کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


الامن القومي الايزيدي ... بين الطموح و الواقع ج2

Saturday, 30/06/2012, 12:00


ان اساليب واليات الحفاظ على هويات الشعوب تختلف باختلاف الزمان و المكان. ففي ظل الادارات العصرية الليبرالية المتمدنة تجد المكونات الاقلية, الكثير من الضمانات الدستورية متجسدة في قوانين ضد التمييز وفي حرية الممارسات الديمقراطية العديدة التي تصب في خدمة الحفاظ على التنوع الثقافي و البشري كاساس من اسس بقاء و تطور المجتمعات. في ظل هكذا ظروف تجد المكونات على اختلاف احجامها و اشكالها تشكل جمعيات و منظمات متعددة الالوان و الاشكال لخدمة مصالح هذه الشرائح. الجمعيات الايزيدية في اوطانها الجديدة هي خير شاهد و مثال على ما تقدم وانني على يقين بان هذه الجمعيات ستزدهر و ستتالق على يد الاجيال القادمة من ابناء الجاليات الايزيدية في اوطانها الحديثة. 
في ظل الادارات الديكتاتورية و المستبدة, وفي ظل الادرات العنصرية الطائفية بشقيها القومي و الديني المذهبي, تختلف الامور تماما. عراق اليوم يشكل نموذجا طائفيا بامتياز وهو في بدايته الى شيء يصعب التكهن به لشدة تعقيد وتشابك وتقاطع الصراعات القومية و الدينية المذهبية. ما يجري في العراق هو صراع الهويات ويفصلنا الكثير من الانتقال الى صراع السياسات. نرى ان الاستقطابات و الاصطفافات هي طائفية بامتياز وان السياسات انما تتبلور وتتمحور حول الهويات وعليه فان الوقوف على هويته يعد من اولويات العمل السياسي لكل سياسي....وهنا...وهنا تحديدا...يكمن موضع الخلل في سياسة الامن القومي الايزيدي...حيث ان الفوق السياسي الايزيدي قد اختلف و تشتت و تصارع و تناحر على الوقوف على هويته. فمن ذهب الى ان يسكن دار غيره موهما ومتوهما بان له عمٌة في الجبل , مثله مثل " دلخو المسكين عندما عقد العزم على الرحيل بعائلته المتكونة من زوجته و طفليه الصغيرين, الى عمته الدب في الجبل, ظنا منه رغد العيش هناك" والذي يعرف هذه القصة من التراث الايزيدي , يعرف النهاية الماساوية لدلخو وعائلته المسكينة....!
هناك من راى ملامح هويته وامن بها وعمل ويعمل جاهدا لبلورة عمله السياسي حول هذه الهوية وهو يعاني ويقاسي ويحارب ,بضم الياء و فتح الراء, بكل الوسائل من الحرمان من الوظائف ووسائل الاعلام و...و. اليهم في التيار الايزيدي الليبرالي الاقرب الى القلب والشارع الايزيدي من غيره نقول صبرا وثباتا وعزما على الايمان, فمتى كان طريق تحقيق الذات مفروشا بالورود.
ان الشرائح المختلفة ضمن هذا التيار مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى القفز على الخلافات و الاختلافات في ظل مصالحة قومية من اجل رص الصف وتوحيد الكلمة وفرز برنامج سياسي ناضج يرتقي الى مستوى المسؤولية و المرحلة و التاريخ كما يقال لايرحم من يفشل. 
هناك تقلبات و انقلابات سياسية خطيرة في المشهد السياسي العراقي عموما و النيناوي الايزيدي خصوصا. ليس من المعقول و المقبول ان يتم حسم ملف المناطق المتنازعة عليها في ظل المادة 140 على ضوء ما هو مطروح اليوم , حيث ان الصوت الايزيدي الحر مغيب تماما ومختزل في متبوع سياسي حزبي مرسوم له دوره في سكٌته المسبوكة سلفا لا يسمح له الكثير من فسحة الراي و الرؤيا ما يتجاوز التصفيق و التمجيد والاقرار واضافة الشرعية على لباس ايزيدي مفصٌل له بنظرة دونية.
نسمع ونقرأ كثيرا لراي التيار القومي الكوردي الايزيدي بان في تنفيذ المادة 140 خلاص الايزيدية وتذكرة العبور الى عالم الحرية والرفاهية دون ان يجهدوا نفسهم كثيرا في تفسير ذلك, جاهلين او متجاهلين تجارب الماضي البعيد والقريب التي و للاسف تطرح ما يدعوا الى التشكيك بذلك. هذه الرؤيا في تقديرنا اقل بكثير من ان تدخل في باب سياسة الامن القومي الايزيدي. برلمانيو هذا التيار ملؤوا الفضائيات و ملوٌها بتصريحاتهم السياسية الملقٌنة و التي تملى عليهم شانهم في ذلك شان اي برلماني عراقي اخر, من قبل رئيس الكتلة والذي في غالب الاحيان بدوره يتلقى الكلمة من قائد الضرورة وصاحب الكلمة في الحزب. لكنهم في تقديرنا فشلوا ايزيديا في توظيف موقعهم النيابي وعلاقاتهم السياسية في تعريف الناس بالهوية الايزيدية وهموم هذا المكون المهمش. يتناسون ان ايزيديتهم و ليس كورديتهم هي التي ساقتهم الى الكراسي البرلمانية سواء ما تعلق في اختيارهم من قبل فوقهم السياسي او الاصوات التي حصدوها , و بكثير من حسن النية, من الشارع الايزيدي. اذ يعلم الجميع بان تلطيف الارقام الانتخابية سمة شائعة ونتسائل الى متى تضمن مثل هكذا سلوكيات نتائج انتخابية حسب الطلب؟
سياسة الامن القومي الايزيدي تكاد تكون معدومة وفي قليلها الموجود تراها مشوهة وتعاني من خلل كبير, فهي على مستوى العراق, اغلق بوجهها الفوق الايزيدي المتنفذ بوابة العراق واوكل امرها الى من لا يملك قراره في اربيل, وهذا امر خطير جدا. اذ من الخطأ ان يحاول البعض الايزيدي ان يكون اكثر كورديا من الكورد في ساحات المشهد السياسي العراقي بل عليه ان يقر و ان يعتز بعراقيته مثلما يعتز بكوردستانيته ولا تناقض في ذلك وهذا هو عين الصواب في ظل راهن واقع الحال. والا كيف يطالب الايزيدي المركز بحقه واستحقاقاته؟ بالامس القريب كان كل صلة بالنجيفيين تعد امر قريبا من الخيانة اما اليوم اصبحا حليفين مهمين من حلفاء الكورد...فما كان لجيش ايزيدا المعطل الاٌ الامتثال للاوامر والذهاب الى اداء الخدمة خلف النجيفي. هذه هي احوال السياسة ومن لا يجيدها يكون من الخاسرين ولن يقبل منه يوم قيام الشأن.
اما سياسة الامن القومي الايزيدي على مستوى الاقليم فهي كارثية لان الفوق الايزيدي سمح لنفسه الارتضاء بمجاملات وطبطبات على الاكتاف...وحفنة من الدولارات في الجيوب... و ببضعة مناصب ادراية فارغة, افرغت النخبة الايزيدية من طاقاتها الفكرية وحيٌدتها والهتها عن المشاركة الحقيقية في صنع القرار السياسي وخاصة فيما يتعلق الامر بامنه القومي وضمان بقاء وجوده ومن ثم حقه في المواطنة الحقة والعدالة الاجتماعية. اتحدى الفوق الكوردي الايزيدي ان كان مشاركا ولو بشخص واحد في صنع القرار الكوردستاني فيما يتعلق بالمادة 140 ناهيك عمٌا خلا من ذلك....!
توالى على منصب قائمقام الشيخان شخصيات ايزيدية مشهودة لها جميعا بالنزاهة و الطيبة و الكفائة ....ولكن مع ذلك حدث ما حدث و لااقصد هنا الاعتداءات السافرة على مقدسات المكون الايزيدي في مدينة عين سفني مركز قضاء الشيخان في وضح النهار من يوم ال 15 من شباط 2007, وعدم محاسبة احد على اثرها باستثناء اقالة القائمقام الايزيدي المسكين و الذي كان غائبا يومها...! ما اقصد هنا وهو الاخطر , التغيير الديموغرافي الكبير الذي اصاب هذه المدينة, حيث كانت نسبة المكون الايزيدي في المدينة لا تقل عن 75% قبل انتقال ادراتها الى الاقليم كامر واقع بعد سقوط النظام السابق, لنرى انها لا تزيد اليوم عن 35% ....! وحال شنكال ليس افضل من ذلك بكثير حيث ان الانباء الواردة من شنكال لاتسر القلب ابدا رغم ان منصب القائمقام مسنود الى شخصيات ايزيدية منذ عام 2003 ولكن ما جدوى ذلك في ظل سياسات خاطئة تتسم بالدونية و الاقصاء و التهميش لتصبح شنكال اليوم اشبه بمستعمرة منه الى مقاطعة محررة.
ان الحفاظ على التركيبة الديموغرافية هي اساس بنيان الامن القومي الايزيدي وضمان بقائه ويجب ان يكون في مقدمات حقوق الشعب الايزيدي كائن من كان الناشط الايزيدي السياسي. رقعة ايزيدخان تنكمش سنة بعد اخرى بعملية اشبه بالتصحر...المكون الايزيدي له خصوصيته وعلاقته برقعة ارضه القليلة الباقية هي كعلاقة السمكة بالماء. من كان صادقا في حرصه على بقاء وديمومة المكون الايزيدي عليه ان يضمن له ديموغرافيته قبل لقمة عيشه....ومن يشك بذلك فليفسر لنا اذن صراع الاقليم مع المركز....! 
كليبرالي في رؤيتي السياسية ارى خللا كبيرا في الحضور الايزيدي في ملف رسم الحدود في نينوى هذه الحدود التي قد ترسم بصفقات وتوافقات سرية تشتت الوجود الايزيدي الى نصفين وتلك هي الطامة الكبرى وفرمان الفرمانات واخرها, ما سيشكل ذلك ضربة مميتة لفرص بقائه, وعليه لا بد من اعتبار هذا خطا أحمرا وعمودا من اعمدة الامن القومي الايزيدي....فما قيمة الوجود الايزيدي "الولاشيخاني" عندها في الاقليم وشنكال تتبع للمركز اليوم والكورد ماضون بكل تأكيد الى بناء دولتهم باقرب فرصة سانحة. الكل الايزيدي كل لا يتجزاء هذا هو روح وجوهر امنه القومي. من يضمن للايزيدية مثل هكذا ضمانات؟ مسالة الامن القومي الايزيدي اكبر واهم بكثير مما يتم التعامل بها ومعها اليوم فهي اكبر من ان يكون لاي حزب كان الكلمة الاولى والاخيرة مع جل احترامنا للاحزاب السياسية. هذه المسالة تتطلب من الايزيدية فرز هيكلية بمستوى الحدث تسهر على تحقيق سياسة امن قومي ايزيدي مقبول. لايجوز باي شكل من الاشكال ان يقتصر التمثيل الايزيدي في هذا الملف من خلال بضعة من الايزيديين المنتمين الى حزب او حزبين, خاصة و انهم من المنتفعين في غالب الاحيان من هذه الاحزاب. الامن القومي يمس الجميع على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم السياسية, ولانطالب المسؤولين و المتنفذين اكثر مما هو متعامل به في شان الامن القومي الكوردي وان لا يالجؤوا الى الكيل بمكيالين. 
نتوسم في سيادة الامير ومجلسه الروحاني الوقوف قليلا عند هذه النقطة وان يدعموا طموحات شعبهم في ضمانات بقائه وحقه في حياة حرة كريمة....وكفى خمولا وخوفا وكفى ارتضاء بالطبطبات على الاكتاف فليست بالمجاملات تحافظ الشعوب على هوياتها وديمومتها. رؤيتنا الليبرالية تتجلى و كبداية في التمثيل الايزيدي الحقيقي في ملف المادة 140, ومن ثم لا بد من فرز سياسة امن دقيقة وعميقة من اجل تقرير المصير.....من يريد ارضه عليه ان يضمن له ما هو مهم للمكون اهمية هذا الارض. 
القرار الايزيدي يجب ان يتم في اجواء توفٌر له حرية الاختيار بعيدا عن الترغيب والترغيم لكي لا نقول التهديد....اي انتماء طوعي يخدم الجميع واي الحاق قسري لن يكتب له النجاح. ليس من الحكمة للقرار الايزيدي ان يكون له موقفا مبيتا قبل الدراسة و التقييم و التحليل ومقارنة السلبيات مع الايجابيات, وشخصيا اميل الى عدالة وضرورة اجراء استفتاء ايزيدي عادل ونزيه ليقرر الشعب مصيره وليكون لكل ايزيدي كلمته في شأن مصيري.
بالمناسبة كل ما نتطرق اليه في سلسلة مقالاتنا بشأن الامن القومي الايزيدي يكاد ان ينطبق و بدون اسثناء على حال وحاجة المكونات الاخرى في سهل نينوى واحسب الظن انهم يعانون معانات شبيه بمعانات الايزيدية....ومن المؤسف حقا ان تفتقر هذه او ممثلي هذه المكونات الى تقاربات و تنسيقات اكثر في رص الصفوف و الاليات خاصة وانهم "كلهم في الهوى سوى". 
وسام الجوهر
كاتب و محلل سياسي


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە