ما الهدف من دخول القوة التركية الى الموصل ؟
Wednesday, 09/12/2015, 18:39
هل هو البديل الاستراتجي المناسب لما فقدته تركيا في سوريا، كي تبقى هيمنتها على المنطقة و تبقى قوة في تحديد مسار المعادلات السياسية والخارطة المستقبلية للمنطقة ما بعد الداعش ؟ بعدما ياست تركيا من المنطقة العازلة، و خاصة بعد مجيء روسيا و تحركاتها على الارض على العكس من نوايا تركيا و ما اصرت عليه منذ مدة في فرض هذه لاهداف عديدة معروفة لدى الجميع، و منها اولا بقاء يدها متسلطة في سوريا و تلعب كما تريد، و وضع العراقيل امام الكورد لتحقيق اهدافهم و العيش الامن الذي ياملون، و من ثم اعلاء كلمة التركمان في سوريا و فرض زخم قوي و دعم لهم في تعاملهم مع المستجدات في سوريا اضافة الى ضمان الاهداف الاقتصادية الكبيرة في المستقبل .
بعدما تاكدت تريكا من تغيير خارطة المنطقة رغم امتناعها، انها فضلت الاشتراك في كيفية تخطيطها على الارض بدلا من الانتظار و ان تكون لها اليد الطولى سواء في العراق وسوريا الحالية ام بعد المتغيرات المنتظرة المحتملة في شكل الخارطة من جهة اخرى، و ربما بامكانها ان تحقق هدفها و مرامها القديم الجديد في ضم الموصل التي تعتبرها من حقها في الخارطة الجديدة ان تمكنت من ذلك و سمحت به نتائج التغيير و المعدلات .
السؤال الذي يفرض نفسه؛ هل مجيء تركيا بهذه القوة الجديدة اضافة الى ما هي تملك قوة اخرى في كوردستان العراق، جاء بعد اتفاقات سرية سريعة و انية بعد مجيء روسيا و بموافقة السلطة الكوردستانية، ام بدافع ذاتي و هو احتمال بعيد . اننا نتذكر كيف كانت نتائج اجتماعت عمان للمعارضة وا لقوى العراقية و الدول المهتمة بالعراق، و ما وصلت اليه الحال في الموصل وا لانبار او المنطقة الغربية بشكل كامل ، و ما نراه بعد زيارة مسعود البرزاني الى السعودية و حصلت هذه المستجدات بعد اقل من اسبوع من الاجتماعات هناك . ترى ما وراء هذا و من يكشف ما جرى في الاقبية وماوراء الستار في الرياض و ما منجزات كوردستان من ما تم .
يبدو من النظرة الفاحصة على مجريات الامور ان القوى الاقليمية والعالمية تستغل اية نقطة ضعف موجودة لتحقيق ما ياملون من خلال الخطوات العملية التي تفرض نفسها على الاطراف . المحوران الرئيسان الموجودان في المنطقة يستعدان لمابعد التحركات ومابعد داعش و ما تستقر عليه المنطقة، سواء الاطراف الاقليمية فيهما التي لا ترى سوى ما يكون لصالحها و تقدم على كل خطوة لا تضيع فيها ما تريده . اقدمت تركيا على هذه الخطوة و سنرى ايران سترد بما لديها من الاوراق، سواء من خلال بغداد او جزء من اقليم كوردستان او بتدخلها المباشر بنفسها بشكل او اخر كما شاهدنا ما اقدمت عليه من دخول المئات الالاف من الزائرين من منطقة الزرباطية دون تاشيرة دخول، ومن المعتقد انهم يضمون في ضفوفهم من القوى المرسلة لاهداف سياسية و ليس لزيارة اربعينية الحسين كما يزعمون .
يمكن ان يعتقد البعض بان تحركات تركيا احترازية جاءت نتيجة رد فعل لاخرين ، لما تعتقد انها تسبق الاطراف من الوصول المنطقة للتعامل مع احتمالات و هم يحسبون لها و تاثيراتها على امنهم القومي و استراتيجيتهم في المنطقة و تاثيرات التغييرات على داخل كل بلد . اللعبة في بداياتها و اللاعب العاقل و المراوغ الجيد يمكن ان يسجل هدفا او يمنع تسجيل الهدف من قبل المقابل، و لكن جميع الاطراف لها اهداف تحاول كل منهم ان تصل اليها او تسجلها في الوقت المناسب، و يحتاج هذا الى حسابات دقيقة لما يجري، من اجل تجنب التداعيات الخطرة التي يمكن ان تصيب كل طرف و تضر به ان لم تحرك بشل جيد و ملائم، و هنا الطرف الضعيف هو الضحية في كل عملية كما تجري في المنطقة الان، و ليس للعراق واقليم كوردستان بد الا ان يتفقا على تجنب الاخطر او تحمل تداعيات ما يحصل او يضعا انفسهما بيد القدر .
فتركيا عزمت الامر دون ان تعتمد على اي قانون نافذ لا في العراق و لا في اقليم كوردتان لما خطته من ارسال قوتها، فهي تريد بهذا التحرك ان تغطي على فعلتها و علطتها امام روسيا من جهة اخرى، و لكنها لا تستطيع ان تنجح في امرها، و تريد ان تعوض ما فاتها من قدوم روسيا بالقوة المعلومة من جهة اخرى .
اذاً، الهدف الرئيسي لمجيء القوة التركية الى الموصل هو الحصول على الحصة لمابعد المتغيرات في المنطقة و ليس تحرير الموصل الا عذر لما اقدمت عليه، و ما يمكن ان نسميه محاولة تامين قطعة من الحلوى ما بعد ترسيم و ترسيخ الخارطة الجديدة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست