لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
Wednesday, 16/09/2015, 21:56
نسمع و نرى يوميا هجرة عشرات الالاف من شباب اقليم كوردستان شبه المستقل الى اوربا و الذي لم نكن نتصورحدوثها في هذا الوقت، و بشكل يختلف كليا عن الهجرات السابقة من حيث الاسباب و العوامل و الطريقة و الادعاءات الحقيقية التي يتخذونها حجة في عملية الهجرة، مع ما يعتنقون من الفكرة و النظرة الى كوردستان و كيف تغيروا، و عدم اهتمامهم بما يخلفون من الذكريات، و كيف يريدون الاقتلاع جذريا غاضبين حانقين، يعلنونها جاهرا و هم يلعنون وطنهم الذي استحقرته السلطة الفاسدة في كوردستان امام اعينهم و في قلوبهم . السلطة فرحت كثيرا وانتشت من اتاحة الفرصة لهجرة الشباب الغاضبة، من اجل عدم حدوث احتجاجات، واستمرارهم في ادارة الشعب الكوردستاني كالقطيع و هم يرضخون لكل ما تفعله بهم من كافة الجوانب السياسية الاقتصادية، ومن كم الافواه و الغدر و الاغتيالات و عدم توفر الخدمات الضرورية الاساسية لابسط حياة ارتضى به هذا الشعب المضحي، و لكن هذه السلطة لم توفر حتى اقل نسبة من ضرورات الحياة و نحن في القرن الواحد و العشرين، لا بل تراجعت الحال على حتى ما كانت عليه قبل سنين .
الهجرة الجديدة تحتلف عن سابقاتها في كثير من الجوانب :
1- انهم غضبوا و ملوا و ضاقت بهم الحياة ذرعا نتيجة انعدام كل ما يحلمون به ولو بنسبة قليلة جدا .
2- وجود وسائل العيش السليم والسعيد نتيجة التجارة الحرة و استيراد ما يبرز و يصنع في وقته، و لكن دون ان يتمكن الشاب ان ينالها او تصل يده اليها بسهولة، اي و هم يبصرون و ينظرون الى اسباب سعادتهم المادية و لم يحصلوا عليها ولو بنسبة صغيرة مع عدم توفر الوسائل المعنوية ايضا .
3- البطالة و عدم المام السلطة بحياة الشباب العامة و الخاصة، مع وجود حرية مزيفة اي بامكان ان تسمع السلطة لما يُقال و لكن دون تحرك من اجل الحلول، اي يطبقون قانون( اسمع و اهمل ) .
4- وجود الفروقات الشاسعة بين معيشة الشباب من عامة الشعب البسطاء مع نظرائهم من ابناء المسؤلين و الاثرياء الجدد الذي اغنوا على حساب عموم الشعب ، و هم يلقون يوميا ما يقوم به هؤلاء من الافعال الفضيحة المخلة لكل القيم و السمات التي يتمتع بها الشعب الكوردي .
5- في وجود كل تلك الطاقات المشعة في كيان الشباب و حيويتهم و هم يتعرضون للكبت و يلمسون ما يضر بهم نفسيا و حياتيا بشكل عام، من تلمسهم الفساد المستشري و الفروقات الطبقية المعيشية في ظل اللاعدالة لحكومة الاحزاب الضيقة الافق .
6- الملل المسيطر على حياة الشباب و عدم لمسهم لاي حراك ثقافي اقتصادي سياسي مؤدي الى التطور، لا بل يتلقون عوامل التخلف و التراجع يوميا في ظل الصراعات المخزية للاحزاب التي تقع على حساب الشباب و مستقبلهم قبل اي احد اخر .
7- عدم توفر فرص مشاركتهم بشكل فعلي و عملي في العمل السياسي، و ما يدعيه البعض عكس ذلك ليس الا ادعاء شكلي او مظهري و ليس مشاركة الشباب فعليا، اي، استخدام نسبة قليلة من الشباب من اجل الادعاءات الحزبية الفارغة من جانب ايمانهم بعمل الشباب و استغلال طاقاتهم، و لكنهم يستغلونهم من اجل اهداف حزبية و سياسية ضيقة لا يفيدون بها الا الحراس القدماء الذي يبيعون ما ادقموا عليه اثناء الثورة لاسباب مختلفة و ليس جميعها ثورية او نضال او من اجل تحرر الشعب .
اننا هنا يجب ان نعلن بوضوح و كما نراهبشكل صريح، ان الهجرة الحالية لشباب كوردستان ليس فرارا او هربا من نظام دكتاتوري فاسد و فاشل فحسب، بل انهم يستقيلون فكرا و كيانا و انتماءا من وطنهم و يقلعون جذريا من مكان مولدهم و كثير منهم يدعون؛ بانه لا يربطهم بالوطن الا حذائهم . اي ان كان هرب الشباب في عهد الدكتاتورية هو هربا منها و لم ينقطعوا روحا و انتماءا و عقلا من وطنهم، فاليوم يتئصلون بكيانهم و ما يمتلكون جسديا و عقليا و فكريا من، وطنهم يلعنون ما عاشوه فيه و ربما يعادونه مستقبلا بكل ما يؤمنون به من الوسائل المتاحة لديهم . و هذا صلب المشكلة التي يجب ان تعلمها السلطة و القيادة الكوردستانية التي تتناطح مع بعضها لمصالح شخصية بحتة دون التفات الى اي شيء يحدث في الوطن، لا تمت ما هم قائمون به اليوم بالشباب و مستقبلهم بصلة تُذكر، و الشباب اليوم عند فرارهم من كوردستان يعتقدون بانهم انقذوا انفسهم من الجحيم وطنا و حكما و احزابا و من كل ما يمس الحياة فيه، و ما عانوه طوال هذه الفترة التي اعتقد الكثيرون حصول عكس ما يجري اليوم، و توقعوا الحرية والرفاه و السعادة و النعيم من ما بعد الخلاص من اعتى دكتاتورية، و لكنهم تلاقوا مع العكس تماما. اي الهجرة الحالية هي الخلاص و الاستقالة من الوطن و بكل ما فيه و ما لهم عليه .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست