صناعة الموت في العراق والمنطقة يقودها الشواذ
Wednesday, 08/05/2013, 12:00
عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/ كاليفورنيا
لقد بلغت القباحة والشناعة أقصاها عندما قام الإرهابيون بفعل يستهجنه العقل السوي والفطرة السليمة تمثل في نبش القبور والعبث بمراقد الأولياء بل وسرقة جثامينهم الى أماكن مجهولة!! ، حيث (حِجر الخير) حجر بن عدي الكندي (رض)، الأمير الزاهد، الفقير العابد والجندي القائد.. فليس بمقدور أحد من المسلمين أن يجرؤ على هذا الفعل الشنيع لو لم يكن تلميذا يستقي أفكاره ويتلقى فتاواه من علماء الفساد والإفساد من صنف العريفي والعرعور والقرضاوي والدمشقية وغيرهم من الموبوئين.
أن الرغبة العميقة لإهلاك الحرث والنسل قد تعاظمت في نفوس الأشرار وبشكل لم يسبق له مثيل، فقد تجرّد هذا الصنف من بني البشر الذي يعد بشكل أو بآخر سيد الموقف اليوم، تنصّل وتجرّد عن كل مايمت الى الإنسان والإنسانية بصلة، ومما يؤسف له غياب صوت المنظمات الانسانية ومنظمة اليونسكو عن الإساءة التي تعرّض لها التراث الإنساني على يد الإرهابيين في سورية.
كما ان بعض من يطلقون على أنفسهم بـ(العلماء و المشايخ) أخذوا على عاتقهم تفصيل الفتاوى العنصرية والطائفية وتصميم التخريجات الشرعية وفقا لمقاسات المخططات والأفعال الإرهابية، وقد إحتل هذا النوع من العلماء موقع الصدارة في وسائل الإعلام والمجالس الخاصة لأصحاب الجلالة والسمو، الى الدرجة التي بات متعذرا على علماء الوسطية والإعتدال ممارسة أدوارهم التربوية والتنويرية في المجتمع بعد أن أصبحوا في فوهة المدفع عرضة للقتل والإغتيال نتيجة فتاوى هي الأخرى صادرة عن علماء الذهب الأسود وعبدة البترودولار، وكالذي حصل مع المفكر الاسلامي والعالم الجليل محمد سعيد رمضان البوطي (رحمه الله).
أن ماتطرقنا له يعد خطرا عظيما ألا أن الأخطر منه هو اليأس من عملية الإصلاح الفكري والإستسلام لهذا الواقع المر الذي أسهمت التراكمات التاريخية في ايجاده ونشّطت قوى الضلال في العالم وجوده.. فلابد من بقاء جذوة الأمل متقدة في نفوس الخيريين ليتمكنوا من غرس فسائل الخير في النفوس الخربة التي أسهمت الظروف والعوامل أعلاه في إفسادها، ولابد أن يسبق الغرس، إصلاح وتهيئة الأرضية المناسبة للنمو.. لاشك أن ذلك يتطلب مواقف جادة مناهضة لفتاوى القتل والدمار التي يصدرها علماء التكفير. من جانب آخر أن لمؤسسات المجتمع المدني والمراكز الإعلامية والتربوية الدور الأكبر في الإسهام ببلورة رأي عام شعبي ينبذ الفكر التكفيري ويسعى الى تحصين ساحة الطفولة والشباب من هذه الأفكار الشاذة والسلوكيات المنحرفة لأمراء الحرب وشيوخ الفكر التكفيري.
أن من ينظر الى ماجاء في الفيديو المرفق في أدناه، ورغم ماتخلله من مشاهد هي أقرب للكوميديا ألا أن المشاهد يدرك بوضوح مستوى الإنحطاط الفكري والإخلاقي الذي وصل اليه علماء التكفير وقادة حملات التجهيل والتضليل التي تستهدف فئات عمرية بعينها (الطفولة والشباب) للزج بها في مستنقع الإنحراف الإخلاقي كمرحلة أولى تسبق التأهيل التام لإصدار الفتاوى التكفيرية فيما بعد، رغم عدم صلاحيتهم لذلك كونهم فاسدين مقدما وكما أشرنا في مقال سابق بعنوان (فساد العـَالـِم، فســَادَ العَالــَم.. القرضاوي إنموذجاً).. وليس القصد هنا الإنتقاص من أحد بعينه أو شخصنة الموضوع مثلما تقتضي المسؤولية الاخلاقية الإسهام في تشخيص الأسباب الكامنة خلف العلل التي تسببت في خلق التطرف والإرهاب المدعوم من قوى شيطانية تسعى حثيثا لغرسه وإلصاقه بشخصية الفرد المسلم وجعله جزءاً أساسيا منها، فلا بد من الجهود الوطنية والإسلامية توحيد الصف لتكون يدا واحدة بوجه خوارج العصر وإيقاف السلوكيات المنحرفة الهادفة الى فصل الجذور وشيطنة المبادئ والقيم.
فيديو صُنّاع الموت في العراق والمنطقة
http://www.youtube.com/watch?v=CPN--LM4Bh8
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست