قضاء خارج الخارطة
Tuesday, 20/04/2010, 12:00
اميدي مدينة كوردستانية تقع شمال شرق مركز محافظة دهوك مبنية على قمة صخرة عملاقة وهي قلعة طبيعية بحد ذاتها. يصل ارتفاعها عن سطح البحر بحدود 1400 متر. لهذه المدينة العريقة تاريخ قديم حافل بالاحداث لا مجال هنا لسردها فالكلمات غير مخصصة لهذه الغاية. لقد كانت المدينة عاصمة لامارة بهدينان لاكثر من نصف قرن اي انها كانت المركز السياسي والاقتصادي والثقافي الاهم في عموم المنطقة.
في العام 1862 تم تعيين اول قائممقام للمدينة من قبل السلطات العثمانية بعد ان دخلت المدينة وانهيت امارة بهدينان ومنذ ذلك الحين تعاقب على منصب القائممقام العديد من السادة منهم اكراد وعرب ومن اهل المدينة ومن خارجها.
في عهد السيد يونس عبدالله ذي الكفل (1937-1938) تم ايصال الشارع الى المدينة، وفي عهد السيد عقيد محمد عبد الرحمن باشا(1953-1954) تم انيرت المدينة بالطاقة الكهربائية. كانت في المدينة مدارس عندما كانت الامية تسود في الغالبية العظمى من مدن وقصبات بهدينان، كان فيها مدارس دينية بمثابة جامعات اليوم تخرج العلماء، كانت فيها اسواق تدير تجارة المنطقة باسرها مع اسواق تركيا في الشمال واسواق العراق في الجنوب، باختصار كان اسمها يدل على الكثير من التمدن والحضارة والتاريخ وكان الكثيرين يكنون انفسهم باسمها.
في سنوات النضال ضد الحكومات العراقية المتعاقبة لم يدخر اهل هذه المدينة المعطاء وسعا في سبيل الاهداف السامية التي كان الجميع يناضل من اجلها ولهم في هذا المجال قائمة طويلة من الشهداء الابرار شهداء درب التحرر والانعتاق، لقد قصفت المدينة واحرقت بالكامل من قبل جحوش الحكومات العراقية بحجة دعمها للبيشمركة وانتمائها البارتي بهذا كانت من الضحايا التي وقعت على طريق البارتي، ثم قصفها البارتي وقتل من اهلها بحجة انتماء بعض من اهلها الى (الجلاليين) بهذا كانت من الضحايا التي وقعت على طريق(الجلاليين)، ثم اكتوى اهلها مثل الجميع بنار البعث الهمجي وقتل شبابها في اسواقها واعدم منهم وعذب الكثير وطرد عوائل كاملة من المدينة بحجة دعمهم (للخونة وسليلي الخيانة) بهذا كانت من الضحايا التي وقعت على طريق الحرية والانعتاق، ثم قصفها حزب العمال الكوردستاني لانتماء اهلها لاحزاب كوردية (عراقية) بهذا كانت من الضحايا التي وقعت على طريق الحزبين الحاكمين. بعد الانتفاضة المباركة التي شارك اهل اميدي فيها مشاركة جليلة ودافعوا ليس عن مدينتهم فقط بل كانت طلائع قواتهم المسلحة تقف في قرية بيسرى شمال مدينة دهوك باقل من كيلومترين، اقول بعد الانتفاضة المباركة تامل اهل هذه المدينة خيرا ..... ولكن اين الخير ومن اين ياتي فقد اهملت المدينة ولا زالت مهملة بشكل كامل ويكفي ان اسرد بعض الحقائق لتفسر بدورها ما يجري ولتوضح الصورة وهي غيض من فيض كما يقال:
هناك ثلاثة مدارس تشغل نفس البناية اي ان الدوام فيها ثلاثي وفي بعض من القرى القريبة من المدينة تم تشييد مدارس مستغلة حاليا كمخازن للعلف او كحضائر للحيوانات لسبب بسيط هو ان القرية لا يسكنها الا عائلة او اثنتين.
كان هناك ثلاثة نواب من اهالي المدينة في الدورة السابقة للبرلمان الكوردستاني الموقر ورغم ذلك فقد تم تمرير قانون ينص على تسجيل جميع الاراضي في المناطق التي لم تصلها عمليات التسوية باسم وزارة المالية وهذا ما افقد اهل المدينة اراضيهم ( الصغيرة بطبيعتها والتي تحيط بالمدينة) رغم معرفة الجميع بان هذه الاراض كانت تستخدم بالاضافة الى وظيفتها الزراعية كسكن صيفي وقد امر السيد محافظ دهوك قبل عدد من السنوات بعدم ترويج معاملات اعادة تسجيل الاراضي بحجة حصول العديد من عمليات التجاوز او ربما الفساد في هذا الموضوع وان حدث ذلك فمن المؤكد ان اهالي المدينة البسطاء لم يفعلوا ذلك. ترى هل ان اهالي المدينة هم السبب في عدم اقدام الحكومات المتتالية ومنها حكومة اقليم كوردستان على اجراء عمليات التسوية وتسجيل الاراضي باسم مالكيها ام ان الوضع الماساوي الذي ساد المنطقة لعشرات السنين هو ليس فقط السبب في عدم اجراء عمليات التسوية ولكن السبب ايضا في ما اصاب المنطقة باسرها من ويلات وكوارث؟ نطلب من السادة اعضاء برلمان كوردستان اعادة النظر بالقانون المذكور والتعامل مع اهالي المناطق التي لم تتم تسوية الاراضي فيها كغيرهم من الكوردستانيين واعتبار ما تعرضوا له خلال السنوات العجاف دافعا اضافيا لاحقاق الحق في تلك المناطق.
مركز قضاء يرجع تاريخة الاداري الحديث الى العام 1862 ليس فيه محكمة، نعم محكمة ايها السادة، فهناك غرفة صغيرة في مبنى القائممقامية (القديم المتهرئ) مخصصة لقاض ياتي من مدينة زاخو يوما واحدا كل اسبوع لا تستغربوا فالمدينة موجودة ويمكن تاكيد او نفي ما اقول!!!!!!!!!!!!
ياختصار، لم يخصص للمدينة اي مبلغ ذو قيمة يذكر لا من تخصيصات قرار النفط مقابل الغذاء ولا من تخصيصات تنمية الاقاليم ولا من ميزانية الاقليم. انا اطلب من كل الشرفاء الذين في استطاعتهم اماطة اللثام عن عدد المشاريع المخصصة لمدن ئاكرى ودهوك وزاخو و سميل مع اعتزازنا بهذه المدن واهلها ومقارنتها بالمخصص لمدينة اميدى. حتى ما يخص الشهداء ليس على اقل قدر من المطلوب.
كل الجهود لطلب مشاريع او خدمات تسطدم بالجدار الاسمنتي لحجة عدم وجود مساحات كافية في المدينة اضافة الى كون المدينة سياحية وغيرها من المبررات التي لا يمكن لجاهل ان يقتنع بها. ترى هل فشلت المؤسسات الكوردستانية الفنية والاكاديمية في ايجاد الحلول الناجعة للمسائل التي تثار وكانها مشاكل؟؟ ام ان هذه المبررات ستار لافعال اخرى؟
في تموز المنصرم ايام الحملات الدعائية لانتخاب اعضاء البرلمان الكوردستاني، لم يدخل هذه المدينة المنكوبة اي من ساسة وقادة ومسؤولي الحزبين الكبيرين وكانهم نسوا تضحيات هذه المدينة، نحن اهالي هذه المدينة نسجل لهم عتبا كبيرا وندعوهم الى تفسير مقنع. السيد نيجيرفان البارزاني المحترم اثر ان يجتمع باهالي المنطقة في قاعة لالاحتفالات في قرية بيناتا غرب المدينة وقد فسر مسؤولي البارتي في اميدي بعدم وجود مكان مناسب في المدينة ولم يكن ذلك صحيحا ففي المدينة قاعة رياضية مغلقة افضل بكثير من التي حضرها السيد نجيرفان ولنفترض جدلا عدم وجود مكان مناسب فهل للمسؤول والقيادي ان يبحدث في هكذا مناسبات عن راحته الشخصية او يفتش عن الام شعبه، او ربما كان كل ذلك مخططا!!!!!!! السيدين مسرور بارزاني وسعدي بيرة المحترمين اثرا هم ايضا ان يجتمعوا بالناس في شيلادزي لاسباب لا يفهمها اهل المدينة. ان هذا التهميش والاهمال المتعمدين يدفعان اهل المدينة الى تفسير ذلك كل حسبما يشتهي وفي الاونة الاخيرة بدا الناس يعزون ذلك الى حوادث تاريخية غير بعيدة نرجوا ان لا تكون هي الاسباب. في جميع الاحوال فان هذا يندرج تحت اسم سياسة التجويع والدفع الى التهجير واخلاء المدينة من اهلها لغرض في نفس يعقوب.......... ترى هل يعقل ما يجري؟؟؟؟ اغيثوا المدينة واهلها اغاثكم الله .........
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست