شهيد آرام خالد الذكر
Sunday, 29/11/2015, 23:58
في الوقت الذي يمكن ان نذكر تاريخ الشرق الاوسط و الخالدين فيه يجب ان لا نفرق بين من له دولة او لازال يناضل من اجلها، و من الواجب الانصاف في التعامل مع ما كان و يمكن التقييم بعيدا عن التحزب و ما تفرضه ايديولوجيا، او من اي منظور ضيق الافق .
هنا انا اتكلم بعيدا عن الحزب و ما يفرضه او التنظيم الذي انتمى اليه المفكر شاسوار جلال ( الشهيد آرام) اليساري التقدمي بكل معنى الكلمة في حينه . و ان تكلمنا عن ما يمكن ان نصفه بالمفكر و المنظر و الفيلسوف الكوردستاني الواقعي الذي عايش ما كان موجودا على ارضه و فسر الموجود من علو عقليته و تفكيره، لسنا بمبالغين في وصفه .
انه ابن هذا الوطن و تربى عليه و عاش في كنفه و ترعرع في جزء كبير منحياته ضمن ظروفه من كافة الجوانب، و ما كان يميزه انه اهتم بجدية و عقلانية مع آلام و جروح الانسان الكوردستاني وا لعراقي ايضا و نظر الى ما يمكن ان يحرره من الضيم الذي كان فيه بنضال سلمي ان امكن قبل المسلح .
لا اريد ان ادخل في عمق تاريخ حياته بشكل مفصل، الا ان نعترف بان الكلام عن جانب واحد من حياته و هو فكره و نظرته الى المجتمع الكوردستاني و القضية الكوردية بعد الحاق كوردستان بالدولة العراقية قسرا دون استرضاء شعبها يحتاج لكتب و ليس مقال واحد . انه العقل الذي فكر على مستوى الانسانية و خرج من المنظور الضيق للانسان و مكنونه وما يتعلق به من الامور التقليدية من جهة، و كان اسمى من ان ياقل انه ملتزم بالمفاهيم الضيقة التي كان يتبناها البعض اعتمادا على خلفياتهم الفكرية الضيقة في زمانه، و لذلك لم يتفهوه بشكل مسهب على خلفيته و قناعته الفكرية الفلسفية السامية التي لا يمكن مقارنته باقرانه في الوقت و المكان ذاته، الا ان مناقشاته و سلوكه و تعامله مع الاحداث و تصرفاته تدلنا على عمق فكره و خلفيته بشكل واضح . هناك من نعتوه بالعراقجية و لحد اليوم، و هناك من اعتبروه خياليا و يغرد خارج سرب الواقعيين و اصحاب النظرة الشعبية و من تحولو اثبتوا ذلك بعد ان تحولوا بقناعة و طبيق الى الشعبوية فيما بعد بشكل اعترف الكثيرون بهذا و كتبوا كتيبات عنهم، و هذا لا ينكره من كان ضمن الثورة الجديدة او من تنظيماتها او من راقب بشكل علمي قياداتها، و كيفما اوصلوا الثورة الى ما رايناها من النكسة وراء الاخرى . من غدر الزمن ان يستشهد آرام في الوقت الذي كانت الثورة بامس الحاجة الى مثل هذا الرجل و فكره و نظرته الى الحياة و عقليته و تعامله مع الموجود، ليس برتابة و تقليدية القادة التي تعودنا عليهم او ما يذكرنا بهم التاريخ من المنبثقين من رحم التاريخ او من قبل العائلات و الوجهاة، وفيهم من السلبيات التي افرزها الموجود ضمن الثورة من كافة النواحي السياسية الثقافية الاجتماعية . اننا لا يمكن ان نبالغ اذا قلنا بانه عاش خارج زمانه و بعيدا عن الاسرة والعشيرة و القبيلة و المكانة الاجتماعية و الامكانية المادية او المعنوية، انه استند على نخبويته الفكرية العقلانية الانسانية بعيدا عن كل مفهوم سائد منبثق مرحليا في زمانه، ان ما ينتقدونه عليه من مثيل تجنبه لبحث الهدف الاستراتجي للكورد من بناء دولة كوردستان المستقل بشكل وافي، و ان كان يؤمن به في قرارة نفسه، ليس الا من كان يعيش على ارض الموجود من الفكر و كان آرام الاسمى ضمن حتى النخبة التي كانت تفكر ابعد و اعلى من الاخرين , و حسدوه عليه بالفعل، و لذلك كثر من انتقدوه .
لو كان باقيا لما وصلت الثورة الكوردستانية الى ما نحن فيها بعد العقود و ما بعد كل تلك التضحيات، اهل يمكن ان ينتقدنا ايضا من يعتقد باننا نمدح الشهيد لانه عاش لمدة قصيرة و لو بقى لما كان مختلفا عن الذين الذي تعايشوا الثورة و ناضلوا معه في حينه، و اليوم ينتقدهم القاصي و الداني لاغلاطهم و تدني افعالهم واهتمامهم الواطيء بامور شخصية بدلا من الاهم في حياة الناس .
لماذا نذكر الشهيد آرام في هذا الوقت، انه الحاجة الملحة لنا ككوردستانيين و ما نحسه و نلمسه يوميا من فقداننا لقيادة من مثله، وغرقنا في كل هذه الازمات الخانقة جراء افكار و ايدي المتشبثين بالسلطة و الجاثمين على صدور الناس غدرا، و هم ليسوا اهلا لذلك . اننا ما ينقصنا اليوم القيادة الحكيمة العقلانية البعيدة عن كل ما يمت بالمصلحة الذاتية، واصحاب الافكار السامية، و ما يهمهم هو الانسان الذي لم نجد منهم ولو بنسبة نادرة في كوردستان، الا من هم منكفئون و ميؤسون من هذا الواقع و من يحكمهم .
كان الشهيد ارام يساريا متمكنا قائدا بما تحمل الكلمة من المضمون الفكري و الفلسفي قبل ما يريده و يفرضه الواقع، انه كان مفكرا خارج افرازات وفرضيات زمانه، اي تقدم عنه بكل ما حمل من الخصلات التي تعامل بها مع الواقع و لم يفهمه من كان حوله .
لك الذكر الطيب، و لنا كلام على كيفية استشهاده و كيف وقع في الفخ و ما استقيناه من مصادر مختلفة لمن عايشه مستقبلا ان سمحت به الظروف . و الاهم هو الاقتداء بكل ما كان يتصف به و يفكر به، و لازال البعض يخافونه لانه كان في الوقت القصير من نضاله قدم درسا لم يلتزم به هؤلاء، و يعذبهم ضميرهم لحد الان، لانهم خالفوا ما كان يؤمن به و اعتدوا على نظرته و ايمانه بما كان يجب ان تسير عليه الثورة من الناحية الفكرية والفلسفية، و ما كان يؤمن به من النهج الماركسي اليساري الاكثر ملائمة لمثل شعوبنا المغدورة و المنطقة بشكل عام . للاسف و منذ انتفاضة كوردستان و لم احس بان اهتماما بذكرى هذا الصرح و العلم الكبير في تاريخ كوردستان لاسباب، لا يمكن ذكرها هنا بعجالة، الا ان من استفاد من غيابه من الناحية الشخصية و الفكرية ربما يمكن ان نعتقد بانه الفاعل من وراء الستار لتجنب استذكاره بالشكل المناسب المطلوب ، و نشر ما كان يعتقده و يهتم به الشهيد الخالد ليتعلم منه الاجيال كثيرا .
نفذ كل ما كان يؤمن به و بآلية مناسبة خلال تلك الفترة القصيرة وفق المقياس الذي يمكن ان نقيس به عمر الثورة و من يخوضها و ما تمخض عنها، انه ترك تراثا فكريا انسانيا لازال هو المؤثرفي عقول من يعرفه من قريب او بعيد، و الصراعات قد غطت عليه، او الافكار الواطئة هي التي حاولت ان تجنب مكانته و قدراته و ما خلفه، فيما يمكن ان يفيد منه الشعب و المصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة التي التزم بها وضحى المتسلطون بالكثير مما يهم الشعب من اجلها .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست