كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُذكر، لماذا؟
Monday, 17/08/2015, 22:07
اقليم كوردستان يعيش في ظل انعدام اقل نسبة من الخدمات و ليس كما يدعي السياسيون المصلحيون المسيطرون على زمام الامور منذ اكثر من عقدين من الزمن، و هو غارق في بحر من الفساد . و لكن لماذا لم تخرج الجماهير و تضغط كما هو المطلوب، و اصبح الهروب من الواقع هو المسيطر على محرك الاحتجاجات و القوة التي يمكن الاعتماد عليها و هم الشباب، فاصبحت الهجرة هي الملاذ للتعبير عن السخط و الاعتراض و عدم النزول الى الشارع، و هذا له اسبابه المتعددة و نتيجة العوامل المتراكمة من افعال و توجهات السلطة الجاثمة على صدور الشعب الكوردي خلال العقدين ما بعد التحرر من الدكتاتورية العراقية .
منذ انتفاضة اذار 1991 و سيطر الحزبان الديموقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني على السلطة و قسما كل شيء مناصفة و استاثرا بما الموجود في اقليم بحرية تامة، مع الاختلاف الجزئي فيما بينهما من حيث الادارة و الضغوطات على الشعب و نسبة الحرية في التعبير و الاعتراض، و كيف سيطرا على مصادر التمويل و الاموال العامة و اقتصاد الاقليم و عملا كشركتين تجاريتين و اغتنما ثروات الاقليم لمصالح شخصية و حزبية ضيقة حرموا منها الشعب الكوردستاني، و وصلا الاقليم لحافة الهاوية بحربهما الداخلية التي راحت ضحيتها الالاف من ابناء هذا الشعب المغدور الذي ظلمته السلطات المتلاحقة في بغداد و سلطته الذاتية ايضا . لم يكن الشعب الكوردي بطبيعته المعروفة و شجاعته الفائقة بهذا الوضع من الخضوع، و انه حاول و قاوم و لكن الحكم القمعي الذي فرضته السلطة الكوردستانية المتمثلة بالحزبين، و الذي يمكن ان لا نفرق بينه و بين ما كان ايام النظام السابق في الجانب الامني بذرة واحدة، فكم من ناشط اغتيل في وضح النهار و كم منهم فقدوا في غياهب السجون ولا نريد ان نتكلم عن التعذيب الجسمي و النفسي للمؤسسات الامنية و ملاحقة الناشطين، فانه اثر على نظرة الشباب لكوردستان و مستقبلها . سيطرة العائلة على حزب الديموقراطي الكوردستاني و منه سيطرتهم على السلطة في كوردستان، و سيطرة حلقة ضيقة على الاتحاد الوطني الكوردستاني و منه السيطرة على السلطة مشاركة مع آل بارزان بتقسيم موارد البلد بعد ما احلوا بالاقليم من الويلات نتيجة خلافاتهم المستمرة القديمة قدم عشرات السنين و الحديثة مابعد الانتفاضة . المناصفة و الصراع الكبير فرض الفساد في الاقليم اكثر من اي مكان اخر، بحيث لو كان ما يجري في اقليم كوردستان في بغداد لخرج الشعب هناك منذ مدة طويلة، اضافة الى ما فعلته السلطة هنا من ازدياد هوة المعيشة بين الطبقات و افسدوا الاخلاق و التربية الشعبية .
اليوم، ليس هناك من هو راضي عن السلطة بنسبة ولو قليلة الا المصلحيين المستفيدين و الذين اثروا على حساب الشعب و مستقبله . فهذا الاقليم الغني بثرواته و موارده و لا يزيد نسمته عن اكثر من خمسة ملايين بما موجود فيه من الاخرين ايضا، له امكانيات مادية في حال وجود نظام سياسي عادل و مخلص يمن ان يعيش الشعب برفاه اكثر من اي بلد اوربي، و لكن التوزيع غير العادل والفساد و سيطرة سلطة فاسدة من العائلات و الحلقات فرض تبذيرا و توزيعا غير منصفا، و كان يمكن عند وجود نظام عادل ان يعيَش الشعب باحسن حاله و يخطوا خطوات تقدمية مستقبلية، الا انه الان مدين باكثر من عشرين مليار دولار بعد كل الاموال الطائلة التي جائت الى اقليم من الواردات الذاتي و نسبة 17% من ميزانية العراق، نتيجة الفساد من راس السلطة و تخلفه و عدم معرفته بامور السلطة و خدمة الشعب و وصلت بها الحال في صراعها الى اللجوء الى اعتى الاعداء في تصفية الحسابات الداخلية و خانت الوطن وا لشعب الكوردي في مثل هذه الايام من سنة ،199 ، اي في 31 اب منها .
اذا الاسباب التي ادت الى هذا الوضع المتردي التخلفي الفاسد متعددة و يمكن حصرها في نقاط قليلة و منها:
اولا : فساد السلطة و عدم الاكتراث بمصلحة الشعب بشكل عام نتيجة عدم المعرفة بامور السلطة و الاستناد على العائلة و الحزب بدلا من الخبرة .
ثانيا : الصراع الدامي و المتخلف بين الحزبين المتسلطين منذ اكثر من خمس و عشرين عاما .
ثالثا : سيطرة الحزب و المصالح الشخصية على زمام امور السلطة و فقدان شيء اسمه السلطة و الوطن في سياساتهم .
رابعا : منع تجسيد نظام ديموقراطي مدني تقدمي من قبل الحزبين خلال هذه المدة من حكمهم .
خامسا : الموالاة لمحاور و اطراف خارجية تفرض عليهم خطواتهم و ان كانت لغير صالح الشعب .
سادسا : ضرب اية معارضة بيد من حديد لمنع كشف فسادهم و ما ساروا عليه خلال هذه المدة و راح ضحية الاعتراضات و الاحتاجات الكثير من ابناء هذا الشعب من المخلصين .
سابعا : سيطرة المتزلفين و المتملقين و هم كوسيلة رخيصة يستخدمون متى ما ارادت السلطة والحزبين ان ينفذوا ما يريدون منهم لضرب اي تحرك احتاجاجي بوسائلهم الدنيئة، و تعاون الحزبين اكثر من مرة في كبت الشعب و كما حصل في احتجاجات 17 شباط 2011 .
ان الوضع القائم في اقليم كوردستان اكثر سوءا من بغداد على الرغم من تحرر الاقليم من ايدي النظام الدكتاتوري السابق منذ 1991 . و هنا ربما يصبر الشعب لامور تخص مستقبل الاقليم و هو لازال في اول الطريق و كل ما يذهب اليه الشباب هو الهروب من الواقع لتجنب الاضرار بقضية الشعب و هذا ما يحسب لهم على غير اخلاق و عادة السلطة و الحزبين الذين ضربا تلك المصالح العامة عرض الحائط بصراعهما و حربهما الداخلية و ما افرطوا فيه على حساب الشعب . اي اننا بحاجة الى التظاهرات و الاصلاح اكثر من بغداد و لكن الظروف الخاصة بالكورد و حس الشعب العالي من الخطورات الخارجية المحيطة به استغلتها السلطة الكوردستانية و هي مستمرة في فسادها من اجل مجموعة خاصة من المفسدين المبتذلين من المسؤلين و ابنائهم و المتملقين و المصلحيين الذي لا يعرفون الشعب و مصالحه و لا يحترمون حتى دماء الشهداء الذين ضحوا باغلى ما يملكون من اجل الشعب الكوردي و كوردستان . اما العراق فهو دولة و لها عمقها فلا يمكن ان تضر الاحتجاجت و التظاهرات بها من حيث مستقبلها و انها الخطوة الصحيحة في اصلاح الذات الذي ننتظر ان يحدث في اقليم كوردستان بكل هدوء دون ان يضر بمتطلبات المستقبل الاقيم الذي لازال على غير سكته الصحيحة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست