مزاد بيع الذمم في مجلس النواب، النجيفي وطيفور انموذجا
Friday, 21/10/2011, 12:00
لايعد الفصل بين السلطات سمة ديمقراطية مالم يتحقق التوازن فيما بينها وعلى وجه الخصوص بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولكن واقع الحال في العراق يشير الى ان البرلمان العراقي بات حجر عثرة في طريق التحول الديمقراطي المنشود في العراق . ويعود ذلك الى اسباب عدة، أهمها عدم اكتساب هذه المؤسسة والى اليوم الى الحد الادنى من البعد الجماهيري ليكون ممثلا حقيقيا لارادة الشعب، فلا زال الطابع النخبوي هو الصفة الغالبة على طبيعة عمل اعضاء المجلس من حيث السعي الحثيث لاسترضاء قادة الكتل الذين ساعدوهم في الحصول على المقعد و تعيينهم فيها، أما قادة الكتل فمشاريعهم هي الاخرى محصورة في تلبية طموحات ممولي حملاتهم الانتخابية اضافة الى انعاش مصالحهم الحزبية والعائلية.
وبالمقارنة مع الديمقراطيات ذو النظام الرئاسي فإن النظام البرلماني في العراق يضاعف المسؤولية على مجلس النواب من جهة امتلاكه لأدوات قانونية تمكنه من ممارسة دور رقابي فعال. مع ذلك فان هذه القوة الدستورية تذهب أدراج الرياح نتيجة للمحاباة والمداهنة وتدني الشعور بالمسؤولية الوطنية والاخلاقية. وفي نظرة متأنية للفرقعات الاعلامية التي يطلقها رئيس مجلس النواب (أسامة النجيفي) بين الحين والآخر، ندرك حجم الابتذال الذي لحق بهذه المؤسسة التي عقدنا عليها الآمال لتحقيق انسيابية التحول الديمقراطي ألا أنها تسعى اليوم بلسان هيئة الرئاسة لإستمالة العواصم الغربية الى عهود الاستبداد. وكما هو النجيفي على فالكتلة الصدرية التي تتبوأ النائب الأول في البرلمان هي الأخرى تراجعت عن وعودها بمحاربة الفساد وممارسة دورها الرقابي بالتصدي لكشف المآخذ التي اعترت تصرفات رئيس الجمهورية (جلال الطالباني) واستخفافه بالمال العام (في رحلة المليوني دولار) والتلكؤ في تنفيذ الاحكام القضائية وتطبيق القانون بحق رموز النظام البائد وكذلك ماتسبب به المقربين منه في اجهاض المرأة الحامل في خانقين، فسرعان ما انقلبت تهديدات النزيه جدا (بهاء الأعرجي) الى قهقهات وتبادل النكات بعد دعوة من الرئيس لهم لتناول الشاي معا في البلاط الرئاسي قبل أيام.
كما لم يكن النائب الثاني للرئيس (عارف طيفور) غائبا عن االحدث فكتلة مسعود البرزاني في البرلمان منهمكة في التبشير بالحرب الاهلية بين الشيعة والسنة قريبا، وجازمة بتنفيذ المشروع الخيري (للشريف بايدن) الذي تنتهي به مشاكل العراق وتبدأ معه صفحة من الجوار والتآخي بين كانتونات الأخوة الأعداء. فيبدو أن الزام المباني الحكومية في خانقين برفع علم الدولة وانزال علم الاقليم قد أثار حفيظة عارف طيفور الرجل نفسه الذي اقترح شكل العلم الحالي في عام 2005 ، ليتم اقراره بعد مباركة الطالباني ونائبيه (عادل عبد المهدي و طارق الهاشمي). كما ان المشهد الطيفوري في مسلسل الضحك على الذقون قد اكتمل بتصريح مسؤول فرع البارتي في خانقين بقوله (أن علم صدام لازال يرفرف في بعض المحافظات ولم يعترض المالكي على ذلك). في حين لازال المشهد ماثلا أمام أعيننا كيف مسح مسعود وجهه بأطراف علم صدام عام 1996 تبرّكا وتملقا، ليأمر مساعده (فاضل مطني) بمرافقة الجنود العراقيين لرفعه على قلعة أربيل، حيث كان الطيفوريين والبرزانيين يشعرون بالزهو لهذا المنظر الذي يحمل دلالة الانتصار على شركاء القضية الكردستانية التي يجسدها العلم الذي أمر المالكي بإنزاله من خانقين. ويعيد التاريخ نفسه، وبنفس الوجه المراوغ الذليل أصدرت رئاسة اقليم كردستان وعلى لسان البرزاني يوم أمس بيان شديد اللهجة يتأسى فيه ويترحم ليس على أرواح ضحايا القصف التركي بل على جثامين قتلى الجنود الأتراك ((الأبرياء من وجهة نظر مسعود)) حيث أدان بشدة ما أطلق عليه بالجريمة التي جعلته مستاء أشد الاستياء من العابثين بأمن تركيا، وليعلن هاتفيا أمام اردوغان براءته من شركاء المصير أخوة العلم الذي يتباكى عليه في خانقين.
لم أدخر الفرصة من قبل في توجيه النقد الى المالكي ان كان هناك مايستدعي ذلك، ولكن ما جرى قرار سيادي في قضية خلافية لم تحسم بعد وليس كما يصفها حسن العلوي الذي وهب ما لايملك لينال قصرا فخما، في الوقت الذي وهب مناضلي الكرد أغلى مايملكون ولا زالوا يفترشون أسواق الهرج .. أود تذكير النائب الثاني لرئيس مجلس النواب (عارف طيفور) الذي أشار بشكل خفي الى أن مسألة انزال العلم سلوك صدّامي من قبل المالكي، تذكيره برئيس حزبه (مسعود برزاني) الذي كان يتمسح بعباءة صدام معلنا على لسان مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي آنذاك (هوشيار زيباري) بالقول ( شراكتنا مع بغداد شراكة ستراتيجية ) .. في حين كان المالكي معارضا صلبا بوجه الظلم والاستبداد الصدامي.. وعندما كان مساعده فاضل مطني ميراني يستلم راتبه من المخابرات العراقية ومنشغلا بتسليم أبناء البصرة والشيعة من المحافظات الأخرى الى فرعي مخابرات الموصل وبغداد، كان المالكي يحارب صدام باليد واللسان. فليس كل الرجال حسن العلوي (اعلامي السيد النائب)
ولاندري أي نوع من النفاق هذا، يتربعون في المكاتب الفخمة ويتقلدون المناصب العليا والحساسة بعد أداء القسم بأغلظ الأيمان لينقلبوا بعدها على الأعقاب يتربصون الشر بالبلاد والعباد. ولكن حريّا بالمالكي وكما فعلها مؤخرا مع العراقية التي إدعت تمثيل المكون السني في استحقاق وزارة الدفاع، حريا به إسناد المناصب والمواقع الحكومية في بغداد الى المستقلين والمثقفين الكرد وكوادر واحزاب المعارضة لأنها استحقاق الشعب الكردي وليس حصص العصابات التي لاهم لها سوى السلطة والمال الحرام، فإن من هانت عليه نفسه وارتضى الارتماء في أحضان صدام وعارض سقوط نظامه لن يشعر بقيمة التغيير والتحول الديمقراطي حتى اذا أنيطت به رئاسة البرلمان أو رئاسة العراق.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست