یوم الإســتقلال والخلود والعرس القومی فی کورد ســتان
Friday, 09/11/2012, 12:00
تعظیما وتخلیدا لروح البطولة والتضحیة والفداء التی یتحلی بها الســجناء الکورد ، المضربین عن الطعام ، فی الســجون الترکیة ، الإضراب الذی یدخل فی یوم الســبت المصادف ( 10 / 11 / 2012 ) ، یومه الســتون . وإحتراما وتقدیرا لهذا الموقف الوطنی والقومی النبیل والرائع ، والذی لا مثیل له فی التاریخ الکوردی القدیم والحدیث ، تم إعتبار الیوم المذکور ، کیوم الصمود القومی فی کورد ســتان ، وذالك إســتجابة لطلب ورغبة الکثیرات من امهات الشــهداء والشــهیدات .
فهۆلاء الســجناء الذین اغتصب عنهم حریتهم وقیدوا بالسـلاســل ووضعوا وراء القضبان ، وســلب عنهم حق الدفاع عن أنفســهم بلغتهم ، وعوملوا طیلة الحیاة ، وأبا عن جد ، معاملة العبید والرق لا معاملة الإنســان ، واعتبروا فی عقر دارهم خدما ، ونظر إلیهم فی وطنهم کغرباء ثقیلی الظل . ودوما تغلق بوجههم کل الأبواب للخلاص وطلب النجدة وحتی الصراخ ، ومع کل ذالك ، کانوا ، یتهمون بأبشـــع التهم وأخطرها ، حســب القوانین التی وضعت عمدا لتقصم ظهرهم ، وخصیصا لمحاربتهم . فیتهم مقابل أیة حرکة بالتمرد ، وبســبب ردة فعل بســیط یحاکم بالإنفصالی ، وبإبداء أبســط مقاومة یقید بالأغلال ویعنون بالإرهابی . وأصبحت الحیاة بالنســبة له فی وطنه جحیما لایطاق ، کل ذالك یحدث له بعلم ومبارکة ما یســمون أنفســـهم بالعالم المتحضر وأمام نظرهم وفی مســمعهم . ولم یبقی أمام الکورد ســوی ســـبیل واحد لمقاومة الظلم والوقوف بوجه الظالم ، والذی هو الإضراب عن الطعام ، لتحقیق ما یصبوا إلیه ، رافعا شـــعارالرفعة والعزة والإنســانێة ، صارخا ملء فمه ، وبکل ما اوتی من قوة ، فإما الحریة أو الموت ،
فإضراب ما یقارب ( 700 ) ســجین عن الطعام لمدة ( 60 ) یوما ، إنها مدة طویلة وطویلة ، وغیر قابلة للتحمل ، لیس بإمکان البشــر العادی الصمود کل هذا الوقت ، أمام سـطوة وجبروت وحش الجوع ، فهۆلاء الســـجناء لیسوا باناس عادیین ، فســیطرة هۆلاء علی أنفســهم بهذه الدرجة وهذا القدر ، وتفضیلهم الموت بالعزة والفخر علی حیاة الذل والهوان ، لهو الدلیل والبرهان علی أنهم [ إنســان ] و [ إنســان ] بالمعنی الکامل ، و بکل ما تعنی هذه الکلمة من معنی . و [ إنســان ] یصنع المعجزات . فإذا عرف [ إنســان ] [ الإنســان ] ، یعرفه بأنه [ الإنســان ] لیس بمقدوره العیش إلا حرا ، وبإمکانه الســیطرة علی نفســه بالکامل ، وهاتان الصفتان هما اللتان تمیزان [ الإنســـان ] عن الحیوان.
فإننی کاتب هذه الســـطور ، لا یســعنی إلا أن أنحنی إکراما وإجلالا ، وبکل فخـــر واعـــتزاز ، وأرکــــــع وأســـــجد أمام { إنســانیة } و { عظمة } هۆلاء { العظماء } . فالعالم کله ، والإنســانیة کلها ، ینبغی علیها أن تۆدی واجبها الإنســـانی ، وأن تلعب دورها ، وهو الدفاع عنهم والوقوف فی محراب { إنســانیة } هۆلاء العظماء ، بإعتباره محراب { الإنســـانیة } جمعاء ، و{ إنســانیتهم } هذه هی مبعث فخر واعتزاز لل { إنســانیة } جمعاء ، فعلی { الإنســانیة } العمل علی إنقاذ حیات هۆلاء العظماء من براثن وحش الموت الذی ســلطه علیهم النظام الترکی الإرهابی الفاشــی ، مع من هم خلف هذا النظام القمعی المتخلف العنصری .
وعلی الکورد ، أینما کانوا ، ســواء ، کانوا فی کورد ســتان أو فی بلدان المهجر ، أن یهبوا لعمل مایمکن عمله ، وباســلوب مدنی وحضاری ، لنجدة أحبتهم وأعزتهم من أبناء بنی جلدتهم ، وینبغی علیهم أن لا یرکنوا للراحة لیل نهار ، وأن یعملوا بجد لإظهار الوجه الحقیقی البشــع لاردوغان الدجال ، ولنظامه الإرهابی الوحشـــی .
وإننی ، هنا ، أود أن اوجه بالنداء إلی الحرکة التحرریة الکوردیة ، وإلی قندیل ، للقیام بما ینبغی علیهم القیام به ، وهو التفضل بتکریم هۆلاء [ العظماء ] الســـجناء المضربین عن الطعام ، لیروا بام أعینهم ، بأن نضالهم قد أثمر وإن تضحیاتهم موضع الإحترام والتقدیر من لدن أهلهم وأعزتهم ، وذلك بتســمیة إحدی القمم من قمم الجبال فی کورد ســتان ، بإســم کل واحد منهم . وهذا أقل ما یمکن أن یعمله قندیل لهم . وکم هو جمیل أن تســمی القمة التی إسـتشـهد علیها الگریلا بإســمه أو بإســمها ، ویواری الثری فیها بلباســه أو لباســـها . فالقمم ، کما القندیل الیوم فخور بأهله بأحیائهم وأمواتهم ، تتمنی أن تنال الفخر والشــرف ، بأن تکون مأوی أبدیا لهذا ( الإنســان ) الذی دفع حیاته دفاعا عن قدســیتها ، لذا لیس لائقا بقندیل أن یحرم القمم من شــرف وفخر إحتضان جثمان الشــهداء . وبهذه المناســبة ، حبذا لو تکرم قندیل بتســمیة إحدی القمم العالیة ، بإســم شــهید الإنســانیة الحی ، صدیق الشــعب الکوردی ، الاســتاذ الإنســان إســماعیل البیشـــکچی . کرد ولو القلیل القلیل من الجمیل له .
وإننی کلی أمل وامنیات بأن یقدر الشــعب الکوردی هذه الکوکبة العظیمة من خیرة أبنائه ، بکل ما هو جمیل لهم وبنضالهم ، وبکل ما هو لائق بهم وبتضحیاتهم ، وتســـمیة یوم الســتین من إضرابهم عن الطعام ، بیوم ( العرس القومی فی کورد ســتان ) ، وإقامة حفلات الفرح والســرور، وأن یزین المدن ، ویلبس الناس أحلی وأجمل مالدیهم ، ویقوم الأهل و الجماهیر بزیارة الســجناء فی زنزاناتهم ، وإلباس عزیزاتهم وأعزتهم ، لباس العروس او العریس ، علی امل الخروج من الســجن والعودة ألی أحضانهم ، وهم مرفوعی الرأس معززین مکرمین ، وإعتبار هذا الیوم کمناســبة وطنیة وقومیة فی عموم کوردســتان ، والنظر إلیه کعید مقدس وأســتقباله کنوروز العصر .
وإننی لعلی یقین بأن الصمود البطولی الرائع ، والغیر القابل للتصورللمســجونین ، ســیســجل فی صفحات التاریخ وبأحرف من النور . وســیکون دلیلا مادیا ملموســا بأنتقال الامة الکوردیة من مرحلة التخلف والتأخر إلی مرحلة التحضر والرقی ، وســتخرج من قائمة الامم الآهلة للفناء والزوال ، وســتحل قریبا محلها بین الامم الحی فی العالم . وهذا کاف لیخلد عظمة تضحیات هۆلاء العظماء ، وســیبقی هذه الأیام کأیام الخلود والبقاء فی ذاکرة الأیام والزمن .
فالامة التی یعشـــق أبنائها الموت من أجل الحیاة ، ویســتقبلون الموت بالبهجة والســرور کما یســتقبل الآخرون الأعیاد ، إنها لامة جدیرة بالتحرر والإســتقلال ، لان التحرر والإســتقلال ســیبدأ اولا وأخیرا فی فکر أبناء الامة ومن ثم ســیزهر الإســتقلال . ولا بد هنا أن نذکر الخونة اللذین خانوا قومهم وتاجروا بدماء الشـــهداء وتربة کوردســتان ، وباعوا إنســانیتهم بشـــئ بخس ، خیر لهم أن یحفروا قبورهم بأیدیهم ، ویطمرون أنفســهم فیها قبل أن تنهار علی رۆســهم دمن خیاناتهم العفنة وتخنقهم .
واخیرا ، أود أن أقول للعظیم اوجلان ، عظیم العظماء ، إطمئن یاســـیدی القائد ، یا صانع الإنســان ، ویا قاهر الظلمة والظلم والظلام . ماذهبت تضحیاتك ســدی وهباءا ، کما لم ولن تذهب ســدی وهباءا . فقســـما عظما ، إنك لقائد عظیم ، وإنك لجدیر بأن تکون قائدا لشــعب عظیم ، فرفاقك ، ســواء المســـجونین منهم أو من هم فی القمم الشــاهقة ، کانوا فی ســباق محموم ، لیثبتوا للعالم أجمع بأنهم جدیرون بأن یکونوا ( إنســانا ) من أبناء شــعبك ، وبرهنوا للعالم بأنهم ( إنســان) ویقودهم ( إنســـان ) ، أی ( إنســـان ) ، ( إنســان ) مســلح بســـلاح الإنســـانیة التی هی من صنع صانع وقائد ( إنســـان ) . فتأکد یا قائد المظلومین ، بأن هناك الآلاف والآلاف من أبناء شــعبك ال ( إنســـان ) ، ( إنســـــان ) مســـلح بســـلاح فکرك النیر الذی ینیر طریق الکفاح والنضال لهم ، ویصلهم إلی بر الأمن والأمان ، وینیر دنیاهم ویملأها عطرا وعبقا .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست