لو حقا كذلك لكنا في النعيم الان
Tuesday, 20/10/2015, 6:59
الطبيعة البشرية قد تفرض في اكثر الاحيان الاستناد على ما هو القوي خوفا او مصلحة او نتيجة عدم اكتساب او معرفة او اطلاع على شيء اسمه الاستقلالية في الشخصية، هذا من الناحية النفسية؛ اي الانسان الشرقي و منهم الكورد من اوائل من يعتمدون على الاخر في تدبير امور حياتهم و اتكاليتهم و هي سمة طاغية في اكثر الناس التي لا يمكن ان تقاس نسبتها بسهولة . اما من الناحية السياسية فهؤلاء يوصلون الحال الى العبادة الشخصية لمن يخفف من وطاة خوفهم من المستقبل اوما يفرزه القلق الدائم الذي يعيشونه باستمرار و يسيطر على شخصيتهم و سلوكهم . و هذا يؤثر بطبيعة الحال على الفكر والعقلية و النظرة الى القائد و الحزب و المنهج وا لايديولوجيا و الفلسفة و التعامل مع مجريات الحياة من كافة الجوانب الشخصية و العامة و الجانب السياسي قبل الجميع .
اننا في اقليم كوردستان لم نخرج بعد من عقدة الاستناد على الكاريزما، و هناك لحد اليوم من يعبد القائد و يمسح شخصيته الخاصة امامه مهما كانت و حتى من يسمون انفسهم بالمثقفين، و هذا دليل ضعف الشخصية الكوردية العامة نتيجة الويلات و الظلم الذي تعرضت لها طوال حياتها، عدا من تمرد و لم يقبل الوضع بشكل عام و ثار و ضحى، و هم لا يمكن ان يكونوا ضمن العامة . و في المقابل هناك من اعتلوا على المناصب و المواقع العامة ومن سلٌم المتكون من ظهور هؤلاء الضعفاء على الضد من ظهور الشجعان من اصحاب القوة النفسية والشخصية، و من المصالح خاصة و حصروا ما يهمهم شخصيا في تنظيم دون الايمان به . و كان القيادة العامة للثورة الكوردية منذ انبثاقها منقسمة على الحالتين؛ القادة الطليعيين مقابل الشخصيات الاجتماعية المصلحيين الذين استغلوا الوعي والثقافة العامة المتدنية للشعب في صراعهم مع القادة المتميزين و ازاحوهم جانبا بقوة الوضع العام المتردي و بمساعدة الاعداء و بالترهيب و الترغيب .
نسمع و نقرا من يعتبر ما مر به اقليم و لحد الان انه غيمة او حوادث شاذة و الى غير ذلك من النعوت و الصفات التي يطلقها المصلحي والنابع من عنفوانه و افقه الضيق الذي يربطه مع الحزب القائد دون اي التفات الى المصلحة العامة للشعب، لانه من تربية البعث و الاحزاب مثله . ايهما غيمة، كسر القانون و عدم الاعتبار له و معيشة الغاب ام الاستناد على القانون و ما يفرضه العصر و التقدمية في المسير . ايهما حادث فردي المطالبة بحقوق الشعب العامة و التضحية من اجله ام دعم الشخص و العائلة و الحزب القائد . ايهما منفعة للشعب ازاحة من انتخبه الشعب و دفعْ الاقليم الى اللاقانون ام الاستناد على القانون و المؤسسات الشرعية في فض المشاكل والقضايا الحساسة و العامة ايضا .
انهم يصفون حال الاقليم و كانه النعيم و جنة على الارض و كان العالم لم ير و لا يسمع و لا يحس بما الموجود حقا، و يتكلمون و راسهم مدفون في الارض كالنعامة، و كل ذلك من اجل ارضاء شخص او حزب و من اجل مصلحتهم الخاصة ليس الا، والا فانهم يعلمون اكثر من غيرهم انهم على الباطل و ما يدعون هو التضليل بعينه . و الا من يعيش الان في اقصى الارض الم يعلم بان الاقليم يعيش في فوضى و فراغ سياسي و اللاقانون و سيطرة الشخص و الحزب الواحد فرضا و اجبارا و لا حل؛ اما ان تقاتله و هذا يعود بالويلات على الاقليم ام تخضع له و هذا ضد مستقبل الاجيال و مصالحهم و التجربة الفتية التي دمروا كل جانب جميل منها .
من يدلي بتصريحات و يكتب بهذا النفس البعثي و هو يغض الطرف عن الواقع و يكتب بكلمات و جمل حاضرة في اذهانه من زمن البعث غير ممسوحة لحد الان لارضاء البعث الكوردي الجديد . افلا يستحون و لم يتعضوا من ما آل اليه البعث و لم يخافو من مصير البعث الجديد . و الا لو كان اقليم كوردستان كما يدعون و يصرحون و يكتبون لكنا الان في نعيم و لم يعترض او يحتج احد، من كان في النعيم طبعا واقعا يجب ان يتقدم عفويا فانظروا الى حال الشعب ايها الغدارون .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست