من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟
Sunday, 11/09/2016, 22:39
استيقض حواشي اردوغان بعد الانقلاب الفاشل المزعوم متاخرين جدا، و لكنهم لا يُعاتبون لخوفهم من القدر الذي كان ينتظرهم لو نجح الانقلاب و ان كان انقلابا اصلا، و سيكشف الزمن كيف حصل و باي قصد او من وراءه، استيقضوا هؤلاء بعد زوال الخوف و تاكدهم من تواري القوة و انتهت العملية و عدم امكان العودة الى الوراء، و كعادتهم و صفتهم و تربصهم لما يجري، و عندما تحين الظروف الملائمة للكلام يخرجون من جحورهم و يصيحون كمن وصفهم الجحى بكلاب باب الشيخ التي تنبح في حال تيقنها من ان شيخهم لازال حيا .
يدعون الكثير من الاقاويل و القصص بعدما فتحت لهم الطريق نحو سيدهم السلطان . يتكلمون عن روسيا و ايران و امريكا و السعودية باشكال و الحان مختلفة، و النقطة المشتركة في كلامهم هو نجاح اردوغان في كسبهم بحركات يعتبرونها تكتيكية بحتة، (لا يتكلمون عن تكوع اردوغان و تنازلاته المخيبة للامال التركية في لحظة ضعف ) بل اهم ما يدعونه و يبدو انه اصبح عقدة لا ينامون الا و يحلموا بها، و هو ابعاد حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يهابونه بل يخافونه كما يخاف الجرذ من القطة عن الساحة، و لكنهم خائبين لحد اليوم .
انهم يعلمون جيدا افعال و سلوك اردوغان و كيف تعامل مع اقرب المقربين اليه و من لهم الفضل عليه اكثر من ابيه و امه، و كيف خانهم و خان العيش و الملح و الرغيف الذي وضعوه في فمه و هو يزعق من خوفه . هكذا كان مع من علمه بدايات السياسة و المبدا الاسلامي اربكان و لم يطول الامد الى ان خان من اوقفه على رجليه ماديا و معنويا و دعمه في السراء و الضراء فتح الله غولن، و انقض عليه عندما وجد نفسه قويا و خدعه و فرّ المسكين الى امريكا بعدما تاكد من نهايته المحتومة باية طريقة كانت لو لم يهرب .
اليوم يتكلمون عن بيع روسيا للكورد بالسياسة العقلانية لاردوغان و فصلوا بين امريكا و الكورد شيئا ما و شقوا على ارض الواقع حلم الكورد و لم يدعوا تحقيق اهدافه، و بداوا يجمعون قواهم لمحاربة الكورد في الاجزاء الاربعة و ليس في كوردستان الشمالية و الغربية فقط، كما توغلوا في الاراضي السورية بتنسيق و تعاون امريكي في لحظة ما و ربما خدعوا بعض الاطراف، الا انه يبدوا انهم لم يتعلموا الدرس جيدا من الارادة و العزيمة القوية التي بنيت للشعب و القوات المسحلة الكوردية و انهم بنوا القوة العقيدية التي كان بامكانها ان تلتهم تركيا مع سوريا و العراق لولا عدم توافق المصالح العالمية مع ارادتهم تنسيق، و هم من اجبروا تنازل اردوغان لكل تلك الجهات العالمية بعيدا عن ماء وجه، و انتهزوا فرصة خنوع اردوغان و استفادوا من فزعه من ما يجري كثيرا .
ان داعش لحد اليوم متيقن بان تركيا لن تبتعد عنه و لا تغض الطرف عن مواقفه المفيدة لها، و تبقى على تعاونها و تنسيقها و تحالفها لحين تضيق الطريق و لم تبق امامها الا تغيير مسارها . الجميع على علم كيف انسحب داعش بامر سيده من جرابلس و كيف حلت ما تسمى بالمعارضة السورية و هي تركية قلبا و قالبا، و هي قوى تركية المقصد و السياسة و التوجه و حلوا محل داعش، و لا فرق بينهم بالنسبة لتركيا . لازال الطريق مفتوحا امام الكورد في سوريا و لا يمكن ان ننتظر غلق الطريق و ان تضايقت في مسارها بين فين و اخر عند كل تغيير او انعطافة سياسية ممكنة .
روسيا ادركت اخيرا و منذ امس بان تركيا خضعت للامر الواقع نتيجة غوصها في المشكلة السورية و رجعت اليها راكعا لامر واحد فقط هو رفع الدعم عن الكورد او عدم التعاون معه و السماح لها في التدخل المباشر و نجحت لحد اليوم، و لكن لم تكتشف لحد الان ما تنويه تركيا و ما يريده اردوغان من تحقيق مرامه من فرض امور على امريكا و الاتحاد الاوربي عن طريق تقاربها مع روسيا و ايران كما هو المعلوم . اليوم بعدما اكدت تركيا بان لا مجال لبقاء الاسد في المرحلة الانتقالية تبين بجدية ووضوح نوايا تركيا السرية للقاصي و الداني و قبل الجميع النظام السوري الذي خدع في غقلة من الزمن و غالز تركيا و اراد ان يقتنع بصحة توجهاتها العلنية المعاكسة للحقيقة، و لكن حصل هذا و القوة التركية مسيطرة على ارض سوريا التي تربصت بها منذ البداية و التي دخلتها دون اية ضجيج او مقاومة ما و بتعاون و تنسيق عالمي، و تاكدالنظام السوري اليائس اليوم فقط ما فعلته تركيا و اليوم ادركت من خداعها . و المنتظر ان تتغير المعادلات بعد اليوم و ان تتخبط المسيرة السياسية و التوجهات و تعود بعض من المتغيرات السريعة غير الطبيعية الى حالها بعدما اكتشف ما هو المستور و كيف استفادت تركيا من تنازلاتها السريعة و استدارتها المعاكسة تماما لما سارت عليه بشكل سريع و فجائي .
يمكن لروسيا ان تقرا ما تريده تركيا و تؤكده يوميا و لكنها هي ايضا مَن يستفاد منها من النواحي الاخرى و خاصة في سياساتها مع امريكا و صراعها المتعددة الاوجه مع اطراف في المنطقة من التابعين للمحور الاخر و فوقهم امريكا و تحركاتها المتعددة الجوانب و المستخدمة للقوى الموجودة في المنطقة في تحقيق ما تريد من تحقيق مصالحها .
عندما لا يؤمن القائد بالاخلاق و المبدا و يضلل الناس باسمهما و لكنه يتصرف العكس كما هو اردوغان في تعامله مع مربيه و معلميه، لا يمكن لقادة و رؤساء البلدان ان لا يشكوا في نواياه و يثقون به بشكل عمياء و لم يحسبوا لمناوراته و تكتيكاتها المكشوفة في الكثير منها . على الاقل يجب ان يتاكد هؤلاء الرؤساء ان اردوغان يفعل ما يحقق نواياه و نرجسيته بكل براغماتي اكثر من العلمانيين، و هذا ما يدعهم من التعامل الحذر معه . و لهذا نجد التحركات متغيرة بشكل سريع و التعامل معه مشكوك فيه و غير دائم المسار بشكل مستقيم .
روسيا لم تكن اقرب من اليوم الى الكورد و لكنها تقرا ما تفيدها مع مصالحها و صراعها الرئيسي مع ارميكا و توابعها في المنطقة و ليس اردوغان من اثر عليها، و امريكا و ان تحركت قليلا باتجاه غير منتظر منها الا انها تادكت هي ايضا من تحركات اردوغان المشكوكة و غير الصادقة في تعاملها الدبلوماسي و سيرها على الفنون العثمانية القديمة النافذة المفعول .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست