المساواة بين الجنسين لدى أكراد سوريا إهانة لتنظيم "داعش": شهادات مروعة لـ"سبايا أزيديّات" تعرضن للبيع والاغتصاب
Thursday, 16/07/2015, 18:28
أصدرت السلطات المحلية في مناطق الأكراد بسوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مرسوماً يكفل للمرأة المساواة في الحقوق مع الرجل مشكلا "إهانة" موجهة إلى الأعداء الجهاديين الذين يعيثون في الإقليم فسادا. فالنساء الازيديات اللواتي ينتمين إلى الأقلية الكردية هُنّ في مقدمة من تستهدفهم «الدولة الإسلامية»، وقد أفلح بعضهن في الفرار من قبضتها بعد أن تعرّضن للاختطاف وللاغتصاب، وها هنّ يروين ما شهدنه من أهوال.
"يجب أن يتساوي النساء والرجال (...) في كل أوجه الحياة العامة والخاصة‘"، وفقا لما نادى به النص المنشور على صفحة فيسبوك السلطات الكردية بمحافظة الحسكة السورية. فبعد أن نال الأكراد بشمال سوريا نوعا من الحكم الذاتي في ظل النزاع الذي اندلع في مارس-آذار 2011، أصبحوا يصدرون نظمهم الخاصة بهم، ويطبقونها على كافة السكان -وبينهم العرب- في ثلاث مقاطعات من إقليمهم المستقل ذاتيا والذي لا يحظى باعتراف نظام دمشق.
للمرأة حقوق جديدة
يشمل هذا المرسوم الجديد المتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة سلسلة من الحقوق بدءا بمنع تزويج المرأة قبل بلوغها سن الثامنة عشر ودون رضاها، وانتهاء بشروط العمل والأجور التي تحتّم تساويها في الحقوق مع الرجل، ومرورا بضمان حصولها على إجازة للأمومة حتى طفلها الثالث. ويدين المرسوم أيضا "جرائم الشرف" و"العنف والتمييز" ضد النساء، كما أنه يمنع تعدد الزوجات.
مقاتلات من "وحدات حماية الشعب" الكردية / قرب الحدود السورية العراقية في 22 كانون الأول 2014 (الصورة من رويترز)
وأخيرا يكفل المرسوم للمرأة الكردية السورية حقا مساويا لحق الرجل في الميراث بينما لم يكن لها نصيبا فيه حتى صدور هذا المرسوم، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومنذ عام 2013 يدور القتال بين الأكراد والجهاديين في شمال شرق سوريا، وأصبحت مدينة كوباني الكردية على الحدود مع تركيا رمزا للصراع بينهم. فمنذ بداية هجوم «الدولة الإسلامية» على هذه المدينة في سبتمبر/أيلول الماضي لاقى ألف شخص حتفهم ، ومعظمهم من الجهاديين.
إهانة لـ"الدولة الإسلامية"
هذا المرسوم "إهانة للقوانين التي شرعتها مجموعة «الدولة الإسلامية»، وهي قوانين تمييزية ضد المرأة"، كما يرى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. ويكمن سبب هذه الإهانة في أن «الدولة الإسلامية» تحتجز منذ عدة أشهر عددا كبيرا من نساء الأزيديين، وهم أقلية كردية يضطهدها تنظيم "داعش"، وقد اتهمتها الأمم المتحدة في تشرين الأول-أكتوبر الماضي بمحاولة ارتكاب إبادة في حق هذه الأقلية. فبعض السبايا السابقات اللواتي وقعن في أيدي تنظيم "داعش" بمنطقة سنجار، قُمن مؤخرا بالإدلاء في إذاعة "فرانس أنفو" بشهادات عمّا قاسينه في الأسر، حيث أجبرن على حفظ الآيات الأولى من القرآن وعلى الزواج، وتعرضّن للبيع والاغتصاب.
سبايا "داعش" من النساء الأزيديات
الت أشما علي (19 عاما): "كانوا يعاملوننا معاملة سيئة وقاسية جدا، نحن النساء الأزيديات، وكانوا يحرموننا من الطعام، ويغتصبون كل الفتيات منا. كانوا يبيعون النساء وكان على كل فتاة أن تصبح زوجة لاثني عشر من رجال داعش".
أمّا عائشة (18 عاما) فقالت: "لقد أدخلني إلى الغرفة، وفعل بي كل ما كان في وسعه، ثم ضُربني. لم يكن يريد الزواج مني ، فكل ما كان يريد هو أن أكون له، وأن أفعل معه كل ما كان يريد".
وروت باسمة (10 أعوام): "كانوا يأخذون الفتيات الجميلات ولذا كنا نحاول ألا نكون جميلات، فما كنا نستحم ولا نرتدي الملابس الجميلة التي كانوا يعطوننا إياها".
ثمن المرأة
هكذا كانت شهادات الفتيات القليلات اللواتي استطعن الفرار من الجهاديين، ويقول الناشطون في مركز مكافحة الإبادة الجماعية الذي أنشئ في دهوك لجمع الروايات والبيانات أن عددهن ربما بلغ 148 فتاة، ومعظم هؤلاء الفتيات قُلن بأنهن قد صُنّفن وفقا لأعمارهن قبل أن يتم بيعهن.
لقطة شهيرة لنزوح جماعي للأقلية الأزيدية من بلدة سنجار العراقية باتجاه الحدود السورية / في 11 آب 2014 (الصورة من رويترز)
وقد أعلن مؤخرا موقع Iraqi News أنه حصل على وثيقة تتضمّن أسعار بيع النساء التي يطبقها تنظيم "داعش"، وهي معلومة لم يتم تأكيدها. لكن حسب هذه الوثيقة فإن البنت دون العاشرة قد تباع بسعر 200 ألف دينار (138 يورو)، والنساء دون العشرين بمبلغ 100 ألف دينار فيما قد يعتبر الجهاديون أن ثمن الجواري اللواتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والأربعين عاما هو 75 ألف دينار بينما يبلغ سعر الأربعينية 50 ألف دينار، وتؤخذ في الحسبان عند تحديد الأسعار أيضا معايير مثل لون العينين وجودة الأسنان.
التشويه للنجاة من الاغتصاب
تقول كانان بولات المناضلة في قضايا المرأة والعاملة في مؤسسة المرأة الحرة، إن عدد الكرديات اللواتي اختطفهن وباعهن الجهاديون يفوق خمسة آلاف امرأة، 42 منهن فقط أفلحن في الفرار، موضحة أنه يتعيّن على أجمل النساء تشويه أنفسهن وإخفاء محاسنهن حتى لا يتم اغتصابهن أو بيعهن عدة مرات.
وتكشف المنظمة غير الحكومية هيومان رايتس ووتش في تقرير صادر في تشرين الأول-أكتوبر الماضي وفي شريط فيديو (أنظر أدناه) عن زيادة مضطردة في العنف الممارس ضد النساء الأزيديات، وذلك بعد أن جمعت شهادات 16 امرأة نجحن في الفرار. وصرح مستشار المنظمة فريد أبراهامز قائلا: "سمعنا قصصا مهينة كالزواج القسري والاعتداءات الجنسية والسبي وتغيير الديانة".
أمّا الجهاديون فيبررون من جانبهم في عدد لمجلتهم Dabiq بيعهم النساء والأطفال الأزيديين كرقيق بذريعة "أعرافهم الغريبة"، فحسب تفسير خاطئ لديانتهم التي تجمع بين عناصر من الكتاب المقدس وأخرى من القرآن، يُعتقد بأنهم ربما يكونوا من "عبدة الشيطان".
إعداد: إليز سان جوليان
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست