کوردستان ، والمعرکة الأخیرة من حرب القرون
Saturday, 25/07/2015, 19:42
إن إستئناف الحکومة الترکیة القتال ضد الکورد ، فی هذا الیوم ، وفی هذا الظرف بالذات ، یعنی بأنها دخلت فی تحالف فعلی مع الداعش ، عکس إدعائاتها ، بأنها ستتعاون مع العالم فی حربه ضد الداعش ، لأن القوات الکوردیة ، هی القوة الرئیسیة المؤثرة والفعالة فی مواجهة الداعش ، ضمن التحالف الدولی الذی تقوده الولایات المتحدة الأمریکیة . وإذا أعطت أمریکا ، فعلا ، کما یعتقد البعض ، الضؤ الأخضر للأتراك للهجوم علی الشعب الکوردی ، فهذا یعنی ، وبدون أدنی شك ، بأن لأمریکا الید فی صنع داعش ، وهی لا ترید أن یخسر الداعش فی هذه الحرب .
إن غرور الأتراك وغبائهم عامة ، وغرور أردوغان وغبائه خاصة ، ستدفع وبالتأکید بترکیا ، والشعب الترکی إلی مصیر مجهول ومخیف . لأنهم ولا یزالون ، وکما کانوا دوما ، یکیلون الامور بمکاییل قدیـمة ، ولا یعلمون بأن الدنیا قد تغیرت ، وإنهم یغضون الطرف ، ولا یریدون أن یروا الحقیقة والواقع کما هی وکما هو ، ویخدعون أنفسهم بأن تکون الامور ، عسی ولعل کما یحلمون وکما یتمنون ، ولا یریدون أن یعلموا بأن کورد الیوم لیسوا بکورد الأمس ، وإن شابات وشبان الجیل الجدید قد قرروا ، قرارا مصیریا ونهائیا ، بأن یکونوا أحرارا ، وإنهم مستعدون کل الإستعداد ، لدفع الحیاة ثمنا لحریتهم .
إن ما یدفع بأردوغان ، وأصابه بالجنون ، لکی یورط الجیش الترکی ، فی جبهتین مع ( PKK ) من طرف ، ومع داعش من الطرف الآخر ، فی حرب یعرف العالم کله ، مدی ضراوتها ، ومدی فداحة خسائرها ، هو أولا ضخامة الماکنة الحربیة ، وفضاحة قوتها التدمیریة ، التی تحت أیدیه ، وثانیا ، الموقف الضعیف حتی المخزی ، للولایات المتحدة الأمریکیة ، تجاه عناد وصلابة الموقف الترکی . ولا ندری ما هی أهمیة ترکیا وأردوغان لأمریکا . وهل قاعدة أنجرلیك الأسیرة ، ومنذ سنوات ، وفی أشد أوقات الحاجة إلیها ، بهذه الأهمیة لأمریکا ، حتی أن تتنازل کل هذه التنازلات التی یحس بها حتی البسطاء وأهل الشوارع ؟ .
یقال عندما یأتی النملة أجلها ، تخلق لها الأجنحة . وعندما یأتی المعزة أجلها تأکل خبز الراعی ، وعندما تصل الشعوب والدول نهایتها ، کنتیجة حتمیة ، لهمجیتها وظلمها ، یصاب قادتها بجنون العظمة ، ویعانون من خلل عقلی . ویبدوا إن الأتراك فی هذه الأیام ، لقد بدأو یحفرون قبورهم بأیدیهم ، لأنهم حفروا القبور للکثیر من الناس ، ومن بینهم الکورد ، وإنهم لایزال ینظرون إلی الکورد بأعین أجدادهم . وإنهم لا یعرفون بأن بإمکان الکورد هده الأیام ، أن یلحق بهم لا الهزیمة فقط بل شر الهزائم ، وبإمکانهم کذالك ، أن یجعلوا مما یتباهون بها من تکنولوجیا حدیثة ، و ضخامة الماکنة الحربیة ، إلی أکوم من الحدید لا یصلح لشئ غیر أن یأکلها الصدأ . وهذا أسهل لهم من شرب الماء ، ولا یکلفهم إلا القلیل القلیل من الخسائر ، فربما إصدار بیان من عدة کلمات ، یکون کافیا ، لإدخال الخوف والفزع فی قلوب المغرورین من قادة الأتراك .
فالحرب هذه المرة ، بالتأکید ولعلم الجمیع ، لن تکون حربا کلاسیکیا تقلیدیا ، کسابقاتها من الحروب ، ولن تکون حرب قتال الجنود والشرطة ، ولن تکون أراضی کوردستان وحدها فقط هی ساحة حرب ، تتعرض للتدمیر والتخریب ، ولن یکون الکورد هم وحدهم یعانون من ویلات ومآسی الحرب ، وستکون الأراضی الترکیة کلها ساحة حرب وقتال ، ولن یکون الفقراء من الجنود والشرطة ، ومن الناس هم وحدهم وقودها ، وسوف تکون حرب کسر الظهر ، وإرکاع العدو ، وإجباره عن التخلی عن االعنجهیة والغرور ، وعلی القبول بالهزیـمة ، والإعتراف بالأخطاء ، والإقرار بالجریمة .
إن اولی أولویات هذه الحرب ، هی إصدار بیان إلی الرأی العام ، وإعتبار کل شبر من أراضی البلاد ، منطقة خطر، والطلب من السواح والدیبلوماسیین بمغادرة البلاد ، وعلی وجه السرعة ، حفاظا علی سلامتهم . ومن الأولویات الأولیة الاخری ، هی تعیین قیادات وتحدید قواعد ، موازیة للقندیل فی القسم الأورپی ، وفی الشمال الموازی للبحر الأسود ، وفی الغرب علی ساحل المتوسط کذالك . وستکون البنیة التحتیة ، من شرکات صناعیة ومعامل إنتاجیة فی کافة أنحاء البلاد أهدافا رئیسیة إستثنائیة ، لشل إقتصاد البلاد ، بشکل تام وکلی ، وذالك لإحداث الخلل فی توفیر مستلزمات المجهود الحربی . وستکون جمیع عناصر الشر ، من مسؤولی القوی الأمنیة والعسکریة والسیاسیة ، مستهدفة حتی فی عقر دارهم . وینبغی أن تکون الحرب ، حرب الشوارع والأزقات بمعنی الکلمة ، التی تساعد علی تقلیل دور االطائرات والمدافع البعیدة المدی .
إن کل ما جاء فی هذه الکلمات ، هی أقوال المجالس للبسطاء والعامة من الناس من الکورد ، لکثرة معاناتهم ومعایشتهم للحروب ، حیث لا یلتقی إثنان إلا وینجر البحث إلی الحرب والمقاومة ، کما وتتردد کثیرا فی الأوساط الشعبیة التی ضاقت الأمرین من الحرب ومن مأساتها ، کما إنها هی کلها من المـطالب والمقترحات التی قدمها المقاتلون لمرات ومرات ، إلی قیادات الحرکات الکوردیة ، الذین ینتابهم الأسف فی أن یفقدوا حیاتهم فی قصف الطائرات ، أو بواسطة المدافع البعیدة المدی ، سدی دون أن یلحقوا ضررا بالعدو . ودون أن یفعلوا شیئا لقومهم ، وکما إن قیادة ( PKK ) ، قد أعلن مرارا بأنها ما ستعملت لحد الآن ، إلا ٠٥٪ من قدراتها وإمکانیاتها القتالیة فی الحرب . فنأمل أن تکون المعرکة هذه المرة هی المعرکة النهائیة لحرب دامت لقرون .
ثمن رۆژاڤا هوالقسم الأورپی من ترکیا بکامله
أن محبة و معزة تربة روژاڤا ومکانتها فی قلوب الکورد ، کل الکورد لا تقدر بالأرقام ، ولا تعبر عنها بالکلمات . وذالك لأنها هی أرض الملاحم والبطولات ، أرض الأمجاد والمقدسات ، الأرض التی رویت کل ذرة من ذراتها بدماء خیرة شاباتها وشبابها . ومن ملاحمها ؛
ملحمة الکوبانی ، هی سرح یتحطم علیه أعاظم الأكاذیب لأعآظم الکذابین .
وملحمة الجزعة ، هی إنتصار الإرادة وهزیمة السلاح ،
وملحمة الربیعة ، هی صرخة تحدی الجرح بوجه حد السیف ،
وملحمة سەرێکانی ، هی فوران ثورة نبع المجد لأماجد المجد والأمجاد ،
فأرض سجل علیها کل هذه الملاحم فی غضون فترة أشهر قلیلة کیف لا تکون هذه الأرض ، عند أهلها
أرض أقدس الأقداس والمقدسات . لذالك ثمن هذه الأرض ، لا تقدر عند أهلها بثمن ، فثمنها هو الروح فقط ، فلیس عجبا إن أراد أحد ما أن یدنسها ، أن یکون مصیره ، کمصیر الدواعش السیئی الحظ . إننا نقول کل ذلك ، لکی نحذر کل من یصول له نفسه ، بأن یرتکب حماقة ویدنس ترابها ، فعلیه أن یکون مستعدا لدفع ثمن حماقته غالیا .
فإذا أراد أردوغان أن یجرب حظه العاثر ، ویرسل بالجیش الترکی إلی داخل روژاڤا ، یجب أن یعرف إن ثمن روژاڤا هو القسم الأوروپی من ترکیا فقط ، فإذا هو ، والأتراك یحبون أرضهم فالیبتعدوا عن أرض روژاڤا ، وإلا هذا هو السعر المطلوب ، من قبل أهلها الکورد .
لا شك إن القیادات الکوردیة ، فی کافة المواقع والمستویات کلهم فی مستوی المسؤولیة الملقات علی عاتقهم . وإنهم بالتأکید یقودون شعبهم إلی النصر ولا شئ غیر النصر .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست