Sunday, 20/09/2015, 22:58
هذه المرة نرى ان النازحين ينزحون، و هم لازالوا في بلد المضيف لنزوحهم، و الكل يتسائل كيف يتمكن النازح الذي يعيش في المخيمات ان يخرج بكل سهولة و ينزح مرة اخرى و هو يبتعد عن بلد الولادة و الجار ايضا و يتمكن من الخروج من بلد المضيف الذي اوته و لها قوانين و ضوابط حول النازحين . كنا نعلم ان تركيا لم تكن هكذا سخية في فسح المجال امام النازحين ان يتحركوا بحرية منذ نزوحهم، و كما عانى المشردون والنزاحون الكورد الذين دخلوا الاراضي التركية مرغمين في عام 1991 بعد الانتفاضة و في الهجرة المليونية من الدكتاتورية . لم نسمع ان تركيا قد سمحت لهم بالتحرك و الا لكانت اكثريتهم الان في اوربا كما يحدث الان . و السؤال المحير، لماذا فتحت تركيا ابوبها في هذا الوقت بالذات دون ان تتحرك لتشدد عليهم تحركهم كما تفعل نسبيا اليوم و هي ما تريد منعهم بشكل مخجل و لم تقدم على هذا الا بعد ان انذرها الاتحاد الاوربي مما صعب من امر النزوح الثاني للنازحين فيها، اضافة الى النازحين المغادرين من بلد الام لهم .
منذ
مدة و تركيا تصرخ و تعاني من وجود النازحين على الرغم من استفادتها منهم من الكثير
من النواحي و خاصة لما تتشدق به من الناحية الانسانية الاسلامية و ما تحصله من
المساعدات من الدول المانحة لاسكانهم و لمساعدتهم و و اطعامهم، الا انها لم تفعل
بشكل كامل ما يجب ان تفعله .
اليوم
تعاني تركيا من الغضب الكوردي و الثورة و الانتفاضة التي اشعلتها بيدها دون ان تقدٌر
الوضع، و هي لم تقرا ماياتي بعد الخطوات التي اتخذتها من اجل الحصول على الاصوات
التي فقدها حزب اردوغان في الانتخابات الاخيرة وهو يريد تعويضه من جهة، و هو يريد
ان يوجه انظار العالم الى الهجرة و النزوح في هذا الوقت الذي يستغله من اجل توجيه
ضربة الى الكورد و احداث الفوضى التي يعتقد بانه يفيده في كسبه لاصوات الموالين من
كورسدتان الشمالية و ما فقدتها لاسباب معروفة وحتى من المرتزقة التي يعتمد عليهم من
جهة اخرى .
النزوح
افاد تركيا سياسيا و اقتصاديا، و تمكنت تركيا من دق جرس الانذار عن طريق السماح
لنزوح الكثيرين للاتحاد الاوربي و هي تعتقد بانها تضغط بها على الدول المانعة
لدخولها في الاتحاد الاوربي، هذا ان لم يكن في الامر من الاتفاقات السرية المتعددة
الجوانب و ربما لاسباب كثيرة ايضا .
ان
من يتابط احزمته من الدول الاخرى غير
تركيا و يخرج من البيت صباحا و لا يعود الا و هو يهاتف اهله بانه في اوربا او على
الشواطيء بحر ايجة او في بودروم لا يمكن ان نتصور بانه فعل مفاجيء ليس وراءه شيء، و
بالاخص يحدث هذا خلال فترة قصيرة و يمكن ان نقول بانه له دلالات كثيرة، يمكن حصرها
بالقول بان العملية غير عفوية و مخططة، و هناك من حرض المهربين في هذا الوقت
بالذات على شنهم لهذه الهجمات على اوربا و بدء المهمة و سمح لهم بل و ساعدهم خلال فترة قصيرة
جدا على تحركهم، مما يفرض علينا الشك من ما وراء العملية ؟
هل
للعملية علاقة مباشرة مع ما يجري و ما يحضر له في سوريا ام للداخل التركي و الدول
المجاورة بشكل عام و ما يمكن ان تتغير من خارطة و المنطقة و التدخل الروسي المباشر
متزامنا مع ما يحدث، اضافة الى ما يجري في اوربا و الاوضاع الداخلية لكل بلد و
موقفه من النزوح و استقباله لهم .
اذا،
تركيا تخفف من العبا الثقيل التي احست انها على عاتقها سياسيا و اقتصاديا بحيث
انها كانت تخشى من تحركاتهم التي تشك في ولائاتهم الى احزاب كوردية تركية، و تريد ان تقطع همزة الوصل بين الكورد في سوريا
و تركيا بعد ان تتمكن من ان تشدد على الحدود بعد افراغ البلد تقريبا من النازحين .
و تستفيد اقتصاديا من دفعهم الى بلدان اوربا و يمكن ان تتحرك بسهولة و يمكنها ان
تحافظ على السرية التي تريدها في ادارة علاقاتها مع داعش و ما تتخذه من القرارات و
كيف تتعامل مع المعادلات في المنطقة بسهولة، و ربما تتوقع انها ان تحركت نحو المنطقة السورية المحاذية لحدودها من اجل
فرض منطقة امنة ربما تكون مرتاحة من تامين ظهرها و عدم خوفها من اي حركة اثناء
تحركها . اضافة الى انها تريد ان تقلل من نسبة الكورد في سوريا مع دفع العرب ايضا
ليتمكن من تكثيف نسبة التركمان في سوريا بشكل مباشر .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست