کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


الفیلیون ، دینمو السرمدیة الکوردیة ووقودها

Monday, 18/04/2016, 12:34


لقد شاءالقدر ، بأن یکون للفیلیین حصة الأسد ، من شرف مهمة الذود والدفاع عن هویتهم الإنسانی ، ومهاهم التاریخی ، وإنتمائهم القومی . وإنهم کانوا دوما ، ولا یزال ، وهم فی مقدمة بنی جلدتهم الکورد ، فی دفع ما ینبغی علیهم دفعه ، من ضرائب وأتاوات ،  من المعانات  والمأسات والویلات  ، ومن القرابین والتضحیات بکل ما هو غالی ونفیس . علی مذابح الحریة ، وإنهم ، کانوا دوما السباقیین الأوائل فی هذا المیدان ، ولقد دفعوا ، وبسخاء منقطع النظیر ، أضعاف مضاعفة ، مما دفعه  الآخرون  .
لقد حکم الموقع الجغرافی الممیز ، لموطن الفیلیین ، ومن مناطق تواجدهم وسکناهم ، ومنبت آبائهم الأوائل ، أن یمثل ، وکما الآن ، علی مدی الأزمان ، مقدمة الجبهة ، فی معارك الکورد ، وفی حروبهم من أجل الوجود واللاوجود ، ویشکل  وعلی طول الأزمان ، الخط الدفاعی الأول ، من ساحات القتال ، ومیادین المعارك ،  فی الدفاع عن الکورد وکوردستان .
ولقد کان وبحق ، کل بیت من بیوت الفیلیین ، علی طول وعرض جغرافیة وجودهم ، خندقا قتالیا أمامیا من خنادق الصمود والوجود ، وأهلها جمیعا ، رجالا ونساءا ، کبارا وصغارا ، شیوخا وأطفالا ،  جنودا ومقاتلیین ، علی الرغم منهم ، سواءا شاؤوا أو أبوا .
 إن الهدف من هذا المقال ، هو لیس الغوص فی أعماق التاریخ ، وسرد مآثرالفیلیین  وملامحهم البطولیة ، فالقصد هو ، أولا لإعلام من لا علم له ، ولتذکیر من کان علی علم ونسی ، بحقیقة حکایة  الفیلیین . وثانیا ، لعرض لقطات قلیلة من مشاهد الأمس  لهذه الحکایة .
ففی أوائل الستینیات من القرن الماضی ، عندما اندلعت الثورة الکوردیة ، وبدأت طاحونتها البالیة المتهالکة  بالدوران ، بدت تدور علی رؤوس الفیلیین قبل غیرهم من الکورد ، وبدت تدوربدمائهم ودموعهم ، وتطحن جماجمهم وعظامهم .  بسبب تعرضهم قبل غیرهم ، لهجمات العدو ، ولرد فعله القاسی ، ولظلمه وعنجهیاته ، ولحملات جیشه وأوباشه .
 إن المواقف البطولیة الرائعة  التی سجلها الفیلیون ، سواء بتزوید الثورة بأنهار من الدماء الجدیدة ، وبجیش من الکوادر والعناصر السیاسیة والعلمیة ، المؤهلة والکفوءة ،  ، أو بإمدادها بإمدادات مادیة ضخمة ، بمنتهی السخاء وبسط الید .  کل ذالك کان من العوامل المهمة ، لجعل عود الثورة ، أکثر صلابة وغلظا . ویضمن دیمومتها فی مسیرتها ، ووصولها إلی غایاتها ومبتغاها .

لیلی قاسم عروسة کوردستان ، عروسة العرائس 
عندما یأتی الحدیث ، إلی تلك الحقبة  التاریخیة ، للثورة الکوردیة ، فلن یکون السرد کافیا وصحیحا ، ومشهدا حقیقیقیا وکاملا ،  إذا لم یلقی الضوء علی  بعض المواقف الممیزة ، والفریدة والغیر إعتیادیة ، اللواتی أبطالهن ، هم من خیرة الشابات والشبان الفیلیین . وکل حدیث  عن ذالك ، إذا لم یذکر إسم لیلی قاسم ، التی إقترنت إسمها بملحمة خالدة ، فی الصمود والبسالة  ، کانت فریدة فی نوعها فی ێومها .  هی بطلتها ، فلا یعتبرلوحة معبرة وکاملة ، وقد یکون بسبب ، قد یحسبه البعض قلة الإلمام والإطلاع ، أو لدی البعض غیر منصف . 
 حازت الخالدة لیلی عروسة  کوردستان ، حبا واحتراما لا نظیر لهما ، من قبل الشعب ، لا بسبب تضحیتها بنفسها،  وبسالة صمودها  ،  بوجه سجانیها وجلادیها ، بل بسبب ایمانها الراسخ والمتین بعدالة قضیة شعبها التی تستحق التضحیة ، واستعدادها الکامل فی السیرحتی النهایة ، بروح ملؤها العزم والحزم للصعود إلی حبل المشنقة . فإنها کانت قد طلبت من والدتها واختها ، فی زیاتهما قبل الأخیرة لها قبل إعدامها ، بأن یجلبن لها فی الزیارة الأخیرة . زیا من أجمل أزیائها . فعندما تسألها اختها ماذا تعملین به ؟ . فکانت جوابها ،  إننی ساصبح عروسة کوردستان ، أود أن أکون أجمل عروسة فی الدنیا ، احب أن أکون عروسة تلیق بکوردستان . فهی بحق أصبحت عروسة کوردستان ، لا أجمل عروسة  فقط، بل عروسة العرائس ، وعرسها لم تکن عرسا إعتیادیا ، کغیرها من الأعراس ،   ، بل کانت عرس الأعراس . 

ایرانی فی العراق ، عربا فی ایران
کان البعثیون یشعرون منذ زمن ، بمدی أهمیة دور الفیلیین فی مساندة الحرکة الکوردیة ، سواء کان من الناحیة البشریة ، أو المادیة . وکانوا علی علم بمدی إنتشار الفکر التحرری والوطنی بینهم ، بسبب زیادة الوعی والإدراك فیما بینهم ، نظرا لقربهم من المراکز الحضاریة ، وکذالك لدورهم النشط والفعال فی سوق بغداد المالی ،    لأنهم کانوا من بینهم  هم ، من هو فعلا بعض من سادة أسواق بغداد ، وکانوا هم من أغنی أغنیائها ، وأکابر تجارها . 
من هذا المنطلق ، حدد البعث ، هدفه الأول بضرب الثورة الکوردیة من قاعدتها ، ومن العمق ، وکان الفیلیون هم الهدف الأول ، وکانوا هم أول من تلقی الضربة ، ففعلوا بهم ما لم یفعله العواصف والأعاصیر بأوراق الخریف . فبدؤا بتسفیرهم  إلی ایران ، علی أساس إنهم ( ایرانیین ) ، وسموهم هناك ، فی ایران بـ ( عربا )  ، ورموهم علی الحدود الایرانیة العراقیة ، التی کانت مزروعة بالألغام ،  وهم حفات عرات ، بعد مصادرة کل أموالهم وممتلکاتهم المنقولة وغیر منقولة ، بجرة قلم . والقی القبض علی الآلاف من الشباب منهم ، ( وقدر العدد بحوالی عشرة آلاف  ) ، وارسل هؤلاء الشباب جمیعهم ، إلی المجارز ، وإلی مکائن ثرم البشر ، أو إلی المقابر الجماعیة ، ودفنوا بالتراب وهم أحیاء .  

البعث کان أرحم بالفیلیین من القیادة الکوردیة ومن المرجعیة
إذافعل البعث بالفیلیین ، ما لم یفعله العواصف والأعاصیربأوراق الخریف ، فما فعلته القیادة الکوردیة ، والمرجعیة  بهم ، هی أسوأ ألف ألف مرة ، مما فعله البعث بهم . لقد فعل البعث بهم ، کل ما أمکن . فبجرة قلم صودر أموالهم وممتلکاتهم ، من منقولة وغیر منقولة ، وسفروهم عبر حقول الألغام ،  وهم حفات عرات ، وأرسل الآلاف من شبابهم إلی المقصلة ، وإلی المقابر الجماعیة ، ودفنوا بالتراب وهم أحیاء .  ولکن صدام لم یستطع أن یقتل الأمل فی أعماقهم ، لکن القیادة الکوردیة ، التی هی السبب الحقیقی  فی أن یفعل البعث بالفیلیین ، ما فعله بهم . والمرجعیة التی تعتبر نفسها مسؤولة عنهم  روحیا ، لأن معظم الفیلیین هم من شیعة آل البیت ، فهما ، هاتین القیادتین ،  کلتاهما فعلتا بالفیلیین ، ما لم یستطع البعث بکل جبروته وعنجهیته أن یفعله بهم . فهما قتلتا الأمل فیهم ، وزرعتا الیأس فی أعماقهم ، وأظلما الدنیا فی أعینهم . 
فصدام کان أرحم ، لأنه کما أفهم ، إن الرق أو العبید لا یعتبر فصل الروح عن الجسد موتا ، وإنما إنقاذا   . فلذا ، إن قتل من خسر حریته ، لیس قتلا وإنما هو إنقاذا ، لأن من خسر حریته ، فهو مقتول ساعة خسارته لحریته . وأن القتل ، وما هو أشنع من القتل ، هو عندما تتمنی الموت ، وتحلم  به ، ولکن لا تتحقق امنیتك ، ولا یصبح حلمك حقیقة .
کان فرح الفیلیین وسرورهم بسقوط صدام ، قد لا یوصف . علی أمل أن یتحقق حلمهم ، وعسی أن یستطیعوا إرجاع ولو قسم مما فقدوه . لکن النتیجة ، کانت صدمتهم بحکومة الأمل أکبر من فرحتهم بسقوط صدام ،  من الحکومة التی شکلتها القیادة الکوردیة  والمرجعیة ، فالقیادة الکوردیة التی یعتبرها الفیلیون قیادتهم ، والمرجعیة التی یتباهون بأنهم من شیعة ال محمد ، التی یحسبون أنفسهم جزءا منها . اللتین هما  سببتا لهما ،  أن یتکون لدیهم یأس ما بعده من یأس . إن وضع الفیلیین ، ومن هم علی شاکلتهم من الشعب العراقی ، هو أشنع من وضع من یتمنی أشنع موت ، لأن لیس هناك ، ما أشنع من إحساس المظلوم عندما یری من ظلمه أمام عینیه ، وهو یستفزه ، وإنه لیس بمقدوره أن یأخذ حقه منه . وإن ما هو أشنع ، من أشنع موت شنیع ، أن تری من رمی بك ، وباسرتك ، وکل ماتملك ، فی مهب الریح ، وأنت عاجز أن تفعل ، ما ینبغی أن تفعله . فالکثیر من الفیلیین لحد الساعة لم یستردوا ما اخذ منهم ظلما ودون وجه حق ، علی الرغم من أن  ، من بیده السلطة هم السبب فیما حصل لهم من مآسی ومن مظالم ، الذین هم الآن غارقون فی بحار أرقام حساباتهم البنکیة ،  ومشغولون بملایینهم ، إن لم یکن بملیاراتهم ،  وملتهون بأعداد فیلاتهم وقصورهم وعقاراتهم ، وکذالك بجواریهم وغلمانهم ، لذا لیس لهم وهس ،أن یروا الوجوه المزعجة التی تذکرهم بالأمس ، الوجوه التی  یوما قد وعدوهم بوعد أو بشئ  . وفی وضع کهذا ، لا شك إن الفیلیین ، یتمنون الموت ، ولکن هیهات بینهم وبین الموت ،.
حکام العراق الجدد ، حکموا علی نسلهم بالفناء
وأخیرا ولیس آخرا، هناك ، بعض الأسئلة التی  تفرض نفسها وبإلحاح ، منها ؛ إذا دارت الأیام عکس ما تشتهیها سفن الکورد ، فهل یکون هناك ، من بین الفیلیین مستقبلا  ، شخصا یود أن یفعل ما فعلته لیلی قاسم ؟ . فجوابا ، لهذا السؤال ، من وجهة نظری ، لا أعتقد .  والسؤال هل عملت القیادة الکوردیة  هذا عن علم ومعرفة ، وعن قصد ؟ ،  أم بدون علم وإدراك، وبدون قصد  ؟. والسؤال الآخر ، هل إن الشیعة ، خانهم الحظ  کثیرا ، وظلمهم الزمن ردحا طویلا  ، من أن یحکموا أنفسم بأنفسهم ؟  والجواب ، إن العالم لقد رأی منهم ما لا یسر . 
وأخیرا ، لقد وصل الشعب العراقی إلی حقیقتین  مفادهما ، إن حکام العراق الجدد ، أسوأ من صدام ومن غیر صدام من حکام العراق من قبل . کما و إن الحکام الجدد ، من شیعة وکورد ، إنهم حکموا بأنفسهم ، لیس علی نفسهم فقط ، بل وعلی نسلهم وذریتهم  کذالك بالفناء والزوال ،  لشدة غبائهم وبلاهتهم . 

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە