديموقراطي السيد صالح مسلم,وحينما يهدد الثائر الحقيقي يؤخذ بكلامه على محمل الجد ,فامضي 

ايها السلطان التركي المغرور الى ذلك المستنقع الى (مرج دابقك) حسب مخيلتك المريضة وان القادم من الايام سيبرهن ان كانت مغامرتك هي مرج دابق او مرج غارق في مستنقع روژ ئاڤا وتعلم ايها السلطان المغرور من المثل الكوردي الذي يقول – حتى الكلب حينما ياكل العظام يفكر اولا بكيفية  خروج تلك العظام من مخرجه ,وعسى ان تحب شيئا وهو شر لك يا ايها السلطان العثماني الققحح!