أخطاء البرزاني القاتلة..!
Friday, 27/04/2012, 12:00
عضو المجلس الوطني السورييتعرض السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان هذه الايام الى حملة اعلامية مسعورة يقودها إئتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مدعوما من لدن جميع القوى الشوفينية والعنصرية وما أكثرها في عراق اليوم . ويبدو أن المحرك الذي يقف وراء هذه الحملة الاعلامية المتزامنة مع جملة من التهديدات التي أطلقها عدد من رموز دولة القانون تجاه اقليم كردستان ، يبدو للوهلة الاولى انها تصريحات البرزاني التي إتهم عبرها المالكي بمحاولة تأسيس دكتاتورية جديدة في العراق عبر تهميشه للقوى السياسية الاخرى وهيمنته على القوات الامنية والعسكرية العراقية . والواقع ان الدافع الحقيقي الذي يقف وراء هذه الحملات والاجراءات التعسفية كمعاقبة الشركات النفطية التي تستثمر في الاقليم واطلاق التهديدات، ليس تصريحات البرزاني ، بل ان الفكر الشوفيني العنصري تجاه الكرد والمتأصل في الجينات الوراثية هو الذي يقف وراء كل ذلك.فهؤلاء تأبى نفوسهم أن يروا الكرد مواطنين من الدرجة الاولى وشركاء في هذا الوطن يتصدون للمناصب السيادية التي اثبتوا كفاءة منقطعة النظير في ادارتها امام فشل ذريع لممثلي القوى الاخرى وخير دليل على ذلك هو نجاح مؤتمر القمة العربية الاخير بفضل الإدارة الكردية الناجحة له . فهؤلاء يستكثرون على الكرد التمتع بحقهم في ثروات هذا ألوطن الذي قدموا من التضحيات في سبيل تحريره ما لم تقدمه اي من المكونات الاخرى, وهؤلاء ينظرون بعين الغيظ لتجربة الاقليم الناجحة على صعيد الاعمار وتحقيق الامن والتعايش بين مختلف المكونات العراقية التي تعيش في الاقليم وهو ما يثير غضبهم ويذكرهم بفشلهم ويعريهم امام ابناء العراق الآخرين. ولذا فإن سياسة هؤلاء حيال الكرد قائمة على مبدأ تقديم ما يسموه بالتنازلات وهي حقوق الشعب الكردي المشروعة التي اقرها الدستور وذلك بانتظار مرور هذه المرحلة الصعبة والتي يعدون فيها الشعب الكردي وبكل صلف بالويل والثبور وعظائم الامور حتى اذا ما تستوسق لهم الامور فحينها فسوف يعيدون الكرة مرة ثانية بانفال جديدة وحلبجة جديدة بل اسوأ من ذلك .وهو ما ظهر جليا هذه الايام عبر تصريحات رئيس الوزراء الذي نبت له قليل من الريش فبدأ يطالب بالتدخل في شؤون كردستان مدعيا انهم يعرفون ما يجري في بغداد ويجب ان نعرف ما يجري عندهم! أو عبر عروض قادته العسكريين عليه باحتلال الاقليم ورضاه بهذا العرض بسكوته عنهم وعدم ردعهم. ومن هنا يمكن معرفة الاخطاء الكبرى التي وقع فيها المناضل مسعود البرزاني.وأول تلك الأخطاء هي الوطنية المفرطة للبرزاني ، فالبرزاني ومنذ سقوط النظام وهو يتمسك بعراقيته ويرفض ان يكون تبعا لهذه الدولة أو تلك ،فنفسه تأبى أن يتنازل عن سيادة العراق من أجل تحقيق مصالح شخصية أو قومية كما فعلت معظم القوى السياسية الاخرى التي تنازلت عن كرامتها وسيادة البلاد التي رهنتها بهذه الدولة او تلك ولمن يدفع أو يدعم أكثر.وأما البرزاني فقد إعتمد على شعبه وعلى الجبل الذي آواه لعقود .ولذا فلم يكن جسرا أو أداة لتنفيذ أجندة الدول الأخرى كما يفعل قادة العراق اليوم الذين لا يملكون أي أجندة وطنية وكل أجندتهم هو الحفاظ على مصالحهم وان إقتضى الأمر تنفيذ أجندة دول الجوار ولو على حساب سيادة العراق التي باعوها في سوق النخاسة. وأما الخطأ القاتل الثاني للبرزاني فهو عدم سيطرته على كركوك الكردية والحاقها باقليم كردستان مباشرة وبعد سقوط النظام ،فالكرد كانوا هم الطرف الاقوى حينها في العراق وكان بامكانهم اجتياح كركوك باهلها الاصليين المهجرين والحاقها بالاقليم لكنه آثر ان يسترجع هذا الحق بالطرق السلمية والحضارية ووفقا للدستور فكانت النتيجة مزيدا من التسويف والتلكؤ بل والتنصل من تطبيق تلك المواد الدستورية المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها. وأما خطأ البرزاني القاتل الآخر فكان عدم إعلانه للدولة الكردية بعد السقوط وبعد أن يسيطر على كركوك ،فقد كانت الاوضاع مهيئة لاعلان ذلك مع حالة الفوضى التي عمت العراق بعد السقوط الا انه آثر البقاء صمن عراق موحد في موقف تأريخي لا يعكس سوى روحه الوطنية العالية والتصاقه بالتربة العراقية. وأما خطأ البرزاني الرابع فيتمثل في ثقته بالقوى السياسية العراقية وخاصة بعض القوى الشيعية كحزب الدعوة معتقدا بان سنين النضال والمظلومية واحتضان الاقليم لاعضاء هذا الحزب وبضمنهم زعيم الحزب ايام المعارضة كافية لاعطائهم الثقة فهو لا يعلم بان هؤلاء كالافاعي السامة التي تلدغ كل من يحسن اليها، ولا تعرف سوى لغة الغدر ونكران الجميل التي لم تنجوا منها حتى المرجعية الدينية الشيعية التي اوصلتهم للحكم، الا انهم اليوم يتهجمون عليها كما صرح سامي العسكري يوم امس لانهم يريدون المرجعية كالخاتم في اصبعهم.لقد كان لوضعه الثقة في هؤلاء خطأ فادحا لانها كانت ثقة في غير محلها فهؤلاء يبدون كالحمل الوديع ولكن ما ان يستمكنوا حتى يكشروا عن أنيابهم ويتحولوا الى ذئاب. وأما خطأ البرزاني الخامس و الأخير فكان صدقه وطهارته لانه لم يكن سياسيا لعوبا او مراوغا او مستغلا للفرص ،فهو لم يلعب بورقة الصراعات القومية والطائفية بل كان بيضة القبان التي توفق بين مختلف المكونات العراقية ، فلم يصب الزيت على نار الخلافات السياسية بل سعى لاطفائها عبر وساطاته وعبر ضيافته لمختلفا الطراف ولعب دور الوسيط بينهم او عبر مبادراته وخاصة الاخيرة التي افضت لتشكيل الحكومة الحالية والتي لولاها ماكان لأحد أن يعلم الى اين كانت تتجه الامور في العراق حينها مع كل هذا الصراع الداخلي والاقليمي المعقد. فكان من الاولى به ان يلعب على الحبال ويحرك طرفا على اخر ويدعم كل من يقدم تنازلات اكثر بدلا من التعويل على مفاهيم الشراكة في المظلومية والنضال التي اكل الدهر عليها وشرب. لم تكن تلك المواقف بالاخطاء القاتلة بل كانت فضائل قاتلة فالوطنية والسلمية والثقة والاستقامة والثقة بالاخر هي فضائل الا أنها أخطاء في عالم السياسة العراقية النتن الذي يقرأ الامور بالمقلوب فيصبح البرزاني بنظرهم انفصالي انتهازي مراوغ متصيد للفرص سارق لخيرات العراق لانهم بعيدون عن الفضيلة ومنغمسون في الرذيلة .الا ان البرزاني يدرك اليوم أنه إرتكب تلك الاخطاء الفضيلة وآن الاوان لتصحيحها اليوم وبغير ذلك فلن يبقى له خيار سوى ان ينتظر وصول طائرات اف 16 لتدك مصيف صلاح الدين بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
داود باغستاني
عضو المجلس الوطني السوري
[email protected]
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست