أردوغان ، یریدها ، حربا، والکورد أهل لها
Sunday, 05/07/2015, 20:35
إن الحرب ، هذه المرة لم ولن تکون حرب نزهة ، أو حربا علی شاکلة الحروب الکلاسیکیة القدیمة
لا أعتقد ، إن کل من لدیه القلیل القلیل ، من القابلیة لفهم الامور والأحداث ، ویملك قدرا ، ولو بسیطا ، من قدرة الإستقراء والتخمین ، وإنه یسمع إلی أقوال أردوغان وتصریحاته الکثیرة ، وکذلك یری بام عینیه ، تصرفاته ، ووردود أفعاله ، وملامح وجهه ، إن لم یتکون لدیه ، نوعا من الشکوك والظنون ، بسلامة الحالة النفسیة والفکریة له، وقد یصل الأمر لدی البعض منهم ، إلی قناعة ، بأنه یمکنه القول ، من خلال الحکم علی مظاهره ، بأنه مصاب بخلل عقلی ، وهناك من یذهب إلی أبعد من هذا ، بأقوال قد تکون خلیطا بین الجد والهزل ، مثلما همس أحدهم فی مسامع جلیسه ، بقوله " یبدوا بأن الخلیفة لیس بکامل قواه العقلیة فی هذه الأیام ".
هذا هو أردوغان الظاهر للعامة من الناس ، أما الأردوغان المغلف والمزیف ، سواء بالدین أو العصرنة ، فهو فی الحقیقة ، شیئ خارج النطاق المألوف ، إلی حد اللامعقول ، فإنه یرید بأن یکون هو ، هو وحده ، بیده الامورکلها ، وأن یکون هو وحده الآمر والناهی فی البلد ، وأن یتدخل فی کل صغیرة وکبیرة ، وأن یکون هو حاضرا فی کل صورة وفی کل مشهد ، وإنه یرید أن یکون الرأی، رأیه، وأن یکون الحکم ، حکمه . وأن یقدس الناس أراؤه ، کما یقدس الآیات القرآنیة ، وإنه یتهم کل من یخرج من طوعه ، أو یعارض رأیه ، بتهمة الإرهاب .، تماشیا مع الإسلام الداعشی ، الذی یعتبر کل من یخرج عن إسلامهم فهو کافر . ومثلما الإسلام الداعشی ، یمنح الحق لنفسه ، بتوزیع شهادات الإیمان والکفر . کذالك یتصرف أردوغان ، وإنه یؤمن، بأنه هو وحده له الحق بأن ینعت بالإرهاب بمشیأته وحسب أهوائه ، علی کل من یرید .
هذا هو أردوغان ، وهذه هی القلیل القلیل من صفاته ، وهی بمثانة قطرة من بحر . وإن أردوغان بهذه العقلیة ، وبهذه الذهنیة والأفکار ، یقود ترکیا إلی مستقبل مظلم ، وإلی مصیر هو أسوأ من مصیر الدول الفاشلة ، کالعراق وسوریا ولیبیا والیمن.
وإذا دفع صدام حسین ، بتصرفاته اللاعقلانی بالعراق ، إلی حافة التفتت والتلاشی ، وإذا قاد القذافی بالعقلیة القبلیة لیبیا ، إلی سعیر الفرقة والتشتت ،. وإذا أدا حماقات بشار الأسد ، أن یسبب لسوریا بخسارات قدلا تعوض مطلقا . لا شك أن أردوغان بعقلیته الهمجیة ، وبعنجهیاته وعنتریاته ، یدفع بترکیا إلی هاویة الفناء والزوال ، وإلی محو ترکیا علی الخارطة ، ومسحها تما ما من الوجود ، وبالسعر الذی بنوها أجداده ، فی حینه.
إن ترکیا اسست فی حینه من لا شیئ ، اسست علی أرض الغیر ، علی أرض هی لیست بأرض الأتراك ، وبدماء معظمها دماء الغیر ، دماء غیر ترکیة ، وبدماء الأغبیاء من الأقوام الإسلامیة ، الذین اجتمعوا تحت رایة الإسلام المزیفة المسروقة ، بالخبث والخدیعة والمکر ، ومنذ قرون والأتراك یعیشون فی أسمی آیات البحبوحة والبذخ والترف ، یعیشون فی جنة لا تماثلها الجنة الموعودة لهم فی الآخرة ، وجعلوا من أبناء الأقوام والشعوب الذین هم الأصحاب الحقیقی للبلاد ، غرباء فی بلادهم ، ویعاملونهم معاملة العبید والرق فی عقر دارهم ، والکورد هم من أکثر الناس الذین دفعوا الکثیر الکثیر من الدماء والدموع لبناء ترکیا ، وهم من أکثر الناس الذین لحقت بهم الأضرار فی سبیلها ، ومع ذالك کان جزاؤهم هو إعتبارهم دخلاء ثقیلی الظل ، واعتبروهم أناسا بدائیین ، وسموهم بأتراك الجبال ، وتسمیة الکورد بهذا الإسم ، کان فی منتهی السفالة والخسة ، وفی منتهی الخبث والکره والجفاء . وکان الغرض لیمنحوا لأنفسهم المزید من الحق والسلطة ، لیعملوا بالکورد ما یشاۆون وما ینوون ، دون أن یکون لأحد الحق أن ینبث ببنت شفة ، علی اعتبار إنهم من بنی قومهم ، فهم أحرار بما یعملون بهم ، وکیف یتعاملون معهم .
إن معاملة الأتراك اللا إنسانیة للکورد ، وإچحافهم بحقهم ، و الغدر بهم لقرون وقرون ، کلها مخزون بصورة أبدیة ، فی الذاکرة الکوردیة ، ولا یمحی مهما طال الزمن ومرت الأیام . کما وإن محاولاتهم الفاشلة لصهر الکورد فی بوتقة القومیة الترکیة ، جریمة لا تغتفر ، إضافة إلی جرائمهم الاخری ، من مصادرة حقوقهم القومیة والإجتماعیة ، وسلب حریاتهم ، وتحویل کوردستان علیهم إلی جهنم لایطاق، بقوة الحدید والنار ، ومنعهم من إنشاء دولتهم علی أرضهم ، والتهدید بمحاربة إنشاء أیة دولة کوردیة حتی ولو کانت هذه الدولة فی أفریقیا . وأخیرا ، ولیس آخرا تهدید أردوغان فی هذه الأیام لروژاڤا بالحرب .
لاشك إن الکورد عندما تسد الحرب علیهم أبوابهم ، فلا بد لهم ، أن یتقبلوا بالنزال ، لا حبا بالحرب لکن دفعا للشر ، وردا للظلم . ویبدوا أن أردوغان ، کعادته ، قد أخطأ ، لاخطأ واحدا ، بل أخطاءا قاتلا فی الحساب مرة اخری .
واعتقد لقد آن الأوان للکورد ، لیفتحوا دفاتر الحسابات ، القدیم منها والجدید ، والطلب من الأتراك بتسدید الفاتورات المستحقة الدفع والمؤجلة . ونحیط خلیفة الدواعش علما ، بأن الحرب هذه المرة لم ولن تکون حرب نزهة ، أو حربا علی شاکلة الحروب الکلاسیکیة القدیمة ، حرب الکر والفر ، فی المناطق النائیة ، حیث معظم الأتراك لم یکن لهم العلم بها ، وکانوا ینامون ملئ الجفون ، فالحرب هذه المرة تکون حرب الخنادق ، من أسطنبول ، إلی أنقرة ، وفی کل مدن الشواطئ، وحرب الشوارع ، وحرب البیت لبیت . فإنها تکون حربا بمعنی حرب ، حربا لم یسمع بها أردوغان قط ، ولم تدخل فی فکره یوما أبدا ، فلن تکون حربا تدور رحاها علی أرض کوردستان ، وتحرق بنیرانها الکورد ، وتدمر بلادهم فقط ، کما کان دوما ، فی الحروب السابقة التی کانوا یخوضونها أعداء الکورد فیما بینهم بسبب أو بلا سبب ، لکی یدمروا کوردستان ، ولکی یقضوا علی أکبر عدد ممکن من الکورد. فلهیب الحرب هذه المرة ، تندلع فی أقصی الشمال إلی أقصی الغرب ، وتدخل کل بیت فی ترکیا . أما رأیتم بام أعینیكم حرب الکورد فی کوبانی . إننی أقول هذا ، لا جهل ، أو جزافا ، أو بدون دلیل أو برهان ، لکن الذی أعرف إن فی أعماق کل فرد من الکورد ، من القهر والإحساس بالظلم ، یکفی لیواجه الموت بفرح ، ولکی یتشبث بالخندق ، وأن لا یتحرك منه حتی لو تحرکت الأرض من تحت أقدامه . لذا حری بکل طرف أن یفکر جلیا ، وألف مرة ومرة ، فی الأمر وبعواقبها ، قبل الإقدام علی توریط الناس فی اتون حرب ضروس ، حرب تحرق الأخضر قبل الیابس .
وأعرف ما أعرف ، لقد آن الأوان للقصاص ، لا للإنتقام حسب عرفکم وعاداتکم ، النابعة من أعماقکم ومن تربیتکم . وأعرف ما أعرف لقد آن الأوان لتلقینکم دروسا فی الإنسانیة ، وسیظل الکورد یحاولون معکم لیجعلوا منکم إنسانا یعرف معنی الإنسان والإنسانیة ، یا أعداء الإنسانیة ، وویمنحوکم دروسا فی النبل والشهامة ، ودروسا فی الشجاعة والإقدام . حتی تمحی فیکم الأفکار البالیة والعادات الهمجیة . وحتی تستحوا من أنفسکم ، ومن الغرور والتکابر ومن التباهی والتفاخر الفارغ ، النابعة عن الجهل والبدائیة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست