نحو اعلان الدولة الكوردستانية ...
Monday, 16/06/2014, 12:00
1177 بینراوە
خسرو بيربال
عقب الأحداث الاخيرة في العراق وخاصة بعد انسحاب الجيش العراقي من اقليم كوردستان العراق وبروز فرصة الذهبية كهذه وبشكل مفاجئ وبعد معاناة الساسة الكورد في الشراكة الحقيقية لصناعة القرار السياسي في بغداد, بات من الضروري على الكورد استغلال هذه الفرصة التأريخية والتي لا تحدث إلا كل مائتان سنة مرة واحدة. وبما ان جميع المناطق الكوردستانية التي كانت خارج الحدود الكوردستانية اصبحت بيد قوات البيشمركة- القوات المسلحة الكوردية- فيجب على الكورد اغتنام هذه الفرصة لضم المناطق الكوردية المقتطعة لكي تعود الى خريطة اقليم كوردستان بشكل كامل. فـإذا لم يقدم الكورد اليوم على هذه الخطوة فمن الصعب عليهم ان يستمروا في الحوار والمناقشة والمشاركة السياسية في الحكم في بغداد, او المراهنة على سجلات الأحصاء أو مواد الدستور العراقي الجديد , أو الاستمرار باتباع نفس الاليات القديمة كما عهدناها في السنوات الماضية, والتي كانت بحق مضيعة للوقت, وعلى انفسنا وعلى الاجياء القادمة.
يجب الإقرار بأنها فرصة تاريخية لترسيخ المسؤولية الكوردية في العراق, وبعد العملية الانتقالية و اعلان الدولة الكوردستانية, فيجب الإقرار أيضا بأن هنالك قومية ثانية من حيث العدد وهى القومية التركمانية. ومن الطبيعي ولترسيخ المسؤولية للقيادة الكوردستانية اتباع سياسة خاصة جدا في التعامل و الادارة والتنظيم مع الشعب التركماني, والعمل بجدية لخلق ورسم سياسة التعامل مع المكون التركماني في الدولة الكوردستانية, وإفساح المجال للمساهمة الجدية لتحقيق حقوقهم السياسية و الثقافية والاجتماعية. كما يجب ان تكون هذه العملية مبرمجة في تحديد المسؤولية للدولة الكوردستانية تجاء المكونات الاخرى و خاصة فى ايجاد موازنة في مسألة إعادة كركوك وكل المناطق المستقطعة حتى ألان لأقليم كوردستان.
سوف يسجل التاريخ , بان القيادة الكوردية كان لها دورا تأريخيا في العملية التحررية للشعب العراقي, وإنها شاركت في مشروع تحرير العراق وإزاحة الديكتاتورية وسوف يدون التأريخ أيضا دورالكورد الفعال في تشكيل الحكومة العراقية الفيدرالية في بغداد ومحاولتهم لترسيخ العملية السياسية الديمقراطية. ألا أن ذلك لم يكن بدون عوائق جمة حيث أتسمت المفاوضات مع الحكومة المركزية بالصعوبة البالغة ولحد وصول تلك المفاوضات الى نقطة الصفر وكمثال على ذلك حين قامت الحكومة المركزية في بغداد في سابقة لم تحدث في العالم وذلك بقطع الرواتب المخصصة لميزانية حكومة إقليم كوردستان ومن ضمنها رواتب قوات البيشمركة والموظفين بشكل عام في محاولة لإحراج القيادة السياسية الكوردية مما يدل على عدم جدية الحكومة العراقية الفيدرالية في المفاوضات مع الكورد وتعامل الحكومة المركزية مع اقليم كوردستان وشعبها وكأنها محافظة عراقية. ناهيك عن عدم تطبيقها المادة (140) واتباعها اساليب المناورة السياسية والأحتيال واللعب والخداع واحراج القيادة الكوردية بل بإتباع فتوى (التقية) ضد قادة الكورد وذلك كونها لا تنظر الى القضية الكوردية بإنها حق مشروع ككل القضايا القومية لشعوب العالم هذا ورغم كل ما بذله الكورد في كوردستان العراق من الدماء ومنذ تأسيس دولة العراق في سبيل تحقيق العدالة الإجتماعية ضمن دولة ديمقراطية عصرية.
وبرغم الصعاب فقد إستمر الكورد في صياغة وتفعيل العملية السياسية مع بغداد, بل شاركوا في الحكومة العراقية الفيدرالية ببعض الوزارات و الدوائر الغير المؤثرة في السلطة, وكما أسهموا فى صياغة الدستور وإدارة الدولة وحيث كنا نحن الكورد أنذاك في اقليم كوردستان وما زلنا جزء حيويا من الحل وليس طرفاً من المشكلة. وسنكون حين إعلاننا لدولة كوردستان ايضاً والى الابد ان شاءلله جزءاً مهماً في مجمل العملية السلمية في الشرق الاوسط. وفي إعلان الكورد لدولتهم سيكونوا عنصراً مهماً لتقدم المسيرة الديمقراطية في المنطقة وكما يبقى شعب كوردستان صديقاً وفياً لجميع شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب التركماني والشعب العربي والفارسي. وبعد رجوع كل المناطق التي كانت تسمى مناطق خارج اقليم كوردستان فعلى حكومة اقليم كوردستان والقيادة السياسية في الدولة الكوردستانية الفتية التعامل والتخطيط ورسم سياسة جدية وأخوية تجاه هذه الاقليات في هذه الدولة وايجاد الية جديدة للتعامل كدولة مع مواطنيها واعطائهم الحقوق الكاملة السياسية والثقاقية للتركمان والعرب والمسيحيين الذين يعيشون في كوردستان.
على القيادة السياسية الكوردستانية الرجوع الى المرجعية الكوردستانية المتمثلة في برلمان كوردستان والى قائد الحركة التحررية الكوردستانية ورئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني وذلك للإعلان عن الدولة الكوردستانية وخريطة وحدود كردستان الجنوبية وترسيم الحدود ومشاركة الاصدقاء والدول الأقليمية والأوربية والمنظمات الدولية وجميع الذين وقفوا صفاً واحداً مع قضايانا المصيرية طيلة السنوات الماضية في الكفاح المسلح والعملية السياسية في كوردستان. وللكورد اصدقاء وجالية كبيرة في اوروبا ودول ومنظمات صديقة جميعهم يؤيدون ويدعمون هذه الدولة الكوردية الفتية. وبحسب اعتقادي فإن الرجوع الى بغداد مرة ثانية ومشاركة الحكومة العراقية سيكون أشبه بالقرار الإنتحاري وربما دفن للقضية الكوردية الى الابد. وعلينا الإقرار هنا بأن لبرلمان كوردستان ورئاسة اقليم كوردستان ممثلة في رئيسها البارزاني دورا أساسيا في توحيد الصف الكوردي تحت علم كوردستان وأنشاء الدولة الكوردية. فليس من المعقول ان تبقى الخلافات والازدواجية في السياسات لدى الأحزاب الكوردية اثناء اعلان هذه الدولة الكوردية وإن كان لدى هذه الأحزاب برنامجاً مختلفاً فيجب ان يكون هذا الاعلان خطوة لتوحيد مواقفهم وأحترام المرجعية وبرلمان كوردستان وتقرير مصيرهم بأيديهم كونها فرصة تاريخية تحتم على الجميع الإجماع في الرؤى الى المستقبل تمهيدا لإنشاء دولتهم وتحويل الدوائر الى نظام مؤسسات في الدولة وبناء العلاقات الكفيلة بديمقراطية التنمية ونحو تشكيل حكومة كوردية مهيأة لتحديات العصر المتفاقمة.
وحينها سنقول بصوت واحد هنيئاً للشعب الكوردي والشعوب القاطنة معهم في اعلان هذه الدولة الكوردستانية.
خسرو بيربال
اربيل في 15-6-2014
كاتب و مراقب سياسي كوردى