الحق حق اينما كان
Thursday, 03/07/2014, 12:00
1831 بینراوە
يولد الانسان و هو لا يدري من اي قومية و دين ومذهب و عشيرة و عائلة، او من اي طبقة، و حتى لا يعلم بجنسه الا بعد سنين، لذا فهو ورقة بيضاء، فيكتب عليها من العائلة بداية ثم المجتمع و القريبين منه الى ان يتحرر قليلا من سيطرة العائلة و يكتسب ما بالمجتمع، و في الطفولة يُكتب على هذه الورقة من قبل من حوله من الام و الاب و الاخوان و الاقرباء وفق العلاقات و الاختلاط . عندما ينفتح عقليا و يبدا تساؤلات في ذهنه، فيتلقى، الاجوبة العملية في مجريات حياته اليومية و مدى تعمقه فيها، والاجوبة النظرية من عائلته و من المدرسة و المجموعات المرتبطة به او من اية مؤسسة يراودها، او مِن مَن يكون قدوته و يلهم من ما اكتسبته في حياتها السابقة .
عند التعمق في فلسفة الحياة من اي كان، لا يبق امامه او في ذهنه ما اكتسبه و تعلمه و كان خاطئا فيه اذا ادرك الوضع و سلك ما يرشده عقله و به تتغير عقليته يوميا حسب التعمق و الوغول في مكامن الحياة، و كل منا حسب قدرته و ما يميل اليه و يتخصص في حياته.
اي، يكون ضمن المكون المعين وراثيا و بعد الرشد ينضم الى العقلية التي وصل اليها بالتواصل و التاثر بما جرى حوله و ربما يتراجع عما انتمى . من دون شك ان المؤثرات الاجتماعية المحيطة به لها الدور الاكبر في مسيرته، الا ان القراءة و الاطلاع على مخابيء الحياة من خلال الوسائل العلمية الانسانية المتاحة ستغيره باستمرار، و اليوم الوسائل التكنولوجية العملية هي المؤثرة جدا في مدى تغيير العقلية الانسانية في هذا العصر، و التواصل السهل اثر بشكل كبير جدا على استيعاب العقل البشري و نظرته الى الحياة بشكل عفوي .
كثيرا من الاصدقاء عاتبوني على بعض من نصوص كتاباتي الاخيرة و تلمسوا كثيرا و اعتقدوا انها تحتوي على النظرة العنصرية او التعصبية، لانني قلت الحق لمن انا ضمنهم او من جلدتهم . و هذا ليس اجحاف بحق احد و لم اتبجح انا بذاتي في بيان الاراء التي اعتقد يجب ان اقوله كما تمليه علي ضميري و نظرتي و عقلي و ما اعتبره انا و متاكد منه حتى هذه اللحظة بانه الحق و يجب ان يُقال و لم اسكت عنه في اللحظات التي اعتقد انه يجب ان يُقال، لكي اشارك بسنبة ولو قليلة لاسناد الذي اعتبره الحقو الدفاع عنه لحد اخذه باي شكل من الاشكال . انا اسال هنا، هل الحق له قومية او مذهب او دين او فكر او فلسفة ما، هل الحق له زمان و مكان، هل الحق يريد ان يُعترف به دائما من قبل اخر اي غير صاحبه، ام على اصحابها ان تهتم و تدعي و تطلبه بل و تاخذه بما شاء اكثر من غيره . انني اعتبر كما اؤمن ان يقال في المقابل ماهو الاحق او نفيه و اثبات ما يُذكر بغير حق و لكن معتمدا على دلائل و حقائق و براهين تثبت ذلك، و من له غير ذلك يذكره و ان كان هو الاصح انا اعترف و اغير نظرتي، و في اكثر الاحيان اعتذران كنت مخطئا . اما ان لا اتكلم و لا اعبر عما يجب ان يقال في الوقت المناسب لكوني ضمن المغبونين،و ممكن ان يُحسب علي و اصنف ضمن المتعصبين، هذا بغير حق و ليس بمنطق .
لذا، عندما كتبت عدة مقالات عن حق الشعب الكوردستاني فيما يريده لتحقيق اهدافه الحقة بعيدا عن التعدي عن حق الاخرين لحد الان اعتبر انني لست مخطئا فيه، و بعد التامل و التمعن في التاريخ و مجريات حياة شعب تعداده اكثر من ثلاثين دولة صغيرة من الدول الاخرى ذات السيادة و العضوة في الامم المتحدة، اليس هذا الشعب له الحق في تقرير مصيره و بحرية تامة ان كان الشعب يريد هذا الحق و لم يهمله . و عليه اقول ان الحق حق اينما كان و لمن كان و ليس لاحد ان يحدده و يحجمه و يغيره، و الحق ثابت لا يتغير من كافة الجوانب . فاقول انني اقوله و اكرره فليقل من يقول اي شيء و ليتعنت و ينتقد من كان، و يمكن ان اتغير لو اقتعنعت بانني على الخطا في اعتقادي و ما اعلنته .
ان كنت يساريا او يمينيا، اسلاميا اوليبراليا، من اي دين، او ان كنت ملحدا، ان كنت متطرفا او معتدلا، مهما كانت مبادئي و نظرتي و فلسفتي في الحياة، اقول و اسال، ان كان الشعب الكوردستاني له كل هذا التاريخ و ما نلمسه فيه و يملكه من الجغرافيا و كل المقومات الاخرى من اللغة و الكلتور و الثقافة الخاصة ، و المميزات و الخصائص الاجتماعية و الاقتصادية، ان لم تكن اكثر من الاخرين فليس اقل منهم، الا يحق له ان يحقق ما تؤمن به اكثرية افراد شعبه. و هذا يطبق على اي شعب اخر غير ما انا انتمي اليه، و من الواجب ان ادافع و اقول الحق لغيري ايضا، ان كنت صادقا في فكري الانساني، لذا على من ينتقد يجب ان يبرر ما ينتقدني به بالدلائل على عدم احقيتي فيما اقول، بعقلية انسانية و ليس قومية او دينية متطرفة، التي لا تؤمن بحق الاخر الا عندما يكون لخدمتها. لذا اقول و انا اقول و اقول و اعلن ان الحق حق و من كان صاحبه و باي انتماء كان و مهما كان الحق هذا على حساب الاخر، و الذي يمكن انه اغتصبه في وقت سابق، فيجب ان يعود الى اصحابه الحقيقيين .