کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


العلمانية خير رؤية لبناء الدولة

Thursday, 14/01/2016, 16:29


منذ ان استوطن الانسان لينتقل من مرحلة البداوة و الترحل الى مرحلة الاستقرار و الزراعة و الانتاج، وجد حاجته الى بناء الدولة كاداة لتسيير شؤون حياته اليومية في قالب يوفر له الامن و الامان و العدالة.
شهد التاريخ البشري انماطا و اشكالا عديدة لبناء الدولة، و بلاشك فان الدولة الدينية قد اخذت قسطا كبيرا من نصيبها في التسلط على الدولة.
اي كان شكل الدولة او نمطها فان الغاية الاسمى لها يجب ان تكون تحقيق العدالة الاجتماعية لمواطنيها و السعي الى تحقيق حياة حرة كريمة مزدهرة، فيها يتساوى المواطنون في الحقوق و الواجبات و دون تمييز بسبب العرق او الدين او الجنس او اللون او كل ما يماثل ذلك. هذا يعني ان من اهم واجبات السلطة هو الحرص على التعددية في المجتمع بكل اشكالها قولا و فعلا. قد يقول قائلا بان هذا مفهوم و بسيط ..فاين هي الاشكالية اذن؟  حسنا الاشكالية تقع في النهج الذي يسلكه الانسان سبيلا الى بناء هذه الدولة، و ذلك لعمري اسهل قولا و اصعب فعلا.
كما هو معلوم فان العالم الاسلامي عموما و العربي منه على وجه الخصوص و تحديدا الشرق الاوسط، يشكل مسرحا داميا هذه الايام  لصراعات بناء الدولة ... حيث ان فرقاء الدين و القومية من اهل السياسة يشكلون الاطراف الرئيسية  لهذه الصراعات و المناطحات الدموية الشرسة، و تزهق  بسبب ذلك المئات من الارواح يوميا.
في العراق حيث اسقطت امريكا و بالتحالف مع المعارضة العراقية انذاك، الدولة العراقية اذ لم تكتفي باسقاط النظام الحاكم وبذلك فتحت باب الجحيم على العراقيين و العراق معهم.  
بسقوط الدولة العراقية بات لزاما على حكام العراق الجدد ... قادة معارضة الامس ان يشيدوا الدولة البديلة ...لقد وجدوا انفسهم امام تحديات جمة و ادركوا انه لن يكون رقصا على الورود ... اذ سرعان ما طفح الى السطح كل تناقضات المجتمع العراقي بكل اشكالها القومية و الدينية المذهبية و الطبقية ... السؤال الاكبر و الاهم الذي بات لزوما على ساسة العراق الجديد هو تحديد شكل و اسس و دعائم الدولة الجديدة. في الحقيقة لقد ساورنا الشك منذ الايام الاولى فيما يخص توجهات هذه القوى السياسية و رغبتها الحقيقية في اعادة بناء الدولة العراقية طرا ...!
لاشك لو كان الامر متروكا لهذه التوجهات لاختارت منذ اليوم الاول طريق التقسيم ظنا منها انه الطريق الاسهل الى بناء دول احادية اللون و الطعم و الرائحة... فما حاجتها بدولة تعددية واحدة و كل ما يترتب على ذلك من جد و كد و عمل !!!
لكن و لسوء حظ اشباه السياسيين في العراق الجديد فان الرياح هبت بما لا تشتهيها السفن ... بل اصطدمت احلامهم و اوهامهم بمصالح السيد الاكبر امريكا و مصالح اقليمية لا يناسبها فكرة التقسيم .... فاجبرت هذه القوى الخارجية قادة العراق العظيم الى خيار الدولة الواحدة رغما عنهم جميعا دون استثناء.... كيف السبيل اذن الى بناء العراق التعددي ؟
براينا وضعت الاحداث، العراقيين عموما و ساستهم على وجه التحديد على مفترق الطرق ...و امام الامتحان الصعب ... 
القلة القليلة من عقلاء القوم وجدوا فرصة العراق و العراقيين في بناء الدولة المدنية الحديثة على انقاض الدولة القديمة و التجربة الفاشلة و نادوا بهذا الخيار حالمين في الاستفادة من تجارب الاخرين كالمانيا و اليابان بعد خروجهما من الحرب العالمية الثانية بخراب شامل ... الذي حصل ان العراقيين قادة و شعبا ضيعوا على انفسهم الفرصة التاريخية الذهبية ... فادخلوا الانسان العراقي في حالة اسوء بكثير من حالته السابقة من حيث ان زاده و منذ الايام الاولى هو القتل و التشريد و التجويع و كل اشكال الماسي و الويلات....
لا يمكن لعاقل ان يستنتج سوى ان العراقيين نموذجا لهذا العالم الاسلامي العربي الشرق اوسطي لازالوا و الى ابعد الحدود اسرى ثقافتهم اللاثقافة ... اكدوا بالبرهان و التجربة انهم متخندقون و بالروح و بالدم يفدون روح الانتقام و الثار باسوء اشكاله الطائفية القومية و المذهبية ... اكد العراقي و يؤكد يوميا ان التاريخ ها هنا يتجدد كل يوم يابى النسيان. فالكوردي متخندق امام العربي و العربي متخندق على نفسه في صراع مذهبي ازلي ...! بات الهم الكوردي الوحيد هو الانفصال باي ثمن كان رغم ان قادة الكورد يعلمون اكثر من غيرهم ان ذلك خيارا ابعد الى الواقع مما يسوقونه للاستهلاك السياسي المحلي ..و ظل الزعل على احقية الامامة او الخلافة قبل ١٤ قرون هو الفيصل و المبدء في التعايش مع الاخر ...هل هناك اسوء من هذه العقلية في تولي مسؤولية بناء الدولة التعددية؟! المرة تلوى المرة يسقط الانسان الشرقي ضحية ضحالة فكره التعصبي الجاهل و يشوش على الانسان الفرد فكره، فيستمر في حالته الممسوخة مستغلا ذليلا مهانا.
نتسائل هنا: ايهما هو الاهم للانسان الفرد و المواطن شكل الدولة و ماهيتها ام لونها القومي او المذهبي؟ هل حقا ان الدولة ذات اللون الواحد هي الضمانة الحقيقية لسعادة الانسان؟ على سبيل المثال و ليس الحصر: هل يجب حقا ان يختزل كل الهم و الطموح الكورديين في اقامة دولته القومية فحسب ايا كانت درجة مدنية هذه الدولة؟ هل من الانصاف ان يزج بالانسان الشيعي في صراعات انتقامية لصالح ايران ضد اخوته في المواطنة و الى حد كبير في الدين الواحد؟ هل من الانصاف ان يسلم امر و مصير السني الى عواصم عمرها ما ارادت الا تدمير العراق وتفكيكه؟ متى يفهم العراقي ان الدين ليس الخيار الصحيح لبناء الدولة و حيث ان الدين قد فشل في كل تجربة سابقة و في كل زمان و مكان ... الم يفشل الخلفاء الراشدون انفسهم ؟ الم يقتل منهم ثلاثة من اربعة  و على يد المسلمين انفسهم؟ الم تفشل الدولة الاموية بعد ما يزيد على التسعين عاما؟ الم تفشل الدولة العباسية (العجمية التركية) و ان دامت اكثر من اربعة قرون في معظمها قتل و قمع و احتلال .. الم تفشل الدولة العثمانية؟
من يريد ان يعيش في دولة كايران او افغانستان او باكستان ناهيك عن الدولة الاسلامية تحت حكم شرذمة من المجرمين القتلة يعيشون في هلوسات واوهام متاملين في عودة تاريخ ولى الى غير رجعة؟
اذا كان الاقليم قد توجه في بناء دولته توجها قوميا فهذا وحده لا يكفي ابدا ...اذ ان دول كايران و افغانستان و باكستان هي في الاساس دول القومية الواحدة و لكن اين الصالح في تلك التجارب؟ تجربة الاقليم دخلت عقدها الثالث و ليس في الافق ابسط قواعد و اسس الدولة المدنية، اذ لا يكفي ابدا ان تعارض او تحارب الاحزاب الدينية لتكون على الطريق الصحيح في بناء الدولة المدنية ...ما فائدة ان تكون من دعاة الفصل بين الدين و الدولة، و انت تتدين في السياسة بان جعلت من الحزب دينا و من القائد نبيا معصوما و من نهج الحزب كتابا منزلا...
اي كان توجه العراقيين ... نحو دولة تعددية واحدة او دويلات قومية و مذهبية سيجدون ان لا مناص في نهاية الامر من ان العلمانية هي الخيار الصحيح لبناء الدولة المدنية.
العلمانية لا يجب ان تفهم جهلا او مغالطة بانها نقيض الدين لانها ليست كذلك ابدا ... لذلك فانت لست علمانيا ايها السياسي المحترم فقط لانك من دعاة اقصاء الدين من السياسة ... العلمانية رؤية في بناء الدولة المدنية الحديثة كافضل ضمانة لتحقيق انسانية الانسان دون تمييز .... 
رغم مضي مئات السنين على ظهور العلمانية لازال الانسان في العالم العربي و الاسلامي بغالبيته يجهل معنى العلمانية او يفهمها على غير حقيقتها، و القلة القليلة من دعاتها يحاربون بابشع الطرق و الوسائل.
العلمانية ليست الحادا و ان كان جائزا و جاريا ان الملحد في الغالب علماني، ولكن ليس كل علماني بالضرورة ملحدا ... العلمانية لا تسعى الى تجريد الانسان الفرد من الدين بل على العكس فان المجتمعات و الدول العلمانية هي التي توفر افضل الحريات الدينية للمواطنين و لسنا نبوح سرا هنا فانظر و قارن التسامح السعودي او الايراني مع الاديان و المذاهب الاخرى، مع التسامح الالماني او السويدي ...!
العلمانية تنادي بفصل الدين عن الدولة وهذا امر اخر تماما ...اما لماذا هذا المبدء...؟ بكل بساطة لان التجربة البشرية على مرز الزمان اثبتت ان لا سبيل الى بناء الدولة المدنية اذا ما كنت الدولة متدينة ... لقد اصر الاسلاميون في العراق على تثبيت الاسلام دينا رسميا للدولة و تم لهم ذلك رغم ان الدولة شخصية اعتبارية و لا احد يفهم واقعا معنى ان الدولة التعددية لها دين رسمي !!! شيء مضحك حقا ...! ثم اتت الصفعة الدستورية بعدها دون تاخر في ما مفاده انه لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام و احكام الشريعة ... و لكي لا يزعل الاخرون قالوا حسنا نكتب ايضا ... لا يجوز سن قوانين تتعارض مع اللوائح العالمية لحقوق الانسان و الطفل و المراءة .!!! يا سلام ... و كان الشريعة الاسلامية و لوائح حقوق الانسان العالمية في تناغم ووئام !!! ... على ماذا يدل هذا؟ يدل قطعا على عدم جدية السياسيين في بناء هذه الدولة ...
ارايت عزيزي القاريء اشكالية او اشكاليات بناء الدولة المدنية تحت هيمنة او حتى تاثير الدين؟ مثال بسيط جدا ... في دولة تعددية كالعراق هناك و علاوة على المسلم، المسيحي و اليزيدي و الصابئي و غيرهم يا ترى كيف تتحقق التعددية الكاملة و الحقة اذا لم يكن من حق المواطن الغير المسلم ان يكون رئيسا او حاكما في احدى المحاكم ...وفي ذلك تعارض مع الشريعة .. تعدد الزوجات لا يعد مقبولا طبقا لكل لوائح حقوق الانسان العالمية و منعها يتعارض مع الشريعة...! وهلما جرا ...
اوليس من الافضل اذن، ان يكون هناك قانونا واحدا يسري على الجميع دون تمييز؟   
مشكلة الدين في السياسة انه جامد لا يعرف سوى الثوابت بمعنى انه يرفض التغيير و المتغيرات واما السياسة ففن و علم التعامل مع التغيرات و المتغيرات ... السياسة اخذ و عطاء ... اخفاقات و نجاحات ... و الدين لا يعرف للاخفاقات اسما ... السياسة عمل و نقد و انتقادات دون ادنى حد من القدسية فالكل و الجميع موضوع نقد و انتقاد واما الدين فكله مقدس لا يترك حيزا للنقد و الانتقاد ... ان مثل الدين هنا كمثل لاعب كرة قدم يصر على اللعب مع الاخرين و لكن بشروطه هو لا شروط اللعبة ...فكيف يكون هذا؟ 


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە