کوبانی ، جرح بعمق التاریخ وصرخة ملأ الأزمان
Monday, 06/10/2014, 12:00
إن ما یحدث فی کوبانی ، هو شیئ غریب ، شیئ فرید ، شیئ ما حدث ، ولم یحدث قط علی مر الأزمان . فما یحدث هو شیئ ، لا یمکن تسمیته إلا بالشیئ ، ولا شیئا آخر غیر الشیئ . لأن ما یحدث بإسم ( الحرب علی الإرهاب ) هو فی الحقیقة لیس حربا علی الإرهاب ، وإنما هو حرب الإرهاب من أجل النفط ، وهو حرب إبادة الکورد ، وحرب السلب والنهب لنفط الکورد .
إن الدول الغربیة کعادتهم ، وجدوا من الطورانی أردوغان ، ضالتهم المنشودة ، وصنعوا منه وحشا لا یتوانی لحظة لارتکاب أبشع الجرائم وأفظعها بحق الأنسانیة . وإنهم أطلقوا العنان له ، کما فعلوا من قبل ، مع محمد رضا بهلوی شاه ایران ، ومع صدام حسین ، وکذالك مع بنلادن ، و، و ، وأردوغان الذی وجد من مساندة الغرب له فرصة سانحة ، لتحقیق أحلامه ، لإبادة الشعب الکوردی أولا ، وإحیاء سلطنة الخلافة الإسلامیة ثانیا . فأسس إنکشاریة الدواعش ، بمساعدة الأعراب الذین ، لا یذوق جفونهم النوم ، خوفا من کساد بضاعتهم الفاسدة . وعندما حقق له ذالك وجد من نفسه أردوغانا آخر ، وإنه کعادة حکام العرب والإسلام ، قد أصاب بجنون العظمة ، کسابقاته من الحکام ، فبدأ یطلب المزید والمزید ، حتی إنه خرج عن السیطرة .
لذالك ، شکلت الولایات المتحدة الأمریکیة ، مع ما یقارب خمسون دولة اخری تحالفا ، تحت رایة محاربة الإرهاب ، مهمته الأساسیة ، هی إعادة لجم أردوغان الداعشی ، وإعادته إلی بیت الطاعة ، والوقوف بوجهه إن أراد ، أن یتجاوز الحد ، ویعبر الخط الأحمر . فنجد إن الطائرات الأمریکیة تقصف وبشدة أی وجود أو تحرك لقوات الدواعش الأردوغانی حول الحقول والمنشآت النفطیة . کأن یقال لهم بأن مهمتکم لیست هنا ، فإذا کان غیر ذالك ، فلماذا لا تقصف الطائرات خطوط التماس فی میادین القتال ، حول کوبانی وأطرافها . بنفس الشدة والجدیة ، کما فی حقول المناطق النفطیة . ومن هنا یظهر بأن أمریکا والغرب بینهم إتفاق مسبق ، مع الأردوغان ودواعشه ، کأن یکون مسموح لکم إبادة الشعب الکوردی ، ولکن ممنوع علیکم الإقتراب من النفط ، ومن کل مایتعلق بالنفط .
کوبانی هی سرح تحطم أعاظم الأکاذیب لأعاظم الکذابین
إن ما یحدث فی کوبانی ، هی کذبة ، لیست کغیرها من الأکاذیب ، فهی کذبة عظیمة ، یشترك فیها أعاظم الکذابین فی الغرب . فما یحدث فی کوبانی ، إنه لیس حربا علی الإرهاب ، وإنما هو حرب علی الشعب الکوردی ، حرب یشترك فیها العالم المتوحش بالجشع ، وبأجمله ، ضد شعب أعزل من کل ما هو سلاح ، مقارنة بالأسلحة التی یمتلکها الداعش ، حیث إن الداعش تحت تصرفها کل أنواع الأسلحة الغربیة الحدیثة المتطورة ، التی وضعت تحت تصرفها فی العراق ، وما یتم تزویدها بها من مخازن الجیش الترکی ، إضافة إلی الأسلحة الشرقیة التی إستولت علیها من الجیش السوری المنهار. فإذا أخذنا الأسلحة کمعیار للمقایسة ، فإن هذه الحرب هی حرب تخوضها العالم بالأکمل ضد الشعب الکوردی لوحده .
ولکن هذه الکذبة ، لن تمر علی الکورد مرور الکرام ، وبالسهولة التی یتصورها مطلقوها ، کما مرت علیهم الأکاذیب فی السابق . فلم یعد الکورد یصدقون الأکاذیب التی یسمعوها باسم الأدیان ، کالکذبة التی تقول ، إن الإسلام هو دین العدل والمساوات ، أو إن الإسلام هو دین الحق والنور . لأنهم رأو وبام أعینهم ما هو الإسلام ، وماذا تعنی الإسلام . وکذالك بالنسبة للأدیان الاخری ، ککذبة إن المسیحیة هی دین السلام والتسامح ، وماشاءالله ، من السلام والتسامح . فی الحقیقة إن کوبانی لأهلها ، هی بمثابة السرح الذی یتحطم علیه أعاظم الأکاذیب لأعاظم الکذابین .
إن أحداث کوبانی ، أثبتت للکورد وبالمطلق ، کم هو صائب وصحیح الشعارالذی ینادی ، بأن المقاومة هی الحیاة . وتبین لهم وبالمطلق ، إن من لم یکن مستعدا حقا ، لیموت فی سبیل أن یحیا ، فإنه لا حیاة له ، وإنه لا یستحق الحیاة . کما وإنهم أیقنوا ، بأنه لقد آن الأوان لهم ، لکی یخوضوا لأنفسهم ، الحرب التی لم یخوضوها قط ، ولقد أن الأوان لیری العالم ، کل العالم ، قتال الکورد ، وبسالة وبطولات المقاتلات والمقاتلین الکورد الأشداء ، ملأ أعینهم .
کوبانی ، المستقر الأزلی لعظیمات وعظماء أعظم من التاریخ
من فکر بعمق فیما تعنی کلمة ( کۆبانێ ) باللغة الکوردیة ، فإنه قد یصیبه الدهشة والحیرة ، فإنها تعنی ، کأن کۆبانێ تأمر أبنائها ، ( إمنعوا الجماعة من المجیئ ) . فکلمة . کۆ : تعنی ، المجموع ، الکل ، الجمع ، الجماعة . وبا : ملحق یأتی فی مقدمة الفعل ، إنه أداة لتأکید النفی أوالإثبات . و نێ : تعنی ، لا یأتی . أی ( إمنعوهم من أن یأتوا ).
فلذا ، لیس غریبا أن تکون کۆبانێ مستقرا أزلیا ، لعظیمات وعظماء أعظم من التاریخ ، وأکبر من الإنسانیة . ولیس غریبا أن تکون کۆبانێ ، موطن الحب واجمال ، وملتقی العاشقات واعشاق ، وأن تعمل ، کما تعمل الشمعة بالفراشات . ولیس غریبا أن تکون کۆبانی ، المنبر الوحید للحریة فی العالم ، وأن یتوجه إلیها الأحرار من كل أنحاء العالم وبشوق ولهفة . ولیس غریبا أن تکون کۆبانێ ، شعاعا أکثر ضیاءا من أثینا ، وعنوانا وملتقی أکثر شهرة من روما .
لما لاء ؟ أو لیست کۆبانێ ، هی التی ضحت کل من جیلان وآرین ، وشابات وشبان ، وکلهم من عمر الزهور ، وهم أجمل من الزهور ، بأرواحهم حبا وعشقا ، بکۆبانێ ، وبحریة کۆبانێ ، وبعزة وکرامة کۆبانێ ، وأهل کۆبانێ .
کیف لاء ؟ أما نادت آرین ؟ ، أما صاحت جیلان ؟ ، أما صرخن رفیقاتهن ؟ ، أما نادوا وبأعلی أصواتهم رفقاؤهن ؟ ، بأنه هنا فی کۆبانێ ، لقد ولی وإلی الأبد ، زمن الهزائم والإنکسار للکورد . بأنه هنا فی کۆبانێ ، لقد بدأ عهد إستقبال الموت ، من قبل الکورد ، بشرف من أجل الوطن ومن أجل الحریة والإنسانیة .
٠٦/١٠/٢٠١٤
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست