متى ينتهي شغف الكتابة؟
Wednesday, 24/06/2015, 22:12
لا يمكن ان تكتب ولو خاطرة واحدة دون تفكير و حب لما تؤمن و تكتب فما بالك بكتابة موضوع هام و معقد و يَراد منه موقف و توضيح و بيان راي و الهدف العام منه اولا و اخيرا هو ادراك الحقيقة و التاكيد على الانسانية في التعامل مع الحياة سواء كان بتوجه يساري او يميني و بانطلاق عن طريق مسار ثقافي او سياسي او اجتماعي و الهدف انارة طريق الانسان .
اطلعت على كتابات كثيرة و قرات بشغف لكثيرين و تمعنت بدقة لمحتوى و هدف و امكانية مجموعة معقولة من الكتاب من العرب و الكورد، فلم اجد الا من شغف في حياته بولع القراءة قبل ان يكتب ولو سطرا واحدا لما يعتقد بانه يستحق النشر (لا اتكلم عن الدخلاء على الكتابة لاهداف و مصالح معينة) . تغير مسار الكتابة كثيرا و تلمحت الادب التي كانت زاهية و اصبحت بالوان باهتة مقارنة بما كان موجودا في عصره الذهبي. لماذا التراجع عن الكتابة بدل تطورها في كافة المجالات على العكس من مسار الطبيعة التي هي في تطور دائم .
سالت الكثير من الكتاب و الشعراء و الادباء المعتبرين و لم اجد جوابا وافيا بقدر ما فكرت انا في داخلي و بتجربتي الشخصية عن الموضوع و تيقنت بان عدم التمسك بما تؤمن بشغف العمل من اجل اداءه باي شيء سوف تتوجه نحو الضفاف و من ثم تصل الى حالة الملل و تبتعد بسلاسة عن صلب الهدف و العمل ايضا .
من تجربتي الخاصة و نظرتي للحياة مهما تعثرت من اجلها، لم اؤمن بشيء مفيد الا و اردت ان اعرضه على الجميع مهما كانت ردود الافعال التي تلقيتها طوال اكثر من خمسة و ثلاثين عاما من النشاط الادبي خلال الظروف الصعبة التي مررت بها خاصة اثناء مرحلة النضال العسير و منها عشر سنوات منهافي ظل الدكتاتورية و بشكل سري، و تلقيت اجوبة لما كنت اود الاستجابة له من عملي و منها بشكل ايجابي و اخرى سلبي و استفدت من الاثنتين معا . تغير واقع الثقافة في العراق و كوردستان التي اعيش و تاثرت الحال كما في المناطق الاخرى في العالم بالامور العامة الاخرى و متغيرات العصر الا ان الطفرة التي حدثت في الاتجاه السلبي للكتابة لا اعتقد انها حصلت في اي بقعة في العالم نتيجة تدخل السياسة بشكل مباشر و مضر في شؤون الثقافة في هاتين المنطقتين، لذا تاثر الادب و المعرفة و منها الكتابة السياسية قبل اي شيء اخر بالظروف السياسية المتدهورة و اثرت الدخلاء على صلب الثقافة العراقية و منها الكوردية بشكل خاص. لم تمر سنة و تلتقي بكاتب لم يعرف حتى عنوان و ليس فحوى ابسط الكتب و بُرز من قبل هذا الحزب او ذلك المسؤل و يكتب انشاءا و يدعمه دون ان يقول احد ما هذا، و لم يسال المثقف الحقيقي عن ما يحدث لرهبة الحادث و افراز ماهو الاسوا في حال التدخل، اصبحت الكتاب كما الوسائل و القنوات الاعلامية بوقا للحزب و المسؤل سرا و علنا و اصبحوا ظلا لما يهدفاه في عملهما و مصالحهما الخاصة . و لم يبق للشغف بالعمل اي اثر نتيجة بروز كتاب و شعراء و ادباء تحت الطلب و هم لا يمتون بالادب و المعرفة بشيء، و لا يمكن وصفهم بغير لقطاء الثقافة و الادب و في مقدمتهم الكتابة و في الصدارة الكتابات السياسية .
و في المقابل هناك من يشرف على الوسائل الاعلامية من الورقية و الالكترونية من جميع الاتجاهات اليسارية و الوسطية وا ليمينية و الذي ليس له صلة بالعمل من قريب اوبعيد و هو من يقيٌم و يصنٌف كتابة اي كاتب و يقدمه او يمنعه عن القاريء او يجهضه اوفي اضعف الايمان ينشره في موقع ميت دون ان يفقه النص، و اعتلى على هذا الموقع المسؤل المهم في حياة الناس بقدرة قادر او من نتاج الاحزاب الموجودة او دُعم و دفع عنوة الى هذا العالم من قبل احد المتفلقين اصلا الى عالم السياسة و الادب دون سابق معرفة . فهل يمكن ان يبقى شغف للكتابة في واقع كهذا ايها المعني؟
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست