کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


Wednesday, 28/12/2011, 12:00




بالرغم من سيطرة أخبار الربيع العربي أو ربيع الشعوب الضطهَدة على وسائل الإعلام و الرأي العام العالمي، الا أن العراق الذي انتهى من الاستبداد الصدامي منذ 2003 أصبح في الأيام جزءاً رئيسياً من نشرات الأخبار في المؤسسات الإعلامية، و ذلك بعد إثارة قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، و الخلافات المشتدة بين ائتلافي دولة القانون و العراقية، ناهيك عن الخبر المضحك و هو وساطة حكومة المالكي بين نظام القمع في سوريا و المعارضة السورية، في حين أن الوسيط نفسه (نوري المالكي) يحتاج إلى آلاف الوسطاء لحل مشاكل بلاده العالقة منذ سنوات على حساب الشعب العراقي الذي عانى و يعاني الويلات.

في الحقيقة ليس دفاعاً عن الهاشمي أو المطلك أو علاوي أو غيرهم، و لكن هنا نتسآل لماذا إثارة قضية الهاشمي في هذا الوقت بالتحديد!؟ في حين أن معظم رجالات القيادة العراقية الحالية لهم من الملفات أكثر مما يتوقعه المواطنون العراقيون، و بأدلة دامغة تُثبت تورطهم في عمليات إرهابية و فساد إداري و مالي فظيع بمن فيهم أقرب المقربين من المالكي نفسه، الأمر الذي يولد الشك عند المراقب و المتتبع للمشهد السياسي الحالي في المنطقة بأن إثارة قضية الهاشمي في هذا الوقت بالتحديد و أنظار العالم أجمع متوجهة إلى المشهد السوري، لهي إشارة واضحة بأن "قائد الضرورة و راعي الدولة و المجتمع" نوري المالكي ينوي بذلك صرف أنظار العالم عن المذابح اليومية في سوريا أولاً، و ثانياً التفرد بحكم العراق عن طريق اثارة القضايا و الملفات بحق القيادات العراقية التي تأبى عن الخضوع له، كما أن مبادرة المالكي للوساطة بين النظام السوري و إثارة قضية الهاشمي و غيرها جائت تزامناً مع زيارته إلى الولايات المتحدة, و بما أنه أثبت في محطات كثيرة بأن يُعامل و يحكم العراق و كأنها ولاية أو مستعمرة إيرانية و قد تم تعينه والياُ أو مندوباً سامياً عليها من قبل الحرس الثوري و على حساب الشعب العراقي في العيش بكرامة و أمن استقرار، فإنه بات الآن كالدجاجة تقاقي في واشنطن و تبيض في طهران عن طريق سوق الكرامة الذي أنشأه للشعب العراقي المظلوم بما فيه الكردي.



هنا لا أريد الخوض كثيراً في تصرفات المالكي التي يريد من خلالها إعادة نهج حزب البعث الشمولي و تفعيل ما يسمى ب(الحزب الواحد) أو (قائد الدولة و المجتمع) أو (قائد الضرورة) و غيرها من المصطلحات البالية التي كان المالكي نفسه يدعي بالنضال لسنوات في سبيل إزالتها و حالياً يساند مثيلات تلك المصطلحات في إيران و سوريا و بشكل علني، و لكن هنا يجدر بنا الوقوف على الوضع الكردي في العراق، فمنذ سنوات و نرى هذا الوالي الإيراني يقوم بين كل فترة و أخرى بافتعال مشاكل مع الكرد و سلطة إقليم كردستان بهدف النيل من تجربة الإقليم الفريدة و بسط سيطرته المطلقة على هذا الشعب الذي قاوم الغاز الكيمياوي و عمليات الأنفال و المقابر الجماعية دون يأس أو ملل في سبيل أن يعيش مثلما هو عليه الآن و ربما أكثر، و في الحقيقة فإن الخطوات التي تتخذها حاشية المالكي في هذه الفترة بالتحديد لمؤشر قوي بوجود مشروع واسع النطاق للنيل من كل شخص أو طرف خارج عن طاعة النظامين الإيراني و السوري بعيد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، و بالتأكيد يبدو أن الدور قادم على الكرد أيضاً لامحال و بدا ذلك في تهديد "قائد الضرورة" لحكومة الإقليم أثناء احتوائها للهاشمي و غيره في الإقليم الذي استقبلهم بهدف حل الأزمة ليس إلا.



اذاً لقد أصبح واجباً على القيادة السياسية أيضاً في كردستان توخي الحذر بشكل أكبر من هذا المشروع الخطير و من الضروري القيام بتسديد ضربات استباقية في وجه هذا المخطط قبل فوات الأوان و الوقوع في مشاكل لايحسب عقباها، خصوصاً و أن المالكي بغض النظر عن محاولاته الحثيثة لبسط شموليته على العراق كافة بما يتناسب مع النظام الإيراني و حلفائه، يبدو أنه نسي أيضاُ بأن الكرد ليسوا هم من قدموا مئات الألوف من الشهداء على مر عشرات السنين في سبيل قضيتهم العادلة، و كذلك نسي أن كردستان العراق لم تعلن استقلالها حفاظاً على الوحدة والعيش المشترك للدولة العراقية، و نسى أيضاَ أنه بإمكان الإقليم اعلان استقلاله متى ما شاء و سيلقي الدعم و الاعتراف بشكل فوري من ثلاثة دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و قرابة 120 دولة أعضاء في الأمم المتحدة.



في النهاية يجدر بنا القول بأن أفعال المالكي الأخيرة و في هذه الفترة الحساسة بالتحديد ليست بمشاكل سياسية داخلية عابرة، بل هي مقدمات لتنفيذ مشروع واسع النطاق للنظامين السوري الإيراني بعد ان قطعت بهم كل السبل في قمع إرادة المنتفضين في دول المنطقة، و بما أن أي تطور ديمقراطي حاصل في المنطقة يعود بالفائدة للكرد في سائر أجزاء كردستان و العكس أيضاً صحيح، فعلى القادة الكرد (الشرفاء) أن يقوموا بوضع تكتيكات أخرى و استراتيجيات أقوى تحسباً للأخطار المحدقة من هذا المشروع، و لكن للأسف فبالرغم من أن الوالي الإيراني مازال في بدايات تنفيذ المخطط الجديد لأسياده، نلاحظ بأن البعض (أقول البعض و ليس الكثير) من القادة الكرد في العراق و كذلك سوريا يحاولون الانخراط في هذا المشروع الخبيث سواء بقصد أو بغير قصد.

 



نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە