کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


العصا الأمريكية تعطل عجلة التغيير التي تنشدها الشعوب المظلومة

Tuesday, 08/02/2011, 12:00


وداد فاخر

وداد فاخر *

خلت معظم الكتابات المنشورة وخاصة في عصر النشر عن طريق الإسفاف الالكتروني من الدراسات والتحليلات السياسية لعمليات التغيير المنشودة من قبل الشعوب المظلومة وبرزت أكثر الكتابات وكأنها هتافات سياسية وشعارات تحمل تحيات وأمنيات وتشجيع ، وكأننا نهنئ عروس في يوم دخلتها ، وليس حدث تاريخي يستوجب الوقوف عنده وتحليل مستجدا ته وما يأتي به المستقبل القريب أو البعيد .
ودخول عملية التغيير المصرية عند منعطف ملتوي اثر التدخلات الأجنبية الممثلة بأمريكا وحليفاتها من دول المنطقة السائرين في الفلك الأمريكي وعلى رأسهم زعيمة دول المنطقة رجعيا أو ما تسمى بـ ( السعودية ) ، ومجموعة دول علبة الكبريت الخليجية يضعنا في اخطر مرحلة من مراحل التغيير الإجباري لطغاة العرب الذين جاؤوا بعد انحسار الفترة الاستعمارية للشعوب العربية والتصقوا عن طريق الانقلابات العسكرية بكراسي الحكم فيها .
وما تقوم به الاداره الأمريكية من ترتيبات خاصة بها وبحليفتها ألرئيسيه في المنطقة إسرائيل من تدخلات وترتيبات تدخل في إطار التحضير المبرمج لحكومة مصرية موالية لا تخل بأي من شروط واتفاقات الشراكة الحقيقية التي لا زالت جارية بينها وبين مصر وإسرائيل على كافة الصعد والمجالات السياسية والعسكرية يدعونا للخوف من التحضير لصنم أو أصنام أخرى سوف توضع للعبادة من جديد على الساحة العربية .
وإذا نظرنا للأمر بعين المراقب للحدث نرى إن القلق الأمريكي هو قلق مشروع بالنسبة لها شخصيا كون المصالح الأمريكية المرتبطة بوجود النظام الدكتاتوري المصري مصالح عريقة وعميقة تتمثل في مساعدات مالية ضخمة للقوات المسلحة المصرية تصل لمليار ونصف دولار ، مع وجود مصانع للسلاح لامريكا في مصر واهمها تصنيع الدبابات الأمريكية وبعض الأسلحة في مصر ، ووجود الممر المائي المهم الذي تفكر أمريكا جديا بان لا يقع مستقبلا بيد غير امينه وفق المنظور الأمريكي للحدث فبجرة قلم يمكن ان يعاد سيناريو حرب 1965 بعد تأميم قناة السويس .
وتقع أمور عديدة أخرى ضمن الخوف الأمريكي ( المشروع ) تجاه ما يحدث في مصر ومن ضمن تلك الأمور المهمة والخطيرة جدا المعاهدة المصرية الاسرائيلية التي تضعها الإدارة الأمريكية ضمن اولوياتها ، حيث تضع أمريكا امن إسرائيل وتنفيذ تعهدات مصر وفق ما جاء في معاهدة السلام أو (معاهدة كامب ديفيد ) ، والاتفاقات التجارية ومنها تجهيز إسرائيل بالغاز المصري وفق أجندات المنطقة ، لذلك يقع الهم الأمريكي في تسييس عملية التغيير وفق المزاج والرغبة الأمريكية يغية الوصول للهدف الأمريكي الذي تدور في ذهنه عدة تساؤلات تتجمع مرة واحدة وتخرج متسائلة تتقدمها أداة استفهام كبيرة تقول " من ؟ " ، وتأتي أداة الاستفهام الكبيرة ضمن تخوف أمريكي وإسرائيلي واضح يمثله وجود مصر على حافات دول وبحار فإسرائيل من جانب والسعودية من جانب آخر وتقع فيما بينهما السلطة الفلسطينية والخوف من حماس غزة وتحالف حزب الله مع دمشق وحماس الذي يقف خلفه العملاق الإسلامي النهم إيران .
فالتساؤلات الأمريكية تدور وهي تقول من سيمسك بسدة الحكم بعد هذا الطوفان ، ومن سيحاسب من وكيف يتم ترك كل هذه الأمور الخطيرة بيد من سيكون الحاكم الفعلي لمصر ؟.
فقد فوجئ رجل الشارع المصري البسيط بتزاوج المال والسلطة والإعلام ، لذا ردد ( وجع ساعة ولا وجع كل ساعة ) ، وبذلك لم يولي أي اهتمام لتحركات ولعب السلطة التي ابتدأت بالرغبة الأمريكية بتنصيب اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ورجل المهمات الصعبة في الرحلات المكوكية بين كل من مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل نائبا للرئيس المخلوع شعبيا ، انتهاء بقرارات الحكومة الجديدة القاضية برفع المرتبات والأجور والمعاشات التي لن تغفر للنظام وسدتنه تهريبهم مليارات الدولارات للخارج وترك الشعب المصري يتضور جوعا . مع ما قام به من يسمى بمفتي السعودية الذي حاول تعزيز موقف السلطة الدكتاتورية العربية عموما وليس المصرية فقط عندما لم يستطع رفع صوته وسط صراخ الجياع العرب وهو يتهمهم بالعمالة للأجنبي ، بينما يعيش ومن معه من سدنة آل سعود في رخاء وبحبوبة لا حدود لها .
إذن هل تسمح أمريكا بسقوط النظام الدكتاتوري المصري بهذه الطريقة الدراماتيكية السريعة والمخيفة له ولحلفائه الحقيقيين الذين ارتعبوا من صرخة ابن الشارع المصري وهو يصيح بوجه الطاغية ( ارحل ) ؟ . أكيد إن أمريكا لها أجنداتها وخطواتها الخاصة بها بغية التحضير لما بعد مبارك لكي لا تقع السلطة بيد أيد غير أمينة كما تفكر هي تماما .
وإذا لاحظنا ما جرى في مصر نراه يتمائل في الشبه تماما مع ما حدث في العام 1991 مع نظام صدام حسين في ثورة الشعب العراقي ضد حكمه الدكتاتوري عندما سمحت أمريكا له باستخدام كل الأسلحة المتوفرة بين يديه لكي يقمع انتفاضة الشعب العراقي الشعبانية وليس ببعيد عند البحث في بعض مجريات عمليات التصدي للانتفاضة الشعبية المصرية عن بصمات مخابرات وامن وضباط الحرس الجمهوري المتجمعين في مصر وامكانية دورهم الإجرامي فيما جرى من إجراءات قمعية تفوق الوصف .
من كل هذا نستطيع القول إن مبارك وسدنة حكمة لا قرار شخصي لهم بتاتا في هذه المرحلة التي تمسك أمريكا فيها بكل خيوط اللعبى الرسمية في التمسك بالحكم ، كي تستجمع قواها وتطبخ وعلى نار هادئة خلطة سلطة مصرية جديدة تراها حسب تصورها هي الخلطة الوحيدة لعلاج الداء المصري .


آخر المطاف : أحاول أن أتذكر صبيحة اليوم المشؤوم يوم وصل القطار الأمريكي لعاصمة الخلافة العباسية بغداد حاملا داخله سقط المتاع من السفلة والمنحطين خلقيا وأخلاقيا اراذل البعث الذين نزوا على حكومة ثورة 14 تموز وأسقطوها بأموال الكويت والسعودية وفتاوى المرجعية الشيعية المعاضدة بتأييد رجال الدين السنة ، ورشاشات سئ الذكر جمال عبد الناصر . وفي هذه الذكرى المشؤومة أود أن اذكر البعض ممن يريد ( تثوير ) الجماهير في الوقت الخطأ والزمان الخطأ والمكان الخطأ والطريقة الخطأ لان بغداد ليست تونس أو القاهرة وعلاج الأمر لا ينبعث بهذه الطريقة فهناك أخطاء وتجاوزات وغبن شمل معظم السياسيين والمثقفين والأكاديميين لكن في الحالة العراقية هناك خوف مشروع فمخالب ازلام البعث ورجال القاعدة ممتدة نحو رقبة العراقيين فحذار من معالجة الخطأ فخطأ اقدح منه وعلى حكومة المالكي الإسراع بتقليم أظافر كل اللصوص والسراق للمال العام ووضع الأمر في نصابه وتصحيح المسيرة التي تسير وفق أجندة حزبية اسلاموية ضيقة . وإعادة شاملة لانتخابات المجالس المحلية التي أفرزت النطيحة والمتردية ، وأن يتم اعادة التفكير بتشكيل وزارة تكنوقراط من غير الحزبيين والطائفيين . وأقول وبكل شجاعة لمن يريد الآن فقط ( تثوير ) الشارع العراقي أين كنتم يوم ثار الشعب العراقي على سلطة الدكتاتور صدام حسين ؟؟ .


* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
[email protected]

 


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە