الکورد ؛ الکورد الکورد ، الکورد اللا کورد ، اللا کورد الکورد
Saturday, 23/01/2016, 19:19
الطامة الکبری للکورد ، ومن سوء حظهم ، هی إبتلائهم ، بالفرس والأعراب والأتراك ، الذین لا مثیل لهم فی فضاعة طبائعهم البربریة الدمویة ، وفی بشاعة العقلیة النمطیة المتحجرة المتحکمة لدیهم ، العقلیة التی تنطلق من مفاهیم خرافیة بالیة ، العقلیة التی مضت أیامها ، وانقضت أوانها ، وکذالك من ضحالة المنطلقات التی تبنی علیها مقوماتهم الإجتماعیة والثقافیة الفاعلة ، ومن جمود الأفکار السائدة فی النظر إلی الحیاة والإنسان عندهم .
إن حکایة الکورد مع هؤلاء الأقوام ، هی حکایة الوجود واللا وجود الغارق فی بحار من الدماء والدموع . فالفرس الذین طعنوا الکورد فی الظهر ، طعنة الغدر ، وقضوا علی دولة الماد ، ومارسوا فی حینها ضدهم ، ولقرون ، مکائدة خبیثة ، التی کانت فی ظاهرها توسیع الإمپراطوریة الفارسیة ، لکن الغرض الأساسی والأولی لها هو إبعاد أکبر عدد ممکن من الکورد من کوردستان ، وذلك بتجنیدهم فی الجیش ، وضجهم فی المعارك والقتال ، لیتسنی لهم تثبیت دعائم حکمهم فی کوردستان ، من جهة ، وکوسیلة فعالة ، لإمحاء الکورد وصهرهم فی بوتقة القومیة الفارسیة .
أما أعراب الصحراء ، الحفات العرات ، الدواعش الأوائل ، الذین تمکنوا من القضاء علی الدولة الساسانیة ، وغزوا کوردستان ، وقالوا عنها بأنها هی الجنة التی یبتغونها ، والکثیر منهم تمسکوا بها ، وقالوا ملأ أفواههم ، وأمام الناس وبالعلن ، إننا لن نرکض وراء الأوهام ، وأصبحوا أسیاد البلاد ، وارتکبوا أبشع الجرائم وأفظع الشنائع بحق أهلها . من تعریب ، وغسل دماغ ، وتدمیر الشواهد ومحو الآثار ، ومسح الدلائل والبراهین ، وتزویر التاریخ ، وتحریف الحقائق .
أما الأتراك الدواعش ، فهم بعد أن تیسر لهم إزالة دواعش آل عباس ، وإنهم علی شاکلة الأعراب ، تمکنوا أن یبنوا دولتهم علی جماجم الکورد وأشلائهم ، والحقیقة إن الأتراك ، هم من أبشع بشاعات نتائج الإستعمار العروبی الصحراوی علی الإطلاق .
ومما زاد فی الطین البلة ، هو دخول الدول الإستعماریة فی الخط ، وبقوة خاصة بعد الحرب العالیة الاولی ، ففعلت تلك الدول بالکورد ، ما لم یتمکن الفرس والأعراب والأتراك ، أن یفعلوه بهم مند قرون . فهی التی قسمت کوردستان ، علیهم ومنحتهم سندات التملیك . علی أن یکون لها حصة الأسد من الکعکة ، وبذالك ظهرت إلی حیز الوجود ، فی ذالك الوقت ، جبهة داعشیة شیطانیة ، فی تحالف شیطانی ضد الکورد .
جبهة الدواعش الشیطانیة وتحالفاتهم الشیطانیة ضد الکورد
منذ ذالك الیوم ، ما مر یوم من الأیام ، دون أن یکون هناك حرکة ، أو ثورة ، أو إنتفاضة ، أو شکل من أشکال التمرد ، فی منطقة ما من مناطق کوردستان . وکانت الدواعش الإستعماریة سباقة دوما قبل الدواعش الأصلیة، لقمع تلك الحرکات ، والثورات ، وبمبادرة منها تم تشکیل الکثیر من التحالفات ، والتوقیع علی العدید من المعاهدات ، والأحلاف ، کحلف الناتو ، وحلف بغداد وغیرها . لغرض الوقوف ضد التطلعات الکوردیة نحو الحریة والإنعتاق . وبذالك أصبحت نتائج الحرکات الکوردیة کلها سلبیة بصورة عامة ، فأصبح الکورد ، کالغریق فی الرمال المتحركة ، تغرق أکثر فأکثر کلما یحاول ، ویکرر المحاولة . وبذالك أصبح الکورد جسرا لیعبر علیه الآخرین ، للوصول إلی ضفة المطامح ، وتحقیق المکاسب وجنی الأرباح . ومن المعلوم بقدر المحاولات التی کانت تبذل لسلب ونهب خیرات کوردستان ، کانت هناك مکائد خبیثة ، ومشاریع جهنمیة ضد الإنسان الکوردی ، وبمختلف الأشکال والألوان . إن قساوة الظروف وصعوبة الأوضاع التی مرت بها کوردستان ولقرون ، لابد أن تکون لها تأثیرات سلبیة علی الإنسان الکوردی ، خاصة علی ضعاف النفوس ، لذالك لیس صحیحا ، أن ینظر الکورد ، إلی کل الکورد ، علی أنهم کورد ، بکل ما تعنی کلمة الکورد من معنی ، خاصة إن الکورد قد خسروا حریتهم ، وفقدوا السیطرة علی وطنهم ، منذ زمن طویل ، لذالك لیس شرطا ، کل من یلبس الزی الکوردی ، ویتکلم اللغة الکوردیة ، أن یکون کوردا .
لیس کل من ادعی بأنه کوردا ، هو باالحق ولحقیقة کوردا
لا شك ، إن الزمن کفیل بتفکیك الفولاذ وتفتیته ، والإنسان بطبیعته وطبعه لیس خارجا من هذه القاعدة ، وإنه معرض للکسر والإنهیار فی مختلف النواحی والأوجه ، وبنسب متباینة ومقادیر مختلفة . والکورد لیسوا کلهم معدنهم من ذهب ، لذالك لابد بأنهم یختلفون فیما بینهم ، فی مشاعرهم الإنسانیة ، وإنتمائاتهم القومیة ، وإحاسیسهم الوطنیة ، واستعدادهم لأداء مسؤولیاتهم الوجدانیة والأخلاقیة . ومن هذا المنطلق یمکن القول ، لیس کل من یلبس الزی الکوردی ، ویتکلم اللغة الکوردیة ، ویدعی الإنتماء القومی الکوردی ، هو کوردا بحق وحقیقة ، قیاسا بمعاییر ومتطلبات الیوم ، فمن هذه المنطلقات والتوجهات یمکن أن یکون الکورد ؛
الکورد الکورد ، الکورد اللا کورد ، اللا کورد الکورد
ویمکن توضیح هده المسمیات التی برزتها قساوة الزمن وصعوبته الی الوجود ، حسب الوقائع المفروضة ، والحقائق المتحکمة فی ظروف کوردستان وأوضاعها ، من وجهة نظری الشخصی کما یلی :-
الکورد الکورد ؛
هذه الفئة هی التی دوما وفی مختلف العصور والأزمان ، تدور الدوائر علیهم ، فهم علی الدوام علی أتم الإستعداد للتضحیة والفداء ، وکانوا کالجندی المجهول ، دون أن ینتظروا أبدا ، ثمنا أو أجرا . وهم الذین کانوا یصنعون التاریخ ، وینقشون ببصماتهم علی جبین الزمان ، فهم ، وهم ولاغیرهم بنوا ویبنون المجد لوطنهم ولقومهم ولهم ، وهم وحدهم ، فازوا ویفوزون بتیجان المجد والعظمة . فهم دوما کانوا السد المنیع لحمایة کل ما یتعلق بقومهم وبوطنهم من عادیات الزمن ، ومن مخاطره و مخاوفه ، حسب الإمکانیات والظروف المتوفرة . وإنهم بالحق والحقیقة کورد ، وهم ولا یزال ، کما کانوا أبا عن جد ، وفی أشدالأوقات صعوبة وقساوة ، کانوا قولا وفعلا کوردا ، وإن نسبتهم کانت قلیلة ، لکن بدأت هذه النسبة تزداد بإطراد وبشکل ملحوظ خلال السنوات القلیلة الماضیة . وأخیرا ، إن الکورد مدیون لهم بالکثیر الکثیر ، وکوردستان فخورة بهم بفخر ما بعده من فخر .
الکورد اللا کورد ؛
هذه الفئة تمثل الغالبیة من الکورد ، وتنضم إلیها أکثریة الطبقات المیسورة ، ونسبة معینة من الطبقات الفقیرة ، وهم کورد بالعرق والدم ، وبالأصل والنسب . وهم کورد بحق ککورد ، لکن لیس من السهل ، أن تجد بینهم ، من هو مستعد لیقضی دقیقة من عمره ، أو أن یدفع قرشا من جیبه ، فی سبیل الکورد وکوردستان ، فهم کورد بالقول ، وإلی الحد الذی لا تکلفهم الکوردایەتی بشئ ، وهم کورد ، وفی مقدمة کل الکورد للإمتیاز ، ولکن لا وجود لهم ولا أثر ککورد للواجبات والأعباء . إنهم غالبا ینظرون إلی الأحداث فی کوردستان ، من بعید وکمشاهد فقط ، وهم یتمنون أن تکون الأوضاع والظروف حسب أهوائهم وکما یریدون . وتجتمع تحت هذا الصنف ، اناس من مختلف الأشکال والألوان ، ومن مختلف المآرب والمشارب ، ففیهم من هو کغیره فی صنفه ، لا یعمل ما فیه خیر لقومه ، لکنه یحاول جاهدا أن لا یعمل مافیه شر له .
إن الأکثریة الساحقة من شریحة المثقفین ، وأصحاب الشهادات ، وکذالك ذوی الکفاءات والمؤهلات تنتمی إلی هذه الفئة . وهی بحکم إحتکاکها بسلطات الإحتلال ، وقربها منها ، یحاول الکثیر من الأفراد أن یستفید منه بشکل من الأشکال . وقد یکون هناك ، من یحاول أن یستغل الوضع لصالحه أحسن إستغلال ، لکن فی الحد المعقول والمسموح . کما قد یکون هناك من یضع نفسه فی خدمة المحتل ، لکن یحاول أن یکون کل شئ فی السر وطی الکتمان . ومن الناس من یجد فی نفسه الجرأة ، ویذهب إلی أبعد من ذالك ویتعامل مع سلطات الأحتلال بالعلن ، ویحاول أن یغلف عمالته وخیانته ، بشکل من أشکال النضال ، ویبیعها للناس بالوطنیات . وهناك أمثلة کثیرة لذالك . فقبل أیام کان هناك أحد من روژاڤا ، ممن یقتاتون علی فتات الأتراك ،، علی قناة روداو ، کان یبیع المواقف ، ویزاید علی سلطلة الخۆسەری ، وکان یقول بأن ( کوردستان سوریا تمتد من نهر دجلة إلی البحر ، فلن نقبل بأقل من هذا لو بقی کوردی واحد من کوردستان سوریا ) ، بالتأکید إنه یقصد جماعة النهج .
وهناك من یذهب إلی أبعد من ذالك بکثیر ، ویضع نفسه فی خدمة الأعداء ، ویسلك طریق الخیانة والإرتزاق ، ویعمل بالضد من بنی جلدته ووطنه . فهؤلاء هم من سلیلی الخیانة والعمالة والإرتزاق أبا عن جد ، وهو یستمر فیما هو فیه الذی ورثه من آبائه ، وأصبح مهنة للعائلة ، ولأجیال وبدون خجل أو استحیاء ، ودون خوف من القصاص والعقاب ، وبدون حساب لأی شئ ، حتی لأولاده ، فلذاة أکباده ، الذین قد یضطرون أن یدفعوا یوما فاتورة خیانة آبائهم وأجدادهم. بشکل من الأشکال .
اللا کورد الکورد ؛
إن هذه التسمیة ، اللا کورد الکورد ، یقصد بها أفراد الأقوام الغیر کوردیة الذین یدعون بأنهم کورد ، الذین یستغلون الإنتماء الکوردی ، کإمتیاز فقط . یعد هؤلاء إن لم یکن کلهم ، فبالتأکید بعضهم فی کوردستان ، هم عین البلاء ومصدرها للکورد . إنهم لیسوا کوردا فی الحقیقة ، وهم لا ینتمون للکورد بأی شکل من الأشکال ، لا بالعرق والدم ، ولا بالأصل والنسب . وهم اناس جاؤا إلی کوردستان ، بشکل من الأشکال ، ولسبب من الأسباب واستقروا فیها ، واصبحوا من سکانها الأصلیین . وقد مر علی وجود بعضهم قرونا کثیرة ، وقد اختلطوا مع الکورد ، ویتظاهروا بأنهم أصبحوا کوردا ، فی کل شئ ، ما عدا شئ واحد ، وهم ظلوا یحتفظون بأصلهم ، علی الرغم من إدعائهم هم بأنهم قد أصبحوا کوردا . فإنهم قد اختلطوا بالکورد ، ولکن دون أن یضیعوا أصلهم ، وخیر مثال علی ذالك ، کما فی بعض رجال الدین المسلمین ، المعروفین بالسادة ، الذین یقولون ملأ أفواههم ، وبأعلی أصواتهم ، إنهم عرب ، عرب ، لکن قد اصبحوا کوردا ، ( مثل نائب رئیس الپرلمان العراقی السابق ، الذی قال فی البرلمان العراقی : " إنه من أحفاد إمام موسی الکاظم " . فقال له بعض أعضاء الپرلمان إنك عرب ، ولست کوردا ، فرد علیهم لا إننی کوردی، فقالوا له کیف یکون ذالك ، فقال لماذا لا یکون ) . وهؤلاء العرب الکورد ، أو الکورد العرب ، إننا لا نقول کلهم ، لکن لا بد قد یکون فیهم البعض ، من یؤدی ما علیه کعرب ، فی حال ینبغی علیه أن یختار ، بین خیارین ، العرب أو الکورد .وهذه الحالة تنطبق کدالك ، علی الفرس ، والأتراك ، وغیرهم من الأقوام الغازیة والمحتلة لکوردستان . إن هؤلاء اللا کورد الکورد ، قد جاؤا إلی کوردستان ، بصورة من الصور التالیة ؛-
1- الذین جاؤا مع الجیوس الغازیة والمحتلة . وبقوا بالسر والعلن .
2- الذین زرعهم أعداء الکورد فی کوردستان .
3- الذین جاؤا بالهجرة .
4- بعضهم جاؤا ضمن البعثات الدینیة .
5- الهاربون من أقوامهم لسبب من الأسباب .
6- جاؤا للتجارة أو الکسب ،
7- بعض الکورد الدین غیروا قومیتهم ، وانتموا إلی أحد الأقوام الذین احتلوا کوردستان ..\
هذا هو الواقع المفروض علی کوردستان ، وهذه هی الحقائق المتحکمة فیها ، التی ینبغی أن یؤخذ بنظر الإعتبار ، فی کافة الأبحاث والأحوال ، خاصة والکورد فی هذه الأیام یخوض غمار حربین ضروسین فی آن واحد ، حرب الثورة التحرریة ، من جهة ، وحرب مفروضة من قبل أعداء الکورد بواسطة الدواعش ، من جهة اخری .
١٩/٠١/٢٠١٦
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست