الدولة التركية تتدخل مجددا في الشأن العراقي
Wednesday, 09/09/2009, 12:00
بدعوة من بعض الاطراف التركية المرتبطة بدوائر الميت التركي عقدت في انقرة ابتداءا من الثالث من ايلول الجاري سلسلة من الاجتماعات التي ضمّت اغلب الاطراف التركمانية السنية والشيعية وعلى رأسهم النائب في الائتلاف العراقي الشيعي والناطق باسمه عباس البياتي (عرّاب ومهندس التدخل التركي في الشأن العراقي والكوردستاني ),الهدف المعلن لهذه الاجتماعات هو توحيد الصف التركماني في الحملات الانتخابية ولكن الهدف الحقيقي معروف لكل المتابعين للدور التركي الذي بات غير خاف للقاصي والداني الا وهو التدخل السافر في الشأن العراقي عامة والكوردي خاصة وبالاخص فيما يتعلق بقضية كركوك وبقية المناطق المقتطعة من كوردستان اضافة الى الفيدرالية وتحديد حدود اقليم كوردستان ,وقد تم في نفس اليوم استقبال ممثلي الاحزاب التركمانية من قبل رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول ( وكأن التركمان هم جالية تركية في العراق وهو رئيسهم الذي يستقبل رعاياه ) وشدد المذكور على اهمية الدور التركي والتركماني في الانتخابات العراقية القادمة!!! اي ان تركيا لاتزال ترنو الى العراق كانه جزء من ممتلكاته وولاياته العثمانية كما كان في الايام الغابرة !!! , كما تم في اليوم التالي استقبال علني للوفد التركماني من قبل المدعو (مصطفى ايلخاني ) مدير الامن التركي !!!.....
والتساؤل هنا ما علاقة تركيا المباشرة او حتى الغير مباشرة بالانتخابات العراقية ؟؟؟؟ ثم كيف يتم السماح لتركيا وهي الدولة المثقلة بالمشاكل الداخلية والاقتصادية ان تلعب دور الراعي للعملية السياسية في العراق في الوقت الذي هي من تحتاج ان تأخذ بيدها وتًريها افضل السبل لمعالجة مشاكلها الداخلية وبالاخص القضية الكوردية التي تخص حقوق وهوية ثلث سكانها, تلك القضية التي وتهدد مستقبل تركيا اقتصاديا واقليميا ودوليا اذا ما بقيت دون حلول , ثم ما هي سر هذه الصلافة التركية التي تجعلها تتجرأ ان تدعو اطرافا من المفترض انها (عراقية) وعلى الملأ وبشكل علني امام وسائل الاعلام (حيث كانت تفعل ذلك قبلا في الغرف المظلمة ودهاليز الميت التركي) , ان تجتمع مع الاحزاب التركمانية بهدف وضع الخطط التآمرية بغية التأثير في سير الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة وفق المشيئة والارادة التركية المعروفة المرام والنوايا , ثم الى اي حدّ وصلت هشاشة وهزالة الدولة العراقية التي لم تعلق ولا بكلمة واحدة ازاء هذا الخرق الفاضح للسيادة العراقية من قبل دولة تجاهر علنا باحتضان وتوجيه مواطنين من المفترض انهم عراقيون بل وبينهم نواب بارزون في المجلس النيابي العراقي واحدهم ابرز الناطقين باسم اكبر كتلة فيها(عباس البياتي) , والمعروف ان هذا الاجتماع والاجتماعات التي سبقتها والتي ستتلوها ليست الا ورش عمل سوداء مشبوهة غرضها الأوحد معادات الشعب الكوردي وبالاخص في فيما يخص جهوده الرامية لاستحصال حقوقه المهضومة في مدينة كركوك التي تحاول تركيا وعملائها العلنيون وضع العصي في عجلة المادة الدستورية التي تم الاتفاق عليها (المادة 140 ) وثني كل الجهود التي تحاول حلها ودفع بعض الجهات المتنفذة في الحكم بالتنصل من تنفيذها واجهاضها بدعوة عدم موافقة دول الجوار الاقليمي بتطبيق تلك المادة !!!! , ثم ما شأن تركيا كدولة جارة ورئيسها واجهزة مخابراتها بهؤلاء الذين يتباكون ليل نهار على وحدة العراق وسيادته, والذين بلغ بهم الصلافة حدّ اجراء مثل هذه اللقاءات مع اناس اجانب لهم مرامي تأريخية واهداف مشبوهة غير خافية وهم لازالوا يحلمون باسترجاع امجاد وممتلكات امبراطوريتهم الزائلة , والاغرب من هذا كله الموقف الهزيل لحكام العراق و عجزهم التام وسكوتهم الشيطاني الاخرس تجاه ما يجري تخطيطها من وراء الحدود , وكأن لسان حالها الصماء تريد ان تقول نعم لمثل هذه الخروقات بل انها قد تبارك بينها وبين نفسها هذه الاجتماعات والحلقات التآمرية لكونها تصّب في نفس الطاحونة التي تحاول حكومة المالكي ادارة عجلتها بالضد من اماني وآمال شعبنا الكوردي الذي ابتلي بحلفاء استراتيجيين مزعومين لا يتوانون عن الاتيان بافعال كان حتى نظام صدام رغم جبروته وعنجهيته يأنف منها حيث لم نألف من النظام البائد رغم كل مساوئه ان سمح لمواطنين عراقيين ان يجعلوا من الغرباء عن هذا البلد مرجعا ومظلة لهم,والاغرب من ذلك هو سكوت القيادات الكوردية التي باتت تتغنى بالانفتاح التركي لحل قضية شعبنا في شمالي كوردستان ليل نهار رغم ان الامرهناك لا تتعدى تصريحات خجولة مطاطية وشكلية لحكومة رجب طيب اردوغان لا تمس جوهر القضية واصحابها الحقيقيين في كوردستاننا الشمالية , وها ان الدولة التركية التي اسست اصلا على اساس عنصري مقيت تحضرّالطبخات المسمومة والمشبوهة ليل نهار باستخدام ادواتها في الجبهة التركمانية وبقية التنظيمات التي تتخذ من الحزاب الاسلامية اطارا وغطاءا من امثال عباس البياتي والاخرين في استغلال الثقل الشيعي لتغيير نتائج الانتخابات القادمة لصالح الاصوات التي تنادي باجهاض ونسف كل المكتسبات الدستورية وغيرها التي حصل عليها الكورد بعد تغيير النظام, في حين ان القيادة الكوردية غافلة عن كل ما يجري وهي مشغولة بصفقاتها التجارية الضخمة مع تركيا او باعطاء المنح الدراسية السخية باسم رئاسة الجمهورية ل387 طالبا تركمانيا في جامعات تركيا و34 طالبا اخر في جامعات اذربايجان لتضيف ارقاما اخرى الى اعداد العملاء الذين اشترتهم جهاز الميت التركي سابقا بنفس الوسائل(اعطاء شهادات مزيفة ) وشحنهم بالمشاعر التركية والطورانية العنصرية , ليكونوا عناصر فعالة في محاربة الكورد بعد رجوعهم الى العراق , تلك المنح الدراسية التي كان اولاد الشهداء والمؤنفلين أولى بها وبكل تلك الرعاية (الابوية) من لدن جلالة السيد جلال الطالباني ..... كفى تلك القيادات تملقا للذين يرفعون شعار معادات الكورد كشعب وكحقوق اينما كانوا وليتها كانت قد راعت مشاعر ابناء جلدتها اكثر من الاخرين ,وليرتفع صوت الكورد وغيرهم من العراقيين الشرفاء تجاه كل من يخرق سيادة العراق ويتدخل في شؤونه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا دون تمييز وانتقاء بين هذه الدولة الجارة او تلك ......
[email protected]
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست