انقلاب البارتي على الشرعية !
Monday, 12/10/2015, 17:53
بعد اجتماعات ماراثونية بين الاحزاب الكوردستانية والمعروفه ب 4+1 قدر بأكثر من ثمانية اجتماعات لم يتوصل الاحزاب المشاركة الى اية نتيجة , والسبب يرجح الى تعنت البارتي ورغبته في إفشال هذه المفاوضات .
والسؤال الذي يطرح ماذا يريد البارتي من وراء ذلك التعنت وعدم الرغبة في حلحلة الامور والمعضلات ؟
الكل يعلم أن اهم هذه الازمات التي يمر بها المشهد السياسي الكوردستاني يتكون من ثلاثة أزمات اٌنية تأخر رواتب الموظفين حيث لم يتم صرف مستحقاتهم لاكثر من اربعة أشهر مما خلق أزمة مالية واقتصادية في الاقليم والذي ينعكس بدوره على الوضع الاجتماعي ويخلق مشاكل وأزمات اجتماعية , وأزمة رئاسة الاقليم وتوجه البارتي نحو تثبيت وتكريس سلطة ديكتاتورية ثيوقراطية عائلية , وعائدات و إيرادات النفط والذي لا يعلم حتى وزير المالية الحالي الى أين تذهب تلك الايرادات ؟!
هذه المعضلات وعدم رغبة البارتي ومسعور برزاني في حلحلة الامور , ادى الى حالة الغليان وخروج الجماهير الكوردستانية الى الشوارع في المدن والقرى والنواحي منددة بسياسات تجويع الشعب لارضاء شبقه السياسي وبقاء مسعور في سدة الحكم الى ما لا نهاية , وللاسف تم اطلاق النار من قبل بعض قوى الامن على بعض المجاميع المتظاهرة وسقط قتلى وجرحى من الجماهير المنتفضة .
وبرأيي اذا لم يتم احتواء المشهد السياسي الحالي والجلوس الى طاولة المفاوضات برغبة الحل سوف ستتتمدد هذه الانتفاضة ويؤدي الى كارثة انسانية .
اما الجواب على السؤال الذي طرحته , فان البارتي ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) يعاني من أزمة تفوق عسكري , ويمسك بيده القوة الصلبة والرخوة دون الاحزاب الاخرى , واقصد بالقوة الصلبة او الخشنة (الجيش والامن والمخابرات) , وأما القوة الرخوة أو الناعمة وأقصد بها (الاعلام والجامعات والمؤسسات) , لذلك يعاني البارتي من هذه القوة المتمركزة بيده وهذا التفوق . يعاني البارتي من أزمة توظيف هذه القوة مما يمهد الى الاستبداد والتوتاليتارية .
هذه القوة ادى الى غياب الرشد عند البارتي وأمر ا عضاء برلمانه ووزرائه الى ابلاغ نظرائهم أنهم مفصولون من العمل ومغادرة العاصمة أربيل , هذا الغلو والتعنت اوصل بالبارتي الى فقدان رشده وعقله ويتكلم بلغة القوة والفصل والطرد لانه اساسا يعاني من الهيمنه الاقتصادية والعسكرياترية .
ان ما قام به البارتي اليوم 12/10/2015 من منع رئبس البرلمان الكوردستاني واعضاء البرلمان المرافقين معه ماهو الا انقلاب على شرعية البرلمان وتجاوز على القانون وكل الاعراف والقيم الديمقراطية .
على البارتي الرجوع الى رشده وحلحلة الامور لا تعقيدها وتأزميها نحو الانفجار بل نحو الانفراج لآن ذلك لايكون في مصلحته السياسية في المحصلة النهائية .
عرفنا الداء الذي يعاني منه البارتي وهو سبب التأزيم , اما الوصفه لعلاج هذا الداء فيكون في رجوع البارتي الى رشده والدعوة الى اجتماع الاحزاب الكوردستانية في البرلمان لحلحلة الامور , الامور تحل بالحوار لا بالتفوق والهيمنة العسكرية .
خليل كارده
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست