کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


مواجهة التحديات الآنية على حساب الاستراتيجيات!!

Friday, 03/02/2012, 12:00




ان التحديات التي تواجه الحركات التحررية و مسيرة الاحزاب و الثورات الجديدة بعد نجاحها او في بداياتها، لا تقل في خطورتها عن خطورة اي افراز ناجم عن اتباع اسلوب خاطيء لكيفية مواجهتها من اجل ايجاد الحلول الانية السريعة لها فقط، بعيدا عن التعمق في طريقة ازاحة العراقيل و تخطي ما يعيق خطوات الجهات التي تمنعها المشاكل و التحديات المختلفة ومن اجل انقاذ نفسها، ودون ان يؤخذوا بنظر الاعتبار الاستراتيجيات و ما تفرضه و تتطلبه، و انما مستندين على الطرق البدائية الساذجة في العلاج . سواء كانت التحديات على اشكال المشاكل اليومية الاعتيادية او نتيجة افرازات الظروف الموضوعية و الذاتية غير المؤآتية التي تولد السلبيات العديدة عند الولوج في عمليات التغيير و الانتقال لمرحلة مغايرة . و كذلك تدخل عوامل شتى في ابراز العديد من العوائق التي تتحدى كل جديد من جانب، و تجبر اية عملية سياسية اجتماعية عامة على التريث و حتى التوقف نهائيا في مسيرتها او التراجع عنها مؤقتا ان تمكنت من جانب اخر .
من اهم العوامل التي تفرض نفسها في بروز المشاكل و الخلل، هي انعدام الخبرات المطلوبة و عدم هضم كل جديد بسهولة ان كان يناقض سابقه او ينفيه او يجاريه حتى، اضافة الى المؤثرات الروحية و الاخلاقية التي تجذرت في كيان و طبيعة و تركيب شعوب المنطقة، مما تفرض على الجهات كافة ان تعتقد كليا بانها تحتاج دائما لمنقذ ما، سواء كان غيبيا و من صنع الذات او يُخلق ذاتيا ضمن المجموعة القيادية المعتبرة او كاريزما ما، و يُزود و يُتصف بصفات و خصائص و مميزات مبالغة فيها، بحيث تصل احيانا لحد التأليه ، و هذا ما يفرض انبتاق الدكتاتوريات في اكثر الازمان و كل منها على شاكلة و طريقة معينة معتمدة على ركائز ممختلفة عقيدية او ايديولوجية او دينية بحتة كانت ام عسكرية او قبائلية، في المجتمعات المتسمة بهذه الصفات .
مهما كانت تركيبة الاحزاب و التكتلات وعقائدهم و مناهجهم من اليمين الى اليسار، فانها تحاول ان تسيٌر امورها التنظيمة و تحقيق اهدافها و تؤدي مهامها مستندة على عظمة قائدها و هي تستمد منها قوة ازاحة التحديات و ايجاد الحلول للمشاكل و تتبنى الاحترام و التقدير التي تبديها للصفة التي تلصقها بالقائد او الشخص الاول و ان لم يستحقها، محاولة نشر الدعايات المؤدية لتحقيق هذا الهدف دون الالتفات الى السلبيات التي تحدثها هذه العملية في النهاية،اي خلق عظمة من الفراغ ، و اولها خلق الدكتاتوريات على حساب الاهداف العامة و الاستراتيجيات الهامة . و تنجح هذه العملية اكثر شيء في الاوساط التي لا تتسم بنسبة مقبولة من الوعي و الثقافة العامة ، و للاسف الوسط الموجود في منطقتنا يساهم في نجاح هذه المهام بشكل فعال .
لو اعدنا النظر بسرعة في مسيرة التنظيمات، نلاحظ تكرار تلك الاخطاء في العديد من المراحل الزمنية المتعاقبة دون الاعتبار او اخذ الدروس من التاريخ . لذا، بعد التغيير الحاصل و الوصول الى مرحلة انتقالية و من ثم انبثاق ارضية لبروز الدكتاتوريات و الانفراد في السلطة و الحكم و تقليص دائرة الحكم تدريجيا لحين تتجمع كافة الصلاحيات في حزب او فئة او حلقة او شخص واحد، و هكذا، فلم نلمس خلال التغييرات بروز ما يرينا التمسك بالاستراتيجيات التي تنتظرها الشعوب، بل نتاكد من ان الاجيال المتعاقبة تذيق المرارة ذاتها و انما باشكال و الوان مختلفة بينما تكون الحياة العامة مستقرة في وحل التخلف .
ما يدعم هذه الطريقة و يثبت كافة الاحزاب و المناهج و التوجهات عليها عند التطبيق هو الجانب السيكولوجي الذي يتمتع بها الانسان الشرقي على الاكثر المستند على مركز قوة ما، سواء خلق نفسه بنفسه من قبل المقربين او ماهو غيبي المكان و التركيب و يعود اليه الصانعون عند الضرورة اثناء المحن و التحديات و المشاكل من اجل تقوية الذات و لصالح استمرارالعملية و تحمل الصعوبات و مهما كانت غطائاته و تحت اية شعائر كانت و من اجل ان يمد ذاته و تركيبته الاجتماعية او السياسية طاقة و قوة للاستمرار و ازاحة التحديات ، هذا ان لم تكن التركيبات معتمدة على المؤسساتية و القاعدة العلمية، وكانت الاشخاص معتمدة على العقلانية و بعيدة عن التفكير في الغيبية و المستندة على العلمانية و الركائز الواقعية الحقيقية. هنا يتباهى المتورطون معتقدين بانهم ينجحون و ينتجون بالطرق الغيبية التي لم تثبت اصحية توجهاتهم على الارض لحد اليوم .
و عليه، يمكن ان نتيقن باننا نعيش في مرحلة و واقع و مجتمع يتسم بوعي عام و ثقافة يدعنا ان نخاف التكرار مما حصل في التاريخ من الماسي و الويلات باي شكل كانت، طالمنا كنا غائصين في قعر العراقيل المكبحة لاي تقدم من اية ناحية كانت و في مقدمتها الجانب الاجتماعي السياسي المتاثر بكل ما يخص التقدم العام ، بعد تطوير البنى الفوقية لحياة الانسان . هذا ما يفرض علينا ان ننتظر و نعتمد خطوات التقدم الاجتماعي وفق الخصائص العلمية التي تمنع الدوران في الحلقة المفرغة و تزيل الموانع و تواجه التحديات و تتمسك بتحقيق الاستراتيجيات بشكل صحيح و ليس حل المشاكل على حسابها، و هذا ما يتطلب وقتا و جهدا من قبل الجميع .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە