کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


ماذا لو كانت الثورة السورية .. ثورة شعبية عارمة ؟!

Tuesday, 30/12/2014, 12:00


ابتدأت الثورة في آذار 2011 بمظاهرات صغيرة .. خجولة .. بسيطة في كل من دمشق ودرعا .. ثم انتقلت إلى حمص .. ومن ثم انطلقت منها بزخم كبير .. حتى سميت فيما بعد عاصمة الثورة .. وبعدها شاركت محافظات عديدة في المظاهرات!

ثم أخذت تتوسع .. وتزداد انتشاراً أسبوعاً وراء أسبوع .. بالرغم من المواجهة العنيفة من قبل عصابات الأسد ، وبالرغم من استخدام الأسلحة منذ اليوم الأول .. وسقوط قتلى وجرحى!

وازداد الغليان الشعبي في مناطق عديدة من سورية .. كما ازداد التحدي لدى الناس .. وازداد العناد والصمود والتصدي للمدافع والدبابات بصدور عارية .. وأيدي لا تحمل معها إلا هواتف محمولة.. تصور المشاهد الواقعية .. وترسلها إلى وكالات الأنباء .. والقنوات الفضائية !

إن مجرد انطلاق الثورة في سورية .. كان حلماً .. لا يخطر على بال .. ولا يصدقه حتى السوريون أنفسهم .. وما كان أحد يتوقعه .. وإن توقعه .. لا يصدق نفسه هل سيتحقق هذا التوقع .. أم لا؟!

نعم .. نعم .. لقد كانت القبضة الحديدية .. العسكرية .. الوحشية .. تسيطر على سورية سيطرة كاملة .. وأجهزة المخابرات بأنواعها .. وألوانها المختلفة تهيمن على حياة الناس بكل أقسامها .. وتجند عملاءها من كل المجتمع السوري .. بكل أطيافه المتنوعة .. حتى أصبح العميل لا يتورع .. ولا يتردد في أن يشي بأبيه .. أو أمه .. أو اخيه .. أو بنيه .. أو أي قريب من أقربائه .. أو أصدقائه!

كانت حياة السوريين بائسة .. تعيسة .. رهيبة .. مخيفة .. غرست عصابات الأسد طوال أربعين سنة .. في نفوس الناس .. الخوف .. والرعب .. والجبن .. وزرعت في قلوبهم الخنوع .. والإستسلام .. والإستذلال .. وأشاعت الوهن .. والضعف .. واستمراء الفساد .. والجري وراء الشهوات .. والملذات .. والمسكرات .. والمخدرات!

فالخروج من هذا القمقم .. لم يكن سهلا .. ولا بسيطاً .. ولا ميسراً!

ولكن البداية .. بدأت .. والإنطلاقة نحو الحرية .. والتحرر من هذا الإستعباد .. انطلقت على أيدي أطفال درعا .. وشباب وشابات دمشق .. بشكل عفوي .. وتلقائي .. وبإلهام رباني!

وكانت هذه الجرأة .. وهذه الشجاعة .. وهذه المغامرة الفريدة من نوعها .. في خلال عقود من تاريخ سورية الحديث .. كافية لأن تلهب الحماس في نفوس كل السوريين .. وتجعلهم يشاركون كلهم في الثورة .. كما فعل الرومانيون حينما انطلقوا كلهم قبل أكثر من 20 سنة ضد زعيمهم تشاوسيسكو .. نتيجة صيحة واحدة من بعض الجماهير المحتشدة لسماع خطابه في ساحة بوخارست .. وبالرغم من أنه واجههم بالنار كما فعل الأسد وسقط منهم قتلى بالمئات .. ولكنهم صمموا كلهم جميعاً دون استثناء .. وتكاتفوا وتعاونوا مع بعضهم البعض .. وفي خلال أربعة أيام فقط استطاعوا تحرير مدينة جنوب البلاد .. وفي اليوم الخامس قبضوا عليه ومعه زوجته حينما حاولا الهروب .. وأعدموهما فوراُ بالرصاص!

وانتصرت الثورة الرومانية في خلال خمسة أيام .. حينما ثار الشعب كله ثورة عارمة .. شاملة .. ولم يخسر سوى ألف قتيل أو يزيد قليلاً !!!

ولكن الثورة السورية العرجاء لم تنتصر بعد .. وقد مضى عليها قرابة الأربع سنوات .. قدمت أكثر من ربع مليون قتيل ومثلهم مفقود .. ومثلهم جريح .. وبضعة ملايين مشردين!

وهنا السؤال المفصلي الذي قد يتبادر إلى الذهن :

هل من المعقول أن يكون الشعب الروماني أكثر عشقاً .. وهياماً .. وحباً للحرية .. من الشعب السوري ؟!

وهل من المعقول أن يكون الشعب الروماني أكثر حباً .. وتآلفاً .. وتعاضداً لبعضه البعض .. من الشعب السوري !

من المؤسف .. والمحزن أن يكون الجواب :

نعم .. نعم!

الذي يدمي القلب حقاً .. ويفتت الكبد تفتيتاً .. أن تعلم أن :

الذي قتل الشعب السوري .. ودمر سورية .. ليس فقط :

عساكر النصيريين .. والعصابات الفارسية المجوسية .. والمليشيات الشيعية .. سواء كانت العراقية أو اللبنانية أو من كافة أقطار الأرض !

ولا الأسلحة التدميرية .. التخريبية التي انهالت ولاتزال تنهال على نظام الأسد من كل مكان !

كل هؤلاء مذنبون .. مجرمون .. ومشاركون في القتل .. والتدمير .. والتخريب .. لا شك فيه ولا ريب !

وهذا شيء طبيعي .. لقوم يحقدون .. ويكرهون .. ويبغضون الإسلام والمسلمين منذ قرون !

ولكن الذي تولى كبر هذه الجرائم كلها .. هم :

ذراري المسلمين .. العاملون في كل قطاعات الدولة .. من المخابرات .. إلى السجانين ..إلى العساكر ..إلى الوزراء ونوابهم ومساعديهم .. إلى رجال الأعمال .. إلى الإعلاميين والفنانين وأئمة المساجد .. إلى الشبيحة من ذراري المسلمين .. الذين لا يزالون يدعمون .. ويساندون النظام .. ويدافعون عنه دفاعاً مستميتاً .. ويتمتعون .. ويتلذذون بالعيش في جحور العبودية .. ومجارير الذل والهوان !

لو أن كل هؤلاء أو معظهم .. فيهم مقدار خردل من ضمير .. أو فتيل من كرامة .. أو نقير من دين .. وثاروا مع إخوانهم الذين سبقوهم بالثورة .. كما فعل الرومانيون - لحصل مع بشار وزوجته وأولاده .. كما حصل لتشاوسيسكو وزوجته .. في أيام معدودة !!!

وحتى الآن .. وبالرغم من مرور أربعة أعوام إلا قليل على إنطلاقة الثورة ..

فلو أن نفحة من روح الإنسانية .. والعزة والكرامة .. سرت في نفوس هذه الذراري النائمة .. فأيقظتها .. وحولتها من الأنعام السائمة إلى كائنات بشرية .. آدمية .. عاقلة تفكر يمستقبلها البعيد الدنيوي والآخروي إن كانت تؤمن بالآخرة فقام كل عسكري من هذه الذراري المسلمة - على سبيل المثال - بقتل رئيسه .. وزملائه النصيريين أو من حزب الشيطان .. لانهار الجيش فوراً !

أو لو أن الشباب القادرين على حمل السلاح .. انخرطوا في الكتائب المقاتلة .. بدلاً من دفع الأموال الطائلة .. في سبيل الموت غرقاً في البحر .. أو الوصول إلى مزابل أوربا .. للعيش عيشة العبيد الصعاليك .. مع الذل والهوان ..واستجداء لقمة الطعام ، والتسول في زواريب الحكومات الأوربية للحصول على الإقامة .. والهجرة . . ومن ثم لضياع الدين والدنيا .. وترك الوطن والأملاك والعقارات .. لتستولي عليها عصابات الأسد والشيعة .. وليتحقق حلم الفرس بإخراج ذراري المسلمين من دينهم .. وتمجيسهم .. وتشييعهم !

بينما تتراكض .. وتتسابق ذراري المسلمين الواعية .. العاقلة .. المؤمنة من شتى بقاع الأرض .. للهجرة إلى سورية .. للفوز بمقعد صدق ..عند مليك مقتدر !

فهل تستوي الذرية الهاربة من أرض الجهاد إلى أرض الكفار .. مع الذرية الهاربة من أرض الكفار إلى أرض الجهاد ؟!

الأربعاء 2 ربيع الأول 1436

24 كانون الأول 2014



نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە