ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
Monday, 23/06/2014, 12:00
1532 بینراوە
سقطت الموصل، دخول داعش الى الحلبة من اوسع ابوابها غيٌر الموازين و لم يعد العراق كما كان قبل هذا الحدث، اختلط الحابل بالنابل، فلم تعد هناك قوة تفتخر بانها الاولى و هي المسيطرة و يجب ان ينصاع اليها الاخرون، عاد العراق برمته و العملية السياسية بما فيها الى المربع الاول، و ربما اعقد مما كانت . الوقت لا يكفي للبحث الطويل و النقاشات السفسطائية غير المنتجة . كي لا يخرج الامر من مساره بشكل اخطر بحيث لا يمكن ايجاد الحلول له مهما صفت النوايا في الوقت الضائع ان خطونا و عبرنا المرحلة بشكل مخطيء. اليوم بانَ الى العلن ان العملية السياسية سارت على طريق الخطا و من ادارها بغرور و تفرد يحس و يفكر مع ذاته بانه المسؤول و يجب ان يلحق بركب من هو المخلص و يريد الحل قبل فوات الاوان، و الا سوف يلعنه التاريخ و لا يخرج دون عقاب شديد مهما اطال من المماطلة و التسويف و التملص من الحلول الحقيقية لما وقعنا فيه .
المهم التفكير الجماعي للمخلصين من جميع الاطراف و من قبل ممثلي كافة المكونات، و اصحاب الحل و العقد من عقلاء، من لهم الرصيد الكافي للاخذ برايهم لحد اليوم . و يجب ان نعلم ان الحل يحتاج لتضحية الاطراف كافة و قي مقدمتهم السلطة التنفيذية و من على راسها و من في حلقته جميعا و الا خسروا بنسبة اكبر هم قبل غيرهم من كافة النواحي .
فلنترك الصراعات التي لا تحل و لا تربط من اجل انفسنا جميعا، هنا الارهاب الذي يتربص بالجميع و لم يُبق على احدنا، فليس له صديق و لا قريب، نرى ما يفعله بالمتحالفين معه فكيف بنا جميعا من كافة الفئات و المكونات سنة كنا او شيعة عربا او كوردا. لا يمكن ان يثق الكورد بالارهاب و لا سنة بهم و لا شيعة ايضا، فانه يمسح الجميع و يقلب الكرسي على راس الجميع دون استثناء، و لا اعتقد اي منا لم يحب نفسه و مكونه، و ان تحالف معه احد اليوم سوف يخسر غدا عندما يتفرغ له. على الجميع اخذ العبرة مما سبق، لا اتكلم بشكل خيالي و لن اطلب من باب التمني، و انما الواقع يفرض على الجميع الجلوس و التعاون و ايجاد الحلول الجذرية .
اذن الصعوبة في كيفية ايجاد الحلول و ماهي الاولويات في البحث عنه. لو توافقت القوى على لجنة من المحايدين و ابعدوا من يشترك في العملية السياسية الانية لمدة، و سلموا زمام الامور لمجموعة اكاديمية معتبرة من كافة المكونات من اقليم كوردستان و الوسط و الجنوب و المعروفين باستقلاليتهم و مهنيتهم و اخلاصهم في العمل، و خولوا لايجاد الحل و البداية الصحيحة من خلال مؤمتمر جامع في فترة قليلة و قبل فوات الاوان ، لكان ايجاد الحل من المتوقع ان يكون واقعيا . و يمكن ان يكون عمل المؤتمر المصغرهو البحث في الاولويات في هذه المرحلة .
انني اعتقد ان كان الشعب واعيا و ضاغطا، و الراي العام فرض نفسه لوجدت الحلول اليوم قبل الغد . و لكن يجب ان نبحث في الحلول و اممنا ما نحن فيه كشعب و عقلية و نظرة الى الاخر و الى الحياة . اذن ابتعاد الجميع مؤقتا مع بقاء ماء الوجه للجميع مع تخويل لجنة من المحايدين المستقلين المتساوين العدد من كافة المكونات، يمكن ان يهدي الحل و يوفر الفرصة الذهبية لبقاء الشعب بعيدا عن المرحلة الخطرة المتوقعة لسنين اخرى .
الاولوية، و هي الاساس و يمكن ان تُبحث بشكل واقعي بعيدا عن الخيال و التمنيات معتمدة على ما موجود لدينا من العقليات و الثقافة العامة و الانتماءات. و لابد ان يتراضى الجميع لو وفرت لهم ما هي الحقوق التي يجب ان ياخذوها دون تهميش او اقصاء و بما يوفر الامن و الاستقرار قبل اي شيئ اخر . انا اعتقد هنا، اننا لا يمكن ان نلتقي و ننسجم و ننصهر مع البعض بامر او من قرار فوقي، وفعليه ان الفدرالية في الدستور و تطبيقها بعيدا عن المصالح الخارجية المتعددة التي تمنع الخوض في الحل الصحيح، هي الباب الواسع و العقلاني و الطريق الملائم لبداية ناجحة، و ضمان الامن و الاستقرار التي هو اول الاولويات لا يمكن توفره بعيدا عن التراضي و القناعة بما يمكن ان يتمتع به اي طرف من المستحقات سواء في الحقوق ام الواجبات .