کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


تداعيات مشروع سحب الثقة على البيت الكوردي

Saturday, 14/07/2012, 12:00


كثيرة هي التقلبات السياسية وسريعة ايضا هذه الايام, على ساحة المشهد السياسي العراقي, فمشروع سحب الثقة عن السيد نوري المالكي متعثر على احسن تقدير, ولقد اصطدم بعوائق من حيث كان متوقعا و غير متوقعا. ان موقف احد اطراف جبهة سحب الثقة ربما شكل المفاجئة الكبرى ولاحقا الحاسمة في تلكأ المشروع. نحن نتحدث عن موقف و دور الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة فخامة مام جلال الطالباني, حيث سجل موقفا تاريخيا ودورا ذكيا عندما قرأ المشهد "بعين عراقية و اخرى كوردية" احسن قراءة, ففطن الى خطورة الخطوة ومغامرتها في الانزلاق نحو الهاوية.
بدون شك اثبت الرجل مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ثم برهن سرٌ شعبيته الوطنية الواسعة. يتضح جليا دوافع و ابعاد هذه القراءة الاتحادية لمن يقراء لقاء السياسي المخضرم الاستاذ عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني, مع اذاعة خندان. لقد ابدع الاستاذ عادل في القاء الضوء على مكامن الخلل في العملية السياسية في اطارها العراقي العام اضافة الى اطارها الكوردستاني بشكل خاص. ان حقيقة ورود اصوات خافتة هنا وهناك مدعية ان الاستاذ عادل انما يعبر عن رايه الشخصي, لا يغير و لا يقلل من قيمة هذه التصريحات بشيء على حد رأينا. ثم ان الامتعاض الواضح و الشديد من قبل الحليف الرئيسي انما يؤكد التصدع الواضح في الرؤية لدى الحليفين , لكي لا نقل , في جدار هذا التحالف.
ليس خافيا بان تداعيات انشقاق حركة كوران من الاتحاد الوطني كانت قاسية ولعل اهم هذه التداعيات هي ترك الاتحاد يعيش منذ تلك الفترة في منطقة ظل التحالف محاولا استعادة عافيته. اما الان فان ما نراه يبدوا لي صحوة بعد كبوة واستعادة واضحة لتلك العافية التي لطالما ناشدها الاتحاد. هذه الصحوة عبرٌت بشكل لايقبل الشك في دور الاتحاد الوطني الكوردستاني المتمتع باستقلالية وخصوصية واضحة من موقف حليفه الاستراتيجي , الحزب الديمقراطي الكوردستاني. 
ان تداعيات مشروع سحب الثقة من السيد نوري المالكي, على البيت الكوردي قد تكون اكثر خطورة مما يبدوا علية الامر الان. من هذه التداعيات رأينا كشف المستور من عدم وجود تجانس وتناغم الرؤى و المواقف في البيت الكوردي بشكل عام وبين الحزبين الحليفين بشكل خاص. فاما الحزب الديموقراطي الكوردستاني فلقد اختار قيادة مشروع سحب الثقة نيابة عن القائمة العراقية التي تفتقد الحد الادنى من الوضوح في الموضوعية و الرؤية في هذا المشروع بل شخصنته و اختزلته في شخص المالكي مما ترك تداعيات خطيرة على القائمة نفسها و على حلفائها من الكورد و الشيعة. لايزال تباين المواقف والرؤى السياسية بين الحزبين الحليفين من اهم مصادر قلق البيت الكوردي ومكامن الخطورة على تجربة الاقليم . مثال اخر على الاختلافات الرئيسية نجده في الموقف تجاه العراق دولة ووطنا حيث كان و منذ البداية والى يومنا هذا للاتحاد الوطني الكوردستاني ارتباط مغاير مقارنة بحليفه الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهذا الاختلاف ينعكس على المشهد السياسي بشكل واضح. 
البيت الكوردي يعاني من ازمة وحدة الصف لا بل يقف على مشارف انسلاخات خطيرة ان لم يتم تدارك الامر قبل فوات الاوان, حيث ان مسالة انسلاخ او توجه الحزب الديموقراطي نحو تركيا الاردوكانية المتربصة بالكورد, لانشاء محور اقليمي سني اقطابه الاخرى سعودية وقطر بؤر عدم الاستقرار في المنطقة, و القائمة العراقية من اشد خصوم الرؤية الكوردية, مسالة خطيرة تستحق التفكير مرتين و اكثر. ناهيك عن انفراجها الواضح من توجه و رؤية الاتحاد الوطني الكوردستاني التي تميل الى المحور الشيعي المتالف من ايران و الغالبية الساحقة من القوى الشيعية الاقليمية. زعامة الاتحاد تشعر بارتياح و اطمئنان اكثر في الحليف الشيعي التقليدي للكورد ويقوم بذلك بقراءة مغايرة لقراءة حليفه الرئيسي و لا اظن بان هذا الاختلاف سيكون دون تداعيات قادمة.
ان الزيارة الرسمية للامين العام لحركة كوران السيد نوشيروان مصطفى الى ايران تشكل مؤشرا مهما في تبلور تحالفات و تنسيقات سياسية قادمة و لن استغرب من تقارب و تفاهمات اتية بين حركة التغيير و حزب الام, الاتحاد الوطني الكوردستاني برعاية ايرانية و من خلال اصلاحات و تغييرات مهمة في مسار اعادة توحيد الصفوف خاصة و ان الفرصة اتية اذا ما نظر اليها من مختلف الزوايا و احسب ان قربنا من اعتزال فخامة مام جلال السياسة تشكل فرصة ذهبية في هذا المنحى و اتكهن بان يكون السيد نوشيروان مصطفى من اقوى الشخصيات السياسية المحتملة لتسلم الراية.
مهما يكن من الامر فان العراق لا محال مشرف على مغادرة مرحلة التحالفات الطائفية و التوافقات السياسية المحاصصية, و الدخول في مرحلة التحالفات السياسية وحكومات الاغلبية و لن تكون سهلة في تطاحناتها و صراعاتها. و البيت الكوردي لن يكون بمناى من هذه التحولات السياسية بل سيكون بحاجة الى اعادة الترتيب و التقييم. 

وسام الجوهر
كاتب و محلل سياسي


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە