نادية مراد ... شاهد على العصر
Thursday, 07/01/2016, 22:59
نادية مراد ... فتاة ايزيدية يافعة في عمر الزهور كانت بكل تاكيد غارقة في احلامها كانسان و كامراءة تتطلع و تطمح الى تعليم و الى بناء عائلة ، غير عالمة بما كان يضمر لها القدر الظالم المظلم على يد قتلة مجرمين يحملون اسم "داعش" و اكاد اجزم انها لم تكن تعرف حتى ما يخفي خلف كلمة "داعش".
في ليلة سوداء من ليالي Agust 2014 وقعت اسيرة و معها المئات من النساء الايزيديات لا حول لهن و لا قوة بيد ثقافة تشمئز منها النفوس التي تتحلى باقل قدر من الانسانية و الاعراف و الاخلاق العامة.
واخيرا تمكن صوت المعاناة ان يشق طريقه الى العالم الحر ... نادية مراد فتاة ايزيدية عراقية تستحق كل التقدير و الاحترام لشجاعتها و جرئتها.
تحية اجلال و احترام لكل فرد او جهة ساعدت نادية مراد سواء كان في تسهيل هروبها من الانذال السفلة او وضعها على اتصال بالقنوات التي اوصلت صوتها الى العالم الحر بعيدا عن كل اشكال التزييف و التحريف و الاستغلال.
عندما يستقبل رئيسا كسيادة رئيس جمهورية مصر السيد السيسي انسانة تعرضت الى ابشع انواع التنكيل و الاضطهاد، انما يفهم هذا القائد جيدا ان معانات شعبه هي من معاناة نادية الايزيدية .نادية العراقية و ربما قبل كل هذا و ذاك نادي الانسانة ... نهني الشعب المصري على بصيرته الحكيمة و التي تجلت في هذا الموقف الانساني الشريف وهو الموقف الصحيح و المراد من كل انسان.
نعم يفهم السيد السيسي و يفهم معه شعب مصر ما اصاب نادية مراد و قريتها الامنة كوجو و سنجارها الضحية و شعبها الايزيدي المغلوب على امره وهو يقارع الوحوش الدواعش و اشباههم في عقر داره ... بالامس وجدت مصر نفسها قاب قوسين او ادنى من ان ينال منها و من حريتها ، اخوات الدواعش و اذيالها لولا يقظة شعب مصر الحر ولولا تحرك القائد السيسي في اللحظة الحاسمة. نتذكر تلك المشاهد المرعبة حيث راينا كيف تعاملت قوى الشر مع الناس الابرياء و قذفت بهم احياء من الاسطح و كيف احرقوا الكنائس القبطية و اشعلوا نار الفتنة الطائفية تمهيدا لجر مصر و شعبها الكريم الى مهالك لا يحمد عقباها.
تحية الى قناة البغدادية و مديرها السيد الفاضل حسين الخشلوك و السيد انور الحمداني لتعاملهم الوطني و الانساني مع معاناة الفتاة الايزيدية العراقية و من خلالها معاناة شعب باكمله. نعم استاذ انور ليست نادية واخواتها من فقدن الشرف ....بل فقدوا الشرف من تجراء على تدنيسهن، و فقد الشرف كل من كان يفترض به ان يدافع عن نادية و عن كوجو و عن تلعفر و عن مسيحي الموصل و عن كل انسان عراقي، ولم يفعل. فقد الشرف كل من نافق و تاجر بالحقيقة من اجل حفنة من الدولارات او منصب تافه.
تحية الى يونان و شعبها الكريم و رئيسها يستقبل نادية مراد السفيرة الحقيقية لمعاناة شعبها ...
نادية مراد شاهد على العصر ...شاهد حقيقي دون رتوشات و تحريفات و خزعبلات اذت الحق الايزيدي كثيرا من خلال ابواق سياسية دعائية دون ادنى حياء و خجل ... توهم المنافقون اذ صدقوا بان الشمس يخفيها الغربال... اين فلانة و علانة من نادية مراد ...و اللبيب تكفيه الاشارة.
لقد اختزل معاناة شعب باكمله في معاناة نادية مراد ...نادية مراد وضعت وجها لمعناة العراقيين جميعا دون تمييز ولم تطالب سلاحا لهذا او ذاك ... نادية مراد لم تغتال الحقيقة لاجل المال او المنصب ...
الجرح الايزيدي السنجاري لا زال عميقا و ينزف دون هوادة رغم ابواق الدعاية السياسية الكاذبة.... كل يوم يفقد المجتمع الايزيدي المئات من افراده الى شواطيء العالم بحثا عن وطن ويفر له حيزا على هذا الكوكوب ... بين اليوم و اليوم ياخذ البحر نصيبه من الارواح البريئة ...لماذا؟
ندخل العام الجديد و لازلنا نحمل نفس الاسئلة التي طرحت نفسها بقوة يوم الثالث من اب 2014 ... لماذا وقعت الكارثة؟ ولماذا اخذت تلك الابعاد البشعة؟ لازلنا نتسائل: اين هي الوعود التي اوعدتنا بها بغدا و اربيل؟ اين ذهبت تلك الوعود في محاسبة المقصرين ... اي كان؟ الحق يقال لقد اغتيلت سنجار مرتين مرة باحتلالها من قبل الانذال السفلة و مرة لاستغلال دمها و كرامتها في معادلات سياسية قذرة. لقد تم استلاب حق المنكوبين عالميا، وكل ذلك بسواعد ايزيدية مارقة، من خلال تحركات مكوكية على المسرح السياسي العالمي، اقل ميقال عنها مشبوهة. و احدثوا ضررا في الجسد الايزيدي لا يقل عن الكارثة نفسها و ذلك على المدى البعيد.
من هنا و من هنا ياتي اهمية و رمزية صوت كصوت نادية مراد وهو بكل تاكيد صوت من صميم المعاناة وشاهد على العصر يسجل في التاريخ و الى الابد... لك يا نادية كل المحبة و التقدير و انت توجهين صفعة قوية على كل وجه قدم نفسه زيفا وجها ايزيديا اذرف دموع التماسيح على الجسد الايزيدي المغتال.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست