شق الصف العربي الكوردي!!
Wednesday, 23/07/2014, 12:00
1963 بینراوە
منذ سقوط النظام المقبور وتولية الحاكم العسكري بريمر امور الحكم في العراق دأب المذكور وركز على التوافق السياسي بين مكونات الشعب العراقي وكان أن اختار خمسة وعشرون رئيس للجمهورية تداوليا بين جميع الفرقاء ولهذا كان التوافق السياسي بين المكونات الاساسية مبدأ لا يمكن تجاوزه ويكون من خلال رؤساء الكتل السياسية في البرلمان العراقي .
رجع الرئيس مام جلال شفاه الله من رحلة علاجية من المانيا بعد أكثر من سنة ونصف السنة حيث كان يعاني من أثار جلطة دماغية وسببه الارهاق السياسي , لقد كان دوما يجمع الكتل السياسية المختلفة ويحاول تقريب وجهات النظر فيما بين الفرقاء السياسيين دون تفرقة وكان همه الخروج بالعراق الى مصاف الدول المتقدمة والمثقفة , لقد كان بحق رئيسا لكل العراقيين وقدم التضحيات الجسام لذلك واٌخره كان أن ضحى براحته وبنفسه لاجل العراق ورحلة علاجية طويلة من أجل أن يبقى العراق , رغم هفوته (ومن منا لا يخطئ ) جلسة سحب الثقة من المالكي !!
أن المشهد السياسي العراقي اليوم يمر بأزمة عسكرية وسياسية وأمنية لقد اصبح الارهابيين من دولة الخلافة وحلفائه يسيطرون على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية وأنعدم الامن والامان في المناطق التي يستولون عليها مما يحتاج من كل الفرقاء الوقوف بحزم أمام هؤلاء المرتزقة الذين يحاولون الاستيلاء على موارد النفط والموارد المالية لتوسيع وتمديد نفودهم وبعده يكون بغداد التالي وهدفهم للاستيلاء على الحكم لا سمح الله .
وكما قلنا في مقدمة المقالة لقد أعتاد العراقيين على أن يكون المكون الشيعي لرئاسة الوزراء والمكون السني لرئاسة البرلمان العراقي والمكون الكوردي لرئاسة الجمهورية وأن كانت محدودة الصلاحية وليس لها أمتيازات في الحكم سوى الاسم المعنوي .
وبعد عودته الميمونة من رحلة علاج حسم مام جلال والاتحاد الوطني الكوردستاني مرشحهم لرئاسة الجمهورية بأن يكون برهم صالح وفؤاد معصوم مرشحي الرئاسة .
الى هنا الامور طبيعية ولكن أن يترشح أكثر من 103 من أعضاء البرلمان لرئاسة الجمهورية فهذه هي المهزلة لقد اصبحنا لا نفرق بين لاعبي كرة قدم والبرلماني السياسي العراقي , ما معنى كل هذا المرشحين , وفي الاخير يكون الرئاسة محسوما للمكون الكوردي وبالتحديد بين معصوم وصالح .
والغريب أن اسم حنان الفتلاوي جاءت ضمن المرشحين لرئاسة الجمهورية وهي موقنه انها لم ولن تنجح لانها غير مرغوبة من غالبية الكتل السياسية ووقفت عن قصد وترصد عائقا امام تنفيذ مادة دستورية وهي المادة 140 وقد ذكرت هذه الواقعة بافتخار !!
بينما لم يرشح في الدورة السابقة سوى مرشح واحد أمام الرئيس مام جلال , والذي انسحب بدوره ليفوز مام جلال بالاجماع .
لماذا هذا الاسفاف السياسي ودق أسفين بين الكورد والعرب وشق الصف بين المكونات الاخرى ؟؟
اننا امام مشهد سياسي عراقي يكون المفرض فيه تلاحم القوى كافة ومواجهة قوى الارهاب الذي يتربص بنا ويحاول النيل من التجربة الديمقراطية العراقية .
هل هؤلاء البرلمانيين في البرلمان العراقي سياسيين او لاعبي كرة قدم ؟؟
الحقيقة اننا اصبحنا لا نفرق بينهما .
خليل كارده