هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
Thursday, 03/12/2015, 0:14
اعلن ديفيد كاميرون بان البيشمركَة هي قواتهم البرية . و هذا له دلالات مختلفة و لا يمكن ان تعبر عن الجميع بسهولة . سواء علم ام لم يعلم رئيس الوزراء البريكاني ان الاساس الفكري و الواقع الذي انبثقت منه البيشمركة هو الذي خلفه سلوك و تعامل و الترسيم الذي خلقه بلد كاميرون الاستعمارية، اي سياسات بلده و تاريخهم المشؤوم في المنطقة هو الذي خلقو فرض ضرورة انبثاق البيشمركَة كي تدافع عن نفسها و تطالب بحقوق الشعب الكوردي، لولا الحاق كوردستان بالعراق قسرا و محاربة بلد السيد كامرون للشيخ محمود و وأد حركته المسلحة و ثورته و نفيه من اجل تحقيق اهداف شعبه الاستعمارية لما كانت هناك اليوم البيشمركَة بما هو عليه اليوم،و لما قدم الشعب الكوردي كل هذه التضحيات الكبيرة جراء ما تعرض له طوال تاريخه خلال هذا القرن المشؤون عليه . ولولا بلد كاميرون و طموعها وعنجهيتها لما كان الواقع الكوردستاني على حاله، و كانت راية الدولة الكوردية اليوم ترفرف بين رايات دول العالم في الامم المتحدة .و بعد حوالي قرن كامل و ان تناسى او لم يعتبر للشعب الكوردي و يعتقد بانه لم يتذكر ما حصل و هو غارق في تخلفه و ياتي السيد البريطاني ان يفتخر بقوات تاسست اصلا للمقاومة من الانصهار و الاندثار و الفناء الذي خلقته بلد كاميرون و مصلحتها، و يعتبرهم قواته البرية في محاربة داعش .
اما اليوم و ما نحن فيه، فهل يعقل ان تكون البيشمركَة قوة بيد هذا البلد او ذاك، اينما اُمرت ان تحارب سواء داخل ارض كوردستان اوخارجها ؟ فلا يمكن ان يفرض الضعف على قوات شريفة لها تاريخ مشرق و يفتخر به الشعب ان تحارب كمرتزقة مهما تطلبت المصالح ذلك، و ان كانت محاربة داعش فاننا يجب ان ندافع عن ارضنا و عرضنا و ان لا نتطاول اكث رمن ذلك مهما تطلبت المصالح الضيقة، و الدول الاستعمارية التي لازالت مصالحها في بقاء في هذه المنطقة يجب ان تاتي بنفسها و تفعل ما تريد و ولت زمن الارتزاق و التبعية و الان زمان المصالح المتبادلة .
المساويء الكبيرة لفعل كهذا ستقع على البيشمركَة و الشعب الكوردي و تاريخه وستكون على حساب التاريخ و المصالح و الاستراتجية و السمعة الطيبة التي يحملها الشعب الكوردي، لانه : سوف تنظر شعوب المنطقة و حتى العالم الى البيشمركة على انها الاداة و القوة الطائعة بيد الدولة الاستعمارية المشينة التاريخ اينما ارادت ان تحركها، و هذا يسود تاريخ البيشمركَة و نضالاته و مفاخره و تضحياته و تصغر امام عيون القريب والبعيد، و هو سجلت مفخرة لها امام داعش و افعاله و نياته التوسعية و وقفته عند حده . و ستتغير نظرة دول المنطقة و المناصرين للقضية الكوردية و التنظيمات المتعاطفة معها بشكل كامل و جذري . ان قبلت البيشمركَة بما تنويه هذه الدول وليست بريطانيا فقط ،فانها ستثبت دونيتها و خضوعها و هي تفقد احترامها امام الجميع و هؤلاء المصلحيين قبل غيرهم . و هذا ما لا يريده الشعب الكوردي و لا يتقبله تاريخ البيشمركَة الناصع، و ان كان تكتيكا مؤقتا الا انه سيقع على حساب الاستراتيجية، وسيقع على حساب الاهداف التي تناضل من اجلها، و لن يكونمستقبلها مضمونا لان تلك البلدان فنسها ستهملها بعد ان تنفذ ما تريد، و ستفقد البيشمركَة ارادتها الذاتية و ما تاسست من اجله اساسا .
و نقول هنا، لو كان للسيد كاميرون نظرة احترام و له الحسابات الدبلوماسية لما تفوه بما قاله، بل كان عليه على الاقل ان يقول باحترام ان قوات البيشمركَة لم يدع فراغا لكي نحتاج نحن الى ارسال قواتنا الى المنطقة و ان يتكلم بلغة اكثر احتراما للاخرين . و الا و هو يعتبر البيشمركَة قواته فهذا نابع من غروره و كلامه من العلياء و عدم الحساب للاخر، و هو لم يتذكر تاريخ بلده و تعاملها مع اجداد البيشمركَة، فكان الاجدر به في اسوا الاحوال ان يدع الكلام للاخرين في هذا الشان، و ان كان اي بلد اخر يتكلم بهذا النهج يمكن ان لا يعاتب عليه اي منا، اما بريطانيا يبدوا انها نست و لكن الشعب الكوردي لا ينسى، و ما قدمه من التضحيات و ما حصل له جراء الاساس الذي بنيت عليه المنطقة وعدم الحساب له من قبل الدولة الاستعمارية الجشعة المصلحية و ما كانت عليه حينئذ، و لا يمكن ان ينسى اي شعب تاريخه و الا لا يمكن ان يضمن مستقبله، و يجب الا تذهب هذه التضحيات التي تقدمت و كانت نتيجة رفع الظلم الذي فرضته دولة بريكانيا الاستعمارية الجاحدة و عدم حسابها لسعوب المنطقة و ما رسمته من الحدود المفروضة من جهة، و محاربتها لطموح الشعب الكوردي بذاتها من جهة اخرى .
و ان كان ما يقصده السيد كامرون من ان لا فرق بين قوات البيشمركَة و هو يدافع بقوة و عزيمة داعش و من لف لفه، و مادام قوة البيشمركَة موجودة لتدافع عن المنطقة فلا يحتاج ارسال قوات بلده، فهذا كلام اخر فلا يمكن الحساب عليه .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست