ردنا على المدعو إياد محمود حسين 2-15
Monday, 02/07/2012, 12:00
يزعم الكاتب، المدعو إياد محمود حسين:"وظل الاسم الآشوري يطلق على شعب مابين النهرين بعد السقوط السياسي للإمبراطورية الآشورية ابتداء من الاحتلال الاشكوزى أيام سقوط عاصمة نينوى عام (612) قبل الميلاد".
توضيح يا أستاذ، إن سقوط و فناء الدولة الآشورية واستئصالها من الوجود تمت على أيدي الكورد الميديين و البابليين سنة (612) قبل الميلاد، ليس للأشكوزيين "السكيث" أية علاقة بالموضوع. وخلاف ما تزعم، يقول الدكتور (جمال رشيد أحمد) المختص بالتاريخ القديم: " أن السكيث كانوا متعاونين مع آشور بالضد من الميديين". إن السكيث بنو في شرق كوردستان مدينة (سقز) والمدينة موجودة إلى اليوم بهذا الاسم. وجاء ذكرهم في التوراة أيضاً، باسم أشكناز، و يقول قاموس الكتاب المقدس: ورد في بعض النقوش الآشورية ذكر شعب له اسم يشبه هذا الاسم و يقطن أرمينيا. و كان اليهود في القرون الوسطى يعتقدون أن أشكناز هي ألمانيا ولذا كانوا يدعون يهود شرقي أوروبا أشكناز.
ويزعم الكاتب المدعو إياد محمود حسين: " إن المؤرخ هيرودوتس الذي ولد عام 490 قبل الميلاد في بلاد الإغريق، أي بعد 122 سنة عن سقوط نينوى، وعاش في أشور أبان الاحتلال الفارسي، يذكر مشاركة الاشوريين ككتائب في جيش الفرس. وفي عهد الاسكندر الإغريقي وبالتحديد عام 325 قبل الميلاد رحب الاشوريين به واعتبروه المنقذ من بطش الفرس. واستمر الاشوريين في ممارسة العبادة الآشورية قبل مجيء المسيح، حيث استمر الآشوريون في هذه المناطق على ديانتهم القديمة. ويذكر البروفيسور سيمو باربولا بأن هذه العبادة استمرت حتى القرن العاشر الميلادي في مدينة (حران) والهة الاشوريين كانت (سين، نيغال، نابو، تموز) أما مرحلة بداية المسيحية فقد تقبل الشعب الآشوري الدين الجديد بكل سهولة كونه لم يختلف كثيرا مع دينهم القديم. فقبل مجيء المسيح نشر الاشوريين فكرة الإله الأوحد في مرتبته، وامنوا به بأسم أشور في نينوى و مردوخ في بابل، كما امنوا بموته وقيامته بعد ثلاثة أيام والآشوريون الذين دخلوا في الديانة النصرانية لم يدخلوا الصور والتماثيل في طقوسهم اليومية، وممارساتهم العبادية، بعكس الكنائس الأخرى التي كانت شعوبها تتعبد للأصنام والتماثيل، وتستعمل المدلولات المادية كوسيلة تواصل بينها وبين الآلهة، ولغاية ألان ليس هناك أي صنم تم اكتشافه في بلاد أشور. وانتشرت الأديرة في كافة مناطق الاشوريين في شمال العراق وبسرعة، وخصوصا في مناطق بيت كرماي (كركوك) وحدياب )اربيل) ونوهدرا (دهوك) وبيت سلاخ (شقلاوه) عاش الاشوريين في موطنهم الاصلى في شمال العراق، ثم اعتنقوا المسيحية أيام الاحتلال الساسانى في القرن الأول والثاني بعد الميلاد. وانتشرت الكنيسة الشرقية الآشورية بشكل كبير، ووصلت إلى الأناضول وسوريا، ويقول ادولف دافريل في القرون الوسطى إن عدد النصارى والآشوريين حينذاك كان مائة مليون نسمة. وقال بعض المؤرخين إن عددهم مع اليعقوبيين فاق عدد اليونان واللاتين. وبعد خضوع العراق للفتوحات الإسلامية دخل الكثيرون منهم في الإسلام فصاروا عربا أو كردا أو تركا، وانحسر وطنهم إلى الشمال من خط كركوك نينوى و الحسكة. وعاشوا في جبال ووديان أورميا وحكارى وشمال العراق ومنطقة جزيرة ابن عمر وجبال طوروس التركية حاليا".
ردي: في الحقيقة، في هذه الجزئية، كما في الأجزاء الأخرى من (مقاله)، سطر الكاتب مجموعة مغالطات تاريخية لا تُخفى على أحد، حتى أنها لا تستحق القراءة، ناهيك عن الرد، لكن، بما أنه خصني بالمقال، وأرسله إلى الأستاذ (هشام عقراوي) المشرف على صوت كوردستان، لإيصاله لي، و قام بما كلفه به، المدعو إياد محمود حسين بأمانة الصحفي النزيه لمهنته، حيث أبلغني رسالته التي يتحداني فيها، ما كنت أجهد نفسي بالرد على مقاله، لأن، التطرق إلى التاريخ لا يكون بهذا الأسلوب الركيك، حيث يزعم الكاتب، أن فلان قال كذا و كذا، أين اسم المصدر و رقم الصفحة، واسم دار النشر، وسنة الطبع؟. ألم يطلع الكاتب على مقالاتنا و ردودنا على الذين يشككون زوراً و بهتاناً بتاريخنا الكوردي العريق؟. الذين يحاولون كما المدعو إياد، تشويه تاريخنا بالتلفيقات والإدعاءات الباطلة المزيفة، بينما نحن نلتزم بالأمانة العلمية فيما نكتب، حيث أن جميع ردودنا عليهم نستنبط موادها من أمهات الكتب التاريخية المعتبرة و المعتمدة، التي هي موضع قبول و تقدير أهل الاختصاص. يزعم الكاتب أن هيرودوتس ولد عام (490) قبل الميلاد و الصحيح عام (484) ق.م. و توفى عام (425) ق.م. لكن لا مشكلة نتجاوزه، ثم يزعم، أنه "ولد 122 سنة بعد سقوط نينوى، وعاش في أشور إبان الاحتلال الفارسي". في الحقيقة لا أعرف، كيف ولد 122 سنة بعد سقوط نينوى التي كانت عاصمة آشور، و كان في آشور إبان سقوطها؟؟؟. ثم أن الدولة الفارسية الأولى في التاريخ تأسست سنة (559) قبل الميلاد، من قبل كورش الهخامنشي الفارسي، حيث كانت قبل هذا التاريخ دويلة صغيرة تابعة للإمبراطورية الميدية. إلا يعلم الأستاذ أن الإمبراطورية الآشورية قضي عليها سنة (612 ق.م) أي قبل تأسيس الدولة الفارسية ب (53) سنة. ثم لم تذكر لنا كتب التاريخ أن الفرس قضوا على الدولة الآشورية، بل تقول الكتب أن الميديين هم الذين قضوا عليها. أدناه صورة لقبر كورش في (پاسارگاد)
يزعم الكاتب أيضاً: "واستمر إطلاق اسم بلاد أشور على الارض الواقعة بين بلاد فارس شرقا والى البحر المتوسط غربا، لان الارض كلها كانت آشورية والساكنون فيها آشوريين، ولغتهم آشورية"
لكي أبين زيف ادعاءات الكاتب، وضعت أمامي خارطة توسع الدولة الآشورية، بين الرقعة التي حددها، شرقاً بلاد فارس و غرباً بحر الأبيض المتوسط، التي كانت تشمل عدة شعوب، غير سامية، مثل الأرمن و الحثيين و الميديين و الميتانيين الكورد الخ. دعنا نرى ماذا يقول أحد أعظم علماء التاريخ في العصر الحديث عن هذا الموضوع، و هو العلامة الدكتور (ويل ديورانت) (Wil Durant) في كتابه الشهير (قصة الحضارة) جزء الأول صفحة (469) يقول عن سكان آشور: كان ثلاثمائة ألف يسكنون في نينوى أيام مجدها في عهد آشور بانيبال،و كانوا خليطاً من الساميين الذين وفدوا إليها من بلاد الجنوب المتحضر مثل (بابل و أكاد) و من قبائل غير سامية جاءت من الغرب و لعلهم من الحيثيين أو من القبائل تمت بصلة إلى قبائل ميتاني، و من الكورد، و يضيف أن الآشوريين هم خليط من الشعوب و ليسوا شعباً واحداً على الإطلاق، فيهم كل الأجناس الذين سكنوا قديماً بلاد ما بين النهرين تقريباً. وعالم آخر اسمه جيمس هنري بريستد (James Henry Breasted) (1865- 1935) يوافق رأي ويل ديورانت عالم آثار و مؤرخ، يقول في كتابه انتصار الحضارة عن الآشوريين: "لا نعرف من أين جاؤوا ولا نعرف إن كانوا من الجنس السامي أم من جنس آخر، ولكننا نعرف أنهم كانوا يتكلمون فيما بينهم لغة سامية قريبة من اللغة التي كان يتكلم بها أهل أكاد"
ثم يسترسل الكاتب المدعو إياد قائلاً: "وبعد سقوط دولة أشور واحتلال كورش ملك الفرس الدولة البابلية، رجع السكان الاشوريين إلى مدينة أشور". يحاول الكاتب، يربط نهاية آشور بفتح بابل على يد الملك كورش الهخامنشي، بينما الفارق الزمني بينهما ثلاث وسبعون سنة، حيث كان فناء آشور في (612)ق.م. و فتح بابل في (539) ق.م. و كورش قام بإعادة اليهود إلى أورشليم، ولم يأتي ذكراً في كتب التاريخ المعتبرة عن وجود (الآشوريين) في بابل حتى يعيدهم إلى آشور. لم تذكر المصادر الفارسية شيئاً عن وجود (آشوريين) في بابل، هذا هو العلامة (علي أكبر دهخدا) الذي يذكر بالتفصيل فتح بابل من قبل كورش، في المجلد الثاني عشر، في موسوعته (Encyclopedia) في صفحة (18698- 18699) لم يذكر أناساً بهذا الاسم في بابل. إن وجد عندك مصدر محايد، ثقة، يشير إلى الآشوريين في بابل بالاسم و يذكر عودتهم إلى آشور أرجو أن لا تبخل به علينا، أنشره لكي نطلع عليه، لا أن تدعي فقط، دون إبراز وثيقة مقبولة تسند زعمك. يا أستاذ، أن كورش أعاد أناس إلى أماكنهم في آشور و شوش (سوسة) و مناطق أخرى و هؤلاء كما ذكرنا لم يكونوا آشوريين بل من قبائل المنطقة التي لها صلة بالميتانيين و الحوريين الخ. إما بالنسبة إلى ذكر مدينة آشور فهي تسمية جغرافية لمدينة من بقايا الآشوريين، كما بقايا تسميات المدن اليونانية و الروماني في سوريا و غيرها من البلدان مثال طرابلس، طرطوس، إنطاكيا، قسطنطينية،الخ الخ.
في جانب آخر يزعم الكاتب " أن المستشرق الفرنسي ماسبيرو قال:" أن الاشوريين المشردين والذين حررهم كورش بعد سقوط بابل عادوا إلى مدينة أشور، وأعادوا بناءها " سبق وأن قلنا، لم يأتي ذكراً للآشوريين في بابل إبان فتحها على يد كورش في المصادر الفارسية. إما أنت تستشهد ب(ماسبيرو) الفرنسي، من أصل إيطالي، وتنسب له كلاماً، حسب علمي لم يقله، أن كان هو قائل هذا الكلام، اذكر لنا المصدر. ثم أن ماسبيرو مختص بالآثار المصرية، درس علم المصريات في الجامعات الفرنسية، و عاش فترة طويلة من حياته في مصر، وكان مديراً للمتحف المصري، و مديراً للآثار المصرية، وأسس المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، وهو مكتشف أهرامات السقارة. حتى أن المصريين تثمينا لمجهوداته التي قضاها في خدمة مصر، سموا المنطقة التي تقع فيها مبنى الإذاعة و التلفزيون المصري، باسمه (ماسبيرو) لا بد أنك سمعت بهذا الاسم في الفترة الإضرابات و الإعتصامات التي عمت مصر. في جانب آخر من الجزئية أعلاه يزعم الكاتب: "ثم اعتنقوا المسيحية أيام الاحتلال الساسانى في القرن الأول والثاني بعد الميلاد" يا أستاذ، أن الحكم الساساني تأسس سنة (226)م على يد أردشير الأول وانتهت سنة (651)م على يد الأعراب وكان ملك الساسانيين حينها يدعى (يزد جرد الثالث). أي أن الدولة الساسانية تأسست في القرن الثالث الميلادي، و قضي عليها في القرن السابع الميلادي، فكيف اعتنقوا المسيحية في القرن الأول الميلادي في زمن الاحتلال الساساني، والدولة الساسانية لم تؤسس بعد؟.
أيضاً في الجزئية أعلاه ينقل كلاماً عن شخص يدعى ادولف دافريل يقول أنه قال: "في القرون الوسطى إن عدد النصارى والآشوريين حينذاك كان مائة مليون نسمة. وقال بعض المؤرخين إن عددهم مع اليعقوبيين فاق عدد اليونان واللاتين".
بحثت عن اسم (اولف دافريل) لم اعثر على شخص بهذا الاسم في الموسوعة،لكن دعنا نصدقك كان "عدد النصارى والآشوريين حينذاك كان مائة مليون نسمة" لا أعلم كيف بشعب مائة مليون و يمحى من الوجود؟ حتى لو نسلم بادعاءاتك حيث تقول أنكم آشوريون طيب كم نفوسكم الآن مليون اثنين ثلاثة عشرة، كيف شعب في العصور الغابرة مائة مليون الآن بهذه النسبة الضئيلة؟، الشعوب تكثر أم تقل؟. في سياق ذات الفقرة، زعم الكاتب أن الآشوريين لم يعبدوا الأصنام.بهذا الصدد ذكر (مجدي كامل) في كتابه (أشهر الأساطير في التاريخ) "عدداً من الآلهة، منها، اسم الإله آشور كصاحب أعلى المراكز. وذكر الإله سن، وهو إله القمر عند الآشوريين. وجاء في الكتاب المذكور ذكر الآلهة عشتار التي تعرف عند الآشوريين بآلهة الزهرة" و في أيامنا هذه افتتحت الطائفة النسطورية قناة فضائية سموها "قناة عشتار" فقط لكني ينسبوا أنفسهم للآشوريين، لا يهمهم أنهم خرجوا من الدين التوحيدي المسيحي، واتخذوا اسم آلهة لقناتهم، كل هذا من أجل يقولوا أنهم آشوريون، إما خروجهم من دينهم فلا يعيروا له أية أهمية، بل حتى في بيوتهم بدل أن يعلقوا صورة السيد المسيح، يعلقوا صورة لرأس الثور الآشوري، من أجل أن يقولوا أننا آشوريون. زعم الكاتب المدعو إياد، أن الآشوريين لم تكن لهم أصنام آلهة تعبد، أدناه تمثال للآلهة عشتار موجودة في المتحف البريطاني و التي كانت تعبد من قبل البابليين والآشوريين.
في جانب آخر من مقاله يتحفنا الأستاذ المدعو إياد زاعماً: "ومن خلال دراسة مخططات وبروتوكولات حكماء الأكراد السرية، والتي هي شبيه بمخططات وبروتوكولات حكماء بنى إسرائيل،
ردي: حسبما تزعم، أنك قرأت تلك البروتوكولات، لأنك تقارنها مع بروتوكولات حكماء بني إسرائيل، لأن المقارنة بين شيئين لا تصح، بدون الإطلاع عليهما، ثم تقول أنها سرية، كيف سرية وأنت اطلعت عليها؟، فيا حبذا لو تنشر لنا وثيقة واحدة من هذه البروتوكولات الكوردية، نحن ننتظر منك الجواب بإلحاح ولن نتجاوزه، يا صاحب الاسم... يا أستاذ،الذين لهم بروتوكولات سرية مع أمريكا و ربيبتها إسرائيل، هم البعثيون الذين قالوا علنا "إننا جئنا بقطار أمريكي إلى الحكم" فيا أستاذ لا تقل كلام شروي غروي، مثل صاحبكم النسطوري ياقو بلو، الذي قال في مقال كتبه كرد على إحدى مقالاتي، وهو يستهين بالوجود الكوردي في كوردستان قائلاً " أن الأكراد اعتنقوا الإسلام من أمد طويل جدا جدا، و هؤلاء وكما يفرض الشرع الإسلامي يستوجب أن يكون لهم دور عبادة عامرة تليق وما ذكرته من مجدهم التليد، وأنا أتحداك سيدي أن تشير لي إلى أساسات مسجد واحد عمره عدة قرون ليس إلا". أنا بدوري بعد أن رديت على تساؤلات العم ياقو، وجهت له سؤالاً، قلت فيه، كيف عرفت أنت يا ياقو أن الكورد دخلوا الإسلام من أمد بعيد جداً جداً، يا ترى لو تقول لنا ماذا تقول تلك المصادر حين اعتنقوا الإسلام، على أية أراضي كانوا؟ انسحب مخذولاً ولم يجب على سؤالنا.
ويضيف السيد المدعو إياد محمود: "في السيطرة على الاراضى التي لأتعود لهم من اجل خلق كردستان كبرى الذي لا يمكن إن يتحقق إلا بالتعاون المثمر مع الكيان الصهيونى، واستغلال الشعوب الأخرى بشكل تام لدعم الموقف والقضايا القومية التحررية للشعب الكردي المضطهد المظلوم. اى أنهم يستعملون نفس الأسلوب المخادع الذي اعتمدت عليه إسرائيل في المظلومية والاضطهاد. والأكراد وقياداتهم يحاولون إخضاع الاشوريين والسيطرة عليهم وقطع جذورهم الأصلية واشوريتهم، ويطلقون عليهم عبارة المسيحيين فقط الذين يسكنون كردستان العراق ( حسب سياستهم والشوفينية القومجية)".
ردي: يا ترى كيف عرفت أن أرض كوردستان لا تعود للكورد؟! ألم تقرأ شيئاً عن الألواح الطينية السومرية التي جاء فيها ذكر اسم الكورد بصيغة "كوردا" اقرأ لباحث الآثار الفرنسي، (جان ماري دوران) الذي نشر في باريس، سنة (1997)، ترجمة اللوحات الأثرية (السومرية)، التي تتعلق بالممالك التي شهدتها (كوردستان)، في (الألف الثاني) قبل الميلاد، يشاهد في هذه الألواح، اسم إمارة "كوردا"، التي كانت تشمل جبل سنجار، و جزء من غرب كوردستان (سوريا)، (جان ماري دوران - وثائق مراسلات قصر ماري - المجلد الأول 645 صفحة، مطبعة سيرف باريس، 1997 والمجلد الثاني 688 صفحة عن إمارة (كوردا)، انظر المجلد الأول الصفحات:60، 393، 414، 415، 416، 423، 427، 433، 503، 515، 517، 604، 605، 617، 622 ، باللغة الفرنسية ،المصدر كوردستان نيت). من الذين ذكروا اسم الكورد في (الموصل) قبل الميلاد، القائد اليوناني (كزينفون)، في كتابه ( أناباس)( رحلة العشرة آلاف مقاتل ) الذي مر (بالموصل) أثناء رجوعه من (بابل) إلى (اليونان)، في منتصف القرن (الخامس) قبل الميلاد، فقد ذكرها هكذا (موسيلا) ، و ذكر وجود (الكورد) في هذه المنطقة، و صعوبة اجتيازه لمناطقهم، بسبب محاربتهم له، و تكبيد جيشه العديد من القتلى، و لم يذكر (كزينفون) في كتابه، وجوداً لآشور والآشوريين. والتسمية التي ذكرها (كزينفون) (موسيلا)، هي التسمية الكوردية الصحيحة، لا يزال الكورد يستعملونها، حيث يقول الكوردي إلى اليوم (موسيل MUSIL) و (كزينفون) دونها بالصيغة يونانية (موسيلا)،ألم تقرأ يا سيد إياد محمود كتاب العلامة (طه باقر)، أنقل لك ما قا له في كتابه الشهير (ملحمة كلگاميش) صفحة (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) يقول: اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح البابلي، بحسب رواية "بيروسوس" (برعوشا، الكاتب البابلي، عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل ال "كورديين" أي جبل الأكراد. انتهى الاقتباس. جاءت في الموسوعة الحرة عن بيروسوس، برعوشا أنه راهب و فلكي و مؤرخ كلداني من عبدة الإله مردوخ عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. هناك اعتقاد بأن اسمه باللغة الأكدية كان "بعل رعي شو" و معناه (بعل هو راعيا). هذا هو (طه باقر) يقول أن جبل كورديين هو جبل الأكراد وهذا الاسم ذكره الكاتب البابلي برعوشا ثلاثمائة سنة قبل الميلاد. وفي العصر (الفتوحات) الإسلامية ذُكر الكورد في وطنهم كوردستان في العديد من المصادر الإسلامية منها كتاب (فتوح البلدان) للمؤرخ الإسلامي (أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري) المتوفى في بغداد سنة (297) للهجرة، المصادف (892) ميلادية يزودنا (البلاذري) في كتابه حيث يقول: حدثني (أبو رجاء الحلواني)، عن (أبيه)،عن (مشايخ) شهرزور قالوا: (شهرزور) و (الصامغان) و (دراباد) من فتوح (عتبة بن فرقد السلمي). فتحها وقاتل الأكراد فقتل منهم خلقاً.كذلك جاء في كتاب (الكامل في التاريخ) ل(أبو حسن علي بن محمد بن عبد الكريم)، المعروف ب(ابن الأثير) المولود سنة (1160م) و المتوفى سنة (1233م)،يقول:"إن (عمر بن الخطاب) استعمل (عتبة بن فرقد) على (الموصل) و(فتحها) سنة (عشرين) فأتاها فقاتله أهل (نينوى) فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوةً وعبر (دجلة) فصالحه أهل الحصن الغربي وهو (الموصل) على (الجزية) ثم فتح (المرج) و(بانهذار) و (باعذرا) و(حبتون) و(داسن) وجميع معاقل الأكراد و (قردى) و (بازبدى) وجميع أعمال (الموصل) صارت (للمسلمين". يذكر العلامة ابن خلدون (1332- 1406م) في كتابه (تاريخ ابن خلدون) ج(1) ص (108) موارد بيت المال البلدان والولايات التابعة للخلافة الإسلامية في عصر خلافة المأمون (170 218) للهجرة بعد أن يعد الأهواز و سجستان و الري و خراسان وفلسطين و دمشق واليمن و مصر والمبالغ التي يجب أن يدفعها هؤلاء كخراج سنوي، ويذكر شهرزور بلد الكورد و خراجها ستة آلاف درهم مرتين وسبعة آلاف درهم. وشهرزور كانت تشمل جميع أراضي جنوب كوردستان، الآن يطلق الاسم على مقاطعة منها. وفي المجلد الثالث ص (225) يذكر حروب الخوارج، و يذكر الكورد، و الكورد اليعاقبة (المسيحيين). وقبله المؤرخ العربي الشهير أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الكوفي المتوفى سنة (346) للهجرة حيث يقول: اليعاقبة الكرد أو النصارى الكرد. وذكر المسعودي أيضاً أخباراً عن الكورد المسيحيين اليعقوبية و الجورقان وأن ديارهم تقع مما يلي الموصل و جبل جودي، يسمون بالأكراد بعضهم مسيحيون من النساطرة و اليعاقبة و بعضهم الآخر من المسلمين. في ختام ردي على هذه الجزئية أضع لك أدناه خارطة فيها اسم أرض الأكراد وضعها عالم تركي اسمه (محمود الكاشغري) سنة (1074م) أي ما تقارب (1000) سنة. إذا الخطأ التكنولجي أعاق ظهورها مع ردنا هذا، أكتب في حقل الگوگل "كوردستان في الخرائط القديمة" ستظهر لك الخارطة بصورة واضحة و ملونة. هناك خارطة أخرى من أيام الحكم العثماني صدرت سنة (1893م) فيها كوردستان التي كانت تتكون من موصل و كركوك و أربيل والسليمانية الخ. الخارطة متوفرة في أكثر مكتبات إقليم كوردستان، وهي تلك الخارطة التي وضعها (مام جلال) بعد التحرير أمام أعضاء مجلس الحكم العراقي ليكونوا على بينة من كردستان و مدنها و حدودها الجغرافية. موجودة في الحلقة السادسة في هذا المقال مع خرائط أخرى تظهر فيها موقع كركوك وهي في قلب كوردستان. إذا لم تظهر لك الخارطة بسبب خلل تكنولوجي، اكتب في حقل الگوگل(Google) "خارطة كوردستان العثمانية" ستظهر لك الخارطة المشار إليها. في ذات الصفحة، تجد خارطة كوردستان، رسمها الرسام الهولندي (إيساك تيريون) سنة (1760م) وكانت ضمن عشرات الخرائط لبلدان العالم، وهي موجودة اليوم في مكتبة الكتب القديمة في مدينة (آخن) الألمانية. وفي ذات الصفحة أيضاً، خارطة للإمبراطورية العثمانية و شبه جزيرة العرب رسمها (جون سينيكس) (1678- 1740م) كان ناشراً للخرائط و الأطالس يُرى فيها كوردستان و كركوك من ضمنها. توجد خارطة عثمانية أخرى من سنة (1481- 1683م) وفيها كوردستان، ومشار إليها في هذه الخارطة باسم شهرزور وهي تسمية كوردية التي سنتحدث عنها في سياق المقال. جميع هذه الخرائط المشار إليها تجدها في حلقة 6-15 من ردنا هذا. ذكر (ياقوت الحموي) شهرزور، في كتابه الشهير (معجم البلدان) يقول: بلاد شهرزور:" أن أهل هذه النواحي كلهم أكراد". هناك أيضاً خارطة كوردستان للسويدي (ٍٍSven Hedin) وضعها سنة (1887م). توجد في مكتبات العالم مئات الخرائط التي دونت فيها اسم كوردستان كوطن للكورد، و حددت فيها حدودها الجغرافية. إن محرك البحث العالمي (Google) أدرج في حقل الخرائط، خارطة كوردستان التي تضم جنوب كوردستان وشرقها وغربها و شمالها من آمد (ديار بكر) في تركيا إلى جصان في الكوت في جنوب العراق، ومن أورمية في شمال غرب إيران إلى سواحل الخليج الفارسي. التي تضم المدن الكوردية سيواس و ماراش وغازي عنتاب و كيليس و موصل و كركوك و كرمنشاه و قارص و ارضروم و ارزنجان و قامشلو ...الخ. وفق هذه الخرائط والوثائق التاريخية، أن هذه المدن كوردية و كوردستانية، لذا قبلت إدارة موقع (Google) من إدراجها في حقل الخرائط لدول العالم
تنويه:
في سياق الحلقة الأولى 1- 15 و في ردي على الفقرة الأولى من مقال الكاتب المدعو إياد محمود حسين، تطرقت إلى الآشوريين القدامى ك(قومية) مجازياً و ليس حقيقياً، لكن لسبب ما، نسيت أن أضعها بين قوسين () ليتم المعنى، بأني لم أقصد في كلامي أنهم كانوا قومية بالمعنى الحرفي، بل بالمعنى المجازي، لأن الآشوريين لم يرد ذكرهم في كتب التاريخ ك(قومية) قائمة بذاتها، حتى أن العلامة (ويل ديورانت) كما نقلنا عنه أعلاه، يقول "أنهم كانوا خليطاً من الساميين و غيرهم" أي لم يكونوا من هوية واحدة، بل واحداً من هذا الخليط كان سامياً، و قبل بناء المدينة التي سميت آشور، كانوا لا يحملوا هذا الاسم، (آشوري) فالتسمية إذاً، ليست لشعب ما، بل لمدينة، ثم إمبراطورية، لأنه لم يكن هناك شعباً واحداً و موحداً بهذا الاسم. مثال الدولة الأمريكية، - باستثناء هنود الحمر- لم يوجد فيها شعباً يسمى الشعب الأمريكي، بل هم خليط من الأجناس المختلفة، اجتمعت على هذه الأرض المسمى أمريكا، وأطلقت على نفسها هذا الاسم، ثم اتخذت من اللغة الإنجليزية لغة لنفسه. على سبيل المثال، إذا أمريكا تعرضت يوما ما لكارثة مدمرة، بحيث لم يستطع الإنسان البقاء فيها، سرعان ما يترك الشخص الذي يحمل الجنسية الأمريكية، البلد و يعود لوطنه الأم. حال الدولة الآشورية، التي وجدت قبل الميلاد، و حين قضي عليها كإمبراطورية، عاد من بقي على قيد الحياة إلى أحضان شعبه الذي غادرها هو وأجداده في زمن ما، و بهذا انتهت الدولة و الأجناس التي عاشت فيها تحت هذا الاسم. حتى الذين تم إعادتهم من بابل إلى (آشور) من قبل كورش هم أولائك الذين وجدوا فيها قبل تأسيس الدولة الآشورية وإلا هل من المنطق أن كورش الحكيم الذي قالت عنه التوراة بأنه المسيح، و تحدث عنه (گزينفون) اليوناني بعد قرن من وفاته كمثل أعلى في القوة و الطهارة و ضبط النفس. أ يكون يكون ساذجاً إلى هذه درجة و يُرجع أناس إلى مدينة التي كانت عاصمة الدولة التي استباحت دماء شعبه و سلخت جلده دون أن يحسب حساباً لجرائمهم، و يتخوف من مكائدهم و تدابيرهم الشريرة ضد مملكته؟
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست