هل من حل لما يحصل في العراق الان
Monday, 16/06/2014, 12:00
1823 بینراوە
تشابكت المعادلات السياسية مع بعضها بشكل معقد جدا، و كل يدلوا بدلوه حول الاسباب و العوامل و النتائج التي وصلنا اليها و ما نحن عليه على الارض، الا انه ليس هناك من يقول الحقيقة الراسخة الا و نرى تحاليل و اراء و مواقف وقتية لم تصل مداها و مدتها للعثور على الحلول الناجعة لباب البيت، اي لم المس رايا محايدا و واقعيا من المتنفذين، و كل يجمع قواه للرد و ليس لايجاد الحل الجذري من اجل الحد من الخسائر الاخرى و التي تذهب ضحيتها الشعب و الطبقة الفقيرة المظلومة دوما .
نعم لو وجدنا قيادة متانية مفكرة لا يهمها الا مصلحة العراق لوجدنا الحلول و بدانا التنفيذ، و لكن يجب ان يكون بعيدا عن كل الخلفيات العرقية و الدينية المذهبية، و ان استندنا على مجموعة من الاسس و هي الثقافة العامة لافراد الشعب و التزاماتهم و ميولهم و عقليتهم واعتقاداتهم و تاريخهم بكل ما فيه و بواقعية و صريح العبارة دون الاعتماد على الافكار الخيالية البعيدة عن الواقع الموجود الان، و دون اية نظرة امنياتية و موقف فلسفي عقيدي، يمكن ان ننجح في العمل و القرار الدقيق . نرى ماموجود كما هو، كما هي الحال، و كما موجود من التركيبة و سماتها و خصائصها و ما نلمسه على الارض شعبا و فكرا و عقلية و حتى اخلاقا مختلفا، نعم ما موجود على الارض، يوجد السنة و الشيعة و الكورد، يختلفون عن البعض حتى في تفكيرهم و خلفياتهم و اعتقاداتهم و تاريخهم المكبوت جميعا و المحصورين و المضغوطين و المقبوعين بقوة و قبضة حديدية منذ انبثاق الدولة العراقية، و تعقدت الحال اكثر عند بروز ما نراه و ما طفى الى السطح من الافكار المذهبية دون تردد، كما كان موجودا و قفل عليها غصبا و من قبل قلة او حلقة متسلطة حاكمة مستندة على الامنيات غير الواقعية لدمج المكونات المختلفة من الصميم .
الحل الجذري الحقيقي القابل للتطبيق هو السماح للمكونات الثلاثة جميعا بحرية القرار بشرط عدم التعدي على الاخر وعدم فرض راي معين دون التوافق و التفاق و البت بالحلول عند الجلوس على طاولة المفاوضات من قبل الخيرين المؤمنين بالانسانية كخلفية وحيدة لتوجهاتهم و تفكيرهم وبعيدين عن كل الافكار و الاعتقادات الجزئية الاخرى، مجموعة قائدة فعلا مؤمنة بانها القادرة على ايجاد الحلول السريعة لما نحن فيه. نعم الشيعة لا تقبل بعد بحكم السنة و هكذا بالنسبة للكورد و العكس صحيح ايضا، و مضى عقد و لم تسلم السنة من الفكرو الخيار اعادة الحكم الى ايديهم و كان السلطة ملكهم و انهم على اعتقاد بانه مغتصب منهم، و هذا نتيجة طبيعية لاستئثارهم بالحكم طوال العقود السابقة و منذ انبثاق الدولة العراقية و استيراد القيادة الخارجية السنية اليها، وكان هذا بفعل فاعل مغرض مصلحي و بفكر استراتيجي مصلحي ايضا و الهدف ضمان مصلحة المغتصب المحتل قبل الشعب العراقي .
اليوم و بعد خراب الموصل قبل البصرة، فهل يمكننا ان نجلس و نتامل في الحل الناجع الواقعي الصحيح غير الاصرار على جمع قيادات المكونات الثلاث الرئيسية و البت بالكلام الواقعي و كما موجود دون شعارات و استنادا على ما يهم المكونات الثلاثة، فهل من حل غير الفدرالية او الكونفدرالية الحقيقية الراسخة التي تضمن حقوق المكونات الثلاثة و مشاركتهم الاتحادية بالتساوي مع بقاء الصلاحيات الواسعة لديهم ضمن اقاليم واقعية حسب ما موجودون هم و نسبتهم و جغرافيتهم المنقسمة اصلا و تاريخهم و حتى وضعهم الاجتماعي المختلف . نعم اليوم قبل غد و قبل ان نصبح سوريا و تلعب القوى الخارجية و من لها المصالح ان تشغل العراق في تصفية حساباتها الاستراتيجية، لابد ان نتجه نحو الحل الواقعي الجذري لمشاكلنا و نصن انفسنا و نبتعد عن اليوتوبيا و الخيال و الشعارات الايديولوجية التي لم تات منها سوى خراب الحال و المال . يا العراقيين، لم نقل هذا منذ اكثر من قرن و ندعوا له اعتباطيا ولم يكن فكر قد جاء من الفراغ او تحيزا لعرقنا كما يفكر البعض، بل اننا حللنا واقع العراق و قيمناه بما هو موجود منطقيا و واقعيا بعيدا عن الخيالات و الشعارات الرنانة، و استرجعنا بذاكرتنا الى التاريخ و دروسه وحللنا النفسية العراقية و افراد الشعب و نظرته الى الذات و الاخر و مدى تفكيره و انسانيته و ما وصل اليه و الاختلافات الموجودة في نسيجه و تركيبته، و الفترة التي تتطلبه هذه المكونات من اجل الوصول الى الفكر الانساني و النظر الى الاخر بمساواة و تجسيد المواطنة كفكر و واجب و حقوق، و عليه المطلوب الان هو الحل الذي يلائم الان، و الفترة المرادة طويلة للوصول الى الوقت المناسب الذي تزاح فيه الحدود نتيجة الوصول الى واقع مختلف و به نجد ما يفرض ذلك من المقومات المطلوبة و المساند المفروضة و الاركان التي يجب ان توقف و تثبت عليها الحال العراقي الموحد ان وصلنا اليه اصلا مستقبلا . ان بقينا على نفس النظرات و التوجهات الانية لم نصل الى اي حل و سنبقى بقعة خصبة لتصفية حسابات الاخرين على ارضنا و يمكن ان نقرا على العراق السلام، فعليه يجب الجلوس و البدء بالكلام الصريح و ايجاد الحل الواقعي الجذري دون تدخل احد لمنع فرض المصالح على الحلول .