خروج الكوردي من السوري ...

Friday, 06/07/2012, 12:00

ثورة الشعب السوري بكل اطيافها السياسية ونسيجها الاجتماعي لا تزال مستمرة رغم وحشية النظام البعثي المجرم , فقصف المدفعية والمروحيات والطائرات الحربية التي تدك الاحياء السكنية من حمص وادلب وريف دمشق وحماه وغيرها من المدن والقصبات والارياف والتي بتنا نحفظه من كثرة ما يتم تداوله يوميا على مسامعنا من النشرات الاخبارية على الفضائيات , ويسقط العشرات يوميا جراء هذا القصف الوحشي المجرم وتكون ضحاياه من النساء والاطفال والشيوخ واللافت للنظر ان القتل بدم بارد وبازياد ولا يوجد لحد الان اي حل قريب يؤدي الى رحيل المجرم الاسد وزبانيته وبطانته المجرمة الفاسدة , لم يحرك هذا القتل اليومي شجون ومشاعر الدول العربية والاقليمية والدولية , بل بين الفينة والاخرى يتم الدعوة الى مبادرات تلو مبادرات عقيمة والتي تساهم في بقاء الاسد على سدة الحكم .
ان المتابع للاخبار والجرائم التي ترتكب من قبل جلاوزة النظام , والصور والمشاهد المؤلمة يوضح لنا ان هذا النظام الدموي لا يفقه سوى لغة القوة و (لا يفل الحديد الا الحديد ) فعليه على المجتمعين في باريس غدا 6-7-2012 في اجتماعات اصدقاء سوريا ان يضعوا بعين الاعتبار التعامل بجدية وادراج النظام البعثي المجرم تحت البند السابع والذي يجيز للمجتمع الدولي ويكون كل الخيارات المفتوحة للتعامل مع هذا النظام الشمولي المجرم الذي لا يعرف ادنى مبادئ حقوق الانسان والعيش الكريم ناهيك عن العدالة الاجتماعية .
ان الصور المؤلمة والمشاهد التي تقشعر له الابدان لدليل على صحة تحليلنا , فلقد بثت فضائية العربية امس 4 7 2012 مشاهد لاحد الشباب وهو يتعرض لابشع انواع التعذيب الوحشي بعد كوي جسمه وحرقه , ويدعوه الجلاد الذي يعذب الشاب الى الشرك بالله وان يقول بان الاسد هو الله , ايوجد كفر بعد هذا الكفر وهذه المشاهد المؤلمة هو ردي على الذين ردوا على مقالتي السابقة ( احفاد القرامطة ... ) وهو يسهم في صحة قولي الذي ذهبت اليه بان هؤلاء كفرة وزنادقة يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر .
نأتي الان الى خروج وانسحاب المجلس الوطني الكوردي من اجتماعات مؤتمر القاهرة التي عقدته المجلس الوطني السوري للمعارضة السورية بهدف توحيد الصفوف والجهود ووضع الخطوط العريضة لسورية بعد الاسد والالية للتطبيق , ومن اسباب انسحاب وفد المعارضة الكوردية هو انه لم يأتي المتناقشون في المؤتمر الى الاشارة الى الشعب الكوردي في سورية بل حبذوا ذكر المواطنة دون ذكر الشعب الكوردي وكذلك " تمسك التيار الكوردي بوضع 3 شروط حتى يعودوا الى قاعة المؤتمر وهي : الاقرار في الدستور بوجود الشعب الكوردي في سوريا وهويته ضمن اطار وحدة الوطن السوري , واعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية في المناطق الكوردية , ويكون الضامن الدكتور نبيل العربي رئيس الجامعة العربية , والسفير الامريكي " .
ان تدخل الدكتور نبيل العربي ونائبيه والسفير الامريكي في تقريب وجهات النظر , ادى الى عودة المجلس الوطني الكوردي المعارض ومع التيار الكوردي الى القاعة , والتوقيع على وثيقة توافقية ورؤية سياسية مشتركة للمرحلة الانتقالية باستثناء ما يتعلق بالمطالبة باستخدام مصطلح " الشعب الكوردي " , واقر المؤتمر مبدأ الحقوق الكاملة المتساوية في المواطنة للكورد والتركمان والاشوريين وجميع اطياف الشعب السوري , وقد ترك الموضوع للمزيد من المناقشة " ,
برأي ان وثيقة التوافق التي تم التوصل اليها هي صيغة مقبولة من كل الاطياف , لاجل توحيد الجهود في سبيل العمل على دعم الجيش السوري الحر مدخلا لاسقاط نظام الاسد المجرم ووضع الاسس الدستورية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتعددية للعهد الجديد .
ان بقاء التيار الكوردي ضمن المجلس الوطني السوري المعارض هي الضمانة للحقوق القومية للشعب الكوردي في سورية التعددية والديمقراطية.
ولنرى ماذا يتمخض عنه مؤتمر اصدقاء سورية و(المزمع عقده غدا في باريس ) من قرارات تصب في ادراج النظام البعثي المجرم تحت البند السابع منطلقا لاسقاطه وتخليص المنطقة والعالم من شروره ومؤامراته الدنيئة .