کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !

Friday, 11/09/2015, 19:13


ربما يعتقد البعض ان التاريخ الروسي يعيد نفسه . عندما دشنت روسيا عمليا البرنامج التي تعيد الى الاذهان انها تعيد ما اقدم عليه الاتحاد السوفيتي في افغانستان في حينه، و ربما لم ياخذ بعض المراقبين بنظر الاعتبار التغييرات التي حصلت في الشرق الاوسط و الجهات الموجودة و موقع سوريا و العلاقات التي استجدت و دور ايران و خروجها من دائرة امريكا ايام ما حدث في افغانستان و كيف عزمت امريكا العزم على تاسيس و تفعيل و توجيه الحركات الاسلامية الجهادية برمجة و تخطيطا و تنفيذا و تمويلا بنفسها او من كان مواليا لها، و لم يقارنوا المرحلتين مع البعض ولم ياخذوا المتغيرات التي حدثت بنظر الاعتبار بشكل كافي .
يعتقد البعض ايضا ان روسيا سينغمس في وحل سوريا قريبا جدا، كما حدث للاتحاد السوفيتي في افغانستان و خرج منه بشق الانفس، و يعتقدوا بان هذه لعبة امريكا و تريد ان تلعبها مع روسيا بمهارة و حيل سياسية شرعية، غير مهتمين بما يدور و من يحكم امريكا و النظام الجديد و الاستراتيجية الامريكية و العامل الاقتصادي المتغير منذ حدوث التغييرات و التحولات المختلفة في منطقة الشرق الاوسط، و في مقدمتها  انخفاض اهميتها اي هذه المنطقة اقتصاديا بشكل عام في هذه المرحلة بالذات . لذا لا يمكن ان نتصور ان تتعامل امريكا و الغرب مع ما يحدث في هذه المنطقة وفق اسس قديمة و نظرات انتهت مدة صلاحياتها . لن تكرر امريكا باستراتيجيتها المعلنة و ما يمكنها من تحقيق مصالحها بعيدا عن التدخلات المباشرة و بخطط قديمة لانها تتمكن من تنفيذ ما تريده باستغلال ثغرات التي تحصل نتيجة تفاعل المعادلات السياسية العسكرية التي تحدث، و هي ظلت باقية على راس المتبوعين و تنفذ ما تريد من قبل دول المنطقة من كافة النواحي دون ان تحتاج لجهد مضني .
تدخلت ومن ثم توغلت روسيا بقوات في سوريا منذ ان احست بان الخطط جارية على قدم و ساق لعزل سوريا عن مصالح روسيا الاستراتيجة الاقتصادية،  و التي اعلنتها بويتن بعظمة لسانه بالامس . انها تريد نظاما تابعا ضعيفا كان ام قويا بل الاهم عندها هو عدم المساس بالاستراتيجة التي يتبعها في هذه المنطقة الحساسة التي تعتبر سوريا راس السهم في تحقيق ما تريد او تامل ان تحتفظ على ما موجود على الاقل . من الخطوات التي تتبعها روسيا توضح لنا يوما بعد اخر بانها لن تغير من موقفها من الموجود مهما كانت تحت الضغوط المختلفة و حاولت دول المنطقة من تغيير رايها و مواقفها في هذا الشان . انها تعلم بان مستقبل سياساتها الاقتصادية الاستراتيجية المرتبطة بالغاز و النفط والتجارة بشكل عام سوف تهتز بمجرد تغيير السلطة السورية كاخر ما تبقى لديها وجهتها الى جهة مغايرة لها . و لكن لا يمكن ان تلعب بالالية و الخطة ذاتها كما فعل الاتحاد السوفيتي من جوانب، اولا انها تدعم السلطة و التوجهات العلمانية سواء كانت مزيفة او حقيقية و اصبحت رافعة لرايتها فكريا و معها الكثيرون امام الايديولوجية التعصبية التخلفية التي اجتمعت معها من لها مصلحة في تغيير النظام السوري . انها صراع الايديولوجيا و من ثم الصراع السياسي  و قبلهم الاقتصادي، الذي يتعامل مع المضاد ان كان في النهاية لصالح التكتيكات او الاستراتيجية التي يهدف اليها اي طرف، فهل من المعقول ان تتعاون قوى و حتى دول دينية مذهبية متعصبة مع حاملي الايديولوجيا العلمانية المعادية لها من اجل هدف او مصلحة انية الا في هذه المنطقة بالذات . هل راينا تعاون المضادان و تضاد المتوافقان حول امور عدة كما يحصل اليوم في الشرق الاوسط، نتيجة التداخلات الشديدة التعقيد في سير المعادلات السياسية المعقدة اصلا و من ثم ازدادت اليها المتغيرات نتيجة ما يحدث من الحروب و التدخلات المباشرة من قوى الارهاب و احتلالاتها المباشرة للاراضي بهذا الشكل . ان كان مجيء روسيا استدراجا امريكيا لها فانها حسبت كل الحسابات و ليست خطواتها بسطحية كما يعتقد البعض ( نقول هذا و نحن اول من يؤمن بان ازالة النظام السوري هو فاتحة خير من منظور و اعتقاد نابع من ان ازالة اي دكتاتور، سياتي بافضل منه مهما كانت نسبة تلائمه مع الواقع و ما يريده الشعب، و لكن بحسابات و قراءة مابعد سقوطه بشكل دقيق ) .
ان كانت امريكا تعتبر سوريا مستنقعا لروسيا يمكنها من النيل منها وفق ما تعتقده حسب تجربة ما حصل في افغانستان فانها ليست بصاحب بخطة محكمة للبدء بمرحلة توجيه ضربة قاضية الى روسيا و بوتين بالذات، لانها اي امريكا تعتقد بانبوتين  يفكر و يغامر من اجل ان يعيد مجد القيصرية الروسية و دورها، كما يحلم اردوغان من مكانه  و يعمل على اعادة امجاد العثمانية ايضا، و المنطقة تشتعل بالنار تحت ضيم الطموحات النرجسية و الاحلام العديدة لاعادة الامجاد بدلا من التسيير مع المستجدات وا لواقع و ما يفرضه العصر، ياله من تخبط و مهزلة نعيشها في الشرق جميعا . و ان كانت امريكا تتمكن من ان تحاصر روسيا و رئيسها بمخالب و الية وادوات مواليها، فانها على خطا ايضا، لان الصراع اليوم اشتد بين جهتين من المنطقة ذاتها و ليست روسيا الا لاعبا مساعدا ثانويا ايضا، و تتعامل مع الموالين من القوى المتمكنة من امثال ايران و سوريا و قوى صغرى اخرى منتشرة في المنطقة . و ان ايران لن تغدو منافسا لروسيا و ان نفذت الاتفاقية النووية مع امريكا لاسباب و عوامل مصيرية حيوية تسير عليها ايران و الموالين و من يعيش تحت رحمتها . لذا، لا يمكن ان نعتقد بان روسيا ستعيد ما فعله الاتحاد السوفيتي و لا يمكن لاحد ان يجبرها على ذلك، و لا الظروف العامة للمنطقة ستساعدها، و انها مجرد تريد ان تلعب دورا حازما و حاسما لمنع سقوط الاسد باي ثمن كان و من خلال المساعدات العسكرية والسياسية المتاحة و بشكل مباشر و باليات مختلفة بعيدة عن احتلال الارض كما فعله الاتحاد السوفيتي من اجتياح و توغل واسع للاراضي الافغانية في حينه . بل ستكون روسيا راسا و صاحب ثقة للمتحالفين معها مع اخذ بنظر الاعتبار التغييرات التي تطرا بعد تنفيذ الاتفاقية النووية و ما تخطط لها تركيا و امريكا في التحركات حول سوريا في المستقبل القريب . و هناك تفاصيل عديدة لما يمكن ان نقرا منها ما يحدث الان من الفوضى في تركيا و العراق و سوريا واليمن و حتى لبنان، و  يمكن ان نستقرا او نستشف منها ما يحدث عند التمعن في المعادلات السياسية والاحتكاكات و التحركات السياسية العسكرية  الجارية و  نتائجها المتوقعة .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە