کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟

Monday, 30/11/2015, 20:15


هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
اليوم توجد في العراق و باجزاءه المتعددة و منها اقليم كوردستان، ان لم ننكر الواقع الموجود، توجد انظمة مختلفة مع بعضها من حيث الشكل و المحتوى؛ اسلامية معتدلة في المركز رغم ادعاء البعض بانها دولة مدنية فدرالية تستند على الدستور، الا انها في الحقيقة دولة مكون واحد واقعيا و هو المسيطر المتنفذ، مهما كان الاساس النظري و ما يطلبه الجميع و يتمناه من مشاركة الجميع فيها، و اخرى متشددة في المناطق الغربية و في خلاف عميق سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا مع المركز و في تشدد دائم مستمر و بتوجه مخالف يتعمق يوما بعد اخر، رغم ادعاء من فيها بانها جزء من العراق و مشابه له و لنظامه و سياساته، و اخرى مدنية علمانية شبه مستقلة و تتوجه نحو الانفصال ان سنحت لها الفرصة و باطار اقليم رسمي وحيد في العراق، و ان كانت العلمانية فيه ناقصة او غير مكتملة لحد اليوم في تثبيت اركانه.
في دولة رسمية واحدة و ثلاث دول على ارض الواقع، بكل ما تتصف به دولة من مقومات الارض و اللغة و العادات و التقاليد و اختلاف في اللهجة من جهة مع الاخر  المركز و في اللغة معه في جزء منه حتى اليوم . يعيش دون وئام و لا سلام، و خلافات واصلة حتى عنان السماء، ودخلت الدماء و الثار و المحاربة و الاحتاكاك اليومي بينهم بشكل قوي . و لم تسمع الا و الانتقاد و حتى الرفض الكامل للبعض في السر والعلن، وان تدعي وجود دولة او مواطن متكافيء و متساوي الحقوق انه طلم و بهتان لما فيه العراق في اساسه في هذه المرحلة، و انه لغدر بالدولة و من فيها .
في مثل هذه الدولة بما تتميز من الحضارة وا لتاريخ العميق، و ما توصلت اليه الان دون الرجوع الى ماضيها و ما اتسمت به، هل يمكن توحديها و تجسيد دولة مدنية تقدمية ثابتة الاركان فيها، في وقت مناسب و دون اية تضحيات يمكن ان تحرق الاخضر واليابس ان اريدت فرضها عنوة، كما فعل الاتاتورك في تركيا، مع الاختلاف في الزمان والمكان و ما يفرضه العصر من المستجدات على العراق المختلف عن تركيا ابان زمن اتاتورك .
لا اريد ان اتكلم بطوباوية او خيال اوعاطفة او تمنيات كما يحدث لدى النخبة المتمنية التي لا تريد ان تعترف بما الموجود لحد اليوم لانها تريد ان يكون بلدها باحسن حال، و لكن ليس باليد حيلة، لديها من الواقع يثبت لها غير ذلك، او من ينكر ما نتلكم عنه لحد اليوم و هو يعيش في بلد اخر غير ملامس لتفصيلات الحياة الموجودة و انه من المتمنين او الذين يحنون دائما الى الماضي التليد . اننا من الذين يؤمنون بالانسانية في الفكر والخلفية و ليس هناك ابهى واسمى من الانسان لدينا، و لكننا لا نتكلم اعتمادا على الماضي و لا بعيدا عن الواقعية و لا بتمنيات فرد او عاطفته، انما نستنج مما نحتك معه في الواقع و نحتكم بالعقل، وما نسنتنجه بمعادلات و ما يمكن ان يبرز منها.
 اننا لن نرى الا التباعد بين هذه المكونات المختلفة بطريقة و صيغة ما في هذه المرحلة، ليقتربوا عن البعض بعد الحنية الى الماضي، كما يعيش فيه الانسان الشرقي دائما، و يتمنى ان يعيش في الماضي عندما يرى المخالف في عصره . اي لا يمكننا نحن الشعب العراقي و بهذه العقلية والوعي العام و الثقافة المسيطرة علينا  كشعب بسيط و ما على الارض، و ما يسمح به  من العوامل التي تدفع الى فتح الابواب اى التدخلات التي لا يمكن منعها مهما كانت السلطة مستقلة . لا يمكن ان نرى بلدا موحدا، و متجسدة فيه المواطنةنة الحقة يمعنى الكلمة بعيدا عن الطائفية اوالاثنية او الدينية  او المذهبية، و لا يمكن بناء دولة مدنية علمانية بعيدا عن كل تلك الشروط، اي الانسان و المواطنة  فقط . و هذا مستحيل ان كان الفرد العراقي حرا، اي وهو يلتزم بشعائره وطقوسه و ايمانه و نظرته الى الدين والقومية وا لمذهب من منظور طائفته وعرقه، و لا يمكننا ان نسلخه من ماموجود فيه من العقلية و الرؤى لجميع المواضيع و المفاهيم الدينية او الفلسفية او الايديولوجية، و ما اثر عليه من افرازات التاريخ و ما توارثه منها  و يلتزم بها لحد الان .
ان كنا نريد ان ننتظر اكثر من قرن، ونعيش على ما نحن فيه باختلافات كبيرة و صغيرة بين عقد واخر، فهذا كلام اخر، فيمكن ان نصل الى بدايات دولة مدنية في العراق الموحد في المستقبل البعيد و عندما تتوحد الكتل المتفاوتة العالمية  الموجود الان في المناطق الاخرى من العالم . و الا فان الفدرالية الحقيقية على ارض الواقع و ما يمكن ان يتجسد في كل جزء من المفاهيم التي تؤدي في النهاية الى دولة مدنية و يبتعد بها عن الالتزامات الثانوية من الدين وا لمذهب و العرق في النظرة السياسية الى السلطة، يمكن توقعه في كل جزء غير محتك مع الاخر . و ان لم نتمكن من الانسلاخ من الالتزامات العائقة لدولة مدنية بشكل مباشر فلا يمكن ان نذق طعم المدنية العلمانية مهما كان الدستور و ما فيه، على الرغم من ان الدستور لا يحوي في طياته الا التضارب بين الدولة الدينية والعلمانية ، وهذا ما يمنع التوحد اكثر من اي شيء اخر. 
انني على اعتقاد بان الفدراليات الثلاث و باي اسم كانت، يمكن ان تتقدم من النواحي كافة، مما يدفع الى انتزاع موانع التقدم الى الدولة العلمانية اكثر من الدولة الموحدة المتصارعة فيما بينها، و هي الان ليست بعلمانية ولا مدنية و لا دينية باي شكل كان .  او لابد ان ننتظر سيطرة مكون على الاخر بالقوة الغاشمة و باية وسيلة كانت ان بقت الدولة على حالها ونحن بهذه المستوى من الوعي، و نعيش وسط وحل الصراعات المتخلفة منذ سقوط الدكتاتورية و يجب ان ننتظر دائما الوقع في المستنقع في اية لحظة . و كل ما نضيٌع به الوقت انه يوفر لنا فرصة اكبر او يرسخ ارضية لتراكم الخسارات اكثر الى ما مني بها شعبنا، و لابد في النهاية اما نعيش مستسلمين لدولة غير مدنية ناتجة من سيطرة توجه و عقلية وتوجه مكون واحد، او تدوم الفوضى نهائيا بشكل و اخر و تبقى الدولة ضعيفة و خاضعة لمن يهب و يدب فيها في كل وقت و ساعة . ان انتظرنا الدولة المدنية فلابد من ترسيخ اركانها، و في العراق المجزء واقعيا لا يمكن ذلك، و عليه؛ يجب ان ننتظر ثلاث اجزاء علمانين مضطرين  في النهاية الى الاتحاد وهم محتاجين للبعض في وقت ما و كما يمكن ان نصل اليه في المستقبل البعيد جدا.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە