لم يرتجل احد من كرسي السلطة في كوردستان بارادته
Thursday, 04/08/2016, 18:57
في رقعة لا تعلم عنها الى اليوم ما مصيرها و كيف تكون، لم يطمئن اي فرد عن حياته و مستقبله و ما يكون فيه غدا، تشهد اوضاعه تراجعا كبيرا في تحقيق هدفه مصيري، و لم يتقدم خطوة حتى لضمان استقراره خلال العقدين و النصف من الحكم الذاتي لاقليمه، مسيرته في هذه المرحلة و الفرصة المؤآتية الحساسة النادرة التي توفرت لديه لم يستغلها في بناء اي عمود كاساس لتشييد صرحه الذي ضحى من اجله الشعب كثيرا . لازال بعيدا عن اهم اطار لتنظيم حياته السياسية الثقافية الاجتماعية و هو الدستور الذي فرض الخلاف من اجل المصالح الخاصة عدم تمريره و بالتالي الدخول في متاهات لا مخرج منها في الخلافات التي تلت عودة مشروع الدستور الى البرلمان الكوردستاني و اخفائه او وضعه على الرفوف . بقت كل الطرق الخطرة مفتوحة لعدم الانتظام و الفوضى المفروضة، و عدم امرار الدستور و القوانين الاساسية لتنظيم الاقليم اكبر فجوة و باب لتمر منها كوردستان الجنوبية الى الفوضى والتعقيد الذي نراه .
اسباب عدم امرار الدستور معلوم للجميع و النرجسية و الطموح الشخصي و محاولة رسم الدستور و امراره وفق مصلحة شخص او حزب مع التعنت و التصلب في الاراء و عدم التعامل مع الموضوع بتعقل ادى الى بقاء الاقليم دون اهم منظم و جامع لحياة الناس التي تفرض عليهم السياسة ضمن اطار معين يبعد الجميع من الاجتهادات الشخصية التي تضع المصالح الضيقة في الاعتبار قبل كل شيء .
حقا لم تتعض السلطة الكوردستانية من تاريخه قبل الاخرين، و تستحق ان يُقال لها سلطة عشائرية عائلية ضيقة الافق غير ناظرة لما يمكن ان يحصل و لم تهتم بمستقبل الشعب رغم ادعائاته الزائفة، في المقابل هناك من القوى المعارضة كانت ام المتحالفة معها لم يتقوا شر خبث هذه السلطة بتقديم تضحيات جسام و اصروا على التعنت معها على حساب مستقبل الشعب و اهدافه .
هل من المعقول ان ترى المنطقة تتسارع في التغيير التي يحصل من كافة الجوانب و التوجهات و تعلم انها تقع لغير صالحك و انت تتعامل مع الاخر الداخلي وفق الاتكيت ولم تجد من يتنازل الى الاخر، و هكذا الى ان يمر الوقت عليك و انت في حال تخرج يدك من الجعبة دون ان تحصل على حتى الروث ايضا .
العقلية البدائية لاصحاب السلطة و الشخصيات السياسية المتنفذة جميعا و منهم المعارضة و المتذمرين ايضا و نرجسيتهم و ضعف شخصيتهم و عدم التفاتهم الى المصالح العليا و دورانهم في حلقة المصالح و الصراعات الضيقة و صراعهم التقليدي الكلاسيكي و عدم قراءة العصر دون اي التفات الى ما نصل اليه بما يقدمون عليه من الخلافات و الصراعات، ادى الى ما وصلنا اليه اليوم و نحن لم نحقق ولو خطوة ثابتة واحدة لتحقيق الهدف المنتظر .
عدم توسع العقلية الكوردية و انحصاره في غرفة الصراعات الصغيرة المغلقة على نفسها، و التفكير في الكرسي اللعين فقط سواء لاسباب ذاتية خاصة باصحاب السلطة الجهلاء ام الموضوعية، نتيجة الوضع السياسي الداخلي او العام في المنطقة و ما يعيش فيه اقليم كوردستان خلال هذين العقدين من التصرفات غير العقلانية التي تعامل بها القادة لم يكن يتوقعها المضحين بانفسهم خلال الثورات و الحركات التحررية الكوردستانية .
*هل من المعقول ان تضع المصلحة الشخصية الضيقة التي تقع على حساب مستقبل الامة فوق و امام كل ما يمت بالمصالح العليا و اهداف الشعب ؟
*هل من المعقول ان تفكر في شخص و عائلة و حزب فقط في مضمون دستور وضع لحياة الشعب و مستبقله بمجمله ؟
*هل من المعقول على الاحزاب المنافسة ان لم تقرا عقلية السلطة الضيقة و لم تجد رؤى و طريقة تخرج من عنق الزجاجة التي وضعتها السلطة فيه ولو بتنازل عن ما يهم الشعب ايضا لفترة معينة ؟
*هل من المعقول على الجميع و في مقدمتهم الخيرين و العقلاء الذين تعلقت ارجلهم بدناءة عقلية السلطة و سخف تفكيره ان لم يحسبوا للوقت و هو يمر و يسيرون معتمدين على التعامل وفق مقولة ليقع على نفسي و على اعدائي ؟
*اليس من المعقول سياسيا ان تراوغ و تسايس السلطة الغاشمة في سبيل الشعب، من خلال استخدام كل الطرق حتى الملتوية لتامين اهم ما يضمن رسم و اقرار الخارطة التي تثبت و تنظم و تحدد حركة الجميع و تمنع اية شخصية مهما كانت نرجسيته من استغلال ما هو فيه للمصالح الضيقة و الاهم هو تمرير دستور محدد لحركة تلك الشخصيات التي تعلقوا بالكرسي بشكل خاص ؟
*هل من المعقول ان يذهب مستقبل شعب كامل سدى بسبب عائلة او شخص طامع جاهل متخلف و قيادات عنيدة لعينة من كافة الاحزاب المتنفذة الموجودة ؟
المعلوم، عدم وجود دستور يحدد الاطار و منه مدة و كيفية اعتلاء كرسي السلطة و ينضم عمل المعارضة، سيدع المتسلق الذي يفرض نفسه على الشعب و السلطة بعيدا عن القانون و الشريعة و يمتنع عن النزول و الترجل منه مهما حصل و كما راينا .
ان الشعب الكوردستاني امام مفترق الطرق، و الطريق امامه تتضايق كلما مر الوقت و نرى التغييرات في المنطقة التي ليست لصالحه ابدا، و هو لازال يتمرغ في خلافات و صراعات قادته، فهو امام احتمالين لا ثالث لهما اما العودة الى نقطة الصفر او العودة لحضن المحتل او الخضوع لكل ما يفرض عليه من الاخر .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست