لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
Tuesday, 15/09/2015, 8:22
كشف المؤتمر الخامس لحزب العدالة و التنمية التركي الكثير من افكار و توجهات اردوغان و ما ينويه من العمل على اعادة امجاد السلطنة العثمانية بالدليل القاطع . المؤشرات يمكن اقتناصها من تعامل اردوغان مع حزبه و اصدقائه القدماء و الحاليين، وكيف يفرض عليهم اما الابتعاد عن مسيرته مقتنعين او مرغمين او قبولهم مضطرين بما يامر به سيدهم الحالم . لقد ابتعد الكثيرون من المؤسسين و الرجال الذين كانت لهم اليد القوية في وضع اسا متين لهذا الحزب و الذي تسلمه اردوغان بحيله و توجهاته و حركاته و تفرده في استغلال السلطة و الاستئثار بما اعتلي عليه من كسب رفاق جدد و تخطي ما يعتبرهم المعوقات امام تحقيق مرامه الحقيقي و هو التوسع الخارجي بدكتاتورية داخلية مقنٌعة بالديموقراطية .
حاول ان يبتز رفاقه بالامس و لم يرضوا، فاما اعترضوا بشكل هاديء خوفا او اتقاءا للفوضى نتيجة اصرار اردوغان على تحقيق نواياه دون اي اعتبار لاح،د او ابتعدوا عن مركز القرار او اعتزلوا السياسة جملة وتفصيلا على الاقل لحين بقاء مثل هذا الواقع المخزي المتهاوي تحت اقدام اردوغان منتظرين الساعة المهيئة للعبهم هم بعيدا عن اردوغان .
ما حصل في المؤتمر هو ما يدل على ان اردوغان لم يستقيل من الحزب بعدما اعتلى سدة الحكم و الرئاسة بشكل خاص، لانه فرض ما يدعمه و يثبت اقدامه على ما يريد في سياسة الدولة الداخلية و الخارجية النابعة من منهل يضخ ما يدعمه في تحقيق طموحاته الشخصية الكبيرة التي تصل الى ارتقاءه للسلطان الشرق الاوسط الكبير .
اراد ان يرغم داود اوغلوا على قبول ما يهتم هو بهم، و نجح بابراز منافس له من اصدقائه و رفاقه المعتمدين و هو وزير الاتصالات السابق و مستشاره الحالي يلدرم بن علي، بعد ان ابعد المطالبين بالاصلاح و لم يوف حتى باقرب الاصدقاء والمفيدين له و للبلد باكبر نسبة، و يعود الفضل اليه التقدم النسبي في البلد، و ما اوصل اليه من ارضاء الناس لهذه المدة، اعتمادا على توفير خدمات الناس، و هو الذي اوصل اقتصاد تركيا الى ما وصل اليه من التقدم الملحوظ خلال السنوات الماضية و هو علي باباجان، اضافة الى وزير ماليته السيد محمد جمجك مع رفاقه .
اما اليوم انه اعتمد على عائلته و المقربين منه شخصيا من رفاقه وابنتيه و صهره و مَن تاكد من موالاتهم له في اي خطوة يتخذها، حتى في خراب البلد . و ابقى على داود اوغلو تحت وصايته بعدما هدده بترشيح يلدرم و من ثم امر بسحبه من الترشيح و اقنع بالتهديد العملي هذا ما فرضه عليه ليبقى خاضعا له مقلما مهذبا ومقطوع المخالب، و هذا ما يُبقي الحزب و الرئاسة و المواقع المتعددة المؤثرة تحت رحمة اردوغان و المقربين له ايضا ، و هو يهدف الى تحقيق اهدافه الخاصة بما فعل . اليست هذه الدكتاتورية بعينها و لكن باليات و خطوات و ديموقراطية لا غبار عليها! ام انه يمكن ان نسميها الديموقراطية الشرق الاوسطية السارية في كل بلد و موقع في هذه المنطقة . يستحضر اردوغان بهذه الخطوات و بكل قوته للفوز بالاكثرية في الانتخابات المبكرة المقبلة من اجل الوصول الى ما فشل من الوصول اليه نتيجة خيبته في الانتخابات السابقة، وكما اعترف اقرب المقربين منه، و ادلى بتلميحات صحفية على انه هو اي اردوغان من افشل الوصول الى انبثاق الكابينة التعددية الجديدة للحكومة، من اجل الوصول الى الاكثرية من اجل الانفراد و تحقيق ما يريده و ما يحمله في ذهنه حول الاهداف الاستراتيجية الشخصية له وربما لمواليه . و يهدف الى الامتداد خارج حدود بلده لو نجح في الوصول الى ما يريده داخل بلده، و هو يقلد اتاتورك من نوعه الاسلاموي و بنفس العقلية و الالية المصبوغة بالاسلاموية شكلا من جهة، و لنفس الهدف مع طموحاته العثمانية من جهة اخرى . و رغم المعرقلات التي ستبقى راسخة امامه، فهل ينجح، فلننتظر الانتخابات المقبلة وما يجبره على التراجع من ما يريد الاقدام عليه، و لم يياس لحد الان في مهمته . و ما يصعب امره في هذه المهمة المقبلة اكثر من قبل هو ابتعاد الكثيرين من رفاق حزبه و قياداته المعروفين في تركيا و رفضهم الانتخابات المبكرة وهم اصحاب راي و جمهور لا يمكن اغفالهم و هذا ما يمكن ان يضر به و بحزبه و المصوتين له، و غدا لناظره قريب .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست