هل سيقضي اردوغان على نفسه بتوجهات مابعد الانقلاب؟
Friday, 22/07/2016, 21:45
لنا تجربة صدام مابعد الحرب الايرانية العراقية و احتلاله للكويت بعد الازمة الاقتصادية الصاعقة التي ضربت العراق جراء تداعيات الحرب و ما بعدها، و اتخاذه لمجموعة من القرارات الداخلية و الخارجية الراجلة و كيف انّ من ما تراكم عليه من الديون الخارجية اثر حربه المدمرة طوال الثمان سنوات، و ان لم يخسر صدام تلك الحرب فلم ينتصر فيها، الا انه خسر نفسه و موقعه و ما تمادى و تهابى به و نفش ريشه و كانه انتصر و لم يعلم انه آيل الى السقوط النهائي بهدوء و في مرحلة السلام مابعد اطول حرب في التاريخ الحديث .
اليوم دخل اردوغان في مرحلة مابعد الانقلاب بتوجهات مشابهة لما اقدم عليه صدام مابعد الحرب العراقية الايرانية، و توجهاتهو جرائمه الانسانية في حملة الانفال السيئة الصيت من جهة، و زجه لالاف من المعارضين الاسلاميين من وسط و جنوب العراق كتصفية حسابات و الحقد الذي حمله في نفسه لضربهم في مابعد الحرب من جهة ثانية . فان الصراع الداخلي لاردوغان الان تغير كثيرا بحيث اصبح يناويء الاسلام السياسي باسلامه سياسي و باعلى درجة ممكنة، بحيث في النتيجة يفسح فرصة اكثر للعلمانيين ان يلعبوا بالساحة الداخلية لتركيا، على العكس من ما يريد تحقيقه من تصفية حسابات متعددة من جهة، ان علم به ام لا فان خطواته تنعكس عليه من الجهة المقابلة، لاهم سبب ان العمق الديموقراطي الموجود الذي انقذه سوف لا يسمح له ان يتمادى عليه باسم الديموقراطية مهما فعل . وكما تهور صدام في سلوكه الى ان وقع في الفخ بسهولة غير معهودة لاي سياسي قاريء للاوضاع العالمية بدقة و علمية، اننا يمكن ان نشهد العبة بلاعبين جدد مرة اخرى .
اليوم نرى الفوضى المسيطرة على خطوات اردوغان، غير انه في حالة نفسية يعتقد بانه يصفي البلد من المناوئين له، غير عالم بما يحدث في المحصلة من ايقاد الجذوة من تحت القش في اي وقت، لانه يهدم ما بناه بنفسه ايضا، و يعلم هو قبل غيره ان الشعب التركي ليسوا فقط هم من نزلوا لتاييده اثناء الانقلاب، و له معارضة شعبية كبيرة ايضا و ان من اجتاح الشارع ليسوا جميعا محبيه بقدر كونهم لا يريدون ضرب الديموقراطية و عودة زمن الانقلابات، و ان كانوا لا يحبذون اردوغان بذاته و ما يسير عليه و بؤمن .
انه يسير وفق عملية تصفية الحسابات مع المعارضين بشكل مصلحي خاص مستغلا الفرصة المؤآتية له نتيجة الواقع المستجد لمابعد الانقلاب الفاشل اصلا . القرارات التي يتخذها ضد من ليس له صلة من قريب او بعيد بالاتقلاب من المدنيين، انه رد فعل فوضوي متسرع غير محسوب النهاية، و به يقع نفسه موقع المنقلب الناجح على نفسه، اي لم يبق اردوغان مابعد الانقلاب كما كان قبله، و بدلا من التوجه بخطوات ليزيد من شعبيته و مكانته بالتقارب بين التوجهات المختلفة لبلده، اتخذ قرارات مكشوفة غير منطقية و بها يدفع الكثيرين من المراقبين في الشك في الانقلاب اصلا و من قام به اساسا . اي في النتيجة يضعف من جبهته الداخلية و يصبح اسير حزبه و مواليه، دون اية شعبية او تايد للمواطن التركي المستقل .
على الصعيد الخارجي، سواء كانت تصريحاته و رئيس وزرائه رد فعل متسرع ام مخطط ما قبل الانقلاب، فانه وضع نفسه في زاوية لا يمكن ان تكون علاقاته مع الدول الغربية على العموم و امريكا بالذات في المستقبل القريب على خير ما يرام، على الرغم من بقائه عضوا في حلف الناتو، و ما اهتز موقعه ايضا فيه بعد تداعيات ما اتخذه من القرارات من المواجهة لما ضد توجهات الحلف، وتعامله مع قاعدة انجرليك و عدم تعاونه بشكل مناسب مع امريكا و الاتحاد الاوربي في حربهم ضد الارهاب .
يبدو انه يريد تغير التوجه مئة و ثمانين درجة نحو الشرق، و هو يركن خلافاته مع دول المنطقة او يطرحه جانبا دون ان يعلن عما يبدر منه لاعادة الثقة به من الجوار،و في هذا الجانب؛ انه لم يقرا المعادلات الجديدة بشكل جيد، و بالاخص؛ كيف يمكن ان يتعامل مع العراق و ايران و سوريا الذيني لازالوا يشكون من سياسات و نوايا اردوغان التوسعية في المنطقة و ما يحمله نرجسيته الى الخطوات في هذا الشان الاقليمي . اما روسيا، فيمكن اردوغان ان يستفاد منها بتنازلات تدعه بعيدة عن اميركا في المقابل و هذا شر يكمن في خير فعلته .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست